الوالي يقر بفشل الانتقالي ويلقي باللوم على جهات خفية ويدعو لتشكيل حكومتين في عدن
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
أقر القيادي في الإنتقالي المدعوم إماراتيا عبدالناصر الوالي، بفشل الانتقالي المشارك في الحكومة اليمنية بتقديم نموذج يحقق أسط متطلبات الحياة اليومية للمواطنين في عدن، وبقية المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية، داعيا لتشكيل حكومتين في عدن حتى الإنتهاء من مواجهة الحوثيين والوصول إلى تحقيق الإنفصال.
وأشار الوالي الذي يشغل منصب وزير الخدمة المدنية عن حصة الانتقالي في مقال له لجهة لم يسمها تقف خلف الأزمات المتفاقمة والمستفحلة في عدن وبقية مناطق الشرعية، في محاولة للهروب من تبعات الغضب الشعبي وتحميل المواطنين لمليشيا الانتقالي المسؤولية بكونها المسيطرة بقوة السلاح على عدن وعدد من المحافظات الجنوبية منذ قرابة عشر سنوات.
وقال الوالي: "لدينا 500 ميجا كهرباء جاهزة نستطيع ان نستخدمها ونحتاج الى وقود خام ومازوت. هناك من يعمل على التعطيل كل يوم بعذر. الوقود الخام متوفر ويمكن نقله الى عدن الى خزانات محطة الرئيس ( بترومسيلة) دفعة واحدة خلال كم يوم. يصرون على ارساله باليومية حتى يستطيعوا التحكم به لخلق الازمات في عدن. كل يوم بعذر. لدينا رواتب لشهرين قادمة على الاقل. هناك من يعرقل كل يوم بعذر".
وأضاف: "لدينا ورئيس الوزراء مشاريع قرارات ودراسات جاهزة لرفع الحد الادنى للأجور والمعاش وحل نسبي لمشكلة اساتذة الجامعات والمدرسين في التربية والتعليم. نحاول شحذ الموارد لتوفير الاموال اللازمة. هناك من يعرقل كل يوم بعذر. لدينا ما يكفي من الغاز المنزلي والسيارات. مخزون عدن الاستراتيجي يخزن خارج عدن. حتى يستطيعوا التحكم به لخلق الازمات كل يوم بعذر".
ولفت إلى أن الحكومة ـ التي تخضع ضمنيا لمليشيا الانتقالي ⁃ "تستطيع تأجير خزانات المصافي لخزن حوالي مليون طن. خزن فقط وتصدير الى الخارج إذا عملت المصافي كمنطقة حرة. هناك من يعرقل كل يوم بعذر. نستطيع تشغيل المصافي وهناك من يعرقل كل يوم بعذر. مساهمة رأس المال الوطني والاجنبي ليس عيب ولا حرام، ومصفاة بترومسيلة تستطيع ان تعمل ولا مبرر واضح لماذا تعرقل بمنهجية. ستغطي حضرموت وعدن مع دعم للسلطة المحلية حضرموت".
ولمح الوالي، إلى أن مصفاة صافر، التي تتواجد في مأرب ـ لا تخضع لسيطرة مليشيا الانتقالي ـ "تعمل بسلاسة ويسر وأمان، وايراداتها لها ورواتب متقاعديها يراد لها ان تصرف من عدن"، حد زعمه.
وتطرق إلى تصدير النفط المتوقف منذ منتصف 2022م، إثر هجمات حوثية على مواني النفط في شبوة وحضرموت، مؤكدا أن "لها حل" مشيرا لتجارب في العالم مماثلة، مستدركا أن "الحلول انعدمت عندنا!!!!.".
وتحدث عن تدهور العملة التي وصلت لأدنى مستوى قياسي لها على الإطلاق، حيث قال: "أهل الاختصاص يفتون بان لها حلول ولكن هناك من يعرقل كل يوم بعذر".
وتساءل الوالي، عن خدمة "عدن نت" وتعثر العمل في وزارة الاتصالات التي لا تزال تخضع كليا لسيطرة الحوثيين بصنعاء.
وفي مشهد يبدو أقرب للغرابة، دعا الوالي لتشكيل حكومتين في عدن الأولى "حكومة جنوبية بشراكة وطنية تدير الجنوب". والثانية "حكومة طوارئ مصغرة بشراكة وطنية شمالية لشؤون الحرب والسلام تدير الشمال". بالإضافة لـ "مجلس قيادة موقت يدير شؤون الحرب والسلام مع العالم حتى ننتهي من الانقلاب الحوثي ثم علاقة اخوة وحسن جوار بين الشمال والجنوب".
