الجزيرة:
2025-05-11@22:13:58 GMT

نصائح لاختيار روضة الأطفال المناسبة

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

نصائح لاختيار روضة الأطفال المناسبة

مع موسم الاستعداد للدراسة وقرب انتهاء الإجازة الصيفية، تبدأ غالبية الأمهات رحلة البحث عن روضة الأطفال المناسبة لأبنائهن، قد تختلف دوافع وأسباب كل منهن، ما بين الرغبة في تعليم الطفل المهارات الأكاديمية، كالقراءة والكتابة ومبادئ الحساب، أو إكساب المهارات السلوكية والاجتماعية المختلفة، في حين يجد البعض رياض الأطفال أفضل الحلول للتوفيق بين التزامات العمل ومتطلبات المنزل، وخاصة مع انشغال الإخوة الأكبر في دراستهم.

أهمية مرحلة ما قبل المدرسة

وأيا كان السبب والدافع الحقيقي وراء البحث عن روضة الأطفال المناسبة، ينبغي على الأم أن تولي هذه الخطوة الكثير من الاهتمام والجدية وتخصها بالبحث الدقيق، حتى تطمئن وتضمن لطفلها مكانا آمنا وصحيا وممتعا، لا سيما أن ما يتعلمه الطفل في هذه السن يؤثر على تحصيله العلمي ويشكل شخصيته وأفكاره وتوجهاته في المستقبل.

وفي هذا السياق، أشار مشروع بحثي إلى العلاقة الوطيدة بين أنشطة التحفيز المعرفي في سن الرابعة، وتطور قشرة الدماغ في سن المراهقة، وتتبعت الدراسة حالات 64 مشاركا منذ أن كانوا في الرابعة، وعمدت إلى فحص أدمغتهم عندما تراوحت أعمارهم بين 17 و19 عاما.

وأظهرت نتائج الدراسة -التي نُشرت في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب في نيو أورلينز الأميركية عام 2012- أن التحفيز المعرفي في سن الرابعة كان عاملا رئيسيا في تطور وزيادة المادة الرمادية في الدماغ بعد 15 عاما، والتي تتحكم في القرارات والذاكرة ومعالجة المعلومات.

وقالت مارثا فرح، عالمة الأعصاب الإدراكية في جامعة بنسلفانيا الأميركية والباحث الرئيسي للدراسة، إن هذه النتائج تؤكد مدى أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل ودورها في تحديد خصائص القشرة الدماغية، وبالأخص الفص الصدغي الأيسر المسؤول عن المعرفة والذاكرة الدلالية وتحدث فيه عمليات الإدراك واللغة.

وتوصلت دراسة، أجرتها جامعة نيوجرسي الأميركية عام 2008، أن الملتحقين برياض الأطفال يتمتعون بمستوى تعليمي أفضل خلال سنوات الدراسة الابتدائية، ويظهرون سلوكا أفضل ودرجات أعلى في معدل الذكاء مقارنة بالذين لم يلتحقوا بالتعليم قبل المدرسي.

قبل اختيار الأم روضة الأطفال ينبغي زيارتها وتحديد مدى قربها أو بعدها عن المنزل (شترستوك) أسس ومعايير اختيار الحضانة المناسبة

ولكن، إذا كان الأمر بهذا القدر من الأهمية، مع ما يمثله من تحديات أمام الوالدين، فما الأسس والمعايير التي ينبغي اختيار حضانة الطفل بناء عليها؟

ووفق موقع "بيرنتس" تجيب عن هذا السؤال دكتورة هيلاري فريدمان أستاذ علم الاجتماع بجامعة هارفارد ومؤلفة كتاب "اللعب من أجل الفوز" وتوضح أنه قبل اختيار روضة الأطفال، ينبغي زيارتها، وتحديد مدى قربها أو بعدها عن المنزل أو مقر العمل في حالة عمل الأم، والتأكد من وسائل النقل المتاحة لتسهيل ذهاب الطفل وعودته، وهل يعملون بنظام اليوم الكامل أم بنظام الساعات.

