بناء عشوائي وأزمة سكن تتفاقم في طرابلس وتكشف عجز الدولة والقطاع الخاص
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
البناء العشوائي يغزو المدن الليبية وسط توقف مشروعات الإسكان الحكومية
ليبيا – مع مرور أكثر من عقد على توقف مشروعات الإسكان الحكومية في ليبيا، تتفاقم أزمة السكن في العاصمة طرابلس، حيث يشهد السوق توسعًا غير منضبط للبناء العشوائي، في مشهد يعكس أثر غياب التخطيط وضعف التنظيم الحضري.
توقف مشروعات الدولة وتفاقم أزمة السكن
في ظل هذه الأزمة، حاول القطاع الخاص التدخل لتوفير مساكن بديلة تلبي جزءًا من الطلب المتزايد، إلا أن هذه الجهود غالبًا ما استهدفت الفئات ذات القدرة الشرائية المتوسطة والعالية، تاركة الشرائح الأقل دخلًا تواجه صعوبة في الحصول على مسكن مناسب.
مبادرات حكومية دون نتائج ملموسة
وأشار عويدات إلى أن مصرف ليبيا المركزي خصص خمسة مليارات دينار سنويًا لاستكمال المشاريع السكنية على مدى خمس سنوات، في محاولة لمعالجة الأزمة، لكنه شدد على أن التمويل مجرد خطوة أولى تحتاج إلى إدارة فعالة وخطط واضحة. ويرى المحلل المالي جمعة المنتصر بالله أن التمويل وحده لا يكفي من دون رقابة صارمة والتزام بالمواصفات، لتجنب تكرار أسباب التعثر السابقة.
ضغط متزايد على القطاع الخاص وارتفاع الأسعار
وبحسب المنتصر بالله، فإن استمرار تعطل المشاريع الحكومية يزيد الضغط على القطاع الخاص الذي يقدم وحدات سكنية محدودة وبأسعار مرتفعة لا تتناسب مع غالبية السكان. ويشير المقاولون إلى تحديات تشمل ارتفاع أسعار الأراضي والمواد الإنشائية وتعقيدات قانونية وإدارية تعرقل التنفيذ.
طرابلس.. فوضى عمرانية واتساع البناء العشوائي
في شارع الخلاطات بطريق المطار، قال المواطن عباس القبائلي إن البناء العشوائي مستمر يوميًا، وإن غياب الرقابة أدى إلى اختلاف كبير في ارتفاع وتصميم المباني، ما يجعل المشهد العمراني فوضويًا ويزيد من صعوبة توفير الخدمات الأساسية.
ارتفاع الأسعار يدفع الأسر إلى أطراف المدينة
وذكر رياض الجيلاني، من جنوب طرابلس، أن أسعار الشقق تجاوزت 200 ألف دينار، فيما تعاني المناطق الطرفية من غياب الخدمات الأساسية، ما يضع الأسر محدودة الدخل أمام خيارات صعبة. ويرى وسطاء عقاريون أن القطاع الخاص حاول توفير بدائل، لكنها بقيت خارج القدرة الشرائية للغالبية.
الجنوب الليبي.. الطلب أقل لكن التحديات أكبر
وفي سبها، أوضح الخبير العقاري عبد الرزاق الحسناوي أن قلة الأراضي وغياب الخدمات الأساسية ترفع كلفة البناء، مشيرا إلى أن مشاريع الإسكان الحكومية شبه متوقفة، ما يجعل القطاع الخاص يتقدم ببطء شديد لتجنب الخسائر.
الحاجة إلى تنظيم السوق ووضع استراتيجية وطنية
ويرى المحلل الاقتصادي عبد الله الحضيري أن حل أزمة السكن يتطلب خطة متكاملة تشمل تنظيم السوق العقاري وتشديد الرقابة على البناء العشوائي. وتقدّر وزارة التخطيط العجز التراكمي في الوحدات السكنية بنحو نصف مليون وحدة حتى عام 2020، في ظل توقف الشركات الأجنبية منذ 2011 نتيجة الخسائر والتوتر السياسي.
