مجادلات فكرية في الديمقراطية وإشكالياتها
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
عندما كتبت قبل يومين مقال بعنوان "ديمقراطية صراع المنبتون سياسيا" كان الهدف منه إشارة إلي أن بعض الذين يخرجون من أحزابهم بإداعاء أنهم وصلوا إلي طريق مسدود في الحوار داخل أحزابهم، أو أنهم عجزوا ان يوسعوا مواعين الديمقراطية فيها، بسبب أن الوائح و القوانين تحد حرية الرأي داخل الأحزاب ، الأمر الذي يؤدي إلي خضوع الأغلبية لأقلية تتحكم في الحزب، هذا الخروج كان المتوقع منه، أن يدفع هؤلاء لتقديم أجتهادات فكرية و ثقافية، تظهر إنتاجا جديدا واسعا يسهم في خلق وعي جديد، لكن للأسف أن خروج هؤلاء جعلهم أكثر دغمائية مما كانوا عليها، كأنهم كانوا ساعين فقط للخروج تحت إدعاء خلافات فكرية و لكنهم يريدون أن يحتفظوا بذات الثقافة الحزبية و لكن بعيدا عن قيود الحزب فقط.
في الحوار حول الديمقراطية في السودان و إشكالياتها كتب البروف السر أحمد معقبا على المقال بقوله "الاخ الزين سلام عليك ورحمة…. ان انحسار دور ما يسمي بالقوي والديموقراطية في السودان في رائي يرجع الي هيكلها البنيوي القائم علي اسس طائفية/عقائدية/قبلية مناطقيه… منذ نشأتها في اربعينات القرن الماضي.فالضعف والسكون والخمول الفكري والسياسي ليس جديدا عليها وليس مكتسبا عرضيا وانما هو اصيل في بنيتها. والدليل علي ذلك هواستمرارية هذا الضعف والخمول طوال اكثر من ثمانية عقود وما زال برغم اجتهاد عدد مقدر من الافراد والمثقاتية لتغيير الواقع الاليم لتلك القوي بمبادرات وافكار تكتيكية لا تقدم ولا تؤخر. فما زالت بيوتات محددة تسيطر بالكامل علي ما يجري في هذه القوي التي تدعي الديموقراطية -طائفية/عقائدية /عائلية.وتؤرثها لابنائها ابا عن جد ولخدامهم من المثقفين والمفكرين والمبررين وحارقي البخور. الخروج من هذه الوحسة يتطلب العمل بالبحث الجاد والمجاهرة بالتفكير الاستراتيجي والحلول الاستراتيجية بنعومة للخروج من عباءة القوي التي تدعي الديموقراطية وهي اصلا ضدها وتكرس القوي السياسية التي أنشأتها بمساعدة الاستعمار لتحقيق مآربها الذاتية من ثروة وسلطة وجاه. والادلة علي ذلك لانحصي ولا تعد.يبقي السؤال الجوهري هو كيف لهؤلاء المثقفاتية والمفكراتية الخروج من الوحسة التي وجدوا انفسهم في خضمها؟نواصل باذن الله) و يضيف تاج السر القول ( أسئلة إستراتيجية هامة يجب أن يجيب عليها المقفون و المفكرون و السياسيون لتكون منصة انطلاق لنشأة تجمعات / أحزاب سياسية جديدة عما هو قائم الآن... ما هو الأجدى للسودان القائم الآن كأمر واقع) هي أسئلة مهمة ،و يجب أخذها على الجانب الفكري بعيدا عن شعارات السياسة القاصرة في تقديم وعي سياسي جديد ، و أيضا محدوديتها في طرح الأسئلة المهمة.
و في تداخل أخر؛ كتب الأستاذ عادل إبراهيم حمد الكاتب و السياسي المعروف محاولا إيجاد بعض الإجابات على أسئلة البروف السر بالقول ( للمشاركة في نقاش القضايا و الأسئلة المهمة التي طرحها دكتور السر. يجب الاتفاق أولا على الديمقراطية، فتسقط تلقائيا اشكالات ترتبط بالدكتاتوريات، إذ تسع الديمقراطية نقاش كل هذه الخيارات المختلف عليها، بدون أن يملك فريق ادعاء ملكية القول الفصل.. و في ذلك رحابة معينة على تطوير الأفكار( و يواصل الأستاذ حمد و يقول (الطوائف والقبائل سابقة للأحزاب كما هو معلوم ، وعلاقة بعض الطوائف بالعمل الحزبي علاقة تراضي .. والتراضي علاقة غير مؤذية ولو بدت لمن هو خارج اطار هذه العلاقة صور من الاستغلال الضار بالقواعد في هذه الكيانات . لكنها علاقة (مريد) بشيخ او زعيم .. وفوق ذلك فهي علاقة عرضة للنقد والتصحيح ، بدون ان يملك زعيم الطائفة سلطة الحجر او العقاب على كاتب رأي او على من يهتف (الكهنوت مصيرو الموت) في مقابل سلطة الحجر و الاعتقال والتعذيب والفصل من العمل التي ترتبط بكيانات الحداثة التي طرحت نفسها بديلا لاحزاب ارتبطت بطوائف و عرفت كيف توازن بين الطائفة والحزب كما فعل السيد عبد الرحمن مع الحركة الاستقلالية ، حيث لا يمكن وصف رجال في قامة محمد احمد محجوب و عبد الرحمن على طه و ابراهيم احمد بانهم حارقو بخور ..نواصل في نقاش بقية النقاط .و التحية لدكتور السر) أن الأستاذ عادل إبراهيم حمد أتهم القوى الحديث، بإنها لم تستطيع أن تقدم جديدا لسلطة الطوائف و زعماء الأحزاب التقليدية غير شعارات لا تحمل مضامين للتغير، فقط إدانة للطوائف مثل " الكهنوت مصيره الموت" .
أن الإجابة على الأسئلة بعيدا عن القناعات المسبقة، و الميل العاطفي الذي يسبق التفكير الإيجابي القائم على الافتراضات العلمية، لا يجعل صاحبه قادر على تناول القضية بالصورة النقدية الصحيحة، و هي الحالة التي تعيشها النخب ليس داخل الأحزاب التقليدية بل داخل المجموعات الجديدة، التي ترفض البناءات السياسية التاريخية، و لكنها تعجز أن تقيم لها مؤسسات تتجاوز ثقافة تلك البناءات، الأمر الذي يطرح أسئلة جديدة؛ لماذا تتبنى النخب السياسية و الثقافي في المجتمع الثقافة التقليدية رغم نقدها المتواصل لها؟ هل هي عاجزة أن تفكر بعمق في الإشكاليات المجتمعية و السياسية التي تعيشها البلاد؟ أم إن أغلبيتهم لا يستطيعون التفكير خارج دائرة المناطقية و القبلية بسبب رغباتهم في تحقيق مصالح ضيقة؟
هناك أسئلة عديدة كانت قد طرحت في منابر عديدة عقب ثورة 1924م، بعد إجهاض الثورة قدمت أسئلة إذا كانت من قوى تقليدية مجتمعية أو من قوى جديدة بدأت تتخلق في المجتمع، جاءت ألأسئلة التي كانت قد طرحت عن الهوية و غيرها في مجالات الأدب و السياسة في مجلتي الفجر و النهضة، حيث كان سجالا ثقافيا فكريا حسب محدودية المعرفة بين خريجي التعليم الحديث في ذلك الوقت. و أيضا في ستينيات القرن الماضي تكونت مدارس فكرية في حقل الفنون و الأداب " مدرسة الغابة و الصحراء و الخرطوم و ابادماك و غيرها. و لكن بدأت هذه النهضة الثقافية الفكرية تتراجع أواخر السبعينات و الثمانينات و بصورة أكبر في عهد الإنقاذ، فالعودة لهذه النهضة بعد اتساع رقعة التعليم في البلاد إيجاد أرضية مشتركة تبدأ بقبول أخر و محاورت تصوراته من خلال مناهج تؤسس على النقد العلمي. لذلك عندما فكر عدد في تأسيس هذا المنبر كان الهدف منه هو توسيع دائرة المشاركة للمدارس الفكرية المختلفة بعيدا عن سياسة الهتاف و الضد. و نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: بعیدا عن
إقرأ أيضاً:
كيف يتحكم الأهلي والزمالك في حلم بيراميذر بدوري الأبطال؟.. خبير لوائح: «الطلب مستحيل والخائن كلمة السر»
في واحدة من أبرز محطات الجدل هذا الموسم، دخلت مسابقة الدوري المصري الممتاز منعطفًا جديدًا بعدما طلب نادي بيراميدز رسميًا تأجيل مواجهته المرتقبة أمام سيراميكا كليوباترا، والمقررة قبل أيام قليلة من خوض الفريق لمباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا. الطلب، الذي جاء في توقيت بالغ الأهمية، فتح الباب أمام نقاش واسع حول الأولويات، والقدرة على الموازنة بين الاستحقاقات المحلية والقارية.