وتنصح فريدمان بضرورة الاستفسار عن التكلفة ومدى اتساقها مع المستوى الاقتصادي للأسرة، وكثافة روضة الأطفال بالنسبة لمساحتها.

ويشدد خبراء التربية على مجموعة من الخطوات التي ينبغي أن تأخذها الأم بعين الاعتبار لتيسير العثور على حضانة جيدة، ومنها:

الانطباعات الأولى وعوامل الأمان

ينبغي زيارة روضة الأطفال وإلقاء نظرة سريعة على فصول الدراسة ودورات المياه ومنطقة الألعاب، والتأكد من سلامة المكان وتجهيزه وتوفر عناصر الأمان فيه، ومن يُسمح له بالدخول ومتى.

كما يجب الاستفسار عن تصاريح الحضانة باعتبار هذه المرحلة من التعليم غير إلزامية ومعظم الحضانات تتبع منظمات خاصة، ومراقبة سلوك الأطفال وهل يقضون وقتا ممتعا ويتفاعلون مع بعضهم البعض أم يكتفون بالإنصات لمحاضرات تعليمية فقط؟

لابد من التعرف على برامج التدريس الخاصة واختيار ما يتسق مع قدرات واحتياجات الطفل (شترستوك) التكلفة وطرق الدفع

ينبغي أن تتوافق رسوم روضة الأطفال الشهرية أو السنوية مع المستوى الاقتصادي والموازنة التي تحددها الأسرة لتعليم الأبناء. وحتى لا تتفاجئين، يفضل أن تسألي عن كل الأمور المالية مثل رسوم الالتحاق بالحضانة وطريقة الدفع، وهل هناك رسوم إضافية أخرى خلال العام، لا سيما المرتبطة بالمناسبات والرحلات والأنشطة الترفيهية، ووسائل الانتقال والوجبات؟

المنهج التعليمي

ينبغي التعرف على برامج التدريس الخاصة، واختيار ما يتسق مع قدرات واحتياجات الطفل سواء منهج منتسوري أو ريدجيو إيمليا أو والدورف، الذي يعتمد على الأنشطة الفنية كوسيلة للتعليم وتعزيز الشغف وتنمية خيال وإبداع الأطفال، لذلك ينصح الخبراء بعدم الاقتصار على المناهج التي تعتمد على الحفظ والتلقين.

آراء الأمهات

مع التقدم التكنولوجي، أصبح من السهل التواصل مع الأمهات اللواتي سبق أن سجلن أطفالهن في رياض الأطفال، فتناقشي معهن حول آرائهن، ولسوف يوضحن المميزات والعيوب والمواقف المختلفة التي مررن بها.

تنمية خيال الأطفال مهمة وينصح الخبراء بعدم الاقتصار على المناهج التي تعتمد على الحفظ والتلقين (بيكسابي) الوجبات الغذائية

في حال كانت روضة الأطفال توفر الوجبات الغذائية للطفل، ينبغي الاطلاع على قائمة الطعام والتأكد أنها صحية ومغذية، والتأكد من مدى اهتمام القائمين على المؤسسة بتعليم آداب الطعام وغسل اليدين، وينبغي زيارة المكان المخصص لإعداد الوجبات وتقييم مستوى نظافته.

وقت القيلولة

يقضي الطفل ساعات طويلة في الحضانة، فلا تنسي السؤال عن موعد القيلولة وينبغي أن تكون في موعد ثابت يوميا ولا تزيد على الحد الطبيعي حتى لا تؤثر على ساعات نوم الطفل ليلا، وتعرفي من المسؤول عن إحضار وسادة وملاءة وأغطية لفراش القيلولة، وكذلك من سيتولى مسؤولية تنظيفها، المنزل أم روضة الأطفال؟

التواصل مع الإدارة والمعلمين

الموظفون في روضة الأطفال هم من سيرافقون طفلك كل يوم وعلى مدار ساعات، لا بد من التحدث إلى مسؤولي الروضة والمعلمين وحتى العاملات وتكوين صورة حول طريقة تفكيرهم، واستفسري عن خبرات المعلمين ومؤهلاتهم ومدى تدريبهم على برامج تنمية الطفولة.

