عرف المصريون عبر التاريخ التقويم القبطى، وهو التقويم الرسمى للكنائس الشرقية المعتمد فى عبادتهم ومناسباتهم الدينية، واستخدمه الفلاحون فى تقسيم مواسم الزراعة، كما اعتمدوا تقويماً آخر وهو التقويم الميلادى الجريجورى، نظراً لشيوعه فى الحياة المدنية والاقتصادية فى معظم دول العالم، وتختلف مواعيد الأعياد بين الطوائف المسيحية نتيجة للاختلاف فيما بينها فى الاعتماد على التقاويم.

وكان الاحتفال بانتهاء صوم القيامة موحداً فى الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، أو بفارق نحو أسبوع، ويرجع ذلك للاعتدال الربيعى واكتمال البدر، ويكون العيد موحداً عندما يكتمل البدر للمرة الأولى بعد الاعتدال الربيعى، ويكون اليهود أنهوا أسبوع عيد الفصح قبل الأحد الأول الذى يأتى بعد اكتمال البدر، فيأتى العيد موحداً، لكن عندما يكون الأحد من ضمن أسبوع فصح اليهود، تؤجل الكنيسة الأرثوذكسية العيد أسبوعاً كاملاً لكى ينتهى الفصح اليهودى، لكن الكاثوليك لا يؤجلون وبالتالى يحدث فارق الأسبوع. لكن وصول فارق العيد إلى ٥ أسابيع كما هذا العام، يقول عنه المتخصصون إنه عندما يتم الاعتدال الربيعى، ويصبح القمر بدراً ويكون أسبوع عيد الفصح عند اليهود لم يبدأ بعد، تنتظر الكنيسة الأرثوذكسية ليعود القمر ويصبح بدراً مرة ثانية، وبالتالى يكون قد مرّ عيد اليهود، فتحتفل بعيد القيامة حينها، بينما يحتفل الكاثوليك بالعيد فى الأحد الأول لأن القمر يصبح بدراً لأول مرة.

فطائفة الكاثوليك تحتفل بعيد الميلاد فى يوم 25 ديسمبر، وفقاً للتقويم الغربى، إذ تصلى الكنائس الكاثوليكية وكنائس الروم واللاتين والكلدان قداس العيد ليلة 24 ديسمبر، فى حين تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصوم الذى تبدأه منذ نوفمبر وتحتفل فى 7 يناير بعيد الميلاد وتصلى الكنائس الشرقية قداس العيد ليلة 6 يناير.

باحث فى التراث العربى المسيحى: «القبطى» تقويم نجمى يُحسب بناء على الدورة الفلكية.. ومناسبات الكنائس الشرقية والغربية كانت موحدة

وقال ماركو الأمين، باحث فى علوم القبطيات والتراث العربى المسيحى، إن التقويم يُبنى على فكرة حساب الأيام بناء على دورات فلكية معينة، فهناك تقاويم تعتمد على دورات القمر مثل التقويم الهجرى، لذلك يُعد تقويماً قمرياً، كما هناك تقاويم شمسية يتم حسابها بناء على دورة الشمس، وأما عن التقويم القبطى فهو تقويم نجمى يتم حسابه بناء على الدورة الفلكية لنجم اسمه سايرس أو نجم الشعرى اليمانية، وبناء على دورة هذا النجم يتم تحديد السنة القبطية وموعد الأعياد.

وأما عن اختلاف الطوائف المسيحية فى موعد الأعياد، فيقول «الأمين»: «قديماً كانت جميع الكنائس فى الشرق والغرب تحتفل بالأعياد فى موعد موحد، حيث كان التقويم القبطى مسايراً للتقويم الميلادى اليوليانى المبنى على التقويم الرومانى، لكن فى عام 1582 ميلادياً، وفى عصر البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس فى موضعه، أى إنه لا يقع فيه أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام، فأمر بابا روما خلال هذا العام بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليوليانى) حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسُمِّى هذا التعديل بالتقويم الجريجورى، إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا، ونتج عن هذا التعديل وجود فرق 10 أيام فاصلة بين التقويمين القبطى والجريجورى».

