هل يجوز وضع المصحف في السيارة للحفظ والتبرك؟.. الإفتاء: احذروه بحالتين
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
لاشك أن الاستفهام عن هل يجوز وضع المصحف في السيارة للحفظ ؟ يعد أحد أهم الأحكام المتعلقة بأمر شائع بين الناس، حيث يقوم الكثيرون بوضع المصحف في السيارة بقصد الحفظ والتحصين من الحسد والعين ، ولعل هذا ما يطرح السؤال عن هل يجوز وضع المصحف في السيارة للحفظ والتبرك أم أنه يدخل في التمائم؟.
. الإفتاء: انتبه لـ22 حقيقة عند مسه
هل يجوز وضع المصحف في السيارة
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه لا مانع شرعًا من وضع المصاحف أو تعليقها بقصد الحفظ والبركة لا على سبيل الزينة أو التظاهر؛ سواء كان ذلك في البيت، أو السيارة، أو المحال التجارية، أو غيرها من الأماكن.
وأوضح «علام» في إجابته عن سؤال: «هل يجوز وضع المصحف في السيارة للحفظ؟»، أن هذا لا سيما إذا انضم إلى هذا القصد القراءة منها عندما يتيسر ذلك، مع وجوب مراعاة المحافظة عليها بأن توضع في مَكانٍ نَظيفٍ بحيث تكون في حرز لا يصله فيه أي نوع امتهان.
وحدّد المفتي شروطًا لوضع القرآن في السيارة، وهي: أولًا: مراعاة المحافظة عليه بأن يوضع في مَكانٍ نَظيفٍ لا يحصل له فيه أي نوع امتهان كأن يكون له مكان مخصص، ثانيًا: أو يوضع في حرز ساتر كعلبة أو صندوق أو غير ذلك، ثالثًا أن يوضع على مكان مرتفع؛ لأن امتهان القرآن الكريم من أكبر المحرمات.
وونبه إلى أن تعظيم القرآن الكريم واحترامه وصونه عمَّا لا يليق بواجب تقديسه من الأمور المجمَع عليها بين المسلمين، فيجب على كل مسلم حفظه وصونه عن النجاسات وعن القاذورات، ولا يوضع بالمواضع التي يُخشَى وقوع الامتهان فيها لشيء منه؛ قال الله تعالى: «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» [الواقعة: 77-79]، وقال سبحانه: «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه» [الحج: 30].
وأضاف أنه ذهب جمهور فقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، ورواية عن الإمام أحمد، إلى جواز تعليق التمائم التي فيها أسماء الله وصفاته وآيات القرآن الكريم والأدعية المأثورة؛ وهذا ظاهر ما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقول الكثير من التابعين كسعيد بن المسيب، والضحاك، ومجاهد، وابن سيرين.
حكم وضع المصحف في السيارةورد أن بركة القرآن لا تتأتى إلا لمن اهتدى بـهديه، وأقام حياته فى قوله وفعله ومعاملاته على هَدْى القرآن، منوهًا بأنه يتخذ البعض القرآن، زينة على الحوائط والجدران أو أن يهجر المصحف فلا يفتح، ويوضع فى الأركان فى البيوت والسيارات التماسًا للحظ والبركة، أو أن يتغنى بألفاظه بعض الغافلين من القراء ويتمايل الناس يمنة ويسرة وتتعالى منهم صيحات الإعجاب بصوت القارئ ونغمته دون تمييز بين المعانى القرآنية من وعد ووعيد وترغيب وترهيب وإنذار وتبشير، هذا كله خروج بالقرآن عن مقصده العظيم وهو الهداية، والبناء الإيمانى للإنسان والمجتمع.
وأضاف أن هذا كله أيضًا حرمان من تحصيل بركات القرآن وما يرتبط به من رحمة وهداية وبشرى وشفاء للعقول والنفوس، منوهًا بأنه قد أكد الله فى القرآن أن بركة القرآن لمن يعمل به، أما من يعلم ولا يعمل فقد ضرب الله مثلًا قاسيًا فى شأنه، قال تعالى: «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا» الآية 5 من سورة الجمعة مشيرًا إلى أن تـهميش دور القرآن فى حياة الأمة إهدار لقدر هذه الأمة وإهدار لخيراتـها.
وأفاد بأن بركات القرآن الكريم لا تتأتى لمن حاز نسخة من مصحف طبع طباعة فاخرة، ثم وضعه فى ناحية الحجرة يلتمس به البركة والتحصين، أو وضعه فى مؤخرة السيارة يلتمس الحفظ لها من أعين الحساد وحوادث الطريق، أو وضعه فى مكان بارز من البيت استكمالًا لوسائل الزينة والتجميل، ومثل هذا فى حياتنا كثير يضيق عن الحصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هل يجوز وضع المصحف المفتي القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
حكم صوم شهر المحرم كله؟.. الإفتاء: أفضل الصيام بعد رمضان
قالت دار الإفتاء المصرية، إن من أراد صيام شهر المحرم كاملًا فلا حرج عليه؛ لأن الصيام فيه مندوب، وكذا بقية الأشهر الحرم، وأفضلها المحرَّم.
واستشهدت دار الإفتاء، فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ» أخرجه مسلم.
يُستحَبُّ الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم، فروي فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم.
فضائل شهر المحرمأولًا: هو أول شهرٍ من الأشهرِ الهجرية، وأحدُ الأشهر الأربعة الحرم، وأفضلها، وذكر الله تعالى الأشهر الحرم في قوله: «إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة:36).
ثانيًا الصوم فيه يلي في الفضل صومَ شهر رمضان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم.
ثالثًا حدث فيه أمر عظيمٌ ونصرٌ مبينٌ، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث نجَّى فيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
رابعًا اشتماله على يوم عاشوراء، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء».