أثار زلزال عنيف بلغت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر ضرب السواحل الشمالية الشرقية لليابان موجة من الإعجاب والدهشة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن صمدت المباني على الرغم من قوة الهزة بدون تسجيل أضرار كبيرة أو وفيات، في مشهد يعكس تفوق اليابان في مواجهة الكوارث الطبيعية.

وجاء هذا الزلزال، الذي يعد الأقوى منذ تسونامي 2011 المدمر، مصحوبا بتحذيرات من احتمال حدوث تسونامي في البلاد، وسط عدد كبير من الهزات الارتدادية التي أعقبت الهزة الرئيسة، وهذا دفع السلطات إلى رفع حالة التأهب القصوى.

وبلغت شدة الهزة المستوى السادس على مقياس الشدة الزلزالية الياباني الذي يتألف من 7 مستويات، في حين كان مركز الزلزال في المحيط الهادي على بعد 80 كيلومترا من شواطئ محافظة آوموري، وسجلت أقوى هزاته في مدينة هاتشينوهي.

وتعد هذه السواحل من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا وعرضة للتسونامي في العالم، إلا أن اليابان نجحت في تحويل هذا التحدي الطبيعي إلى نموذج عالمي في التصدي للزلازل من خلال تقنيات البناء المتطورة والاستعداد المستمر.

وعلى الرغم من قوة الزلزال وعنفه، لم تسجل أضرار كبيرة في المباني، بينما أصيب 33 شخصا فقط بدون تسجيل وفيات، وهو ما أثار انتباه العالم إلى المعايير الاستثنائية التي تتبعها اليابان في تشييد البنية التحتية المقاومة للزلازل.

وأصدرت وكالة الأرصاد اليابانية تحذيرات من موجات تسونامي محتملة قد تصل ارتفاعها إلى 3 أمتار، وطالت التحذيرات المحافظات الشمالية هوكايدو وأوموري وإيواتي، في إجراء احترازي روتيني تتبعه السلطات اليابانية عند وقوع الزلازل البحرية.

الزلزال العملاق

كما حذرت الحكومة من احتمال حدوث ما سمته "الزلزال العملاق" بقوة 8 درجات خلال الأيام القليلة القادمة، وطلبت من السكان التأهب والاستعداد للإجلاء السريع، في إطار خطط الطوارئ المعدة مسبقا لمواجهة مثل هذه السيناريوهات.

إعلان

وأجبرت موجات التحذير والإجلاء أكثر من 90 ألف شخص على ترك منازلهم، بينما أصدرت سلطات الكوارث أوامر إجلاء رسمية لأكثر من 114 ألف شخص آخر، في عملية منظمة تعكس جاهزية البلاد للتعامل مع الكوارث الطبيعية المفاجئة.

ورصد برنامج شبكات (2025/12/9) جانبا من تعليقات النشطاء على هذه التطورات، إذ كتب مصطفى معبرا عن إعجابه بالتقدم الياباني في مواجهة الزلازل:

زلزال اليابان بدرجة 7.5 رختر وما صار شي لبناية ولا شخص فقد حياته… اليابان تقدمها من ناحية مواجهة الزلازل تدرس حرفيا.

بدوره، تساءل حسام عن كيفية تعايش اليابانيين مع معاناة الزلازل المستمرة وتأثيرها على جميع جوانب حياتهم. فغرد:

معاناة الزلازل اللي ملازمتهم مدري كيف يتعايشون معها؟! حتى تأسيس أمور حياتهم من مباني واحترازات في كل شي لازم يحسبون حساب الهزات الأرضية.

أما مايا فأشادت بالخبرة اليابانية المتراكمة في التعامل مع الزلازل، مشيرة إلى تفرد البلاد في هذا المجال، فكتبت:

بلد الزلازل بامتياز.. أكثر بلد يصير فيها زلازل وفي نفس الوقت بدون ضحايا عندهم خبرة.

