روبورتاج. فريق الإنقاذ الإسباني يواصل عمله ويُشيدُ بالإحترافية والجهد اللوجستي الكبير للسلطات المغربية(فيديو)
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
زنقة 20. مراكش
أشاد رجال الإنقاذ الإسبان الذين شاركوا في عمليات الإغاثة، عقب الزلزال الذي ضرب عدة مناطق بالمغرب، بـ “الاحترافية” و”الجهد اللوجستي الكبير” الذي تبذله السلطات المغربية في الميدان من أجل إغاثة ضحايا الكارثة.
ولدى وصولهم إلى سرقسطة، اليوم السبت، بعد مشاركتهم مع نظرائهم المغاربة في عمليات الإنقاذ، سلط رجال الإطفاء ورجال الإنقاذ الإسبان من منطقة قشتالة وليون، الضوء، في تصريحات للصحافة، على احترافية الفرق المغربية المنتشرة في الميدان ومستوى التنسيق في تنفيذ عمليات الإغاثة.
وشدد رئيس البعثة، إنريكي مور، في هذا الصدد، على الإجراءات التي اتخذتها السلطات المغربية من أجل ضمان حسن سير عمليات الإنقاذ والبحث عن الناجين.
وتواصل فرق الإنقاذ الأخرى، لاسيما وحدة الطوارئ العسكرية، مهمتها في المناطق المتضررة من الزلزال.
وأشادت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، يوم الخميس، بالدعم اللوجستي الذي تقدمه القوات المسلحة الملكية لرجال الإنقاذ الإسبان، حتى يتمكنوا من القيام بمهمتهم في أفضل الظروف.
وفي كلمة ألقتها خلال زيارتها للقاعدة العسكرية بغوادالاخارا (وسط إسبانيا)، نوهت السيدة روبليس بتعبئة مروحيات تابعة للقوات المسلحة الملكية قصد نقل رجال الإنقاذ الإسبان إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، وكذا بتعاون السلطات المغربية مع الفريق الإسباني بهدف تقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين.
وتابعت المسؤولة بالقول إن “رجال الإنقاذ الإسبان سيبقون في المغرب طالما كان ذلك ضروريا”، مشيرة إلى أن فرق البحث الإسبانية ممتنة، أيضا، لكرم الضيافة والدعم الذي يقدمه السكان المحليون.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
اقتصاد ما بعد الريع: طريق التنمية بوابة العراق إلى العصر اللوجستي
2 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: في مشهد استراتيجي يعيد رسم الخريطة الاقتصادية للمنطقة، يبرز “طريق التنمية” وميناء الفاو الكبير كمفصل تحوّل في الوظيفة الجيو-اقتصادية للعراق، ويؤشران إلى خروج تدريجي من قفص الاقتصاد الريعي نحو فضاء أوسع من التكامل والتشابك الإقليمي.
وتبدو معالم المشروع أقرب إلى هندسة سياسية جديدة، حيث لا يُقرأ بوصفه مجرد بنية تحتية، بل كأداة جيوسياسية متعددة الأوجه، تقاطع فيها الاقتصاد مع الجغرافيا، والإقليم مع العالم، والاستثمار مع الأمن. فالعراق، الذي طالما عُرف بدوره كمصدر للموارد الخام، بدأ يُعاد تقديمه كلاعب لوجستي محوري في ربط الخليج بأوروبا عبر محور بري وسككي، لا يقل طموحًا عن محاور طريق الحرير الصيني.
ويعكس تقليص زمن نقل البضائع إلى أقل من النصف، وتخفيض التكاليف اللوجستية بنسبة تُناهز 40%، ليس فقط كفاءة المشروع، بل حجم الرهان عليه في تعديل منظومة سلاسل الإمداد العالمية. فالدول المشاركة، خصوصًا تركيا ودول الخليج، لا تنظر إليه كـ”خط عبور”، بل كبنية استراتيجية لإعادة توجيه تدفقات التجارة والطاقة والصناعات التحويلية.
وفي الوقت الذي يتقدم فيه الإنجاز الميداني للميناء بنسبة تفوق 90%، تترسخ ملامح شراكة إقليمية جديدة، تتجاوز الخطابات السياسية إلى تعاقدات اقتصادية فعلية، تُعيد تعريف موقع العراق بوصفه عقدة لوجستية لا يمكن تجاوزها في أي حسابات مستقبلية للنقل والتوزيع.
وما يُضاعف من القيمة الرمزية للمشروع، أنه يأتي في ظل بيئة إقليمية مأزومة، يُعاد فيها تعريف أمن الطاقة، وتُختبر فيها موثوقية الممرات البحرية، مما يمنح “طريق التنمية” صفة البديل الجيوسياسي لا اللوجستي فقط، في حال أي اختناق في الممرات التقليدية.
ومع تجاوز المشروع للبُعد الاقتصادي نحو صياغة هوية جديدة للدولة العراقية، يصبح التحدي الحقيقي ليس في الإنجاز الهندسي، بل في القدرة على تحويله إلى روافع للنمو، وأدوات لخلق الوظائف، ومساحات لتجسير الانقسامات الجغرافية والسياسية، وتكريس صورة العراق كـ”جسر لا خندق”.
وفي زمن لم يعد فيه الموقع الجغرافي كافياً للعب أدوار كبرى، فإن العراق، عبر هذا المشروع، لا يكتفي باستثمار موقعه، بل يعيد إنتاج وظيفته في النظام الاقتصادي الدولي، ويخطو نحو مرحلة ما بعد النفط بشروط لوجستية وسيادية جديدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts