يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الغاضب من الحرب القانونية التي يشنها ضده المدعون الديمقراطيون، ووزارة العدل، في عهد خليفته “جو بايدن”، يخطط لبعض الثأر؛ إذا فاز في انتخابات عام 2024، وفقا لتقرير نشره موقع أمريكي.

وبعد توجيه الاتهام إليه للمرة الرابعة، الشهر الماضي، من قبل المدعي العام لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، في جورجيا، قال ترامب: إنه سيعين مستشارًا خاصًا “حقيقيًا”؛ للنظر في مزاعم الفساد المتعلقة بالرئيس الحالي وعائلته.

وجاءت تصريحات ترامب أيضًا؛ بعد أن عين المدعي العام الأمريكي، ميريك جارلاند، المدعي العام الأمريكي ديفيد فايس، مستشارا خاصا؛ للتحقيق مع هانتر بايدن- وهي الخطوة التي دفعت فايس منذ ذلك الحين إلى تقديم تهمة تتعلق بالسلاح ضد الابن الأول-، مما أثار انتقادات من الجمهوريين وخبراء قانونيين؛ لأنها تهمة تعفي جو بايدن تمامًا من أي مسؤولية، حتى مع قول لجان الحزب الجمهوري إنها تواصل البحث عن أدلة على الفساد السابق من جانبه.

كان فايس أيضًا أحد مهندسي صفقة الإقرار بالذنب 'الحبيبة' الخاصة بشركة هانتر، والتي انهارت الشهر الماضي في قاعة محكمة فيدرالية بولاية ديلاوير.

كما أشارت صحيفة ويسترن جورنال: 'كان على هانتر أن يعترف بالذنب في جريمتين من جرائم التهرب الضريبي ويتعهد بالبقاء خاليًا من المخدرات لمدة عامين حتى يتمكن من إسقاط جريمة حيازة سلاح. 

ووفقًا لأحد المبلغين عن مصلحة الضرائب الأمريكية، فقد تخطى دفع 1.2 مليون دولار كضرائب في عامي 2017 و2018. 

علاوة على ذلك، سمح فايس بتطبيق قانون التقادم على السنتين الضريبيتين 2014 و2015، والتي ورد أنها تضمنت تهما جنائية كان من الممكن رفعها بسهولة.

وقال “لقد ثبت الآن بنسبة 100 بالمائة أن عائلة بايدن الإجرامية تلقت أكثر من 20 مليون دولار من دول أجنبية بينما كان جو المحتال نائبًا للرئيس، وربما أكثر من ذلك بكثير. وقال الرئيس السابق في مقطع فيديو انتخابي نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذه فقط الأموال التي عثروا عليها”.

وتساءل ترامب 'ماذا كانوا يفعلون للحصول على كل هذه الأموال؟'.

وأضاف “أعتقد أن لدينا رئيسًا مساومًا، لقد تمت رشوته، والآن يتم ابتزازه"؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحزب الجمهوري الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المدعي العام الأمريكي انتخابات عام 2024 رئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب محكمة فيدرالية مصلحة الضرائب

إقرأ أيضاً:

من التصعيد إلى التهدئة.. ماذا وراء الانسحاب الأمريكي من اليمن؟

في تحول لافت بمسار الحرب الدائرة في اليمن، أعلنت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء 6 مايو وقفًا لإطلاق النار مع جماعة الحوثيين، في خطوة وُصفت بأنها تعكس تراجعًا تكتيكيًا أكثر من كونها إنجازًا سياسيًا أو عسكريًا. وجاء الإعلان المفاجئ، الذي تم بوساطة عُمانية، بعد أسابيع من تصعيد غير مسبوق بين القوات الأمريكية والحوثيين، لا سيما في البحر الأحمر.

 

ذا هيل: ترامب حاول تسويق وقف إطلاق النار بوصفه “انتصارًا أمريكيًا” ونتيجة للقوة، بينما يُظهر الواقع أن هذا التفاهم ما هو إلا تراجع مغلف بالتهويل السياسي

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فجّر مفاجأة حين أشاد بصمود مقاتلي الحوثيين و”قدرتهم الكبيرة على تحمّل العقاب”، رغم أن إدارته أشرفت على حملة عسكرية ضارية ضدهم، عُرفت باسم “الراكب الخشن”، وبدأت منتصف مارس/ آذار الماضي بهدف ردع الجماعة المدعومة من إيران عن استهداف الشحن الدولي والأصول البحرية الأمريكية.

 

لكن نتائج الحملة جاءت دون المأمول، إذ أسقط الحوثيون سبع طائرات مسيّرة أمريكية، وفُقدت طائرتان مقاتلتان، وخسرت واشنطن ما يزيد عن مليار دولار، دون تحقيق مكاسب استراتيجية تُذكر.

 

الكاتب والمحلل السياسي د. عمران خالد، وهو طبيب حاصل على ماجستير في العلاقات الدولية، تناول في مقال نشرته صحيفة ذا هيل الأمريكية هذا التراجع الأمريكي، واعتبره مؤشرًا على فشل نهج القوة في التعاطي مع واقع سياسي وأمني معقد، يتجاوز حدود اليمن ليطال عمق التحالفات الأمريكية في المنطقة.

