أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية العمل بشكل وثيق مع المغرب والمجتمع الدولى لتقديم الدعم اللازم للمغرب إثر الزلزال المدمر الذى ضربه مؤخرا.

زلزال المغرب.. ظهور شلالات مياه جوفية في المناطق المتضررة (فيديو) نشرة أخبار التوك شو.. اشتعال أزمة ريم طارق وحسن شاكوش مجددا وكارثة زلزال المغرب

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن الوزارة تعهدها اليوم الاثنين، في بيان لها - بإجراء مشاورات وثيقة مع الحكومة المغربية وأيضا المجتمع الدولي لمساعدة المغرب على التغلب على الصعوبات، معربة عن خالص التعازي للشعب المغربي في ضحايا الزلزال.

 

يذكر أن زلزالا بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب المناطق القريبة من مدينة مراكش التاريخية بالمغرب في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى وقوع أكثر من ألفي قتيل.

 

وتسابق فرق الإنقاذ الزمن من أجل الوصول إلى ضحايا الهزة الأرضية بمنطقة الحوز المغربية، حيث لجأت إلى طائرات الهليكوبتر لنقل المساعدات الإنسانية الطارئة للساكنة القريبة من مركز إيغيل الذي يعد بؤرة الزلزال، بالنظر إلى صعوبة المسالك الجبلية التي عمقت عزلة القرى نتيجة الانهيارات الصخرية المتكررة.

 

ووفق موقع " هسبريس" تحوم الطائرات العسكرية حول القرى المعزولة بجبال الحوز، لتوزيع القفف الغذائية على الأسر المحلية بعد وصول الطائرات إلى المداشر التي طالتها الهزة الأرضية، خاصة بقرى تينمل وتلات نيعقوب وإجوكاك، الأمر الذي خفف معاناة الساكنة التي ظلت بدون طعام طيلة ساعات.

 

كما استغلت القوات العمومية الطائرات العسكرية من أجل نقل المصابين على وجه السرعة إلى مستشفيات مدينة مراكش، على اعتبار أن الطريق الجبلية المؤدية إلى قرية إجوكاك شهدت عدة انهيارات صخرية، الأمر الذي أخر وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية الزلزال المدمر وزارة الخارجية الكورية الجنوبية زلزال المغرب

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" من البحر الأحمر.. ما المشاكل والاخفاقات التي واجهتها؟ (ترجمة خاصة)
  • توتنهام يوسع جولته الصيفية بإضافة كوريا الجنوبية إلى برنامجه التحضيري
  • المغرب ينضم لتحالف دولي لحظر الطائرات بدون طيار في المنتزهات الطبيعية
  • قتيلان جراء عملية طعن في كوريا الجنوبية
  • توتنهام يعسكر في كوريا الجنوبية استعدادا للموسم الجديد
  • الكشف عن عدد المقاتلات التي فقدتها الحاملة (ترومان)
  • توتنهام يستعد للموسم الجديد في كوريا الجنوبية
  • رئيس كوريا الجنوبية السابق يحضر جلسة استماع في محاكمته
  • باخرة تحمل 1834 سيارة سياحية تصل مرفأ طرطوس قادمة من كوريا الجنوبية
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء