إنديانا جونز الفنون يستعيد لوحة لفان غوخ بعد سنوات من سرقتها
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
عثر خبير هولندي محلي يلقب بـ"إنديانا جونز الفنون" لتعقبه سلسلة من الأعمال الفنية البارزة المفقودة، على لوحة قيّمة للفنان فنسنت فان غوخ سُرقت من متحف خلال فترة إغلاقه بسبب جائحة كوفيد-19 عام 2020، وفق ما أكدت الشرطة المحلية اليوم الثلاثاء.
وقال ريتشارد برونسفيك من وحدة مكافحة الجرائم الفنية في الشرطة الهولندية إن "آرثر براند، بالتعاون مع الشرطة الهولندية، تمكّن من حل هذه المشكلة".
وأشار لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن اللوحة التي عثر عليها براند "هي بالتأكيد العمل الأصلي، ليس هناك شك في ذلك".
واستحوذ الخبير الهولندي آرثر براند على اللوحة المفقودة التي تحمل عنوان "حديقة القسيس في نيونيين في الربيع" ويعود تاريخ إنجازها لعام 1884، ووضعها في منزله في أمستردام أمس الاثنين. وكان العمل الذي تُقدّر قيمته بما بين 3 و6 ملايين يورو، قد سُرق من متحف سينغر لارين في 30 مارس/آذار 2020 خلال عملية سطو تصدرت عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم.
وقال براند، إن الدعوات المتكررة التي أطلقها والشرطة الهولندية لإعادة هذه الأعمال أتت ثمارها أخيرا عندما سلّم رجل -لم يتم الكشف عن هويته حفاظا على سلامته- اللوحةَ إلى المحقق في كيس أزرق تابع لعلامة "إيكيا" التجارية، مغطاة بغلاف فقاعي وموضوعة في غلاف وسادة.
ونشر المحقق الهولندي مقطع فيديو يظهره وهو يفك اللوحة في غرفة معيشته، مذهولا من الاكتشاف. وقال براند لوكالة الصحافة الفرنسية "كان التأكد من أنها لوحة فان غوخ المسروقة من أعظم لحظات حياتي. لم أكن أصدق ذلك".
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها الشرطة الهولندية بعد وقت قصير من عملية السطو، لصا يحطم بابا زجاجيا في المتحف القريب من أمستردام في منتصف الليل، قبل أن يفر مع اللوحة المخبأة تحت ذراعه اليمنى.
في أبريل/نيسان 2021، قبضت الشرطة على رجل عرّفته وسائل الإعلام الهولندية باسم "نيلز م" بتهمة السرقة. وأدين في ما بعد وحُكم عليه بالسجن 8 سنوات.
كما أدين "نيلز م" بسرقة تحفة فنية لفرانز هالز بعنوان "شابان يضحكان" أثناء عملية سطو أخرى.
براند، الذي اشتُهر باسترداده أعمالا فنية مسروقة كثيرة بينها تماثيل "خيول هتلر" البرونزية، ولوحة لبيكاسو وخاتم لأوسكار وايلد، قال "بعد بضعة أشهر، علمتُ من مصدر في عالم الجريمة بهوية من اشترى لوحة فان غوخ" من "نيلز م".
وقال المحقق الفني إن الرجل مسجون حاليا في قضية منفصلة تتعلق باستيراد الكوكايين وتصديره على نطاق واسع.
وحددت وسائل الإعلام الهولندية الرجل بأنه "بيتر روي ك"، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما باعتباره شاريا أراد استخدام اللوحة كضمان للتفاوض على تخفيض عقوبته.
وأكد براند هوية بيتر روي ك، مضيفا أنه أصر على عدم حصول أي "اتفاق على تخفيف العقوبة".
إعادة اللوحةوكان مكان لوحة فان غوخ لا يزال مجهولا قبل أسبوعين، عندما اتصل رجل بالمحقق قائلا إنه يريد إعادتها.
وبعد مفاوضات، أقنع براند الرجل -الذي قال المحقق عنه إنه "لا علاقة له بالسرقة"- بإعادة العمل الفني الذي يعود تاريخه إلى بداية مسيرة فان غوخ المهنية قبل أن يشرع الفنان غزير الإنتاج في لوحات ما بعد الانطباعية مثل "عبّاد الشمس" وصوره الذاتية اللافتة للنظر.
وأضاف براند "قال لي الرجل (أريد أن أعيد لوحة فان غوخ. فقد سبب لي ذلك الكثير من المتاعب)". بسبب عدم القدرة على استخدام العمل كورقة مساومة.
وقال المحقق "بفضل عملية تم تنفيذها بالتنسيق الوثيق مع الشرطة الهولندية، تمكنّا من استعادة اللوحة".
وأعيدت لوحة فان غوخ إلى مدير متحف غرونينغن الذي أعارها لمتحف سينغر كارين.
ولا تزال لوحة "شابان يضحكان" للفنان فرانس هالس مفقودة، لكن براند أعرب عن أمله في إعادتها قريبا.
