دبلوماسية سلطنة عُمان تعزز قيم السلام والحوار
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
رغم أن منطقة الشرق الأوسط منطقة صراع دائم منذ ما يزيد على قرن ونصف من الزمن، إلا أن وسط الكم الكبير من الاضطرابات والصراعات الأزلية يمكن للمتابع أن يرى بشكل واضح جدا منارة للأمل والدبلوماسية والإصرار على صناعة السلام.. تلك المنارة هي سلطنة عمان التي أثبتت على الدوام قدرة الحوار والتفاهم بين الدول في حل الكثير من الصراعات والخلافات التي يعتقد المتابع لبرهة من الزمن أنها غير قابلة للحل.
إن نجاح سلطنة عمان وبتعاون من دولة قطر في الإفراج عن 7 أمريكيين متحفظ عليهم في إيران آخر تمظهرات تلك المنارة التي لا تتوقف عن إرسال أنوارها لكل مكان.
لقد قامت سلطنة عُمان، كما هو واضح الآن للجميع، بأدوار كبيرة لسد الانقسامات في المنطقة، وكانت تلك الانقسامات في الغالب بين أطراف بينها عقد تاريخية ليس من السهل السير في طرقاتها الوعرة. لكن موقف سلطنة عمان المحايد، بالإضافة إلى احترامها العميق لسياسات وتوجهات الدول واحترام ثقافاتها وأيديولوجياتها مكنها من القيام بدور الوسيط الموثوق لدى جميع الأطراف، ونجحت في قضايا كبرى فشل فيها آخرون.. إن الثقة التي اكتسبتها سلطنة عُمان لم تكن مجرد نتيجة لسياساتها المحايدة ولكنها، أيضا، انعكاس للنوايا الحقيقية وراء أفعالها.
إن الدور الكبير الذي يقوم به السلطان هيثم بن طارق في التوسط لحل القضايا العالقة في المنطقة تكشف عن رؤية حكيمة في جعل منطقة الشرق الأوسط تنعم بالأمن والسلام.. وإضافة إلى أن هذا الأمر هو الأصل في كل منطقة إلا أنه أيضا شرط أساسي لأي تنمية وتطور بشري، فلا يمكن الحديث عن إضافة لبنات حضارية وتنموية للإنسانية في ظل غياب الاستقرار والأمن.
لكن ثمة نقطة مهمة في هذا السياق، فسلطنة عمان التي تقوم بهذه الأدوار الكبيرة لتعزيز الحوار والتفاهم والسلام بين الدول في الإقليم ـ وهذا مظهر من مظاهر قوة الدولة ـ فإنها تعزز استقرارها الداخلي وتحمي مصالحها، فنشوب حرب إلى الجوار هو بمثابة خطر كبير يحيط بعُمان وهو خطر متشعب جدا، فعندما تقوم أي حرب أو أي صراع مسلح فإن مساراته لا يمكن التنبؤ بها أبدا.
ولذلك علينا أن نعي تماما أن هذه المبادرات وهذا الحراك الدبلوماسي العماني له أهداف كثيرة جدا بعضها إقليمي وبعضها دولي ولكن بعضها الآخر هو حماية للوطن من أي صراعات تنشب إلى جواره.
إن أي خطوة تقوم بها سلطنة عمان في تهدئة خلاف أو حل صراع أو التوسط من أجل إخراج متحفظ عليهم بين دول متصارعة هو نجاح للسياسة العمانية له أثره السياسي في الحاضر والمستقبل إضافة إلى أثره الإنساني.. وما حدث أمس تأكيد عملي للجميع أن الطريق إلى السلام معبّد بالصبر والاحترام والتفاهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
إيران تكشف تفاصيل مقترح سلطنة عمان بشأن وقف تخصيب اليورانيوم
كشف مسئول إيراني تفاصيل المقترح العماني المقدم إلى طهران بشأن عملية تخصيب اليورانيوم، حيث صرح المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في وقت سابق، بأن هذا الأمر خط أحمر.
ونفى المسئول الإيراني الذي لم يكشف عن هويته، ما تردد بأن سلطنة عمان اقترحت وقفا مؤقتا لمدة 6 أشهر لعملية تخصيب اليورانيوم.
وقال المسئول الإيراني في تصريحات لوكالة تسنيم إن تخصيب اليورانيوم لن يتوقف تحت أي ظرف من الظروف، كما أن المقترح العُماني يتضمن الاعتراف بحق إيران في التخصيب.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أكد المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن عملية تخصيب اليورانيوم خط أحمر بالنسبة لإيران.
وأشار بقائي خلال المؤتمر الصحفي الإسبوعي في طهران إلى أنه فيما يتعلق بمقترحات سلطنة عُمان لاستئناف المفاوضات مع واشنطن: "لم يُحدَّد بعد زمان أو مكان الجولة الجديدة، وما زلنا في طور المشاورات، ومتى ما توصل الطرف العُماني إلى صيغة نهائية، سيتم الإعلان عنها".