وراقبي كيف يتفاعلون معك ومع طفلك والأطفال الآخرين، وألقي نظرة على جدران قاعات الدراسة هل يتم تعليق الأعمال الفنية للأطفال أم لا؟ مثل هذه الأمور البسيطة تعكس مدى تقدير المعلمين للأطفال.

وينبغي أن توفر روضة الأطفال قنوات للتواصل، وخاصة مع تقدم التكنولوجيا الحديثة، وأن تحرص على تقديم تقارير منتظمة عن سلوك الطفل الإيجابي والسلبي وتطور مهاراته خطوة بخطوة.

روضة الأطفال الجيدة تهتم باللعب الحر وتوفر أماكن خاصة به (شترستوك) مساحات كافية للعب الحر

يعد النشاط البدني أمرا بالغ الأهمية لتنمية المهارات الحركية وتعزيز صحة الطفل ورفاهيته، وروضة الأطفال الجيدة هي التي تهتم وتوفر أماكن اللعب الحر، باعتباره أفضل وسيلة للتعلم في هذه المرحلة.

وأخيرا، ينبغي التأكد أن سياسة الانضباط وتعديل سلوك الأطفال داخل الحضانة تتماشي مع الأساليب التربوية المتبعة في المنزل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: روضة الأطفال ینبغی أن

إقرأ أيضاً:

ما ينبغي إدراكه في خضم تسريبات الدرسي بليبيا

كان لمشاهد النائب المغيب إبراهيم الدرسي وهو في معتقله وبالصورة المهينة التي ظهر بها صدى كبير، وما كان لها ألا تكون، فقد كانت مشاهد صادمة في إذلال نفس بشرية، دع عنك دلالة أن يعتدى على نائب في مجلس تشريعي، وتنتهك انسانيته بهذا الشكل المهين.

التخبط الذي تراه في تعامل الجهات السياسية والعسكرية والامنية في الشرق يكشف بشكل صارخ اختلال معادلة السلطة والنفوذ هناك، ويظهر مدى عبثية دعوى أن مجلس النواب هو السلطى التشريعية العليا، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والسلطة الرقابية على الاجهزة التنفيذية، المدنية والعسكرية، فها هو برلماني مغيب منذ قرابة العام، ويكشف عن تعذيبه بشكل مريع، بينما التضليل مستمر، وعلى "المكشوف"، لتتأكد الدعوى بأن مجلس النواب هو أشبه بتجمع سياسي فاعل في الهوامش التي لا تعيرها القيادة العامة اهتماما، ويخضع لها في كل الملفات التي تشكل أولوية وأهمية.

مجلس النواب الذي تعرض أحد أعضائه لهذا المصير المرعب اكتفى ببيان وببضع رسائل موجهة للجهات الامنية يحثها على التحقيق في التسريبات، وباستثناء بضعة أعضاء تكلموا بشئ من الشجاعة ضد الجهات الأمنية وعجزها، فقد التزم البقية الصمت، بل إن بعضهم صرح في دوائر مغلقة وأحاديث خاصة عن الخوف من مجرد الحديث العابر عن خلل العلاقة بين السلطات المدينة والامنية في الشرق، من أن يصيبهم ما أصاب الدرسي. مع التنبيه أن النواب الذي تحلوا بدرجة من الجرأة قصروا انتقادهم على الأجهزة الأمنية، ولم يتطرقوا إلى ما تحدثت عنه تقارير ومصادر مطلعة عن مسؤولية جهات بخصوص قضية الدرسي.

