يمانيون – متابعات
يستعد أبناء محافظة إب لرسم لوحة إيمانية في ذكرى المولد النبوي الشريف، بتزيين الشوارع والأحياء والمساجد والمنازل والحدائق والساحات والأماكن العامة بالأنوار الخضراء، واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة.

وتتدلى من المباني قناديل النصر وتنسدل على واجهاتها عقود العزة بالانتماء لهذه الأمة، وعبارات العشق للنبي والولاء له ولآل بيته إيذانا ببدء طقوس هذه المناسبة الغالية ودنو مهرجان الفرح الأكبر.

يقول وكيل المحافظة عبدالفتاح غلاب : “إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة للمسلم يجدد فيها محبته لسيد الخلق ويغذيها، مع زيادة التشوق له، فلا يتصور أن يكون في الدنيا مسلماً آمن بالله وبنبوة نبيه ثم لم يُصبح قلبه وِعاءً لمحبة الرسول الذي اصطفاه الله وأرسله رحمة للعالمين”.

وأضاف أن ما جاء به رسول الله من قيم دينية وأخلاقية أحدث تأثيرا كبيرا في وجدان وضمير الإنسان، وانطباعا روحانيا منقطع النظير ومتصلاً بالهوية الإيمانية، والموروث الشعبي عبر الأجيال وأنتج إرثاً ثقافياً وفنياً كبيراً من القصائد والموالد والأناشيد النبوية”.

من جانبه أكد وكيل المحافظة عبدالرحمن الزكري أن ذكرى المولد ليست حدثاً عابراً، يمكنُ أن يَمُـرَّ بسلام، فاليمنيين وعلى مدى عقود من الزمن كانوا يحتفلون بيوم مولد الرسول الأكرم، ويستجلبون البركات بمدحِه صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِه إمَّا بالصلاة عليه، أَو إنشاد شعر مديحه.

وقال : “لم تقتصر مظاهر الزينة على ساحات الفعاليات المركزية، وإنما تزدان الشوارع والأحياء بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، وتعتلي عبارات الترحيب بمولد الرسول الخاتم قمم الجبال لتشكل في مجملها حلة خضراء جمالية تشع روحانية”.

وأضاف “منذ ذلك التاريخ، حفر اليمنيون مكانةَ الرسول في جدار قلوبهم؛ حباً ووداً، واتِّباعاً، وأسوة حسنة في جميع مجالات الحياة، ولذلك فَـإنَّهم يحيون هذه المناسبة المقدسة بكل حفاوة ليس من منطلق المذهبية، وإنما من منطلق الوعي والتمسك بالنبي محمد ورسالته -صلوات الله عليه وآله”.

من جهته بين مستشار المحافظة عمار الشعيبي أن الاحتفال بالمولد يشكل موسما سنويا لمزيد من الدعوة إلى الاقتداء بسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسير على خطاه ونهجه، والله تعالى أمرنا بذلك، بقوله ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).

واستغرب من مبدعي الاحتفال بالمولد النبوي وهم يدركون جيدا بأن الله سبحانه وتعالى هو من أمرنا بذلك، فالرسول الكريم هو هدية وفضل من الله ورحمة قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

نائب مدير مكتب الأشغال طه عبدالمغني، قال إن من مظاهر الاستعدادات التي تشهدها المحافظة في ذكرى ميلاد خير الأنام تشمل أيضاً اللقاءات والاجتماعات والفعاليات الفنية والخطابية إلى جانب التحشيد والتهيئة لضمان نجاحها.

وأكد أن الاحتفال بالمولد لا يقتصر على الطقوس، بل أصبح محطة للتراحم والتكافل والعطف على الفقراء والمساكين ومساعدة المحتاجين وتجسيد المبادئ القرآنية والأخلاق النبوية التي كان يتحَرّك على أَسَاسها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله.

ويقول عاقل مديرية الظهار مسعد فاضل : “بمولد خير البرية أضاء ما بين المشرق والمغرب وتزينت السماء واحتفت الملائكة ابتهاجا وفرحا وسعادة بولادة خير من وطأ الثرى، من كرمه الله وباهى به بين ملائكته، فهل كانت تلكم الآيات و المظاهر الاحتفالية الربانية بدعة” ؟!! .

واستطرد “ألم يخرج الأنصار بالدفوف والأهازيج والأناشيد وهم يستقبلون الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فرحا بوصوله مهاجرا من مكة إلى المدينة، فلماذا لم ينكر عليهم القيام بذلك”.

فيما قال منسق مؤسسة بنيان بمديرية بعدان أكرم ظافر: “يكفينا فخراً كشعب يمني، بأن سميت السنة الهجرية بهذا الاسم إشارةٌ إلى الهجرة النبوية المباركة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث يقطن أجدادنا الأنصار”.

