جريدة الوطن:
2025-06-24@19:30:55 GMT

الكوارث الطبيعية وكيفية الحد من تداعيتها

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

الكوارث الطبيعية وكيفية الحد من تداعيتها

 

اتجاهات مستقبلية

الكوارث الطبيعية وكيفية الحد من تداعيتها

 

 

 

تذكّرنا الكارثتان اللتان وقعتا مؤخرًا؛ زلزال المغرب وإعصار درنة، وتسببتا بخسائر مفجعة في الأرواح، ودمار وأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية، بالمخاطر المتزايدة للكوارث الطبيعية وإمكانية تفاقمها في المستقبل ما لم تُتّخذ الإجراءات المناسبة، لا نقول لوقفها فهذا لا يبدو ممكنًا، لكن للحد من تأثيراتها وتداعياتها الخطيرة التي تفوق أحيانًا قدرات الدول.

وبالرغم من أن بعض الكوارث لا ترتبط بالمناخ ومن بينها الزلازل، فإن الكوارث الأخرى ومن بينها الفيضانات والأعاصير تذكرنا بأن تغير المناخ يجعل الكوارث الطبيعية أكثر خطورة. وتشير التوقعات إلى أن تواتر وشدة الكوارث الطبيعية المفاجئة المرتبطة بالمناخ -وخاصة العواصف والأعاصير والفيضانات- ستزداد في المستقبل نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري؛ لذا فإنه من المهم أن تتخذ البلدان الخطوات اللازمة للاستعداد للكوارث الطبيعية والاستجابة لها، وخاصة في المناطق المعرضة لمخاطر عالية.

وتُعدّ سياسة “التخفيف” -التي تشمل الإجراءات المتخذة لمنع أو تقليل المخاطر التي تهدد الحياة والممتلكات والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والموارد الطبيعية من المخاطر الطبيعية- أمرًا أساسيًا. ومن الأمور المهمة في هذا السياق تعزيز البنية التحتية؛ إذ ينبغي للدول عمومًا، ولاسيما المعرضة أكثر من غيرها للكوارث أن تستثمر في تعزيز البنية التحتية، مثل الطرق والسدود والجسور لجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية، كما أن الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر على قدر كبير من الأهمية؛ إذ يمكن لهذه الأنظمة أن تنبه ليس الجهات المختصة فقط، وإنما الناس أيضًا، إلى الكوارث الوشيكة، ما يمنحهم الوقت للإخلاء واللجوء إلى مناطق أكثر أمنًا. وفي الإطار نفسه، فإن وجود خطط طوارئ فعالة أمر لا بد منه؛ إذ ينبغي وضع خطط طوارئ لكيفية الاستجابة للكوارث تتضمن إجراءات أساسية وأهمها الإخلاء والبحث والإنقاذ وتقديم الإغاثة للمتضررين من الكوارث؛ وهذا بالطبع يتطلب بناء الإمكانات المادية، وتأهيل القدرات البشرية القادرة على التعامل مع المستجدات والكوارث على نحو سريع وفعال في الوقت نفسه؛ إذ لم يعد يخفى أن سرعة الاستجابة لأي كارثة تحدث تعد عاملًا أساسيًّا في التخفيف من تداعياتها أو الحد منها. أما مسألة الوعي العام فلم تعد تحتمل التأخير أبدًا؛ إذ يجب على الدول تثقيف الناس حول أخطار الكوارث وكيفية الاستعداد لها، بما في ذلك مراعاة المعايير والمقاييس التي تضعها السلطات والأجهزة المختصة، ويفترض أن تتضمن أعلى معايير السلامة والأمان المتبعة. وضمن إطار التخفيف أو الحد من آثار الكوارث، هناك حاجة إلى تدابير تخفيف أخرى أيضًا، مثل اعتماد تقسيم المناطق بشكل منظم ومنهجي، وتجنُّب التطوير في المناطق المعرضة للانهيارات الأرضية والفيضانات، من خلال مراسيم التخطيط العلمية والهندسية الحديثة التي أصبحت في متناول الجميع في ظل الانفتاح العالمي وثورة تكنولوجيا المعلومات الهائلة.

وفي مجال البيئة هناك ضرورة للتحرك سريعًا على كل المستويات للعمل معًا وتكثيف التعاون الدولي لمعالجة تداعيات التغير المناخي؛ إذ يمكن للدول من خلال الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، أن تخفف من مخاطر الكوارث الطبيعية التي يتسبب بها التغير المناخي أو يفاقمها؛ وهنا تبرز أهمية مؤتمر كوب28 الذي تستضيفه دولة الإمارات أواخر هذا العام؛ فالعالم يعوّل عليه كثيرًا من أجل تحقيق اختراق حقيقي في تعزيز العمل المناخي والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

إن التوعية والتأهب وأنظمة التنبؤ والإنذار المبكر الفعال، والبنية التحية المتينة ومراعاة قوانين البناء، وإجراءات حماية البيئة، كلها أمور مهمة للتقليل من الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية؛ ولاسيما الخسائر في الأرواح والأضرار الجسيمة التي تلحق بالممتلكات والبنى التحتية.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

في ظل ضغوط المناخ.. المزارع العضوية والمروج الطبيعية تساعد في زيادة أعداد النحل البري

تشهد أعداد النحل حول العالم تراجعًا مستمرًا منذ عقود، حتى في المناطق ذات المروج ففي جميع أنحاء الولايات المتحدة، انخفض عدد خلايا النحل المُدارة من حوالي خمسة ملايين في أربعينيات القرن الماضي إلى 2.7 مليون خلية بحلول عام 2023.


