بعد اجتيازه امتحان دخول أكاديمية الشرطة، رُفض كريم (24 عاما)، لا لشيء إلا لأن على جبهته آثار السجود، مما يعني انتظامه في أداء الصلاة، وهو ما رأت فيه الشرطة الفرنسية دليلا على ميول "انفصالي" محتمل، الأمر الذي عدّته اعتداء على مبدأ الحياد، وفقا لموقع "ميديا بارت" الفرنسي الإخباري.

وينقل الموقع عن كريم قوله، لقد كان حلم الطفولة بالنسبة لي هو الانضمام إلى الشرطة "لخدمة بلدي وحماية سكانه"، لكن هذا الشاب لا يزال مصدوما من قرار شرطة باريس رفض طلبه، لأنه يرى أنه "تمييزي بما في الكلمة من معنى، ولأنه يحرمني من الوظيفة التي كنت أرغب دائما فيها"، وفقا لما ذكره للموقع.

ويضيف كريم أنه تقدم في 2020، بعد حصوله على شهادة تقني عالي للانضمام إلى الشرطة، مساعدا أمنيا، لكن بعد اجتيازه جميع الاختبارات، وبعد أن لم يبق له سوى إجراء كان يظنه "شكليا يسيرا" يتمثل في التحقيق الأخلاقي للحصول على موافقة المحافظة، والالتحاق بأكاديمية الشرطة، رُفض طلبه.


لقد تفاجأ كريم، خلال مقابلته مع ضابط من مركز شرطة بواسي (إيفلين) أنه ركز على الاستفسار عن البقعة الموجودة على جبهته، وهو ما فسره بقوله، "لقد أجبت بكل شفافية أنني مسلم، وأصلي منذ المدرسة الثانوية"، موضحا لميديا​​ بارت أن هذه البقعة تظهر في جباه بعض المسلمين نتيجة بشرتهم الحساسة.

وبعد 7 أشهر فقط من تلك المقابلة، يقول كريم، إن رسالة وصلته من المحافظة تبلغه أن طلبه الانضمام للشرطة قد رُفض، وجاء ذلك مذيلا بما يلي، "إن تعيين الموظفين العموميين والوكلاء التعاقديين للشرطة الوطنية، قد تسبقه تحقيقات إدارية تهدف إلى التحقق من أن سلوك الأشخاص الطبيعيين المعنيين، لا يتعارض مع ممارسة المهام المنصوص عليها".

وأوضحت الرسالة بأنه من خلال المقابلة تبين أن ثمة ما يدعو للريبة بشأن واجب الحياد، الذي يعدّ أساسيا لضابط الشرطة، مما يعني رفض طلب الانضمام لها.


حجج جديدة

وبعد هذا الرفض، يقول كريم، إنه طلب تقديم حجج جديدة، وعرض شهادات عديدة تثبت أنه "لا علاقة له بالإرهاب ولا بالتشدد الإسلامي"، بل إن من بين من شهدوا له رائد شرطة يلعب معه الرياضة، وزملاءه في متجر آبل الذي يعمل فيه.

وكل هؤلاء أكدوا أنه شخص جاد وموظف يحظى باحترام العملاء وتقدير إدارته، بل إنه قدم كشوف تقاريره المدرسية التي ترسم صورة لطالب مجتهد صارم ومقبل على شأنه.

ورغم ما قدمه كريم من أدلة فإن محافظة الشرطة أصرت على قرارها لكن، هذه المرة، بعبارة غامضة تقول، "يؤسفنا أن نخبرك أنه لا يمكننا سوى التعبير عن رأي سلبي ومعارض للموافقة عليك".

ولمعرفة الأسباب الدقيقة لهذا الرفض، اتصل كريم بالمحافظ الذي أكد له أن البقعة الموجودة على جبهته هي سبب الرفض، مما جعله يطعن في هذا القرار أمام المحكمة الإدارية، ليتسنى له أخيرا قراءة حجج أكثر دقة من مدير الشرطة.


تصرف تمييزي

يقول تقرير الشرطة، "إن حقيقة ظهور مثل هذه العلامة على جبهة كريم، التي لا يستطيع إخفاءها، تشكل مظهرا واضحا لمعتقداته الدينية، وهو مظهر سيستمر أثناء ممارسة الوظائف التي ستوكل إليه، وفضلا عن ذلك، فإن وجود هذه العلامة على مثل هذا الشاب يثير تساؤلات، ويكشف عن خطر محتمل للفكر الانفصالي".