وأوضح أن اليمنيين أسلموا برسالة من دون قتال وهم أول من احتفلوا بقدوم النبي محمد، وهو حي يرزق، حين استقبله الأنصار بأبيات علّقت في أذهان كل المسلمين: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع/ وجب الشكرُ علينا/ ما دعا لله داع/ أيها المبعوثُ فينا جئتَ بالأمرِ المطاعِ/ جئت شرّفتَ المدينة مرحباً يا خيرَ داع.

وعن أبرز المظاهر الاحتفالية بالمحافظة يقول الأسير المحرر خالد الرعيني “إن تزيين جدران المنازل والبيوت والأحياء والشوارع والطرقات والجبال بالأنوار الخضراء، ترسم لوحة جمالية بديعة تزين سماء المحافظة”.

ويشير إلى تميز اليمنيين عن غيرهم في مظاهر الاحتفال عبر التحضير المبكر وتعليق الزينات والعبارات الترحيبية وطلاء المركبات، مؤكدا تصدر الشعب اليمني للشعوب العربية والإسلامية في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، تجسيدا لمقولة النبي الكريم الإيمان يمان والحكمة يمانية.

ويقول ممثل أحفاد بلال بمديرية السدة عبده الشجيبي إن اليمنيين هم أهل الإيمان والحكمة وهم ألين قلوباً وأرق أفئدة يبذلون كل هذا وهم في ظل العدوان والحصار.

وتابع متسائلاً: كيف لو صادف هذا المولد الشريف ونحن في أمن واستقرار إذاً لأقام اليمنيون احتفالاً يذهل العالم ويشد أنظاره إليه، ومع ذلك فالاحتفال في ظل العدوان دليل قوة ارتباط أبناء هذا الشعب بنبيهم وعلى صمودهم وثباتهم .

بدورها قالت وكيلة مجمع عائشة للبنات أماني الأشول “على مدى عقود خلت، لم تستطع أي أمة من الأمم، أن تنازع أبناء اليمن مشاعر الحب والارتباط برسول الإنسانية، الذين ظلوا عبر التاريخ شعب المدد، كما وصفهم النبي”.

وأضافت “تجوب المواكب الشوارع والطرق ويخرج الأهالي مبتهجين يعتلون أسطح المنازل والمناطق المرتفعة لرؤية المشهد العظيم الذي يعكس مظاهر الفرحة البهيجة بذكرى المولد النبوي الشريف.”

ولأطفال إب حضورهم وطريقتهم الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة، إذ يعبرون عن ذلك بأجمل الأساليب المحببة إليهم من خلال الرسم على الوجوه، وكتابة اسم النبي “محمد” و”لبيك يا رسول الله” وأجمل الكلمات التي ترتسم على وجوههم، وتصدح بها حناجرهم.

وستبقى الأنظار معلقة نحو اليمن إقليمياً ودوليا لمعرفة كيف سيبدو في احتفالية المولد النبوي وأي رسائل سيبعث بها في ظل استمرار الحصار، وداخلياً تتجه الأنظار نحو ساحات الفعاليات المركزية للمولد المبارك في جميع المحافظات.

السياسية/ فهد صلاح

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المولد النبوی الشریف ذکرى المولد النبوی الاحتفال بالمولد صلى الله علیه

إقرأ أيضاً:

المفتي: المملكة هيأت العلماء لبيان أداء الحج وفق منهج النبي

أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام بإخلاص الحج لله تعالى، واتباع سنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعظموا حرمات الله وشعائره في آدائهم النسك.
جاء ذلك في كلمة توجيهية لسماحته بمناسبة دخول عشر ذي الحجة قال فيها: إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل بعضَ الشهور والأيام، وجعلها مواسم للخيرات، وفضّل بعض البقاع والبلدان، فاشكروا الله تعالى أنْ بلّغكم هذه الأيام الفاضلة، أيام العشر، والأيام المعلومات، في هذه الأماكن المباركة.