وقارن إلياس في تغريدته بين الوضع في اليابان وبلدان أخرى لا تمتلك بنية تحتية متينة، محذرا من العواقب الكارثية التي قد تنجم عن زلازل مماثلة. فقال:

لو ضرب هذا الزلزال أو أقل منه قليل في بعض البلدان لا تملك بنية تحتية متينة وغير مشيدة بأنظمة ضد الزلازل لمسحت قرى من الوجود.

ويرجع السبب الرئيسي وراء الصمود المضاعف للمباني في اليابان أمام الزلازل العنيفة إلى اعتماد أكواد بناء ومعايير ثورية وذكية، تفرضها الحكومة وتشدد عليها بصرامة كبيرة، وهذا جعلها نموذجا عالميا في هندسة مقاومة الزلازل.

وبدلا من الهياكل الصلبة الجامدة، طورت اليابان تقنيات تجعل المباني أكثر مرونة لامتصاص قوة الزلازل، أشهرها عزل قاعدة المبنى عن الأرض بالمحامل المطاطية، وأنظمة التخميد والامتصاص، والهياكل الخرسانية المحوسبة، في ابتكارات هندسية تعيد تعريف معنى الأمان في مناطق النشاط الزلزالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات حريات

إقرأ أيضاً:

اليابان تنفي تصريحات صينية بشأن حادثة إغلاق الرادارات على المقاتلات اليابانية

نفت اليابان اليوم الاثنين ما أعلنته الصين بأن تدخل مقاتلات قوات الدفاع الذاتي اليابانية خلال تدريب بحري صيني هو ما تسبب في قيام طائرات عسكرية صينية "بإغلاق راداراتها" على المقاتلات اليابانية، ووصفته بأنه "لا أساس له من الصحة.

الأمم المتحدة تواجه "أقسى أزمة تمويل" وتقلّص مساعداتها وسط اتساع الاحتياجات

ونقلت وكالة الأنباء اليابانية كيودو عن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني مينورو كيهارا - في مؤتمر صحفي - "إن طائرات قوات الدفاع الذاتي الجوية حافظت على "مسافة آمنة" من الطائرات العسكرية الصينية قبالة محافظة أوكيناوا في أقصى جنوب اليابان في الحادثة التي وقعت أمس الأول السبت.


وأكد أن التواصل بين السلطات الدفاعية اليابانية والصينية "في غاية الأهمية".. مضيفا أن إغلاق الرادار كانت أفعالا خطيرة تتجاوز ما هو ضروري لسلامة طيران الطائرات، وأن اليابان ستتخذ كل التدابير الممكنة للمراقبة الجوية والبحرية بينما تراقب عن كثب أنشطة الجيش الصيني.


وكانت الصين قد أعلنت أمس الأحد أن طائرات قوات الدفاع الذاتي اليابانية عطلت عمليات تدريب روتيني كانت تقوم بها البحرية الصينية مما هدد سلامة الطيران بشكل خطير.


جاء ذلك بعد أن ذكرت وزارة الدفاع اليابانية أن طائرات عسكرية صينية "أغلقت راداراتها" على مقاتلات يابانية في الأجواء فوق جنوب شرق جزيرة أوكيناوا، واصفة الأمر بأنه "عمل خطير".

 

مقالات مشابهة

  • زلزال قوي يهز شمال اليابان ويصيب العشرات
  • شبكات تتناول تفاعل المنصات مع احتفالية ذكرى التحرير لسوريا وزلزال اليابان العنيف
  • ارتفاع عدد المصابين إثر زلزال قوي شمال شرق اليابان إلى 50 شخصاً
  • اليابان: إصابة 30 شخصًا على الأقل جراء زلزال ضرب سواحل أومورى
  • اليابان ترفع التحذير من تسونامي بعد زلزال قوته 7.5 درجة
  • إصابة 30 شخصًا على الأقل بعد زلزال ضرب اليابان
  • المنصات تحتفي بمرور عام على سقوط الأسد
  • زلزال عنيف يضرب اليابان بقوة 7.6 درجة
  • اليابان تنفي تصريحات صينية بشأن حادثة إغلاق الرادارات على المقاتلات اليابانية