افتتح الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صباح اليوم، فعاليات المؤتمر العربى الخامس حول التعليم العالى والتنمية المستدامة والذي يعقد تحت عنوان "دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، على مدار يومى 10، 11 سبتمبر الجاري، والذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية.

جاء ذلك بحضور د. ناصر الهتلان القحطانى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية - جامعة الدول العربية، ود. عمرو عزت سلامة  الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية والعربية وخبراء التعليم العالى فى مصر والمنطقة العربية.

وفي كلمته، أكد عاشور أن التنمية المستدامة تمثل موضوعًا حيويًا وهامًا لمستقبل الوطن العربى، خاصة فى ظل التحديات المتعددة التى تواجه العالم اليوم، لافتًا إلى أن الجامعات هى المكان الأفضل لتحقيق تكامل أبعاد التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية داخل إطار شامل يحقق الأهداف التى وضعتها الأمم المتحدة، منوهًا بدور الجامعات ومؤسسات البحث العلمى فى تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المعقدة المحيطة بنا، وكذا تأثيرها الممتد لتوجيه الابتكار والمساهمة الفعالة فى تشكيل السياسات وتوجيه المجتمعات نحو التنمية المستدامة.

وأشار إلى أهمية المؤسسات الجامعية كحاضنات للأفكار مما يسهم فى تطوير تقنيات وحلول جديدة تعمل على تحسين الاستدامة فى مختلف المجالات؛ كالطاقة المتجددة، والزراعة، وإدارة الموارد المائية، والتكنولوجيا النظيفة، وغيرها، مؤكدًا على التزام الجامعات بمسؤوليتها نحو الأجيال القادمة من حيث إعدادها بشكل جيد وتمكينها من حل التحديات المستقبلية مثل قضايا تغيرات المناخ، والفقر والعدالة الاجتماعية، وكذا دمج أهداف التنمية المستدامة فى البرامج الأكاديمية والأنشطة الطلابية وإتاحة الفرصة للطلاب للابتكار والتفكير بشكل إبداعى.

ولفت الوزير إلى ما قامت به وزارة التعليم العالى المصرية من جهود لتفعيل دور الجامعات فى قضايا التنمية المستدامة، ورفع وعى الطلاب بأهدافها وتشجعيهم للمشاركة فى تحمل مسؤولياتها ومن بينها؛ تنظيم المسابقة السنوية لأفضل جامعة صديقة للبيئة لنسختين متتاليتين، وفقًا لمعايير مرتبطة بالمؤشرات العالمية؛ بهدف توفير بيئة تعليمية واجتماعية أفضل للطلاب، وتحسين جودة الحياة داخل الجامعة، وتشجيع الطلاب لتبنى الاختيارات الأكثر استدامة فى حياتهم الشخصية والمهنية كنمط حياة، فضلًا عن مشاركة الطلاب فى فعاليات قمة المناخ cop 27، لرفع وعيهم بقضايا البيئة وتشجيعهم لتحمل مسؤولياتهم فى بناء مستقبل أكثر استدامة، وكذا إطلاق المجلس الأعلى للجامعات منصة إلكترونية لجمع وإتاحة الأبحاث التى تخدم أهداف التنمية المستدامة فى جميع الجامعات؛ بهدف تبادل الخبرات وتعظيم الاستفادة من نتائجها.

وفي ختام كلمته، أعرب “عاشور” عن تمنياته للمؤتمر بالنجاح فى تحقيق أهدافه، وأن يكون فرصة لبناء شبكة تعاون وتكامل قوية، وتبادل الخبرات والرؤى التى تساهم فى تعزيز دور التعليم العالى فى تحقيق التنمية المستدامة.

وبدوره أشار عمرو سلامة إلى أهمية العمل العربى المشترك لتلبية أهداف التنمية التى تحتاجها المجتمعات العربية، وكذا عقد الشراكات بين المؤسسات العربية المختلفة لتعظيم جهودها فى مواجهة التحديات المستجدة، وخاصة ارتفاع البطالة بين الشباب، والتهديدات الصحية، وفقدان التنوع البيولوجى والكوارث الطبيعية، مشيرًا إلى مركزية العلم فى مواجهة هذه المخاطر وحماية الكوكب، من خلال دور الجامعات فى إنتاج المعرفة والتكنولوجيا ونقلهما والتدريب والتأهيل للطلاب والخريجين فى مختلف المجالات، والاستعداد لتعاظم تأثير الثورة الرقمية على مستوى العمل.

