تُعدُّ سلطنة عُمان من الدوَل القليلة حَوْلَ العالَم التي ربطت توجُّهها نَحْوَ تحقيق التنمية الشَّاملة بالبُعد البيئي؛ وذلك إيمانًا مِنْها بالمسؤوليَّة الجماعيَّة العالَميَّة لحفظ البيئة وصون مفرداتها، وحماية حقِّ الأجيال القادمة. لذا حرصت منذ انطلاق نهضتها المباركة على أنْ يكُونَ الاهتمام بالبيئة وحمايتها ثقافة اجتماعيَّة راسخة، وحرصت على الاعتناء بالأولويَّة البيئيَّة عِنْد وضع السِّياسات والخطط والبرامج التنمويَّة، حتَّى لا يطغى سَعْيُها التنمويُّ على البُعد البيئيِّ مثلما حدَث في تجارب دوليَّة عدَّة، أدَّت لِمَا نعانيه الآن من معضلات بيئيَّة أبرزها الاحتباس الحراريُّ، الذي باتَ يُشكِّل خطرًا وجوديًّا نتيجة إهمال البيئة والجور على الموارد الطبيعيَّة وعدم مراعاتها منذ الثورة الصناعيَّة الكبرى وحتَّى الآن.


لقَدْ عملت السِّياسات العُمانيَّة على إقامة نظام تشريعيٍّ فاعل يحرص على الرقابة البيئيَّة تحقيقًا للاستدامة، التي تعني ضمان قدرة النظام البيئيِّ على الوفاء باحتياجات الجيل الحاليِّ والمستقبليِّ من الموارد والخدمات البيئيَّة دُونَ تخطِّي قدرته الاستيعابيَّة، والحرص على ضمان حماية التنوُّع البيولوجيِّ، والحفاظ على العمليَّات البيئيَّة ونُظُم دعم الحياة، وذلك عَبْرَ وضع توازن بَيْنَ النُّموِّ السكَّانيِّ والقدرات البيئيَّة عَبْرَ ربط بَيْنَ معدَّلات نُموِّ السكَّان وأنماط استهلاك الموارد الطبيعيَّة، والعمل على تحقيق الأمن الغذائيِّ دُونَ استنزاف تلك الموارد. ومع انطلاق تطبيق رؤية «عُمان 2040» بدءًا من الخطَّة الخمسيَّة العاشرة، حرصت سلطنة عُمان على تحقيق الخطوات تلو الأخرى لتحقيق أهداف الرؤية للاستدامة البيئيَّة، وعملت على مواجهة التحدِّيات عَبْرَ مجموعة من البرامج الاستراتيجيَّة.
وواكَبَ هذه النَّقلة الاستراتيجيَّة إعلان حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ عن الوصول للحياد الصفريِّ الكربونيِّ بحلول عام 2050، ووجَّه جلالته بضرورة اتِّخاذ الخطوات ووضع الخطط والبرامج اللازمة للوصول لهذا الهدف المُهمِّ على الصعيدَيْنِ المحلِّيِّ والعالَميِّ. ومن هذا المنطلق، يواصل البرنامج الوطنيُّ للحياد الصفريِّ في أسبوعه الثاني على التوالي جدوَل أعمال سلسلة حلقات خطط القِطاعات للوصول إلى الحياد الصفريِّ (مستهدف 2030)، حيث تشمل الحلقات مناقشة قِطاع النَّقل بجميع تقسيماته وتقنيَّة المعلومات، والتعريف بقِطاع النَّقل وتقنيَّة المعلومات والمستهدفات للوصول إلى الحياد الصفريِّ، والحقائق والمبادرات والمشروعات المعمول بها في القِطاع، وأبرز التحدِّيات والممكنات المطلوبة فيه. إنَّ إقامة هذه الاجتماعات والحلقات تهدف إلى متابعة وتنفيذ الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للانتقال المُنظَّم للحياد الصفريِّ سعيًا للوصول إلى خطَّة تنفيذيَّة موَحَّدة، مع إضافة العديد من المشروعات لتحقيق المستهدفات المرحليَّة، حيث تسعى إلى توفير جميع الممكنات للوصول لمستهدف سلطنة عُمان نَحْوَ صفر انبعاثات بحلول 2050، وذلك عَبْرَ مشاركة واسعة من ممثِّلي الجهات المعنيَّة الحكوميَّة والخاصَّة ومجموعة من الخبراء والفنِّيين في تلك الاجتماعات التي تحرص على استكمال بقيَّة القِطاعات خلال الأسابيع القادمة، خصوصًا القِطاعات المرتبطة أكثر من غيرها بالبُعد البيئيِّ مِثل قِطاعات الصِّناعة والنفط والغاز وبعض القِطاعات الممكنة الأخرى.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: للوصول إلى تحقیق ا

