نشرت مجلة "لكسبرس" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن المخاوف التي أثارها التقارب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقالت المجلة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن التقارب بين الزعيمين الروسي والكوري الشمالي من الممكن أن يعزز تعاونهما العسكري ما يشكل خطرا أمنيا خصوصا في قارة آسيا.



وأضافت، أنه بالرغم من قلة المعلومات التي تسرّبت حول محتوى محادثات الزعيمين، إلا أن بوتين و أون أظهرا على الأقل ملامح التقارب بينهما، فقد أثنى الزعيم الكوري الشمالي عند وصوله يوم الأربعاء 13 أيلول/سبتمبر إلى قاعدة فوستوتشني الفضائية في روسيا، كثيرا على نظيره الروسي قائلًا: "سنكون دائمًا مع روسيا". 



وذكرت المجلة أنه في غياب إعلان رسمي، أثار رئيس الكرملين تكهنات بشأن إمكانية مساعدة كوريا الشمالية في بناء أقمار صناعية، حيث فشلت بيونغ يانغ مرتين خلال العام الجاري بوضع قمر صناعي للتجسس في مداره.

وبشأن ذلك، قال الجنرال جيروم بيليستراندي، رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني، "يمكننا أن نخشى التعاون العسكري بين البلدين، الذي قد يرتكز على نقل التكنولوجيا في مجال الفضاء من الجانب الروسي مقابل الذخائر الكورية الشمالية التي تحتاجها موسكو بشكل عاجل في أوكرانيا".

هل يتغيّر الوضع في أوكرانيا؟
تقول المجلة، أن بيونغ يانغ "التي لا تزال نظريا في حالة حرب مع جارتها كوريا الجنوبية" تمتلك مخزونا كبيرا من الذخائر. 

وأضافت أن من بين الأسلحة الأخرى التي قد تكون ذات أهمية لموسكو الصواريخ عيار 122 مليمتر التي تستخدمها قاذفات الصواريخ المتعددة السوفييتية من طراز "بي إم -21 غراد"، والقذائف عيار 152 مليمتر وقطع المدفعية المستخدمة بشكل جماعي. 

من جانبه قال الجنرال بيليستراندي للمجلة، "إن هذا التدفق الجديد المحتمل للذخائر لن يغير قواعد اللعبة في أوكرانيا، بل سيكون بمثابة دفعة قوية لموسكو، فمن غير المرجح أن تتمكن كوريا الشمالية بمفردها من تغطية الاحتياجات الهائلة لروسيا".

وأشارت المجلة، إلى أن لقاء الزعيمين نجح في إثارة المخاوف الدولية، حيث حذّر زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية كيم جي هيون، الخميس الماضي، من أن القمة بين كوريا الشمالية وروسيا لا تمثل تهديدا خطيرا للسلام في شمال شرق آسيا فحسب بل للسلام العالمي أيضا واصفًا اللقاء بـ"الاتفاق الشرير". 

بدوره قال وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا، "إن اللقاء قد يؤدي إلى حدوث انتهاكات محتملة للحظر الذي يفرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على أي مبيعات أسلحة لكوريا الشمالية". 



مخاوف في آسيا
وأورد تقرير المجلة تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر الأربعاء الماضي عندما قال، إن واشنطن تخشى أن تؤدي المساعدة الروسية في مجال الفضاء إلى تحسين برنامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية. 

من جهة أخرى يرى خبراء أن هذا التعاون العسكري إذا تأكد لا يمكن أن يتوقف عند هذا الحد، بحسب تقرير المجلة الفرنسية.

ونقلت المجلة عن تشيونغ سيونغ تشانغ، الباحث في معهد سيجونغ في سيول، قوله "هناك خشية من أن تطلب كوريا الشمالية المساعدة من روسيا لتطوير برنامجها للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية". 

وتروي المجلة أن العديد من المتخصصين يتوقعون أن بيونغ يانغ لن تتردد في ذلك، لتحقيق هدفها المتمثل في بناء مثل هذه الغواصة بحلول عام 2025، لكن ذلك قد يحدث إذا حصل النظام الكوري الشمالي على مساعدة من موسكو.