الطلب، الذي حمل مبررات رياضية وإنسانية تتعلق بالإرهاق والاستعداد للنهائي القاري، قوبل برفض قاطع من رابطة الأندية رغم موافقة سيراميكا عليه في مشهد أثار علامات استفهام واسعة، خاصة مع حساسية توقيت اللقاء ومكانته في سباق اللقب المحتدم بين بيراميدز والأهلي، الذي يراقب الموقف عن كثب دون أن يُصدر بيانًا رسميًا، ولكن بصمته يصفه البعض بـ"المُعبّر".
ورغم إعلان نادي سيراميكا كليوباترا موافقته على التأجيل، التزمت رابطة الأندية المصرية برفض الطلب، مؤكدة أن جدول المسابقة تم وضعه مسبقًا وأن كل الفرق تخضع لنفس المعايير. هذا القرار أثار تفاعلًا لافتًا من جماهير وإعلاميين، بين مؤيد لثبات اللوائح، ومطالب بمرونة أكبر في التعامل مع المشاركات الخارجية للأندية المصرية.
في المقابل، يراقب النادي الأهلي - الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري - تطورات الأزمة دون تعليق رسمي حتى الآن، ورغم ذلك لا تخلو التفاعلات الجماهيرية من ربط الموقف بتأثيراته المباشرة على سباق اللقب، لا سيما مع اشتداد المنافسة بينه وبين بيراميدز في الأسابيع الحاسمة من عمر البطولة.
وبين ثبات الرابطة على موقفها، ومطالب بيراميدز بإعادة النظر، تبقى أزمة المباراة مفتوحة على احتمالات متعددة، قد لا تقتصر تداعياتها على جدول المباريات فقط، بل تمتد إلى مسار لقب الدوري نفسه، الذي يبدو أنه لن يُحسم داخل المستطيل الأخضر فقط، بل في الكواليس أيضًا، خاصة أن البعض رأى أن ما رُفض لبيراميدز، كان سيُمنح للأهلي أو الزمالك لو كان أحدهما في نفس الموقف.
وفي ظل هذا المناخ المشحون، يقف الدوري المصري على حافة الصراع بين الأهلي متصدر المسابقة برصيد 55 نقطة، وبيراميدز صاحب المركز الثاني برصيد 53 نقطة، ويتقبى لهما مباراة واحدة فقط، وبين - الأسيوطي سابقًا - الذي يرى رفض قرار التأجيل بالوقوف ضد ناد مصري على وشك الفوز بلقب قاري جديد.
وفي هذه السطور تستعرض بوابة الأسبوع في السطور التالية موقف بيراميدز في السابقة وقرار الأهلي المتوقع، خلال أزمة التأجيل..
تواريخ ما تبقى للأندية في كافة البطولات المحلية والقاريةبيراميدز سيلعب مع صن داونز في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا يوم 1 يونيو المقبل، عقب تعادلهما 1-1 في مباراة الذهاب بجنوب إفريقيا.
الأهلي سيلعب مع فاركو يوم 28 مايو الجاري في ختام بطولة الدوري وهو نفس موعد مباراة بيراميدز وسيراميكا كليوباترا، لتحديد بطل الدوري في موسمه الحالي.
يطير النادي الأهلي إلى أمريكا يوم 4 يونيو المقبل لبدء معسكر الإعداد الخاص بمونديال الأندية، وبدء استقبال الصفقات الجديدة التي تعاقد معها الأحمر.
من المقرر أن يلعب سيراميكا كليوباترا مع نظيره الإسماعيلي يومي 4 و8 يونيو المقبل في الدور قبل النهائي بكأس عاصمة مصر.
وفي نهائي كأس مصر، سيلعب الزمالك مع بيراميدز يوم 5 يونيو المقبل، لتحديد بطل المسابقة التي يحمل الأخير لقبها.
