مقال بنيوزويك: الولايات المتحدة محاصرة في فسيفساء سوريا المعقدة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
نشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية مقالا للكاتب دانيال ديبتريس الباحث في أولويات الدفاع يقول إن الولايات المتحدة وجدت نفسها مرة أخرى وسط الانقسام العرقي والقبلي المعقد في سوريا.
وأضاف الكاتب أن الأطراف المتصارعة في دير الزور بشرق سوريا طلبت من أميركا تخفيف المشاكل الراسخة التي تتجاوز قدرة واشنطن على حلها، مشيرا إلى أنه كلما طالت مدة بقاء القوات الأميركية في سوريا زاد احتمال تكرار هذا الفيلم الذي لا ينتهي.
وأوضح ديبتريس أنه بالنسبة لمعظم الأميركيين فإن اندلاع الحرب في شرق سوريا هو خليط مربك من الأحداث، وأنهم محقون في تصورهم هذا لأن الديناميات الداخلية لسوريا تشبه مشهدا يتطور باستمرار، حيث يمكن للشركاء السابقين أن يتحولوا إلى خصوم، فقط لحل خلافاتهم بمرور الوقت.
حلفاء الأمس أعداء اليوموألقى الكاتب الضوء على النزاع الحالي بين العشائر العربية والأكراد الذين كانوا حلفاء ضد تنظيم الدولة "داعش"، والتي تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة إلى درجة الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، وقال إنه ومع ذلك فإن هذا الصراع لا يروي حتى نصف قصة سوريا.
وعن إرباك الوضع في سوريا وتعقيده عرض الكاتب على القراء لمحة سريعة عن التحالفات الموجودة هناك، قائلا إن تركيا (حليفة الولايات المتحدة) تقصف أحيانا "الأكراد السوريين" الذين يتلقون أيضا دعما أميركيا، وإن روسيا (خصم الولايات المتحدة) تجري مناقشات متكررة مع "الأكراد السوريين" الذين بدورهم تعاملوا مع إمكانية إبرام صفقة سياسية مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهو أيضا خصم للولايات المتحدة.
إرباك يجعل رأسك يدوروأضاف ديبتريس أن المليشيات المدعومة من إيران ترسل أحيانا طائرات مسيرة وصواريخ متفجرة نحو القواعد الأميركية في شرق سوريا في قتال بري ضد ما تبقى من قوات "داعش"، كما أن القاذفات الروسية التي تقترب بشكل خطير من الطائرات الأميركية تضرب مواقع التنظيم في الصحراء السورية الوسطى.
وباختصار -يقول الكاتب- إن الصراع بأكمله في سوريا يمكنه أن يجعل رأسك يدور.
لماذا الوجود العسكري الأميركي؟وتساءل ديبتريس عما يهم أميركا من كل هذا؟ مجيبا بأن السبب هو وجود ما يقارب 900 جندي أميركي لا يزالون متمركزين في شرق سوريا بعد أكثر من أربع سنوات من إنجاز مهمتهم الأصلية وهي القضاء على الخلافة الإقليمية لـ"داعش"، لأنه يبدو أن المهمة المكلفين بها وهي منع عودة التنظيم أو "هزيمته الدائمة" تراجعت منذ فترة طويلة إلى نمط معقد.
وقال إن مهمة القوات الأميركية في سوريا هي أن تحافظ على مواقعها بشكل مستمر وفق جدول زمني مفتوح تصدر أوامر به من قبل صانعي السياسة في واشنطن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
عملية نوعية بريف دمشق.. اعتقال عدد من خلايا داعش الإرهابية في سوريا
أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان رسمي، إلقاء القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" في منطقة المقيليبة بريف دمشق الجنوبي، وذلك خلال عملية أمنية وُصفت بالدقيقة والنوعية.
وأكد البيان أن العملية أسفرت عن مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، بعضها يُعد من العتاد الثقيل مثل مضادات الدروع والمدفعية، وهو ما يُشكل مؤشرًا خطيرًا على وجود نشاط متجدد للتنظيم في المنطقة.
وقال خليل هملو مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من دمشق، إنّ هذه العملية تُعد من المرات القليلة التي يُعلن فيها رسميًا عن وجود خلية تابعة لداعش في تلك المنطقة القريبة من العاصمة، مشيرًا، إلى أن بلدة المقيليبة، التي تبعد نحو 15 كم جنوب دمشق، كانت لسنوات طويلة خارج سيطرة الدولة، ما سمح بوجود فراغ أمني استغلته بعض الجماعات المسلحة.
وأضاف هملو، في تصريحات مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "يرجح أن تكون الأسلحة التي عُثر عليها بحوزة الخلية قد تم الاستيلاء عليها سابقًا من مواقع عسكرية حكومية خلال فترة انهيار منظومة الأمن في ديسمبر الماضي، ولا سيما من الفرقة السابعة المتمركزة هناك، والتي تُعتبر من أكبر التشكيلات العسكرية من حيث العتاد والعدد، وتمثل خط الدفاع الأول عن العاصمة".
وتابع: "التحقيقات الجارية مع عناصر الخلية قد تكشف خلال الأيام المقبلة عن وجود خلايا أخرى نشطة أو تنسيق محتمل مع مجموعات إرهابية في مناطق مجاورة، وتأتي هذه العملية في وقت تسعى فيه الأجهزة الأمنية السورية إلى تعزيز إجراءاتها الوقائية وإغلاق الثغرات التي قد تُستغل من قبل الجماعات المتطرفة، وسط تحذيرات من محاولات داعش إعادة ترتيب صفوفه واستهداف المناطق الحيوية القريبة من دمشق".
https://www.youtube.com/watch?v=ntsOkk5I0cM