وأوضح «الأمين» أن الفرق بين الأعياد ليس عقائدياً، ولكن الكنيسة الشرقية قد رفضت هذا التعديل الجريجورى ولم تعمل به، وبالتالى لم تحذف الـ13 يوماً المتراكمة منذ عام 325 ميلادياً وحتى وقتنا الحالى، فإنها تحتفل بالعيد يوم 7 يناير من كل عام، وهو ما يوافق 29 كيهك فى التقويم القبطى.

وأشار القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، إلى أن التقويم القبطى لا يشكل أى اختلاف مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ تتفق الكنيستان فى موعد الأعياد، إذ تحتفل بعيد الميلاد يوم 7 يناير كما تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية، مضيفاً أن طقوس الاحتفال تتشابه بين الكنائس.

«غطاس»: عيد الميلاد عند الكاثوليك فى القاهرة والإسكندرية يخالف الوجه القبلى

فيما قال القس حبيب غطاس، راعى كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بقرية نجع الدك مركز أبوقرقاص بالمنيا، إن الكنيسة الكاثوليكية تتبع التقويم الجوريجورى المصحح، حيث يتم الاحتفال بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر، مشيراً إلى أن احتفال الأقباط الكاثوليك فى القاهرة والإسكندرية يختلف عن احتفال الكاثوليك فى الوجه القبلى، إذ يحتفل كاثوليك القاهرة والإسكندرية بعيد الميلاد بحسب التقويم المصحح الجوريجورى فى شهر ديسمبر، اتحاداً مع الطوائف السبع الكاثوليك، الكلدان والسريان والروم وغيرها من الطوائف الكاثوليكية، فيما يحتفل الكاثوليك فى الصعيد بعيد الميلاد بحسب التقويم القبطى، إذ تسرى القاعدة العامة هناك. وبالحديث عن التقويم القبطى يجب الإشارة إلى أن لقب الأقباط أو القبط فى الأصل كان يطلق على سكان مصر بوجه عام منذ العصور الفرعونية، واحتفظ الأقباط بالنظام الفرعونى للتقويم المصرى على أساس السنة الشمسية ذات الـ12 شهراً كل منها 30 يوماً، ولم يأخذ التقويم القبطى بتصحيح التقويم الجريجورى للتقويم الميلادى، ما جعل ميلاد المسيح يوافق 7 يناير فى التقويم القبطى الموافق 25 ديسمبر فى التقويم الجريجورى.

كما احتفظ التقويم القبطى بأسماء الشهور القديمة التى عُرف بها التقويم الفرعونى منذ الأسرة الخامسة والعشرين فى عهد الاحتلال الفارسى لمصر، وهذه الأشهر هى: «1 توت - 2 بابة - 3 هاتور - 4 كهيك - 5 طوبة - 6 أمشير - 7 برمهات - 8 برمودة - 9 بشنس - 10 بؤونة - 11 أبيب - 12 مسرى».

أما التقويم الميلادى «الجريجورى» فيُعتبر فى الحقيقة تعديلاً للتقويم اليوليانى، ففى سنة 1582 ميلادياً لاحظ البابا جريجورى الثالث عشر، بابا الفاتيكان، أن الاعتدال الربيعى الحقيقى وقع يوم 11 مارس وليس 21 مارس، حسب النتيجة اليوليانية، أى إن هناك خطأ بلغ 10 أيام.

والسنة المصرية القديمة هى سنة شمسية مرتبطة بالنجوم، مقسمة إلى 12 شهراً، فى كل شهر 30 يوماً، ثم تليها خمسة أيام أو ستة لتكملة باقى السنة، وشهور السنة القبطية‏ ما زالت مستخدمة فى مصر، ليس فقط على المستوى الكنسى، بل على المستوى الشعبى أيضاً، خاصة فى الزراعة، وقد وضع التقويم المصرى القديم العلامة «توت» الذى اخترع الكتابة، ولذلك احترمه المصريون القدماء ووضعوه فى منزلة الآلهة وسمُّوه الإله توت أو تحوت، وبدأوا أول شهور السنة باسمه، وتم تعديل هذا النظام منذ 238 عاماً قبل الميلاد بإضافة يوم كل أربع سنوات للسنة الفرعونية، بحيث يتم تثبيت بداية السنة مع الفصول، وبذلك ثبتت بداية السنة فى شهر سبتمبر.