 

تهدئة هشة وتصدع في التحالفات

 

الهدنة التي أعلن عنها ترامب استُثنيت منها إسرائيل بشكل لافت، الأمر الذي أثار استياءً في تل أبيب وكشف، بحسب المراقبين، عن تصدّع في المحور الأمريكي–الإسرائيلي. فالهجمات الحوثية على إسرائيل لم تتوقف، بل وصلت إلى مشارف مطار بن غوريون قبل إعلان الهدنة بأيام، وهو ما ردّت عليه إسرائيل بقصف مطار صنعاء الدولي، دون أن يردع ذلك الحوثيين عن مواصلة استهدافهم للمصالح الإسرائيلية “تضامنًا مع فلسطين”.

 

ويضيف د. عمران خالد في مقاله أن الحوثيين اعتبروا ما حدث نصرًا رمزيًا واستراتيجيًا في آن، إذ تمكنوا من فرض معادلة ردع غير مسبوقة، أجبرت واشنطن على التفاوض دون تحقيق أهدافها العسكرية، والأهم دون أن يدفع الحوثيون أثمانًا سياسية تجاه إسرائيل.

 

في المقابل، ظهرت ملامح ارتباك في مواقف بعض الدول العربية الحليفة لواشنطن، خصوصًا تلك التي راهنت على تحجيم الحوثيين عسكريًا وسياسيًا خلال السنوات الماضية. وتشير التقارير إلى أن الإمارات العربية المتحدة – رغم خصومتها العميقة مع الحوثيين – كانت مترددة في دعم التصعيد الأمريكي الأخير، في ما قد يُفهم على أنه بداية لإعادة تقييم أوسع لجدوى التعويل على الولايات المتحدة في الملفات الأمنية الحساسة.

 

إيران في الخلفية

 

رغم أنها لم تكن طرفًا مباشرًا في المفاوضات، تُتهم إيران بأنها المحرّك الأساسي للحوثيين. غير أن تقارير متقاطعة تُفيد بأن طهران ربما شجعت الجماعة على الدخول في التهدئة، ضمن حسابات إقليمية أوسع تتعلق بمحادثاتها النووية وسعيها لتخفيف حدة التوتر مع واشنطن.

 

ذا هيل: منطقة الشرق الأوسط تدخل اليوم مرحلة جديدة من الضبابية، حيث تتقلص موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني، وتتزايد التساؤلات في العواصم العربية حول جدوى التحالف مع واشنطن

 

ويطرح د. عمران خالد في مقاله تساؤلًا محوريًا: هل وقف إطلاق النار مجرد ترتيب مؤقت فرضه الإنهاك العسكري الأمريكي، أم أنه جزء من تفاهمات غير معلنة بين واشنطن وطهران؟ وفي كلتا الحالتين، تبقى إيران المستفيد الأكبر من استمرار الحوثيين كلاعب فاعل في معادلات الإقليم، خاصة في الضغط على إسرائيل والممرات التجارية الدولية.

 

تراجع أمريكي مغلف بالتهويل السياسي

 

وبحسب المقال المنشور في ذا هيل، فإن ترامب حاول تسويق وقف إطلاق النار بوصفه “انتصارًا أمريكيًا” ونتيجة للقوة، بينما يُظهر الواقع أن هذا التفاهم ما هو إلا تراجع مغلف بالتهويل السياسي. ويرى الكاتب أن ما جرى هو “ترتيب تكتيكي” لا أكثر، قابل للانهيار في أي لحظة، خصوصًا مع تأكيد الحوثيين احتفاظهم بحق استئناف الهجمات في أي وقت.

 

يشير المقال إلى أن منطقة الشرق الأوسط تدخل اليوم مرحلة جديدة من الضبابية، حيث تتقلص موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني، وتتزايد التساؤلات في العواصم العربية حول جدوى التحالف مع واشنطن في ظل هذه التراجعات. أما إسرائيل، التي باتت أكثر عزلة، فمصداقية ردعها أصبحت على المحك، في وقت لا يزال فيه الحوثيون يجنون ثمار سرديتهم كقوة مقاومة تتحدى الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

 

وختم د. عمران خالد مقاله بالقول إن قرار ترامب لا يعكس استراتيجية للسلام، بل محاولة للهروب من كلفة صراع لم يُحسم. فكما هي الحال في كثير من قرارات السياسة الخارجية الأمريكية، يبدو أن الشكل غلب المضمون، وأن “الاستراحة” الحالية قد لا تطول في ظل ديناميكيات الشرق الأوسط المتغيرة.

 


مقالات مشابهة

  • مدفيديف ردا على ترامب: الشيء السيئ حقا هو حرب عالمية ثالثة.. يجب على الرئيس الأمريكي أن يفهم هذا
  • الرئيس الأمريكي يصف بوتين بالـمجنون للغاية بعد قصفه كييف
  • من التصعيد إلى التهدئة.. ماذا وراء الانسحاب الأمريكي من اليمن؟
  • لماذا تراجع اهتمام واشنطن بالملف اليمني؟.. هذه أسباب ترامب بخلاف بايدن
  • وزير العمل يترأس اجتماع لجنة تخطيط القوى العاملة
  • تخطيط إسرائيل لتقليص دور المنظمات الإنسانية الدولية في غزة
  • مستشار سابق لبوتين: القبة الذهبية مشروع أمريكي تصعيدي
  • ترامب يتجاوز الدستور الأمريكي.. ويبرر منع الطلاب الأجانب بهارفارد
  • أول ظهور علني لـ جو بايدن بعد إعلان إصابته بالسرطان
  • في خطابه بالأمس.. ترامب يعيد تعريف دور الجيش ويهاجم إدارة بايدن