سرقات فان جوخولم تكن هذه المرة الأولى التي تتم فيها سرقة إحدى لوحات فان غوخ، إذ سبق أن سُرقت لوحتا "منظر للبحر في شيفنينغن" و"مجمع يغادر الكنيسة الإصلاحية في نونن" من قبل المافيا الإيطالية عام 2002، من متحف فان غوخ في العاصمة الهولندية أمستردام، ولم يتم العثور عليهما حتى عام 2016، ثم أعيد عرضهما بعد سنتين من العمل على ترميم الأضرار التي طالتهما.
كما سرقت لوحة "زهرة الخشخاش" -التي تقدر قيمتها بحوالي 50 مليون دولار أميركي- أواخر أغسطس/آب 2010 من متحف "محمود خليل وحرمه" في العاصمة المصرية القاهرة. وكانت هذه اللوحة ذاتها قد سُرقت عام 1978، ثم أعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة غامضة، مما أثار الشكوك منذ ذلك الوقت فيما إذا كانت اللوحة أصلية أم نسخة مقلدة عنها، وفق تقرير سابق للجزيرة نت.
يذكر أن فينسنت فان غوخ من مواليد 30 مارس/آذار 1853، وهو من أبرز الفنانين الهولنديين، وعانى خلال حياته من عدة نوبات مرضية أدت به إلى أن يقطع أذنه اليسرى.
واتسمت حياة فان غوخ بالحزن والكآبة، وقد تجلى ذلك في أشهر أقواله "إن الحزن يدوم إلى الأبد"، ثم أنهى حياته في سن 37 منتحرا برصاصة في صدره.
ويعد فان غوخ من روّاد المدرستين الانطباعية والوحشية، وترك خلال حياته القصيرة عشرات اللوحات التي صُنفت ضمن مجموعات، كالطبيعة الصامتة، وباقات الورد (دوار الشمس)، واللوحات الشخصية، واللوحات المنظريّة (جسور لانغلوا، وحقل القمح بالقرب من أشجار السرو، والليلة المتلألئة)، وبعض تلك اللوحات هي الأعلى مبيعا في العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشرطة الهولندیة من متحف
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة: نتطلع للاستفادة من التجربة الهولندية في تحقيق الأمن الغذائي
أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق أهمية الاستفادة من التجربة الهولندية الرائدة في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة، مشيرا إلى أن مصر تولي اهتماما كبيرا لتحديث وتطوير القطاع الزراعي، بما يخدم رؤية مصر 2030.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الزراعة مع المستشار الزراعي الهولندي بالقاهرة تيخو فيرمولن، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في القطاع الزراعي.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، أبرزها تبادل الخبرات في مجال إدارة الموارد المائية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة لزيادة الإنتاجية، وزيادة انتاجية المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية.
وتم التطرق خلال اللقاء أيضا إلى فرص الاستثمار المشترك في المشروعات الزراعية المختلفة، وتعزيز التبادل التجاري للمنتجات الزراعية بين مصر وهولندا، كذلك زهور الزينة، فضلا عن تمويل صغار المزارعين.
وأشار فاروق إلى لقائه مع جين ريموني وزير مصايد الأسماك والأمن الغذائي والبستنة وحماية الطبيعة الهولندي، على هامش المؤتمر السادس لوزراء الزراعة والأمن الغذائي بالاتحادين الإفريقي والأوروبي، والذي عقد الأسبوع الماضي في العاصمة الإيطالية روما.
ولفت الوزير إلى إمكانية أن يشمل التعاون المشترك مجال التعاونيات الزراعية وتطويرها، بالإضافة إلى مجال إنتاج الزهور وتصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الاستفادة من التجربة الهولندية في تمويل صغار المزارعين، وإمكانية التعاون مع بنك "رابو بنك" الهولندي وبعض مؤسسات التمويل الهولندية.
كما أكد وزير الزراعة أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون في مجال التبادل التجاري للسلع والمنتجات الزراعية والغذائية، فضلا عن تبادل الخبرات، فيما يتعلق بالتكنولوجيات الزراعية الحديثة والمتطورة..لافتا إلى أن مصر من الدول الواعدة بالاستثمار، خاصة في المجال الزراعي، نظرا للخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار.
وقال إن الاستثمار يجب أن يتضمن تنمية مستدامة واضحة، بحيث يتم توجيه الاستثمار نحو الأعمال المستدامة وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع القطاع الخاص.
من جهته، أكد المستشار الزراعي الهولندي استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم والخبرة لمصر في المجالات الزراعية المتخصصة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للقطاع، مشيرا إلى أن هذا الدعم يهدف إلى مساعدة المزارعين الصغار والجمعيات التعاونية الزراعية عن طريق توفير الإمكانيات والخبرات ومستلزمات الإنتاج، وتعزيز الاستثمار الزراعي الهولندي في مصر.
وأوضح أنه يتم حاليا العمل على إعداد مقترحات لتمويل 4 مشروعات رئيسية في الزراعة منها ما سيوجه إلى خدمات الإرشاد الزراعي لتحسين كفاءة استخدام المياه، ومشروع آخر عن توحيد الحيازات، والثالث لتطوير سلاسل القيمة ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في تسويق منتجاتها، فضلا عن مشروع لإنتاج تقاوي البطاطس، وذلك بقيمة كمنحة تقدم من الحكومة الهولندية.