‌وأشارت المجلة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت روسيا مستعدة حقا للانخراط في عمليات نقل التكنولوجيا على هذا النحو، وهذا من شأنه بلا أدنى شك أن يعجل بسباق تسلح في المنطقة.

في المقابل، يستبعد الجنرال بيليستراندي بحسب المجلة، أن تغض بكين الطرف عن اندفاع متهور من هذا النوع، والتصعيد سيكون له بالضرورة تأثير اقتصادي كبير على الصين، وبالتالي على الاستقرار السياسي لنظامها". 



ووفقا للباحث في معهد سيجونغ في سيول تشيونغ سيونغ تشانغ، "إذا ساعدت روسيا كوريا الشمالية على تطوير أقمارها الصناعية للتجسس أو الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، فمن المحتمل أن يدفع ذلك كوريا الجنوبية إلى تسليم الأسلحة مباشرة إلى أوكرانيا وفي هذه الحالة، سيتعيّن على بوتين مواجهة هذا الوضع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة روسيا كوريا الشمالية الصواريخ صواريخ روسيا اوكرانيا كوريا الشمالية سباق تسلح صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

كوريا الشمالية.. حادث غامض خلال تدشين مدمرة بحرية يشعل غضب الزعيم

شهدت كوريا الشمالية حادثًا وصفه الزعيم كيم جونغ أون بـ”الإجرامي وغير المقبول”، خلال مراسم تدشين سفينة حربية جديدة في أحد أحواض بناء السفن شمال شرق البلاد، في واقعة أثارت ردود فعل حادة داخل القيادة الكورية.

ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، وقع الحادث في 21 مايو الجاري في حوض بناء السفن بمدينة تشونغجين، أثناء محاولة إنزال مدمرة جديدة تزن 5000 طن، وقد أدى الإهمال في الإشراف والقيادة، إضافة إلى ضعف دقة إدارة عملية الإنزال، إلى اختلال حركة المنصة، ما تسبب في انزلاق مؤخرة السفينة قبل أوانها عن القضبان الموجهة، بينما فشلت مقدمتها في الانزلاق من المنحدر المخصص.

وأدى الحادث إلى جنوح السفينة وتضرر أجزاء من هيكلها، مما أثر على توازنها، وهو ما اعتبره الزعيم الكوري الشمالي “حادثًا خطيرًا للغاية ناتجًا عن إهمال جسيم وعدم مسؤولية”، مشددًا على أنه “لا يمكن التسامح معه تحت أي ظرف”.

وحمّل كيم جونغ أون المسؤولية لعدة جهات من بينها قسم الصناعة الدفاعية في اللجنة المركزية للحزب، ومعهد الميكانيكا التابع لأكاديمية العلوم، وجامعة كيم تشاك التقنية، والمكتب المركزي لتصميم بناء السفن، بالإضافة إلى العاملين في حوض بناء السفن بتشونغجين.

كما أمر بإجراء تحقيق شامل لتحديد أسباب وتفاصيل الحادث، مؤكدًا أن إصلاح السفينة ليس مجرد مسألة تقنية، بل قضية تمس هيبة الدولة ومكانتها، ووجّه بضرورة الانتهاء من أعمال الإصلاح قبل انعقاد الاجتماع الكامل للجنة المركزية للحزب في يونيو المقبل، حيث من المقرر أن تُطرح القضية لمراجعة المسؤوليات ومحاسبة المتسببين.

مقالات مشابهة

  • بيلد: ألمانيا تخشى من تقارب أمريكي روسي قد يفضي إلى تخلي واشنطن عن كييف ورفع العقوبات عن موسكو
  • روسيا: الغرب يُحرض أوكرانيا على مواصلة الأعمال الإرهابية ضدنا
  • كوريا الشمالية.. حادث غامض خلال تدشين مدمرة بحرية يشعل غضب الزعيم
  • كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ أطلقت عدة صواريخ باتجاه البحر الشرقي
  • لماذا يخشى قادة العالم زيارة البيت الأبيض ويتطلعون للصين في عهد ترامب؟
  • فشل إطلاق مدمرة حربية يثير غضب زعيم كوريا الشمالية
  • عاجل|| كوريا الشمالية تُطلق نارها بعد كارثة السفينة
  • "حادث خطير" في كوريا الشمالية.. كيم غاضب بشدة
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • موسكو: زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا قيد التنسيق