وفى هذا الشأن قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية: «احتفالنا بعيد الميلاد هو احتفال واحد فى العالم، ولكن اختلاف التقاويم بين الشرق والغرب يجعل هناك فارقاً فى الأيام، ففى الغرب يحتفلون فى 25 ديسمبر ونحن فى الشرق نحتفل يوم 7 يناير، ولا علاقة لهذا الاختلاف بالإيمان أو العقيدة أو فى المناسبة، ولكنه اختلاف التقويم أو اختلاف فلكى كما يقولون».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البابا تواضروس النيــروز عید المیلاد بناء على

إقرأ أيضاً:

الصحف البرازيلية: بالميراس عاد من بعيد وتفادى فخ الأهلي

تفاعلت وسائل الإعلام البرازيلية مع فوز نادي بالميراس على الأهلي بنتيجة 2-1 في الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس العالم للأندية، حيث أبرزت أداء الفريقين وتفاوت المستوى بين شوطي اللقاء، مشيرة إلى أن النادي البرازيلي نجا من فخ الأهلي بفضل تدخل تقنية الفيديو وحُسن إدارة المدرب أبيل فيريرا.

الصحف البرازيلية: بالميراس عاد من بعيد وتفادى فخ الأهلي

وقالت شبكة UOL إن بالميراس لم يظهر بشكل جيد خلال الشوط الأول، وواجه صعوبات واضحة أمام بطل إفريقيا، لكنها أضافت: "الفريق تدارك الأمر في الشوط الثاني وانتصر". ولفتت الشبكة إلى أن تقنية الفيديو كانت حاسمة، بعدما ألغت بطاقة حمراء كانت ستُشهر في وجه رفائيل فيغا، مما منح بالميراس فرصة الاستمرار بـ11 لاعبًا قلبوا نتيجة اللقاء.

أما صحيفة "أو جلوبو" فقد ربطت الفوز بقدرة اللاعبين على التعامل مع الظروف المناخية الصعبة، وكتبت: "رغم الطقس القاسي، بالميراس فاز واقترب من التأهل إلى دور الـ16".

ومن جانبها، رأت شبكة ESPN البرازيلية أن الفريق تلقى "ضربات موجعة" في الشوط الأول، لكنها أشادت بفكر المدرب أبيل فيريرا، الذي أجرى تغييرات فنية وتكتيكية ساهمت في قلب موازين المباراة خلال الشوط الثاني.

وبين انتقادات البداية، وإشادة بالنهاية، اتفقت الصحافة البرازيلية على أن بالميراس لم يكن في أفضل حالاته أمام الأهلي، لكنه عرف كيف يعود من بعيد ويحصد النقاط الثلاث التي قد تقوده مبكرًا نحو التأهل إلى الدور المقبل.

مقالات مشابهة

  • حفلات الكريسماس.. هاني شاكر ومي فاروق يحييان حفلا في دبي.. 23 ديسمبر
  • الاحتفال بعيد الملاك بكنائس حدائق القبة | صور
  • البيان الختامي لسينودس اساقفة الروم الكاثوليك: الحوار أفضل وسيلة علاج للتحديات
  • الصحف البرازيلية: بالميراس عاد من بعيد وتفادى فخ الأهلي
  • جراد يقتحم حفل زفاف في تركمانستان ويُفسد الاحتفال
  • مدير الشؤون السياسية بالحسكة يستقبل ممثلين عن أبناء الطائفة المسيحية في المحافظة
  • تفسير حلم «الميت» من بعيد يموت من جديد لابن سيرين
  • إبراز أدوار الجمعية العُمانية للسرطان في الاحتفال بـ"يوم الناجين"
  • دار التقويم القطري: قطر تشهد أطول نهار وأقصر ليل السبت المقبل
  • المستشار سامح عبد الحكم وحرمه منى السيسي ضيف شرف الاحتفال باليوم الوطني الإيطالي