ونوّه بتوصيات المؤتمر العربى الأول للتنمية المستدامة، وضرورة تعميمها على الجامعات ووزارات التعليم العالى بالدول العربية، ومن بينها إنشاء وحدات للتنمية المستدامة بالجامعات العربية، وربط التعليم بالتنمية المستدامة، وتفعيل الشراكة بين الجامعات ومختلف مؤسسات المجتمع، وتبنى الجامعات لمشاريع تتماشى مع الاقتصاد الأخضر.

ومن جانبه، قدم د. ناصر القحطانى الشكر للوزير لرعاية للمؤتمر، وأوضح القحطانى أن المؤتمر يهدف لتوفير منصة عربية لتسليط الضوء على دور الجامعات فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من تحسين جودة الحياة بالمجتمعات والقضاء على الفقر وتعزيز التعلم، وتحقيق التكامل بين الجهود العربية لمواجهة تحديات التنمية المستدامة، مشيرًا لأهمية دور الجامعات على وجه الخصوص والتى تلعب دورًا حيويًا فى نقل المعرفة والعلوم وتقديم المبادرات والحلول.

كما نوه بضرورة العمل لتجاوز العقبات التى تواجه الجامعات فى تنفيذ دورها التنموى مثل؛ التمويل والبنية التحتية، وتوظيف البحث العلمى، والتعاون الدولى، فضلًا عن تعظيم دور الجامعات فى استيعاب نتائج الثورة الصناعية الرابعة والمتطلبات التى فرضتها، والتركيز على أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بجودة التعليم والبحث والابتكار، لافتًا إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والخبرات حول سبل تعزيز دور الجامعات فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وناقش المؤتمر فى جلسته الافتتاحية رؤية القيادات الأكاديمية لدور الجامعات فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقدم الحضور من رؤساء الجامعات فى مصر والعالم العربى عروضًا حول تجارب جامعاتهم فى تحقيق التنمية المستدامة، ومتطلبات إدماج الجامعات العربية فى خطط تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودور الجامعات العربية فى تنفيذ خطط التنمية المستدامة.

وعلى هامش فعاليات الافتتاح، قام د. ناصر القحطانى المدير العام للمنظمة بتسليم درع المنظمة للدكتور أيمن عاشور، وكذا تسليم درع المنظمة للدكتور عمرو سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية.

حضر المؤتمر، د. شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، ود. عمرو عدلى رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، ود. عدنان إبراهيم عبد نائبًا عن وزير التعليم العالى والبحث العلمى العراقى، ود. منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية بالإمارات العربية المتحدة، ود. أحمد بن سالم العامرى رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ود. محمد الوديان رئيس جامعة عمّان العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية.

جانب من اللقاء جانب من اللقاء 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جامعة المنصورة رؤساء الجامعات جامعة الدول العربية التعليم العالي والبحث العلمي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنظمة العربية للتنمية الإدارية اتحاد الجامعات العربية المنظمة العربية للتنمية تحقیق أهداف التنمیة المستدامة الجامعات العربیة التعلیم العالى رئیس جامعة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يعقد اجتماعًا مع رؤساء الجامعات الحكومية المنبثقة منها جامعات أهلية

عقد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي اجتماعًا مع رؤساء الجامعات الحكومية المنبثقة منها جامعات أهلية وعددها (12) جامعة، والتي لم تبدأ الدراسة بها بعد، وذلك بمقر جامعة الفيوم الأهلية، بحضور الدكتور أحمد الأنصاري محافظ  الفيوم، الدكتور  ماهر مصباح أمين مجلس الجامعات الأهلية، وذلك بمقر جامعة الفيوم الأهلية.

في مستهل الاجتماع، وجه الوزير الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لإصدار سيادته 12 قرارًا جمهوريًا بإنشاء 12 جامعة أهلية جديدة منبثقة عن جامعات حكومية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعد دعمًا قويًّا لمنظومة التعليم العالي، وتسهم في دفع عجلة التنمية، وتوسيع قاعدة الإتاحة التعليمية، فضلا عن دورها في حماية أبنائنا الطلاب من التحديات والمخاطر التي قد تواجههم خلال الدراسة بالخارج، وتشمل (جامعة السويس الأهلية، جامعة دمنهور الأهلية، جامعة القاهرة الأهلية، جامعة عين شمس الأهلية، جامعة سوهاج الأهلية، جامعة كفر الشيخ الأهلية، جامعة الوادي الجديد الأهلية، جامعة الفيوم الأهلية، جامعة طنطا الأهلية، جامعة الأقصر الأهلية، جامعة دمياط الأهلية، جامعة مدينة السادات الأهلية)، مشيرًا إلى أنه من المستهدف بدء الدراسة في الجامعات الأهلية الجديدة خلال العام الدراسي 2025/2026.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن الجامعات الأهلية تعد رافدًا محوريًّا ضمن منظومة التعليم العالي في مصر، حيث تسهم بشكل فعال في استيعاب الزيادة المستمرة في الإقبال على التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي تضطلع به هذه الجامعات في تقديم تعليم أكاديمي متميز، من خلال تقديم برامج تعليمية بينية حديثة ومتكاملة، تصمم وفقًا لأحدث المعايير العالمية، بما يلبي متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، ويعزز من تنافسية الخريجين على المستويين الوطني والعالمي.

