الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تاريخ حافل بالشهداء
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تزخر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعشرات الألاف من الشهداء على مدار إحدى وعشرين قرناً، من مارمرقس الرسول إلى شهداء ليبيا، ويحظى الشهداء بمكانة كبيرة بداخل الكنيسة حيث خصص عيد لهم يتم الاحتفال به سنوياً، وعيد "النيروز"، عيد رأس السنة القبطية، أو عيد الشهداء، وتحتفل به الكنيسة في ١١ سبتمبر القادم والذي يقابله في الشهور القبطية يوم " 1 توت.
حيث يتشفع المسيحيون بالشهداء وفي طقس الكنيسة تذكرهم الكنيسة في التسبحة والسنكسار وتكرمهم الكنيسة أيضاً في تحليل الكهنة في صلاة نصف الليل وفي صلاة رفع بخور عشية وباكر وفي القداس، وتحتفظ الكنيسة برفات الشهداء وتضع أيقوناتهم وتحتفل بتذكار استشهادهم سنويًا.
تاتي كلمة "استشهد" في اللغة العربية بمعني قتل في سبيل الله هذا هو المعني الاصطلاحي، لكن المعني الاشتقاقي لكلمة الاستشهاد مشتق من الشهادة، فاستشهد بمعني سئل للشهادة، أو طلب للشهادة، والشهادة هنا الشهادة للإيمان الذي يدين به الإنسان ويزود عنه، هناك بعض الناس يقرؤها استشهد، لكنها استشهد. استشهد فلان أي طلب للشهادة، فشهد للإيمان الذي يؤمن به.
وأرتبط الاضطهاد بالمسيحية وهو يسير معها جنبا إلي جنب، وأحيانًا يصل إلي النهاية وهو ما نقول عنه الاستشهاد، وأول اضطهاد تعرض له المسيحيون كان من اليهودية حيثما ولد المسيح وانتشرت المسيحية، فاضطهد اليهود تلاميذ وأتباع المسيح بالقتل والتعذيب أو بالوشاية وإثارة الجماهير أو بالمقاومة الفكرية، بعدها دخلت المسيحية الناشئة في صراع طويل مع الوثنية متمثلة في الإمبراطورية الرومانية حيث أستمر ذلك لقرون إلى أن جاء الملك قسطنطين، وتغير بعدها مجرى تاريخ المسيحية.
ويقول القمص بطرس بطرس بسطوروس، وكيل عام مطرانية دمياط وكفر الشيخ والبرارى، وأستاذ علم الوعظ لـ"البوابة": «إن قصة الاستشهاد بدأت علي الصليب ثم امتدت الي حياة القديسين واولاد الله في كل جيل، ودائماً شخص المسيح هو المقصود بالعذاب في شخص الشهداء ولذلك نقول أن الله هو المحتمل للعذاب وليس الشهيد والقدرة علي الاحتمال هي قدره الله علي احتمال الألم ومن هنا نفهم كيف كانت المعونة الالهية تسندهم.»
وأكمل قائلاً: «ونحن نحب الشهداء ونكرمهم ونضعهم في مرتبة أعلي من كل مراتب القديسين لأجل ثباتهم في الايمان الي أن نالوا اكليل الشهادة، وهؤلاء الشهداء كان قد أحبهم المسيح حتى الموت ولذلك هم أيضاً أحبوه الي الموت ولم يحبوا حياتهم من اجل محبتهم للسيد فليس الاستشهاد موضوع تهور أو اندفاع بل هو حب واشتياق إلى الله والأبدية، قلوب عشقت الله فسارت وراءه؛ ولذلك عندما اتي الاستشهاد كان لسان حالهم ( لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جداّ ..في ٢٣:١)»
وتابع قائلاً: «والحلو أنهم كانوا فرحين وبلا تذمر أو خوف لأنهم حسبوا أنفسهم غير مستحقين أن يهانوا من اجل اسمه، وتحول الالم الي شركة معه (أن كنا نتألم معه فسوف نتمجد أيضاً معه .. رو ١٧:٨)، المهم كيف نستفيد من سير الشهداء، أولاً نحن لا نبكي علي الشهيد في يوم ذكراه إنما نعيد له لأنه نال الاكاليل ودخل الفردوس في يوم استشهاده، ونفرح لأن علي دمائهم تأسست الكنيسة ( دماء الشهداء بذار الايمان ) ونتعلم منهم كيف نثبت علي الايمان وكيف نستهين بالألآم وكيف لا نخاف الموت وكيف عاشوا في سلام واطمئنان رغم قسوة الألم.»
وأختتم القمص بطرس قائلاً: «والاستشهاد في مفهومه الروحي هو الانتصار على الشيطان الذي يقاوم عمل الله فينا فنستطيع نحن ان نعيش الشهادة في كل حرب ننتصر فيها عليه، ونستطيع ان نعيش الشهادة إن كان فينا المحبة نحو الله والناس، ونستطيع أن نعيش الشهادة إذا كنا نحتمل كل الم في هذه الحياة ونحمل الصليب بفرح شاعرين ان الآلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا، ليكن لنا قوة الشهداء وكل عام وأنتم بخير.»
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عيد الشهداء النيروز دقلديانوس
إقرأ أيضاً:
ملك الأولى على الشهادة الإعدادية الأزهرية بالفيوم: «فقدت بصري ولكن الله أنار بصيرتي»
حققت الطالبة الكفيفة ملك أحمد جمعة، والمقيمة بعزبة جرين أم القتل التابعة لقرية فانوس بمركز طاميه بالفيوم، إنجازًا استثنائيًا بتصدرها نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية بمحافظة الفيوم، بعدما حصلت على المركز الأول على مستوى المحافظة، متحدية ظروف فقدان البصر بالعزيمة والإصرار والإيمان.
وقالت ملك، في تصريحات خاصة لـ "الأسبوع" بعد إعلان النتيجة، إنها فقدت بصرها منذ الصغر، لكن الله عوّضها بالبصيرة، مشيرة إلى أن حلمها الأكبر هو أن تصبح باحثة في علوم القرآن الكريم ومفسرة له، وأن تقابل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي تعتبره قدوتها ومصدر إلهامها.
وأضافت الطالبة المتفوقة: "كنت أذاكر يوميًا لأكثر من 3 ساعات دون كلل، وكنت أضع مع زميلاتي في الصف أسئلة صعبة ونجيب عليها سويًا، وهذا ساعدنا كثيرًا على الفهم العميق والاستعداد الجيد للامتحانات".
وعن دعم الأسرة، أكدت ملك أن والديها كانا الداعم الأول لها بعد الله سبحانه وتعالى، حيث وفرا لها البيئة المناسبة للمذاكرة والتفوق، وكانا يشجعانها دائمًا على الاستمرار.
وأعربت الطالبة عن أملها في أداء العمرة وزيارة بيت الله الحرام، موجهة الشكر لكل من ساندها في رحلتها التعليمية، مؤكدة أن ذوي الهمم قادرون على تحقيق المستحيل بالإرادة والإيمان.
ويُعد تفوق ملك رسالة ملهمة تعكس دور الأزهر الشريف في رعاية المواهب والتميّز العلمي، خاصة بين الطلاب من أصحاب التحديات.