صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-06@13:13:12 GMT

ما في كيزان!!

تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT

ما في كيزان!!

أطياف

طيف أول:

المرآة التي تدين الملامح في كل مرة، خرجت زواياها تهمس بالسقوط!!

ولن نسمح للإسلاميين الذين أسقطتهم الثورة ولا للدعم السريع بالعودة إلى المشهد مجددًا)، تصريح أدلى به القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان.

خطاب يعكس حالة ارتباك واضحة، تكشف أن الجنرال ما زال يمارس هواية القفز على حبل التصريحات؛ فتارة يرضي الإسلاميون بقوله (ما في كيزان في الجيش)، وهي العبارة “المريحة” التي تشكّل طوق حماية لهم، وتشتّت الأنظار عن مراقبتهم كفاعل رئيسي في ميدان الخراب، يعيثون فسادًا ودمارًا.

فالبرهان عندما يقول: أين هم الكيزان؟

يجب أن يبدأ بنفسه، أليس هو رئيس المؤتمر الوطني في محلية نيرتتي الذي أخبرنا عنه أمين حسن عندما قال إن البرهان أكثر من عضو في الحزب؟! فالجنرال أصبح يصرّح بخطابات باهتة، مستهلكة، متناقضة، لا تسمن ولا تُغني من جوع، لأنه فقد مصداقية القول الذي يتبعه الفعل.

ولكن لماذا اختار البرهان هذا التوقيت ليضع الإسلاميين في كفة الدعم السريع، أي في مكان القوى المدنية (المليشيا والقحاته)!!

وهو الذي يصمم على مواصلة حربه مع الفلول ضد الدعم السريع، الأمر الذي ظهر في قوله (لا يوجد حل للأزمة السودانية إلا عسكريًا). إذن ما الذي جعله يهدد بإبعاد الإسلاميين في هذا التوقيت؟

فالجنرال يرى الآن أن التنظيم ضُرب في مقتل بقرار تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وهو القرار المتوقع اعتماده من قبل الإدارة الأمريكية، والذي يدفعه قرار الكونغرس بتصنيفهم في جميع أنحاء العالم، بما فيهم إخوان السودان.

القرار يكسر شوكتهم في الخارج والداخل، ويجعل كلمتهم أضعف، ليس على القرار السيادي في السودان، وإنما على الجنرال المقيد في حصونهم. فالقرار يمنح البرهان في البداية أقل حقوقه (حرية التعبير).

وكنا قد تحدثنا أن قائد الجيش في رحلته إلى أمريكا أبلغ مسعد بولس أنه موافق على السلام، لكنه نقل مخاوفه إلى الإدارة الأمريكية بأن الميدان يسيطر عليه الإخوان المسلمون، وأن قرار وقف الحرب بيدهم. وعاد البرهان إلى مطرحه بعد أن برّأ نفسه من مسؤولية استمرار الحرب، وهذا ربما يكون من أهم الأسباب التي جعلت أمريكا تتحدث عن ضرورة تنقية الجيش من الوجود الإخواني، لأن شهادة البرهان بوجودهم في القوات المسلحة ليست فوقها شهادة.

وبالأمس حملت وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكية (نوفمبر 2025)، والتي نشرها البيت الأبيض، وفي صفحتها رقم 29، فقرة (أفريقيا الثانية)، موقفًا واضحًا للرئيس الأمريكي من وجود الإخوان المسلمين في القارة الأفريقية. وجاءت الفقرة 29 كالآتي: (هناك فرص للانخراط في التفاوض لإيجاد حلول وتسويات للنزاعات في الكونغو الديمقراطية، رواندا، والسودان، ومنع نزاعات أخرى من الاشتعال في إثيوبيا، الصومال، وإريتريا. كما يجب أن نكون على حذر من النشاط الإرهابي الإسلامي الذي يطل برأسه في أجزاء من أفريقيا، مع تجنب أي التزامات بوجود عسكري أمريكي في القارة).

وتؤكد الاستراتيجية أن دور الولايات المتحدة في أفريقيا سيكون دبلوماسيًا بالدرجة الأولى، عبر دعم المفاوضات والحلول السياسية للنزاعات القائمة.

لكن الوثيقة التي قالت إنها تستبعد وجود جنود أمريكيين على الأرض، لم تقل إن أمريكا لن تدعم وجود جنود من جنسيات أخرى أو وجودها على الأرض عبر آليات مثل المراقبة والمسيرات!! وتزامنًا مع ذلك، قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مع تعثر جهود وقف إطلاق النار في البلاد!!

وتقديم ترامب للحل السياسي على الحل العسكري يعني أن البرهان موافق على التفاوض، وأن أمريكا ليست بحاجة إلى التدخل العسكري طالما أن طرفي الصراع أبديا رغبة في التفاوض. لذلك فإن خطاب البرهان عن استمرار الحرب وأن الحل سيكون عسكريًا هو خطاب تقتضيه المرحلة الآنية، مرحلة وجود الكيزان وسيطرتهم على الميدان. ولكن عندما تعتمد أمريكا قرار التصنيف الكامل سيعلن البرهان موافقته على الحوار والسلام.