كما وجه الوزير بضرورة تكثيف جهود تسويق البرامج الدراسية التي تقدمها الجامعات الأهلية على المستوى الإقليمي؛ بهدف جذب مزيد من الطلاب الوافدين، وذلك من خلال تعزيز التعاون مع المكاتب والمراكز الثقافية المصرية بالخارج، مشيرًا إلى أن إنشاء الجامعات الأهلية الجديدة جاء وفق فكر حديث ورؤية إستراتيجية تستهدف استثمار الموارد المتاحة بشكل أمثل، بما يحقق مبادئ الاستدامة، ويعكس قدرة الدولة المصرية على تنفيذ مشروعات تعليمية قومية ناجحة ومتكاملة.

وخلال الاجتماع، قدم د.ياسر حتاتة رئيس جامعة الفيوم عرضًا تفصيليًّا حول جامعة الفيوم الأهلية، والتي تم إنشاؤها بموجب القرار الجمهوري رقم 263 لسنة 2025، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص مبنيين للجامعة لم يسبق استخدامهما، هما المبنى الرئيسي، ومبنى المدرجات والقاعات، ويتكون المبنى الرئيسي من 8 طوابق، على مساحة 1000 متر مربع للدور الواحد، ويضم معامل، وقاعات دراسية، ومكاتب لإدارة الجامعة، كمكتب رئيس الجامعة، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وعمداء القطاعات، بالإضافة إلى كليات الطب البشري، والهندسة، وطب الأسنان، والحاسبات والذكاء الاصطناعي، والتمريض، وأما المبنى الثانى وهو مبنى المدرجات والقاعات، فيتكون من 7 طوابق، وتم إنشاؤه على مساحة 1700 متر مربع للدور الواحد، ويضم عددًا من المدرجات، والقاعات الدراسية الحديثة، مؤكدًا أن الدراسة ستبدأ بالجامعة الجديدة اعتبارًا من العام الجامعي ٢٠٢٥-٢٠٢٦.

وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الاجتماع تناول مناقشة بروتوكولات التعاون المزمع توقيعها بين الجامعات الحكومية والجامعات الأهلية المنبثقة عنها؛ بهدف تعزيز التكامل بين الجانبين في مختلف الجوانب الأكاديمية والإدارية، ويشمل التعاون المقترح الاستفادة من الإمكانات البشرية والتقنية المتاحة في الجامعات الحكومية؛ بما يسهم في دعم الجامعات الأهلية، ويضمن تقديم خدمة تعليمية متميزة ومتطورة، على أن يتضمن ذلك تحقيق الاستدامة الزمنية والمالية؛ وبما يضمن استمرار جودة العملية التعليمية بالجامعتين في إطار رؤية موحدة للنهوض بمنظومة التعليم العالي في مصر.

وفى نهاية الاجتماع وجه الوزير بضرورة متابعة استكمال استعدادات الجامعات الأهلية الجديدة لبدء الدراسة.

مقالات مشابهة

  • زيادة عدد الجامعات واستحداث التكنولوجية.. 11 عامًا من الدعم المتواصل للقيادة السياسية لمنظومة التعليم العالي
  • التعليم العالي: مصر حققت طفرة كبيرة في تصنيف الجامعات
  • التعليم العالي: جار العمل على تدويل وتصدير التعليم
  • التعليم العالى: التعلم في الجامعات يعتمد على تقديم مشروعات مبتكرة
  • التعليم العالي: مؤشرات تطوير التعليم بدأت تؤتي ثمارها
  • التعليم العالي: المهارة العنصر الأول فى التوضيف يلها الكفاءة والتعليم
  • التعليم العالي: 21 طالبًا مصريًا في برنامج التدريب البحثي الصيفي بجامعة لويفيل الأمريكية
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل نجحت فى تحقيق أهداف استخباراتية بإيران
  • وزير التعليم العالي يعقد اجتماعًا مع رؤساء الجامعات الحكومية المنبثقة منها جامعات أهلية
  • أشرف العربي: الابتكار قضية محورية تعتمد على زيادة الإنفاق في البحث العلمي