بداية إصلاح الوضع المضطرب يكون من خلال مواجهة صريحة بوصلتها اشتراطات ومقومات الانتقال الصحيح الذي تعضده جملة من المبادئ الحاكمة في مقدمتها علوية السلطة المدنية ومؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية، وسيادة القانون، وصون الحريات والحقوق، وجعل انتهاكها خطا أحمرا لا استثناء فيه لأين كان، وتجتمع على هذا كافة المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية، وتهب جميعها هبة رجل واحد لدعمها وحمايتها والضرب على يد من يحاول تقويضها. الحادثة، ومع عديد الحوادث والشواهد، كشفت عن هشاشة المنتظم السياسي الرسمي، وعن الاختلال الذي ترجح فيه كفة القبيلة على المؤسسات السيادية، فقبيلة يمكن أن توفر أمنا، في مواجهة تغول قوى الأمر الواقع، خاصة في الأزمات، وربما يعزى الحماس الذي تحدث به النواب حول تسريبات الدرسي إلى المظلة القبلية التي توفر درجة من الحماية لا يوفرها مجلس النواب والمؤسسات الرديفة.

الخلل الأبرز الذي تكشف عنه الحادثة، ومثيلاتها، هو الدور الذي يلعبه المتصدرون للمشهد من سياسيين ونشطاء وإعلاميين وما في حكمهم في الشرق، فهم أشبه بالنخبة الوظيفية، التي تؤدي دورا داعما للمنظومة في شكلها المختل، والمشروع الذي من أفرزاته مثل واقعة الدرسي، إذ لم يتحدث من يصنفون ضمن المثقفين والنشطاء والإعلاميين بإنصاف ومسؤولية عن التسريبات، وبدل التركيز على الخلل الكبير وهو تغول جهات عسكرية وامنية وتطاولها وتورطها في سلوك تسلطي وقهري، جنحت إلى التبرير والمناكفة السياسية. ومع الإقرار بأن بعض أدوار نظرائهم في الغرب الليبي كان وظيفيا، وتعاملوا مع الواقعة بخطاب مسيس، إلا إن الصوت الرشيد كان حاضرا،  ويذكر للنشطاء والمثقفين دورهم الضاغط على السلطة النافذة في الغرب في ملفات عدة، منها ملف مبادلة النفط بالمحروقات وما لحقه من فساد، وشركة أركنوا، وغيرها.

بداية إصلاح الوضع المضطرب يكون من خلال مواجهة صريحة بوصلتها اشتراطات ومقومات الانتقال الصحيح الذي تعضده جملة من المبادئ الحاكمة في مقدمتها علوية السلطة المدنية ومؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية، وسيادة القانون، وصون الحريات والحقوق، وجعل انتهاكها خطا أحمرا لا استثناء فيه لأين كان، وتجتمع على هذا كافة المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية، وتهب جميعها هبة رجل واحد لدعمها وحمايتها والضرب على يد من يحاول تقويضها.

إذا لم يكن هذا هو الدرس المستفاد من تسريبات "الدرسي"، وإذا لم تراكم الواقعة وعيا يسري عند الجميع فيكون هو أداة توحيدهم ووسيلة سيرهم باتجاه دولة القانون والمؤسسات، فإن "الدكتاتورية" و"التسلط" ستنحني للعاصفة لبرهة، وتلجأ للبراغماتية لفترة، ثم تعود لسلوكها المعتاد ونهجها المألوف، وتتكرر حوادث القمع ووقائع الأخضاع القسري لإرادتها وخياراتها.

مقالات مشابهة

  • ظاهرة بيكا.. لماذا يتناول الأطفال أشياء لا تؤكل مثل برادة الخشب أو الدهان؟
  • جهاز الاستخبارات البريطاني (M16) يستعد لاختيار أول امرأة لرئاسته في التاريخ
  • خطوة بخطوة.. كيف تساعدي طفلك على تعلم المشي؟
  • "صورة الطفل في الدراما المصرية" بالمجلس الأعلى للثقافة
  • ما ينبغي إدراكه في خضم تسريبات الدرسي بليبيا
  • التضامن الاجتماعي: حوكمة إجراءات الأسر البديلة لاختيار الأفضل لكفالة الأطفال
  • دراسة تحذّر.. عادة يومية لدى الآباء تدمّر أدمغة أطفالهم
  • دراسة تحذّر: الفقر والنزاعات الأسرية تؤثر على نمو «دماغ» الأطفال
  • 36 مدرسة وروضة ببني سويف تحصل على شهادة اعتماد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
  • الألف يوم الأولى.. انطلاق مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض صدر الأطفال بالإسكندرية