قيادي كردي بارز: لا تنازل عن مطلب اللامركزية في محادثاتنا مع دمشق
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
دمشق- قال القيادي الكردي البارز بدران جيا كورد لوكالة فرانس برس الإثنين 26 مايو 2025، إنه "لا يمكن التنازل" عن مطلب التعددية اللامركزية في إدارة النظام السياسي في سوريا، في وقت يعتزم وفد من الإدارة الذاتية التوجه "قريبا" الى دمشق لاستكمال المحادثات مع السلطة الانتقالية.
وقع الطرفان اتفاقا في 11 آذار/مارس، يقضي "بدمج" كافة المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية في إطار الدولة السورية، ويُفترض استكمال تطبيقه بحلول نهاية العام.
إلا أن الإدارة الذاتية وجهت لاحقا انتقادات الى السلطة على خلفية الاعلان الدستوري ثم تشكيل حكومة قالت انها لا تعكس التنوع في سوريا. وطالبت القوى الكردية الشهر الماضي بدولة "ديموقراطية لامركزية"، فيما ردت دمشق بتأكيد رفضها "محاولات فرض واقع تقسيمي" في البلاد.
وأكد جيا كورد أن "سوريا لامركزية تعددية ديموقراطية هي الحل الأمثل لجميع القضايا العالقة راهنا". وأعرب عن اعتقاده بأنه "لا يمكن إدارة فسيفساء المجتمع السوري بنظام سياسي يحتكر جميع الصلاحيات ولا يعترف بخصوصية المناطق والمكونات".
وأضاف "هذا الطرح سيكون من القضايا الأساسية للتفاوض، ولا يمكن التنازل عنه".
وتعتزم لجنة تمثل مختلف الأحزاب الكردية التوجه "قريبا الى دمشق لمناقشة القضية الكردية وكيفية تضمين حقوق الشعب الكردي دستوريا"، وفق القيادي، من دون تحديد موعد الاجتماع.
وتضمن اتفاق وقعه الرئيس أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، بنودا عدة نصّ أبرزها على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
ونص الاتفاق كذلك على أن المكون الكردي "مجتمع أصيل في الدولة السورية" التي "تضمن حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية"، في موازاة "رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية".
وحذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الشهر الحالي من أن "المماطلة" في تنفيذ الاتفاق "ستطيل أمد الفوضى" في البلاد. واعتبر تنفيذه "عملية معقدة وحساسة لكنها ضرورية".
وينتقد الأكراد الذين عانوا لعقود قبل اندلاع النزاع من التهميش والإقصاء، سعي السلطة الجديدة الى تكريس مركزية القرار وإقصاء مكونات رئيسة من إدارة المرحلة الانتقالية.
ورغم التباينات القائمة، أشار بدران جيا كورد إلى أن "حوارنا مستمر مع الحكومة السورية الموقتة"، موضحا أنه يطال "ملفات صعبة ومعقدة" ويتطلب "مدّ المزيد من جسور الثقة بين الطرفين أكثر من أي وقت مضى".
وشدد على أن "التفكير المركزي لإدارة القضايا (العالقة) من دون قبول شراكة حقيقية وتوزيع الأدوار والصلاحيات بين المركز والمناطق، يجعل من المفاوضات عملية صعبة وتسير ببطء".
وتسيطر الإدارة الذاتية على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز التي تحتاج السلطة الجديدة في دمشق الى مواردها.
وشكّلت قوات سوريا الديموقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من دحره من آخر معاقل سيطرته عام 2019.
وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه الشرع الشهر الحالي في الرياض "بتحمل مسؤولية مراكز اعتقال" مقاتلي التنظيم المتطرف، الذين يحتجز المقاتلون الأكراد الآلاف منهم، عدا عن أفراد عائلاتهم.
وواشنطن، التي رفعت عقوباتها عن سوريا وفتحت صفحة علاقات جديدة معها، "من المشجعين والمسهلين لعملية التفاوض الجارية مع دمشق"، وفق القيادي الكردي.
وأوردت الرئاسة السورية في بيان عقب لقاء الشرع المبعوث الأميركي الى سوريا توم باراك في اسطنبول السبت، إن الجانبين أكدا "ضرورة تطبيق اتفاق شامل مع قوات سوريا الديمقراطية، يضمن عودة سيادة الحكومة السورية على كامل الأراضي السورية، مع بحث آليات دمج هذه القوات ضمن مؤسسات الدولة".
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
السلطات السورية ستساعد واشنطن على العثور على أميركيين مفقودين
دمشق- تعهّدت السلطات السورية بمساعدة واشنطن في البحث عن أميركيين مفقودين في سوريا، وفق ما أفاد المبعوث الأميركي الى دمشق توم باراك الأحد 25 مايو 2025، في إعلان يأتي بعيد رفع العقوبات الاقتصادية وفتح صفحة جديدة في العلاقات. وقال باراك في منشورات على منصة إكس "خطوة قوية الى الأمام. لقد وافقت الحكومة السورية الجديدة على مساعدة الولايات المتحدة في تحديد أماكن المواطنين الأميركيين أو رفاتهم" لإعادتهم الى بلدهم.
وأضاف "أوضح الرئيس (دونالد) ترامب أن إعادة المواطنين الأميركيين إلى ديارهم أو تكريم رفاتهم بكرامة، هو أولوية قصوى في كل مكان. وستساعدنا الحكومة السورية الجديدة في هذا الالتزام".
وعدّد من بين المفقودين أوستن تايس وماجد كمالماز وكايلا مولر.
وخطف تايس، في 14 آب/أغسطس 2012 قرب دمشق وكان عمره 31 عاما ويعمل صحافيا مستقلا مع مجموعة ماكلاتشي وواشنطن بوست ووكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى. ولم تتوفر معلومات عن مصيره. وقد زارت والدته دمشق والتقت الرئيس احمد الشرع بعد إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وخطف تنظيم الدولة الاسلامية عاملة الاغاثة مولر في حلب (شمال) في آب/اغسطس 2013، واعلن في شباط/فبراير مقتلها في غارة جوية شنتها طائرات أردنية على مدينة الرقة، التي شكلت حينها المعقل الابرز للتنظيم في سوريا. وأكدت واشنطن لاحقا مقتلها لكنها شككت في صحة رواية التنظيم المتطرف.
وفُقد المعالج النفسي مجد كمالماز، وهو أميركي ولد في سوريا، بينما كان في زيارة خاصة الى دمشق بعد توقيفه على نقطة امنية عام 2017. وكان متخصصا في العلاج النفسي للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، وعمل مع اللاجئين السوريين في لبنان بعد اندلاع النزاع. وأفادت تقارير غير مؤكدة لاحقا عن وفاته في السجن.
وبحسب مصدر سوري مطلع على المحادثات بين الحكومتين السورية والأميركية بشأن ملف المفقودين، فإن 11 اسما آخرين موجودون على قائمة واشنطن، وهم سوريون لديهم جنسيات أميركية.
وجاء إعلان الدبلوماسي الأميركي بعدما كانت واشنطن سعت مرارا خلال حكم الأسد للحصول على معلومات حول رعاياها المفقودين في سوريا.
وتعمل السلطة الجديدة على تحسين علاقاتها مع الدول الغربية، التي ترفع عقوباتها تباعا عنها، وآخرها الولايات المتحدة، في تحوّل كبير للسياسة الأميركية تجاه سوريا.