حفاوة الاستقبال وتيسير الإجراءات يشعلان مشاعر الشكر والانبهار.. "#اليوم" ترصد مشاعر حجاج #المغرب القادمين إلى #المملكة عبر "#طريق_مكة"
أخبار متعلقة من الغد.. حظر أسطوانات الغاز بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحجأبواب المسجد النبوي.. تصاميم معمارية فريدة تجسد الهوية الإسلاميةللمزيد | https://t.co/IMgFAkGG8j#الحج | #موسم_الحج | #مبادرة_طريق_مكة | #اليوم@MakkahRoute pic.twitter.com/DXnCNi6y8X— صحيفة اليوم (@alyaum) May 27, 2025
وقد اختص الله -جل وعز- هذه الأيام بعبادات عظيمة؛ منها: الحج إلى بيت الله الحرام، والطواف، والسعي، وأداء المناسك، وسائر الأعمال الصالحة، كالإكثار من ذكر الله تعالى.حجاج بيت الله الحرام:إنكم تؤدون في هذه الأيام المباركة مناسك الحج، وكلٌّ له أجره بإذن الله تعالى، متى ما أخلص العبدُ المسلمُ العبادةَ لله تعالى، وحده لا شريك له، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- الذي نادى بالحج كما قال تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، أمَا وقد وصلتم إلى هذه البقاع المباركة؛ فإنّ من الواجب على كل حاجٍ أن يلتزم بأداء العبادة على وجهها الصحيح، وأنْ يخلص العمل لله جل وعلا مستشعرًا عِظم هذه الأماكن، والأدب فيها، مستذكرًا قوله تعالى: (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ"، فإذا أحرمتم بالحج وجب عليكم تعظيم هذا النسك، والبعد عن كل ما يفسده من الرفث والفسوق والجدال.
إخواني حجاج بيت الله الحرام:
إن أمامكم أيامًا مباركة يأتي فيها الحاج مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتذكر معها ما ورد في حجة الوداع التي أبان فيها -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله النسك الصحيح على ما يريده الله جل جلاله، والذي كان يوصي صحابته فيها بقوله: "خذوا عني مناسككم".أخي الحاج المبارك:اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، قف فيه بمنى كما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح يوم التاسع من ذي الحجة، كان يؤدي الصلاة فيه في أوقاتها يقصر الرباعية، ومع إشراقة يوم عرفة تتجهون بعون الله إلى عرفة للوقوف فيها، حتى غروب شمس هذا اليوم، متذللين خاشعين مُلبّين، تسألون الله تعالى، وترجون غفرانه، وقبول حجكم وأعمالكم، وعودتكم مغفورًا ذنبكم، ثم تتجهون بعد الغروب إلى المزدلفة -المشعر الحرام-، وتقضون ليلتكم فيها، تؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا للعشاء عند وصولكم إليها، وعليكم السكينة والوقار، وتلتقطون الجمار، حيث يبدأ الحجاج مع يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة برمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام للطواف فيه طواف الإفاضة، وتعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، وعليكم بالاقتداء بالنبي -صلى عليه وسلم-.
وأعمال يوم النحر: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والذبح، والطواف، ومن قدّم بعضها على بعضٍ فلا شيء عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "افعل ولا حرج"، أسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يتقبل منكم طاعتكم وأعمالكم.إخواني الحجاج:أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والإخلاص لله في العبادة بعيدًا عن البدع والشركيات التي قد يقع فيها بعض العوام، هدانا الله وإياهم، وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين -بقيادتها المسددة والموفقة- العلماء والمرشدين والموجهين والدعاة لبيان المنهج الصحيح وأداء هذا الركن العظيم وفق منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، التي أبان فيها كل أمر يحتاجه المسلم حينما قال لهم: "خذوا عني مناسككم"، والعلماء قد استعدوا لبيان ما يشكل على المسلم في أداء هذا النسك، ومراكز الإرشاد والتوجيه موجودة، وبلغات متعددة، وكتب ميسرة.
أخلصوا عملكم لله في كل ما تأتون من هذه المناسك، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، فالإخلاص الإخلاص، وسؤال العلماء فيما يشكل عليكم.
إخواني تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي ولاة الأمر على هذا التيسير للحج، وتهيئة جميع الإمكانات؛ ليؤدي الحجاج حجهم بالراحة والطمأنينة.
وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وأجهزة الأمن، ومؤسسات الدولة، على ما يقدمون من جهود مباركة، على كل الأصعدة، وما يقومون به من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحرمان الشريفان من تنظيم وترتيب لتسهيل وصول الحجاج، وقضاء مناسكهم بيسر وسهولة، كتب الله أجرهم وأعانهم ووفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • " سراج " يبحث استعدادات المحافظة لاستقبال عيد الأضحى المبارك
  • المجلس التنفيذي بسوهاج يبحث استعدادات المحافظة لاستقبال عيد الأضحى
  • محافظ سوهاج يبحث استعدادات المحافظة لاستقبال عيد الأضحى المبارك
  • صيام العشر من ذي الحجة.. متى تبدأ وهل صامها النبي؟
  • المفتي: المملكة هيأت العلماء لبيان أداء الحج وفق منهج النبي
  • محافظ دمشق يؤكد خلال لقائه شاغلي العقارات والمحال بمبنى ‏المحافظة بقاء الوضع على ما هو عليه حالياً
  • دعاء قضاء الحاجة المأثور عن النبي .. لا يُرد اغتنمه وردده الآن
  • آيات الرقية الشرعية كما جاءت عن النبي.. رددها لتشعر بالهدوء والسكينة
  • نظمت المعرض جمعية جفست في مكتبة الملك فهد.. جائزة «كلمات البدر وعدسة الفيصل».. إبداع ينطق بالشفافية
  • المولد وإدريس يطلعان على متطلبات ترميم مبنى نادي شباب البيضاء