وتشهد عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، وبقية المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية، غضبا شعبيا جراء تردي الخدمات العامة وانهيار العملة الوطنية إلى مستوى قياسي في ظل غلاء فاحش وسط عجز حكومي فاضح.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: عدن الانتقالي الامارات اليمن الحرب في اليمن فی عدن
إقرأ أيضاً:
نجوع، ثم نُقتل.. لم يعد هناك أمل للفلسطينيين
ترجمة: بدر بن خميس الظفري
كانت والدته واحدة من عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الأيام الأخيرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، التابعة لما يُعرف بـ «مؤسسة غزة الإنسانية»، والمدعومة من الولايات المتحدة.
في الأول من يونيو، قُتل أكثر من 30 فلسطينيًا. وفي الثاني من يونيو، قتل 3. وفي الثالث من يونيو قتل 27. ثم قتل 4 في الثامن من يونيو، وقتل 17 في العاشر من يونيو، و60 في الحادي عشر من يونيو.
بات واضحًا أن الجوع في غزة لم يكن مجرد نتيجة للعدوان، بل سلاحا متعمدا يُستخدم لإضعاف السكان والسيطرة عليهم.
حين بدأت المساعدات الأمريكية تصل، ظنّ الناس أن بصيص أمل قد لاح في الأفق، وأن المجاعة القاتلة ربما تخف حدّتها. لكن هذه الآمال سرعان ما انهارت. تحولت نقاط توزيع الغذاء إلى مصائد موت.
في نقطة نتساريم تحديدا، سار الناس الضعفاء من الجوع لمسافات طويلة تجاوزت 15 كيلومترًا على الرمال الحارقة. وحين وصلوا، وجدوا حواجز تمنعهم من الدخول، فدخلوا فردا فردا. ثم حشروا في منطقة محاطة بأسلاك شائكة، وطرحت صناديق المواد الغذائية على الأرض بطريقة عشوائية، ما أدى إلى هرج ومرج؛ كأنك تلقي بلحم نيئ إلى قفص مليء بالأسود الجائعة.
لا أحد راعى الأرامل، أو المصابين، أو كبار السن. كلّ من استطاع أن يخطف شيئًا فعله، وغالبًا ما كانوا يبحثون عن الطحين؛ لأنه أصبح خارج متناول اليد من شدة الغلاء. ثم، ودون سابق إنذار، بدأت الدبابات بالاقتراب من الأسوار وفتحت نيرانها على الحشود، بلا تمييز بين طفل وشيخ.
فرّ الناس مذعورين، بعضهم يحمل القليل مما تمكن من التقاطه، وآخرون يهربون فارغي الأيدي. كانوا يرون من يسقط حولهم، لكن لا أحد يستطيع التوقف؛ لأن التوقف يعني الموت.
نجا بعضهم. سمعت جاري يعود بعد أربع ساعات من الغياب. كان ينادي أطفاله: «بابا، بابا، جبتلكم خبز! جبتلكم سكر»!
نظرت من النافذة ورأيت أولاده يحتضنونه ويصرخون فرحًا. كان يرتدي قميصًا داخليًا فقط، وقد ربط قميصه الخارجي على ظهره ليحمل فيه القليل من المساعدات التي تمكّن من جمعها.
الناس يائسون. الناس جوعى. نحن لسنا متوحشين، ولسنا عنيفين. نحن بشر نحافظ على كرامتنا، ونقدّرها أكثر من أي شيء. لكن الجوع الذي نواجهه الآن لا يوصف.
الطعام حق، لا رفاهية. ومع ذلك، نحن نعيش مجاعة حقيقية. الأسواق غالية جدا، الطرقات مليئة بالمسلحين الذين يسرقون المعونات من الأضعف، ثم يبيعها التجار بأسعار باهظة.
في المقابل، كان نظام المساعدات التابع لوكالة الأونروا أكثر تنظيمًا وإنسانية. كان والدي، وهو معلم في مدارس الأونروا، يشارك في توزيع بطاقات الطعام والمساعدات للناس. كان التوزيع يتم عبر معلمين وجيران معروفين، وتحت حماية محلية. الأهم من ذلك: كانت الكرامة محفوظة.
النظام كان يقسم العائلات بحسب الحجم، وتُوزع المساعدات شهريًا عبر كوبونات: دقيق وغاز وسكر وزيت وغيرها. لم يكن الطعام وفيرًا، لكنه كان كافيًا لسدّ الرمق.
أما اليوم، فنحن نتضور جوعا. هذه ليست مساعدات إنسانية. بل إهانة علنية، مغطاة بشعارات «الإنقاذ». كل ما تبقى لنا الآن هو الإذلال، والموت البطيء.
إسراء أبو قمر كاتبة فلسطينية مقيمة في غزة
عن الجارديان البريطانية