وهو ما يعني -وفقا لميديا بارت-، أن السبب الوحيد لمنع هذا المترشح من دخول الأكاديمية هو التزامه بتعاليم دينه، وهذا تصرف تمييزي محض، وفقا لكريم.

لكن ميديا بارت قالت، إن ما تم من معاملة تمييزية ضد كريم يتماشى مع ما قاله وزير الداخلية الفرنسي الأسبق كريستوف كاستانير في 2019 الذي أدرج عناصر أمام مجلس الشيوخ قال، إنها تدل على التطرف، من بينها "إعفاء اللحية، ورفض مصافحة النساء، ووجود بقعة في منتصف الجبهة".

وهو ما عرّض الوزير حينها لانتقادات حادة بل وسخرية من طرف كثيرين.

غير أن ما استغربه ميديا بارت هو أن المحكمة الإدارية صدّقت على هذا القرار في 21 أبريل/نيسان 2023، وتجاهلت الاتهام بــ"الانفصالية"، وركزت على "واجب الحياد".

لكن كريم لم يتصرف بأي حال من الأحوال بطريقة تتعارض مع مبدأ العلمانية، وهذا هو جوهر الخلاف بالتحديد، فما يُعاب عليه هو حالة ملازمة له وليس ذنبا اقترفه، حسب ما قال محاميه لموقع ميديا بارت.

وقد قدم كريم طعنا لدى محكمة الاستئناف الإدارية، وإلى هيئة الدفاع عن الحقوق من أجل رفع هذا الحظر عنه، كي "يصبح ضابط شرطة"، ولحماية حقوق "جميع المسلمين الذين يتعرضون للتمييز لمجرد أنهم يمارسون شعائرهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: میدیا بارت وهو ما

إقرأ أيضاً:

خبراء: انضمام المغرب لـ"بريكس" غير مستبعد

أثارت مشاركة « بنك التنمية الجديد » التابع لمجموعة « بريكس » في فعالية رسمية في المغرب، هي الأولى من نوعها منذ أيام، بالرغم أن المملكة ليست عضوًا في المجموعة، تساؤلات بشأن مسار انضمام المغرب لـ »بريكس ».
ووفق خبراء، فإن انضمام المغرب لمجموعة « بريكس »، غير مستبعد، كما يمكنها الاستفادة من تمويلات البنك، الذي أُنشئ عام 2015، من قبل الدول الأعضاء في المجموعة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
ويستبعد الخبراء تأثير علاقة المغرب مع واشنطن وأوربا على مسألة عدم انضمامها لـ »بريكس » حتى الآن، وأن « الأسباب تعود لعدم نضج القرار السياسي حتى الآن، رغم أن المملكة لديها علاقات قوية مع كافة الأطراف الدولية، بما فيها دول المجموعة ».
ويقول نبيل عادل، الخبير الاقتصادي المغربي، إن « انضمام المغرب لتكتل « بريكس »، غير مستبعد، في ظل مجموعة من العوامل التي تجعل من المغرب مرشحا مثاليا للمنصب، منها الموقع الاستراتيجي والدور الذي تقوم به المملكة في غرب أفريقيا، والصناعات التي تقدمت فيها المملكة بشكل ملحوظ ».
ويرى عادل في حديثه مع « سبوتنيك »، أن « علاقة المغرب مع أوربا والجانب الأمريكي لا تمنعه من الانضمام إلى تكتل « بريكس »، في ظل نهج التوازن السياسي الذي يتبعه المغرب، وتنوع شراكاته مع العديد من دول العالم ».
ويشير الخبير الاقتصادي المغربي إلى أن « جميع العوامل متوفرة في الوقت الراهن، غير أن القرار السياسي لم ينضج بعد، وأن المغرب ربما يتأنى في اتخاذ مثل هكذا قرار ».
ويوضح الخبير الاقتصادي أن بلاده « يمكن أن تستفيد من تمويلات بنك التنمية، حال انضمامها في العديد من المشروعات الهامة ».
فيما يقول رشيد ساري، رئيس « المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة » بالمغرب، إن « المملكة لم تنضم حتى الآن للمجموعة، لأسباب عدة، منها عدم استقرار الأوضاع في العديد من الدول الأعضاء ».
وأضاف في حديثه مع « سبوتنيك »، أن « الحرب الاقتصادية الكبيرة بين الصين والجانب الأمريكي تأتي ضمن الأسباب، بالإضافة للتوترات بين الهند وباكستان، فضلا عن تردد المملكة العربية السعودية، التي لم تعلن الانضمام حتى الآن ».
ويرى ساري أن « المغرب يضع مسألة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء في مقدمة أي علاقات يمكن أن يقيمها، في حين أن بعض دول « بريكس » لديها مواقف غير ذلك تجاه ملف الصحراء ».