لابد من موافقة النادي الأهلي على التأجيل، لأنه في هذه الحالة سيتم تأجيل مباراة الأهلي وفاركو خاصة وأن المباراتين حاسمتين لتحقيق لقب الدوري وبالتالي لابد من تكافؤ الفرص.
وفي حالة موافقة الأهلي على تأجيل الجولة الأخيرة من الدوري، سيتم تأجيل الجولتين إلى بعد ما بعد انتهاء مونديال الأندية، لأن كل المواعيد ستكون شبه مستحيلة، بسبب ارتباط الأحمر بالمشاركة في كأس العالم بأمريكا.
من الممكن - في حالة موافقة الأهلي - يتم تأجيل المباراتين إلى يوم 4 يونيو وبالتالي يتم ترحيل نهائي كأس مصر إلى وقت أخر - في حال موافقة الزمالك -على هذا المقترح، ولكن سيكون للنادي الأهلي شرط حاسم للمواقفة على التأجيل.
سيشترط الأهلي موافقة الزمالك على رحيل أحمد زيزو للأحمر قبل نهاية الموسم، وتوقيع عقود انضمامه بشكل رسمي للمشاركة مع فريقه الجديد بمونديال الأندية، وهو ما سيرفضه الزمالك طبقًا لتصريحات مسؤوليه، الذين يروا أن زيزو "خان" القلعة البيضاء باقتراب انتقاله للأحمر.
وقال عامر العمايرة خبير اللوائح الرياضية، إنه لا يمكن تأجيل مباراة بيراميدز وسيراميكا كليوباترا في الدوري، طبقًا للائحة الموسم الحالي، والتي تنص على أن الفريق يحصل على راحة 3 أيام ويلعب في اليوم الرابع، وهو ما حدث مع بيراميدز بالفعل، ولا توجد أي مخالفة لنصوص اللائحة.
وأضاف العمايرة خلال تصريحاته الخاصة لبوابة الأسبوع، أن اللائحة وقعت عليها جميع الأندية منذ بداية الموسم ولا توجد أي استثناءات خاصة أن بيراميدز حصل على 3 أيام راحة وسيلعب في اليوم الرابع طبقًا للائحة، ولا يوجد مبرر لتأجيل مباراة سيراميكا كليوباترا الفاصلة في تحديد بطل الدوري للموسم الجاري.
وتابع أن اللائحة بها بند استثنائي معلوم لجميع الأندية، وهو لعب الفريق في اليوم الثالث بدلًا من اليوم الرابع، حال حدوث أي طارئ أو أمور أخرى، ولكن بيراميذر حصل على كامل حصة لاعبيه من الراحة 3 أيام، وبات مطالبًا باللعب في اليوم الرابع أمام سيراميكا كليوباترا، كما هو محدد.
وفيما يتعلق بتأجيل مباريات الدوري للأهلي والزمالك عند وصولهم لنهائيات قارية والرفض لبيراميدز حاليًا، قال العمايرة إن الموسم تحدده لائحة ولا يمكن معاملة بيراميدز طبقاً للائحة الموسم الماضي والتي أجلت فيها مباريات للقطبين، خاصة أن اللائحة واضحة والجميع وقع عليها، وكل ناد يمتلك منها نسخة، فهل يعقل أن نطبق لائحة الموسم الماضي في الموسم الحالي.
وقال العمايرة إن الأهلي لن يوافق على تأجيل مباراة بيراميدز وسيراميكا نظرًا لمبدأ تكافؤ الفرص، بخلاف أن الأحمر مرتبط بالسفر إلى أمريكا لخوض منافسات مونديال الأندية وتسجيل الصفقات الجديدة في موعدها، وبالتالي فكرة التأجيل غير مطروحة سواء من الأهلي أو رابطة الأندية التي تتمسك بإنهاء الموسم في موعده.
اقرأ أيضًا..اقرأ أيضاًرابطة الأندية تحسم موقف تأجيل مباراة بيراميدز وسيراميكا في الدوري
هل يتغير موقف رابطة الأندية بشأن تأجيل مباراة بيراميدز وسيراميكا؟.. الغندور يكشف
أزمة بين هاني سعيد ومذيع «أون سبورت» بسبب عدم تأجيل مباراة سيراميكا أمام بيراميدز