المولد النبوي .. حكم زيادة لفظ سيدنا بالصلاة الإبراهيمية وفضلها
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
ما حكم زيادة سيدنا عند ذكر اسم المصطفى صلى الله عليه وسلم؟، سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط.
حكم زيادة سيدنا عند ذكر اسم المصطفىوقال مرزوق من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: ما إن تحدثنا عن ذلك الموضوع حتى عارض بعض الناس دون قراءة للموضوع بل وتطاول قوم لا يعرفون الأدب عند الاختلاف، موضحا الذي قصدناه هو لفظ السيادة في عموم الكلام أما في الأذان والإقامة فيجب بقاؤهما كما هما دون زيادة أو نقصان، يبقى الخلاف في الصلاة الإبراهيمية في الصلاة وفيها قولان.
ما حكم زيادة لفظ سيدنا في التشهد الأخير في الصلاة الإبراهيمية؟
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد ولد آدم) رواه مسلم، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الناس كلهم من عهد آدم إلى يوم القيامة، بل هو سيد الإنس والجن والملائكة أيضًا، وقد عاب الله تعالى على الذي ينادون النبي صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد، فقال: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً) النور/63، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) الحجرات/2.
ولذلك فليس من قبيل الأدب ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا عن الصلاة والسلام عليه، أو من غير ألفاظ التبجيل والتعظيم.
وأما زيادة لفظ: "سيدنا" في الصلاة الإبراهيمية فقد اختلف فيها الفقهاء على قولين، والمعتمد في مذهبنا استحباب هذه الزيادة وإن لم ترد في صيغة الصلاة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وذلك لأن في زيادة لفظ "السيادة" الامتثال لما أُمرنا به من الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وامتثال الأدب أفضل من الاقتصار على الوارد في الصيغة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ألا ترى كيف رجع أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن موقف الإمامة حين تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإمامة بسبب الانشغال في الإصلاح بين المتخاصمين، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليه أن يبقى مكانه، ولكنه رضي الله عنه قال: (مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) متفق عليه. وكذلك استدل العلماء على هذه القاعدة: "سلوك الأدب أفضل من الامتثال" برفض علي بن أبي طالب رضي الله عنه محو كلمة "رسول الله" من كتاب صلح الحديبية.
فقال العلماء: وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الصحابة لفظ: "سيدنا" في الصلاة الإبراهيمية، فنحن نزيدها حرصا على كمال التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، والتغيير اليسير في أذكار الصلاة لا يضر في صحة الصلاة.
وتابع: لذلك ذهب جماعة من أهل العلم إلى جواز هذه الزيادة، منهم: العز بن عبد السلام، والقرافي، والرملي، والجلال المحلي، وقليوبي، والشرقاوي، والحصفكي، وابن عابدين، والنفراوي، وغيرهم.
ينظر: [مغني المحتاج 1/ 384] وإن كان نقل عن ظاهر المذهب اعتماد عدم استحباب الزيادة، [أسنى المطالب4/ 166] لزكريا الأنصاري، ] و[حاشية تحفة المحتاج2/ 88] و[الموسوعة الفقهية 11/ 346].
وشدد أن من زاد لفظ السيادة في التشهد في الصلاة من باب التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج عليه، ومن تركها التزاما بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام لا حرج عليه أيضا، فالأول يعظم النبي صلى الله عليه وسلم بذكر سيادته، والثاني يعظمه بترك الزيادة على ما روي عنه، والكل على خير، والمهم أن لا يسيء بعضنا الظن ببعض، ونحن متفقون على وجوب محبة وتعظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أمرنا الله تعالى بأن يكون صفنا متراصا، خاصة في مثل الظروف التي نعيشها، والتي يريد البعض بعثرة الصفوف بمثل هذه الخلافات، عملا بالقاعدة الاستعمارية: "فَرّق تَسُد" والله أعلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيدنا الأزهر النبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الترديد خلف الأذان المسجل وهل له نفس ثواب أذان المسجد
ورد سؤال من شخص يقول فيه :" هل الترديد خلف الآذان المسجل جائز وله نفس ثواب أذان المسجد ؟"
وفي هذا الشأن أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية ، أن الأذان في أصله وُضع إعلامًا بدخول وقت الصلاة المفروضة، ولذلك ارتبط توقيته بموعدها الشرعي، مشيرًا إلى ما رواه الشيخان عن مالك بن الحويرث – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم».
وأوضح أن الأولى للمسلم ألا يردد الأذان خلف الهاتف المحمول، بل يستحب له أن يستجيب لأول مؤذن يسمع صوته الحقيقي، دون الالتفات إلى بقية الأذانات التي تصدر من مساجد أخرى أو أجهزة مختلفة.
وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش رحمه الله في فتوى سابقه له أنه لا مانع شرعًا من ترديد الأذان خلف الهاتف المحمول بشرط أن يكون الأذان مطابقًا لوقت الصلاة الفعلي، وليس مسجلاً أو في غير ميعاده الصحيح.
وأضاف خلال إجابته عن سؤال حول جواز متابعة أذان الموبايل، أنه لا تصح الصلاة خلف المذياع أو التليفزيون أو غيرهما من وسائل البث، كما لا يجوز أن يعتمد المسجد على الأذان المنقول من هذه الوسائط، كأن يُترك الميكروفون أمام جهاز يبث الأذان بدلًا من المؤذن الحقيقي.
ومن جانبه، بين الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، أن ترديد الأذان خلف المؤذن من العبادات التي يغفل عنها كثيرون، رغم ما ورد فيها من فضل عظيم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن».
وأشار إلى أن كيفية الترديد تكون بموافقة ألفاظ المؤذن تمامًا، باستثناء قول "حي على الصلاة" و"حي على الفلاح"، حيث يقال بدلهما: لا حول ولا قوة إلا بالله، مستدلًا بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوارد في صحيح مسلم، والذي يبين تفصيل ما يقوله المسلم مع كل جملة من الأذان، وأن من قال ذلك من قلبه دخل الجنة.
كما أوضح أن هناك أذكارًا مستحبة تقال عقب الأذان، ومنها ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وفيه الحث على الصلاة على النبي وسؤال الله له الوسيلة، وهي منزلة رفيعة في الجنة لا تكون إلا لعبد واحد من عباد الله، مع الوعد بنيل الشفاعة لمن دعا بذلك.
وأضاف شرحًا لمعنى الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود، مؤكدًا أن المقام المحمود هو الشفاعة الكبرى التي يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، حيث يحمده الخلائق جميعًا لما يكون سببًا في رفع الكرب عنهم والفصل بينهم.
وتابع موضحًا أنه يستحب أيضًا بعد الأذان أن يقول المسلم الدعاء المأثور: «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة...» إلى آخره، لما فيه من وعد بالشفاعة النبوية يوم القيامة، فضلًا عن الذكر الوارد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، والذي جاء فيه أن من شهد بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ورضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا غُفر له ذنبه.