يساهم التلقيح في امتلاء ممر المنتجات الزراعية، وتضيف نحل العسل وحدها ما يقرب من 15 مليار دولار إلى قيمة المحاصيل في الولايات المتحدة كل عام.


وتقول كاثرين تشيكوفسكي من جامعة جوتنجن إن أحدث الأبحاث الميدانية تظهر أنه لا يزال هناك مجال للتفاؤل عندما يتم التخطيط للمزارع وموائل الحفاظ عليها معًا.

نشرت الدراسة في مجلة علم البيئة التطبيقية.

النحل يختفي على الرغم من المروج يشكل فقدان الموائل والتعرض للمبيدات الحشرية والأمراض تهديدًا ثلاثيًا، ومع ذلك يظل تحويل الأراضي هو المحرك الأكثر وضوحًا لانحدار النحل البري.


ويضيف ضغوط المناخ طبقة أخرى، وتحذر الأبحاث الأخيرة من أن العديد من حضنات النحل الطنان تفشل عندما تتجاوز درجات حرارة العش 96 درجة فهرنهايت، وهي العتبة التي تتجاوزها موجات الحرارة المرتفعة في كثير من الأحيان.

تؤدي الحقول المغطاة بمحصول سلعي واحد إلى خلق فترات جفاف زهرية طويلة تترك النحل الانفرادي جائعًا بين فترات الإزهار القصيرة.

حتى الإجراءات المحلية ذات النية الحسنة، مثل تركيب شرائح صغيرة من الزهور، غالبًا ما تكافح لعكس الخسائر لأن النحل يبحث عن الطعام عبر المناظر الطبيعية، وليس الحقول الفردية.

بدون خطة منسقة، يمكن لمناطق الحفاظ على البيئة أن تلغي بعضها البعض أو تفشل في تلبية احتياجات التعشيش على مدار الموسم بأكمله.


من أجل استكشاف ما ينجح حقًا، قام الباحثون في جامعة جوتنجن برسم خرائط لـ 32 منظرًا زراعيًا ألمانيًا يبلغ عرضها حوالي 0.6 ميل.

يضم كل موقع دائري حصصًا مختلفة من الأراضي الزراعية العضوية، وشرائح الزهور السنوية، والموائل الدائمة التي تهيمن عليها النباتات المعمرة مثل عشبة المرج.

تتقاطع المسارات العرضية بين القمح والبرسيم والتحوطات والممرات المفتوحة حيث تتغذى نباتات Bombus lapidarius وعشرات الأنواع الأقل شهرة.

الدعم المتداخل للنحل

على مدار ثلاث جولات صيفية، سجل الفريق أكثر من 4500 نحلة فردية، ثم قاموا بتوسيع نطاق هذه الأعداد لتشمل المشهد بأكمله للحصول على رؤية شاملة.

سمح التصميم للباحثين باختبار ما إذا كانت الموائل تضيف ببساطة، أو تعمل معًا في تأثير تآزري، أو تلغي بعضها البعض.

واعتمد التحليل على نفس القوة الإحصائية المستخدمة في التنبؤ بغلة المحاصيل، ولكن هنا كان مقياس الحصاد هو الضجة والتنوع.

لقد ساهمت المساحة العضوية، وشرائط الزهور، والجيوب المعمرة في رفع غطاء الزهور، إلا أن العائد بالنسبة للنحل كان يتوقف على كيفية تداخل هذه العناصر.


تزدهر النحلات عندما تلتقي المزارع بالمروج


لقد أثبتت الحقول العضوية، التي تتم إدارتها دون مبيدات حشرية صناعية، قيمتها الخاصة عندما كان ما لا يقل عن خمسة في المائة من الأراضي المحيطة تحتوي أيضًا على موطن دائم.

وقد ارتفعت كثافة الأنواع البرية غير النحل الطنان بشكل حاد تحت هذا المزيج، وهو ما يشكل دليلاً على التآزر بين العلف الخالي من المبيدات الحشرية وأرض التعشيش القريبة.

تقدمت هذه الدراسة ارشادات مهمة لصياغة التدابير المستقبلية للزراعة والبيئة. وتُسلّط الضوء على أهمية التخطيط المُنسّق على نطاق المناظر الطبيعية، كما أشارت الدكتورة أنيكا هاس، العالمة الرائدة في مشروع كومبي.

حواف المرج المستقرة تدعم النحل

وقد أدت قطع الأراضي العضوية وحدها إلى زيادة أعداد النحل الطنان أيضًا، إلا أن المكاسب كانت إضافية وليست تآزرية.