خبراء: الحلول الجزئية غير كافية دون تخطيط حضري شامل
الخبير العمراني علي قاضي شدد على ضرورة وضع استراتيجية وطنية تشمل دعم القطاع الخاص، وتسهيل إجراءات التراخيص، وتخصيص أراضٍ للبناء المنظم، وفرض رقابة صارمة لمنع الفوضى العمرانية. وأكد أن التنسيق بين الدولة والقطاع الخاص ضروري لضمان وصول المشاريع إلى المستحقين وليس فقط إلى الفئات الأعلى دخلاً.
القطاع الخاص بين ارتفاع التكاليف وتراجع القدرة الشرائية
وقال مفتاح الرحيبي، صاحب شركة عقارية، إن المخططات العمرانية متوقفة، وإن مشاريع الجيل الثالث لم تُستكمل منذ 2011، بينما تتوسع ظاهرة البناء العشوائي على حساب الأراضي الزراعية. وأوضح أن أسعار المساكن قفزت من 75 ألف دينار قبل 2011 إلى أكثر من 200 ألف في الوقت الحالي، لتصل في بعض الأحياء إلى 400 ألف دينار، في ظل تراجع القوة الشرائية للمواطنين.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: البناء العشوائی القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
مباحثات فلسطينية أممية بشأن إعادة بناء القطاع الزراعي في غزة
أكد وزير الزراعة الفلسطيني رزق سليمية أهمية تعزيز الشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لدعم جهود الحكومة في إعادة بناء القطاع الزراعي في قطاع غزة ، في ظل حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمزارعين والموارد الطبيعية نتيجة العدوان.
وجاء ذلك خلال اجتماع عقده سليمية في مكتبه بمقر الوزارة في مدينة رام الله ، مع رئيس مكتب "الفاو" في فلسطين شيرو فيوريلو، حيث ناقش الجانبان مستجدات خطة التعافي وإعادة بناء وتأهيل القطاع الزراعي.
وأوضح سليمية أن الوزارة تعمل وفق خطة شاملة للانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة التعافي ثم إعادة التأهيل، مؤكدًا ضرورة التنسيق المستمر مع اللجنة العليا للطوارئ في المحافظات الجنوبية لضمان تكامل الجهود الوطنية وتوجيه التدخلات العاجلة وفق الأولويات والاحتياجات الفعلية للمزارعين.
وأشار الوزير إلى أهمية حشد التمويل الدولي لدعم مسار إعادة الإعمار وتمكين القطاع الزراعي من استعادة دوره الإنتاجي، داعيًا المؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال لتمكين دخول مدخلات الإنتاج والمستلزمات الزراعية الضرورية لبدء عمليات التأهيل.
كما شدد على ضرورة البدء بعملية منظمة لحصر الأضرار الزراعية وتقييمها بمختلف أنواعها، بما يشمل حالة الموارد الطبيعية مثل التربة ومصادر المياه، خاصة في ظل التلوث الواسع الذي تسببت به الحرب.
من جهته، أكد شيرو فيوريلو استعداد منظمة "الفاو" للتعاون الكامل مع وزارة الزراعة في تنفيذ خطة التعافي، مشيرًا إلى جاهزية المنظمة لتوفير الدعم الفني والبحث عن التمويل اللازم لدعم التدخلات الزراعية في مراحلها المختلفة.
وفي ختام الاجتماع الذي حضره الوكيل بدر الحوامدة، ومستشار الوزير للمحافظات الجنوبية باسم حماد، ومدير عام التخطيط مرام صوالحة، ومستشار "الفاو" مايكل روبسون، اتفق الطرفان على تعزيز الشراكة لضمان تعافٍ سريع وفعّال للقطاع الزراعي في المحافظات الجنوبية، بما يسهم في حماية سبل العيش وتعزيز الأمن الغذائي للمواطنين.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الفصائل الفلسطينية: نطالب الوسطاء بأهمية فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين محدث: مكتب نتنياهو يؤكد تسلم جثمان أسير من غزة تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية داخل سجن جلبوع وسط إهمال طبي متعمد الأكثر قراءة قناة عبرية: الجيش الإسرائيلي يبدأ مشروع "رفح الخضراء" عقب خلافه مع كاتس - زامير يدعو لقيادة تعترف بالإخفاق وتجرؤ على التغيير أزمة أنفاق رفح تتفاقم - حماس تدعو الوسطاء للتدخل العاجل بالصور: مقتل اثنين من الحرس الوطني بإطلاق نار قرب البيت الأبيض عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025