مجموعة سياحية ألمانية تزور تدمر وتوثق ما تعرضت له من دمار بسبب الإرهاب
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
تدمر-سانا
“تحقق حلمي بزيارة سورية ورؤية آثار تدمر، التي قرأت وسمعت الكثير عنها من بعض المغتربين السوريين”.. بهذه العبارة وصفت السائحة الألمانية نيس هيماليه سعادتها وهي تتجول مع مجموعة سياحية ألمانية تزور تدمر حالياً.
هيماليه التي تعمل ممرضة وتتحدث العربية هي واحدة من 19 سائحاً وسائحة قاموا خلال جولتهم بين آثار تدمر بتوثيق ما تعرضت له المدينة المسجلة على لائحة التراث العالمي من تخريب ممنهج على أيدي تنظيم “داعش” الإرهابي، وعبروا عن حزنهم الشديد لمشاهدة الدمار الذي تعرضت له المعالم الأثرية التي تروي حضارة مملكة تدمر.
وقال السائح شوكرافت الخبير بالشأن السياحي: “أنا متشوق جداً لرؤية حضارة سورية ومحبتي لمدينة تدمر الموغلة بالقدم لا توصف”، مضيفاً: “زرتها منذ نحو 40 عاماً والآن تأثرت كثيراً لما شاهدته من بعض المعالم الأثرية المدمرة التي تسبب بها أعداء الثقافة والإنسانية، ولذلك من الضروري إعادة ترميم تلك الصروح التاريخية التي تعتبر ملكاً للإنسانية”، معرباً عن أمنياته بالسعادة والسلام لسورية وشعبها.
كما عبرت السائحة الألمانية منامس فاكا، وهي مغنية أوبرالية عن سعادتها البالغة باطلاعها على الإرث الحضاري للمدينة، مشيرة إلى أنها ستنقل لأصدقائها حقيقة ما يجري في سورية وقوة وشجاعة الشعب السوري.
عدنان الخطيب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
بالصور.. كيف محَت الحرب العالمية الثانية خرائط اليابان وأوروبا؟
انتهت الحرب العالمية الثانية سنة 1945، لكن آثارها ظلت محفورة في ذاكرة البشرية، ليس فقط بما جرفته من أرواح، بل أيضا بما خلفته من دمار طال البنى التحتية والمدن الكبرى من طوكيو شرقا إلى برلين غربا، مخلفا مدنا مدمرة وأجيالا تنوء بإرث ثقيل.
وبلغ الدمار في اليابان ذروته بإلقاء أولى القنابل الذرية في التاريخ، في سابقة لا تزال موضع جدل أخلاقي وسياسي حتى اليوم.
ففي السادس من أغسطس/آب 1945، ألقت الولايات المتحدة القنبلة الذرية الأولى، "الولد الصغير"، على مدينة هيروشيما، متسببة بدمار شبه كامل للمدينة، حيث تساقطت المباني وتبخرت أجساد آلاف من المدنيين في لحظة خاطفة.
وبعد ثلاثة أيام، في التاسع من أغسطس/آب، استُخدمت القنبلة الثانية، "الرجل البدين"، على مدينة نجازاكي، موقعة 39 ألف قتيل و25 ألف جريح.
المدينة الصناعية لم تصمد أمام الانفجار النووي، فانهارت منشآتها واكتست سماءها بسحب مشعة، جعلت الحياة فيها مستحيلة لأعوام لاحقة.
ولم تكن هيروشيما وناغازاكي وحدهما ضحايا القصف، فقد شهدت مدن أخرى كـطوكيو موجات من القصف الجوي العنيف، أبرزها في مارس/آذار 1945، حين أُحرقت العاصمة اليابانية بقصف أميركي مكثف، خلّف قرابة 100 ألف قتيل في ليلة واحدة، وسوّى أحياء بأكملها بالأرض.
وفي أوروبا، لم تسلم المدن الكبرى من الدمار الذي خلّفته الجبهات المتنقلة، والقصف الجوي المكثف، والاشتباكات الضارية بين دول المحور والحلفاء.
فقد تحولت برلين، عاصمة ألمانيا النازية، إلى أنقاض في نهاية الحرب، إثر حصار عنيف وقصف جوي استمر أسابيع، وبلغ حجم الدمار فيها أكثر من 70% من مبانيها، فيما فاق عدد القتلى المدنيين والعسكريين مئات الآلاف.
أما باريس، ورغم احتلالها من قبل النازيين عام 1940، فقد نجت من الدمار الواسع الذي لحق بمدن أوروبية أخرى، حيث انسحبت القوات الألمانية منها في أغسطس/آب 1944 دون قتال واسع، عقب انتفاضة المقاومة الفرنسية.
لكن مناطقها الريفية وخطوط النقل الحيوية تعرضت لهجمات وغارات متكررة طوال الحرب.
وفي المقابل، واجهت لندن موجات متكررة من القصف الجوي، عُرفت باسم "الـبليتز" (Blitz)، شنها سلاح الجو الألماني النازي بين عامي 1940 و1941، وأودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وتسببت في تدمير أحياء سكنية كاملة ومحطات قطارات ومستشفيات، ما أجبر الملايين من السكان على اللجوء إلى الملاجئ الأرضية.
إلى جانب هذه المدن، عانت مدن مثل روتردام الهولندية، ووارسو البولندية، ولينينغراد السوفياتية (التي عرفت لاحقا باسم سانت بطرسبرغ)، من دمار هائل.
فقد شهدت وارسو تدميرا شبه كلي بلغ 85% من مبانيها بسبب الانتفاضة ضد الاحتلال الألماني عام 1944، بينما خضعت لينينغراد لحصار نازي استمر أكثر من 900 يوم، خلّف مجاعة ووفاة أكثر من مليون مدني.
و لم تكن الحرب العالمية الثانية مجرد صراع بين جيوش، بل كانت كارثة إنسانية وحضارية، اختُبرت فيها أقصى درجات العنف المسلح.
مدن بأكملها مُحيت، وأجيال دفعت ثمن قرارات سياسية وتوسعية، غيرت خريطة العالم ومعها مصائر شعوبه.
إعلانومع أن الحرب وضعت أوزارها في سبتمبر/أيلول 1945، فإن رائحة الرماد ما زالت تشهد على دمار لم تعرف البشرية له مثيلا حتى اليوم.