ابحثوا عن حياة الثوار الذين عرفناهم، ولا نعرفهم
عن سنوات الجد والمكابدة، عن تفاصيل الصمود، عن أمهات الثورة وجدات الثورة وعمات وخالات وشقيقات، فلكل ثائر محيطه الذي يستمد منه قوته
صبره
صموده، كل محيط هو من أوجد الاسم الكبير،
لعلي عبدالمغني حكاية، نريد معرفة ماذا كان يفعل ويأكل وأين كان يبيت، ويختبئ أين، والكتب التي قرأها ما هي والمواقف التي حولته الى بطل،
من جيرانه،
أين هم قرابته؟
عن كل تفصيل من تفاصيل الحياة للشجعان قبل الثورة، عن مولدهم، مآثرهم، الوسائد اللواتي توسدوا بهن،
النوارات وضوء الفوانيس الخافتة، وأين بدلة طفولته، وعسكريته،
وعن السلال،
من أين هو وكيف عاش وهل عاش يتيماً ومن هي أمه التي أنجبت بطلاً، كهو، فكل بطل يجتبي بطولته من المربى،
هذه المرة لا تتحدثوا عما نعرفه عن السلال بل مالا نعرفه، عن حياة أمه،شقيقته، جدته، عن الجوانب المبهمة من حياته،
الإعجاز لا يكمن في الظاهر بل بين الخفي يختفي، والأشياء التي لا نعرف هي الأشياء التي شكلت فيه البطولة،
وحولت كل فرد الى بطل، وعن الزبيري، عن النعمان، وكيف عاش شامخاً كدار والده،
ابحثوا عن النعمان الأول لتدركوا سر النعمان الثائر،
اقرأوا سردية بيت النعمان فلولاها ولولا تواتر الحرية والأنفة لما تحول النعمان الى بطل من أبطال ذلك الزمان،وهذا الزمان،وكل زمان، وقد مللنا ما نعرفه،
يجب أن نغوص لندرك مالا نعرفه، هو المهم والملهم،
فتشوا حيواتهم، معاناتهم، الأحذية التي هربوا بها، والبنادق الحامية بالمعارك،أين هي؟
أين نجمات النصر وكم عدد أقمار كل ثائر قبل وبعد الثورة !
دققوا بتفاصيل اللقية،
ولا تنسوا العلفي، والهندوانة، ونوع الرصاص التي أسقطت الطاغية،أمريكية،روسية،
والآلي: كندا .
عن دار سلم،منها تنفس العلفي نفس البطولة،وعن اللقية مولود صنعاء،وأنفاسه تعز، عن الهندوانة ابن سنحان، وعن العريقي مطهر،وتفاصيل البيضاني، عن عبدالرقيب،يا لسيرتك العطرة يا عبدالرقيب،قدت سيرتك من جبل،جبلي البلاد .. ولا تنسوا جزيلان،حارته في تعز، حجرة مولده،من استاذه،أي حارة من هذه المدينة كانت موطأ نضاله،لنتعرف على رفاق صباه،الرفاق،هم، هم التشكيل الأول للفرد، بطلاً أم خانعاً، بهم يحدد المرء مصيره وعن عبدالسلام صبرة،وبئر العزب،وحسن العمري،عن كل الذين سقطوا سهواً،من دفتر الثورة، هناك خلف الستارة طابوراً نجهله،
حاميم،
المروني، وشيوخ واسطة البلاد، من شرعب الى القفر،
من حاشد الى يافع، عن العمائم وربطات العنق،لون عمامة الأحمر وطريقة ربطة عنق المروني، عن الصوت الخالد الذي ذاع انتصار الثورة،يا لذلك الصوت، عن حياة كل هؤلاء،
الأباء .. الابناء .. الإخوة .. البيوت .. عما لا يفكر المرء به البتة .
هذه هي الثورة،
كل ثورة هي مجموعة التفاصيل الضائعة،
لولا الأم لما صار الثائر بطلاً ولولا دعم الأخ الفلاح لما تخرج الضابط الحر،
وصبر الزوجة منح الرجل فساحة وقدرة على الحركة،
لنبحث ونكتب عن الثورة غير المباشرة، فهي برأيي كل الثورة.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
جميح ينتقد تلميحات خطيرة في حديث النعمان عن الحوثيين والقاعدة
شمسان بوست / خاص:
انتقد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد جميح بشدة تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية الأسبق مصطفى النعمان، والتي أشار فيها إلى أن إضعاف جماعة الحوثي دون وجود بديل قوي قد يفتح الباب أمام تمدد تنظيمات متطرفة مثل القاعدة أو داعش.
وعبّر جميح، في تغريدة نشرها على حسابه في منصة “إكس”، عن استغرابه من مضمون التصريح وصيغته، معتبرًا أنه يعكس خطابًا يوازي ما تروّج له جماعة الحوثي. وكتب متسائلًا: “ما هذا التصريح؟! هل ضاقت اللغة عن المعنى؟!”، مشيرًا إلى أن طريقة عرض الفكرة تثير كثيرًا من اللبس والتأويل.
وأضاف جميح: “هل يعقل أن يُطلب منا الصبر على الحوثي حتى لا تظهر القاعدة بديلاً؟ هل باتت خياراتنا محصورة بين التطرف الطائفي والتطرف الديني؟”، مشددًا على أن الوضع في اليمن لا يحتمل استخدام مصطلحات غامضة أو رسائل مزدوجة قد تُفهم كترويج لفكرة بقاء الحوثيين كحاجز وحيد أمام الإرهاب.
ورأى جميح أن مثل هذه التصريحات، حتى وإن لم تكن مقصودة، تصب في مصلحة الرواية الحوثية التي تبرر وجودها وتوسعها بذريعة محاربة القاعدة وداعش، بينما الواقع – على حد وصفه – يؤكد أن الجماعة ذاتها تمارس الإرهاب وتقوّض مؤسسات الدولة.
وختم جميح حديثه بالتأكيد على أن الإرهاب لا يتمثل فقط في الجماعات المتطرفة المعروفة، بل يشمل أيضًا كل من يحتكر العنف، ويستخدمه لفرض سلطته خارج إطار الدولة، داعيًا إلى تبني خطاب وطني واضح يرفض كافة أشكال التطرف، أياً كانت هويته.