تعشش العديد من أنواع Bombus الشائعة بشكل مرن في هوامش العشب أو جحور القوارض القديمة، وبالتالي تستفيد من الأزهار الخالية من المبيدات الحشرية حتى بدون مروج إضافية.

بالنسبة لمديري البساتين في الولايات المتحدة الذين يفكرون في التحول إلى الزراعة العضوية، فإن الرسالة واضحة: إن تقليل المبيدات الحشرية يساعد، ولكن دمجه مع حواف المروج المستقرة يساعد بشكل أكبر.


شرائط الزهور والمروج والإشارات المختلطة


تبدو حقول الزهور السنوية، تلك الشرائط المشرقة التي يتم حرثها وإعادة زراعتها كل ربيع، مثالية على الورق ولكنها تحكي قصة أكثر تعقيدًا في الممارسة العملية.

عند اقتران شرائح الزهور الكبيرة بمساحات عضوية واسعة، غالبًا ما استقرت أعداد النحل بدلًا من أن تتضاعف، لأن كلا الموطنين يزدهران في أوقات متشابهة. وفرة الغذاء، دون مواقع تعشيش إضافية، تعني عدم وجود أي مكافأة للملقحات.

على النقيض من ذلك، تزهر المروج المعمرة على شكل موجات متدرجة، وتوفر تربة جرداء أو قليلة الخضرة حيث تحفر النحلات التي تبني أعشاشها في الأرض. وتتحمل سيقانها المعمرة الشتاء، فتحمي اليرقات والبالغات التي تقضي الشتاء.

يفسر هذا الاختلاف البنيوي سبب إكمال المروج لغز الموارد جنبًا إلى جنب مع المحاصيل العضوية، في حين كانت المساحات الخضراء السنوية تزدحم بها في بعض الأحيان.

لم يستفد النحل الطنان، بمستعمراته الاجتماعية ونطاقات طيرانه الأوسع، من المساحات السنوية إلا في البيئات البسيطة التي تفتقر إلى المروج.

أما بالنسبة للنحل الانفرادي ذي نطاقات البحث عن الطعام الأقصر، فقد رجحت البقع الدائمة كفة الميزان مرة أخرى.


فوائد المناظر الطبيعية المتنوعة

وقد قام فريق ComBee بحساب الحدود العملية: تبدأ الزراعة العضوية في زيادة ثراء الأنواع عندما تغطي الشرائح السنوية أقل من خمسة أفدنة داخل مساحة 500 فدان.

يبدأ التآزر مع المروج الدائمة بمجرد أن تصل مساحتها إلى حوالي 12 فدانًا. تنطبق هذه الأرقام بسهولة على العديد من مزارع الغرب الأوسط أو التجمعات السكانية الأوروبية، مما يمنح المخططين أهدافًا ملموسة بدلًا من التخمين.

ونظرًا لمحدودية الميزانيات، يدعو المؤلفون إلى توجيه الحوافز العضوية نحو الأماكن التي تكون فيها شرائح الزهور السنوية نادرة، مع استثمار أموال منفصلة لإنشاء مروج طويلة الأجل في المناطق الغنية بالفعل بالمساحات العضوية.

هذا المزج بين الموائل المختلفة وظيفيًا يَعِد بأكبر عائد بيولوجي لكل دولار. فإلى جانب النحل، تُسهم المناظر الطبيعية المتنوعة في حماية المزارع من الجفاف، وتُحسّن بنية التربة، وتُؤوي حيوانات مفترسة تُكافح آفات المحاصيل.

ومن ثم فإن السياسات التي تكافئ التعاون بين أصحاب الأراضي المتجاورة، بدلاً من الإجراءات المنعزلة، قد تؤدي إلى تحقيق مكاسب متعددة.

طباعة شارك أعداد النحل لعالم تراجعًا مستمرًا تركيب شرائح الزهور المناظر الطبيعية

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة: تطوير قرية الغرقانة محطة في عملية صون كنوز مصر الطبيعية
  • وزيرة البيئة تؤكد أن الجميع شركاء في الحفاظ على موارد مصر الطبيعية والتوسع في السياحة البيئية
  • الخضيري يوضح الجدل حول مزيلات العرق ويوجه نحو الخيارات الطبيعية
  • السليمانية.. مؤتمر لمناقشة البنية التحتية للسيارات الكهربائية في العراق (صور)
  • في ظل ضغوط المناخ.. المزارع العضوية والمروج الطبيعية تساعد في زيادة أعداد النحل البري
  • بول الحامض: الكوارث البيئية لا تعترف بالحدود
  • صحيفة أمريكية تكشف معلومات تتعلق بخامنئي وكيفية التواصل معه
  • «تشبه الطبيعية تمامًا».. ابتكار تقنية جديدة لزراعة أسنان حية
  • تركيا تتحرك بخطوة غير مسبوقة… إجراء جديد لتقييم أضرار المباني بعد الكوارث
  • قبل نهاية المهلة.. الفئات العمرية المستهدفة في نظام نور وكيفية التسجيل