وأشار إلى أن « العديد من الجوانب السياسية يجب أن تحل قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة، وفي حال توافر الشروط اللازمة، لن يمانع المغرب من الانضمام، خاصة أن العوامل المانعة حتى الآن هي جيواستراتيجية ».
وتبلغ تمويلات البنك 39 مليار دولار في 122 مشروعًا بالدول الأعضاء، بحسب ما ذكره رئيس العمليات في البنك أناند كومار سريفاستافا، على هامش مشاركته في مؤتمر نُظم الاثنين المنصرم في العاصمة المغربية الرباط، حول المشتريات الحكومية التي تراعي المعايير البيئية.
وفي أبريل 2024، تحدث السفير البرازيلي بالمغرب ألكسندر غيدو لوبيز بارولا، بأن « المغرب والبرازيل، يناقشان مسألة التعاون في مجال الصناعة الدفاعية »، مضيفًا أن « صوت المغرب مهم ومرحب به في تكتل « بريكس » الاقتصادي »، وفق صحيفة « هسبريس » المغربية.
وفي غشت الماضي، ذكرت وكالة « المغرب العربي للأنباء »، أن « المغرب لم يتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة دول « بريكس ». ونفت الوكالة، نقلا عن مصدر دبلوماسي لم تكشف عن هويته، تصريحا لأنيل سوكلال، سفير جنوب أفريقيا لدى مجموعة « بريكس »، أدلى به في وقت سابق، قال فيه إن « المغرب من بين الدول التي تسعى إلى الانضمام إلى المجموعة ».

وانضمت 5 دول جديدة إلى مجموعة « بريكس » المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حيث التحقت كل من إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا، ابتداء من الأول من يناير 2024.
مراحل « بريكس »
في العام 2001، تم اقتراح مصطلح اختصار « بريك » من قبل جيم أونيل، رئيس الأبحاث الاقتصادية العالمية في شركة « غولدمان ساكس »، وهي شركة مالية واستثمارية أمريكية، لتحديد الاقتصادات الأربعة في العالم ذات أحجام الناتج المحلي الإجمالي الأكثر نموًا ديناميكيًا وهي البرازيل وروسيا والهند والصين.
وعندما انضمت جنوب أفريقيا إلى « بريك »، في فبراير 2011، بدأت المجموعة تحمل اسم « بريكس ».

مقالات مشابهة

  • شرطة دبي تبحث التعاون مع الشرطة العسكرية
  • شلل تام يضرب سان فرانسيسكو
  • السلطات الإيطالية تسلم فرنسا المشتبه به في قتل شاب مسلم داخل مسجد جنوبي البلاد
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: لا حج إلا بتصريح فنعمة الأمن والأمان من أعظم النعم.. ولن يخزي الله مسلمًا سار على هدي نبيه
  • سفير بلجيكا: نثمن دور مصر لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • المدير العام لقوات الشرطة يقف على مجمل الأوضاع الأمنية والجنائية بولاية البحر الأحمر ويؤمن على خططها ويوجه بتذليل كافة العقبات
  • خبراء: انضمام المغرب لـ"بريكس" غير مستبعد
  • اعتقالات جماعية في كولومبيا.. الشرطة الأمريكية تفض مظاهرة مؤيدة لفلسطين
  • شبوة.. الشرطة تنجح في تحرير عدد من المخطوفين من المهاجرين وتلقي القبض على الخاطفين
  • بورتسودان .. الشرطة تعلن جاهزيتها للإستجابة و التدخل في حالة الطوارئ الصحية