إقرأ أيضاً:

القضاء الألماني يُدين مسؤولين سابقين في فولكس فاغن بتهم الاحتيال البيئي

أُدين أربعة من كبار التنفيذيين السابقين في فولكس فاغن في قضية "ديزلغيت"، حيث حُكم على بعضهم بالسجن، بينما تستمر التحقيقات وسط خسائر مالية جسيمة للشركة. اعلان

أدين أربعة مسؤولين تنفيذيين سابقين في شركة فولكس فاغن بتهمة الاحتيال، إثر تورطهم في فضيحة الغش في الانبعاثات المعروفة باسم "ديزلغيت"، والتي هزت صناعة السيارات العالمية قبل نحو عقد.

أصدر القضاة في المحكمة الجنائية التجارية في مدينة براونشفايغ الألمانية حكماً بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف على الرئيس السابق لتطوير محركات الديزل، وبالسجن عامين وسبعة أشهر على رئيس قسم إلكترونيات قطار القيادة.

Relatedالإدعاء الألماني يحرك دعوى ضد رئيس فولكس فاجن السابق على خلفية عمليات احتيالشركة فولكس فاجن تقرر الاستغناء عن 30000 عاملباحثون يقرون أن سيارات الفولكس فاجن قابلة للسرقة

"وحُكم على المتهمين الآخرين بالسجن لمدة خمسة عشر شهرًا وعشرة أشهر مع وقف التنفيذ، وكان جميع المدانين الأربعة مسؤولين عن جوانب مختلفة من تكنولوجيا المحركات في شركة صناعة السيارات."

وتعود بداياتالفضيحة إلى عام 2015، عندما أبلغت وكالة حماية البيئة الأمريكية عن اكتشافها خرقاً قانونياً.

أربعة مدراء سابقين من فولكس فاجن يغادرون محكمة في براونشفايغ ، 26 مايو 2025Screenshot from EBU video 2025_10311901

واتُهمت الشركة بالتلاعب في برنامج التحكم بالمحرك بهدف تمكين السيارات التي تعمل بالديزل من اجتياز اختبارات الانبعاثات، بينما كانت تنبعث منها في الواقع مستويات أعلى بكثير من التلوث أثناء القيادة الفعلية.

وشكلت هذه الفضيحة أزمة كبيرة للشركة العملاقة، التي دفعت منذ ذلك الحين أكثر من 33 مليار يورو، كغرامات وتعويضات لمالكي السيارات.

ومع ذلك، وبعد حكم صدر إثر محاكمة استمرت أربع سنوات، فإن القصة لم تنتهِ بعد.

ويمكن استئناف الحكم الصادر يوم الاثنين في مهلة أقصاها أسبوع، كما يستمر المدعون العامون في تحقيقاتهم لكشف مدى انتشار ظاهرة الغش في الانبعاثات داخل الشركة.

وتشير المعلومات إلى وجود عدد كبير من الإجراءات الجنائية الأخرى المعلقة.

وكان من المقرر في الأصل أن يمثل الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة فولكس فاغن، مارتن فينتركورن، أمام المحكمة، لكنه تم فصل الجزء الخاص به عن باقي المحاكمة في سبتمبر 2021، بعدما قال محاموه إنه غير قادر على المثول أمام القضاء لأسباب صحية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي بغزة : مزاعم عرقلة المساعدات افتراءٌ مفضوحٌ وانحرافٌ خطيرٌ عن الحياد الإنساني
  • دويرة.. مشروع لمهندسة عراقية سيغير وجه مدينتها ويجعلها رمزاً للابتكار البيئي
  • القضاء الألماني يُدين مسؤولين سابقين في فولكس فاغن بتهم الاحتيال البيئي
  • السرحان: معاني وقيم الاستقلال ستبقى راسخة في قلوب أبناء الوطن
  • برعاية وزارة البيئة| انطلاق مؤتمر الحياد الكربوني.. الثلاثاء
  • الحصري: تعديلات قوانين الانتخابات تمت بمهارة عالية للوصول إلى أفضل النتائج
  • تعزيز الوعي البيئي بولاية بركاء
  • الوزراء: مصر في المركز الـ 65 في مؤشر النظام البيئي العالمي للشركات الناشئة
  • العرموطي: لم استغل اسم (صدام حسين) للوصول إلى البرلمان
  • "الحَرْمَل".. نبات بري يعكس ثراء الحدود الشمالية البيئي والحضاري