وتصنيف الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا يكشف فشل الدبلوماسية الانقلابية في تسويق مشروعهم، وتسويق الحرب، وقبلها تسويق الانقلاب، وبعدها فشل مطالبتهم بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، وفشلهم في الحصول على قرار لمحاسبة دولة الإمارات. كلها مطالب لم تجد أذنًا صاغية عند المجتمع الدولي، مما يعني أن الدبلوماسية الكيزانية بالخارج أصبحت تشكّل عبئًا على الدولة، وأن السفراء بالخارج يجب أن تطالبهم الدولة بتقديم استقالاتهم أو إعفائهم. لأن حصار التصنيف للإخوان، الذي تدق طبوله الآن الولايات المتحدة الأمريكية، لن يكون سببًا في سقوط النظام، ولكنه سيكتب نهايته حقبة سياسية ودبلوماسية مظلمة. وقتها سيكون صدقًا: ما في كيزان.

طيف أخير:

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك: (من “الصادم” أن نرى التاريخ يعيد نفسه في كردفان بعد وقت قصير من الأحداث المروعة في الفاشر.. ويجب ألا نسمح بأن تلقى كردفان نفس مصير الفاشر).

تصريح إنساني، لكنه يكشف حالة الميدان العسكري، وأن الدعم السريع يتمدد!!

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

توثيق أممي لجرائم الدعم السريع في السودان

قالت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن ميليشيات الدعم السريع نفذت عمليات قتل واختطاف وتجنيد قسري بما في ذلك الأطفال.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الدولية من أجل وضع حدٍ للأزمة السودانية.

وفي وقتٍ سابق، أشارت شبكة أطباء السودان إلى أن ميليشيات الدعم السريع قتلت 4 أشخاص بينهم طفل بحي الدرجة بالفاشر.

وأضافت الشبكة :" هذه الانتهاكات تهدد حياة المدنيين".

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

بوتين: تاريخ العلاقات بين روسيا والهند فريد من نوعه إصابة 7 فلسطينيين في اعتداء للمستوطنين شمال الخليل

وأكد الجيش السوداني، في وقتٍ سابق، أنه أحرز تقدماً في عدة محاور بولاية جنوب كردفان.

وياتي تأكيد الجيش السوداني بعد أن زعمت ميليشيات الدعم السريع سيطرتها على مدينة بابنوسة.

وفي وقتٍ سابق قال عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودان، للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة استعداد الحكومة السودانية التعامل مع الأمم المتحدة وجميع وكالاتها.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر على المواد الإغاثية التي تصل إلى إقليم دارفور.

وأضافت المصادر بالقول إن قوات الدعم السريع تستهدف المواطنين في إقليم دارفور وعدد كبير مصيرهم مجهول.

وقال برنامج الأغذية العالمي، في وقتٍ سابق، إن ملايين السودانيين على شفا كارثة.

وأضاف البرنامج :"السودان يواجه إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم".

وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم شبكة أطباء السودان أن فرق المنظمة الميدانية منتشرة في جميع أنحاء البلاد لتقديم تقارير دقيقة حول الأوضاع الإنسانية، مع التركيز على توفير الرعاية الصحية الأولية للنازحين.

 وشدد على أهمية تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين يعانون من آثار الحرب وسوء التغذية، مشيراً إلى أن عدد كبير من النازحين يتكدسون في مدينة الفاشر.

وأفاد المتحدث باسم شبكة أطباء السودان بأن ميليشيا الدعم السريع حولت بعض المستشفيات إلى ثكنات عسكرية وجعلتها أهدافاً عسكرية، في انتهاك للقوانين الإنسانية الدولية.

وأضاف في تصريحات لشبكة القاهرة الإخبارية أن مدينة الفاشر شهدت حصاراً مطبقاً وقصفاً ممنهجاً من قبل ميليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

وقالت وزيرة التنمية الهولندية، في وقتٍ سابق، إن أكثر من 21 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأضافت :" السودان يشهد أسوأ أزمة إنسانية عالميا والمجاعة ثبت وقوعها في بعض المناطق".

وقالت دينيس براون، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية بالسودان، إن المساعدات التي قدمناها للناجين بالفاشر بعيدة عن تلبية احتياجات السكان.

وأضافت :"لا نملك الغذاء الكافي وعلى المجتمع الدولي التحرك".

وقالت مديرة الاتصال في منظمة "أنقذوا الأطفال"، إن السودان يشهد واحدة من أكبر أزمات النزوح الداخلي في العالم، حيث وصل عدد النازحين إلى 10 ملايين شخص منذ اندلاع الصراع.

 

 

مقالات مشابهة

  • حصري لـCNN.. تفاصيل مفاجئة بقضية القارب الذي ضربته القوات الأمريكية في الكاريبي: لم يكن متجها إلى الولايات المتحدة
  • بعد تعثر جهود وقف إطلاق النار .. أمريكا تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني و الدعم السريع
  • بعد عثر جهود وقف إطلاق النار .. أمريكا تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني و الدعم السريع
  • وسط حشود ضخمة من على سيارة مكشوفة..البرهان يحسم التفاوض والهدنة مع الدعم السريع ويتحدث عن علاقة الإسلاميين بالجيش والحكومة
  • نائب البرهان يؤكد رفض أي اتفاق يعيد «الدعم السريع» للمشهد
  • مكافأة 10 ملايين دولار.. من هي حسناء إيران التي تبحث عنها أمريكا (فيديو)
  • البرهان: لا حوار ولا مفاوضات مع الدعم السريع إلا في حالة تركهم السلاح
  • البرهان يتمسّك بتسليم الدعم السريع سلاحها قبل أي تفاوض
  • توثيق أممي لجرائم الدعم السريع في السودان