شاهد بالفيديو.. تحقيق حصري لـCNN .. هل استهدفت أوكرانيا “فاغنر” في السودان؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
أظهر مقطع فيديو بالتصوير الحراري يظهر قوات عسكرية مجهزة بمعدات عالية التقنية، أكثر تطورًا بكثير مما أظهره السودانيون حتى الآن.
بينما أظهر مقطع آخر سلسلة من الضربات عالية الدقة نهارًا تهطل من السماء في المدينة نفسها وما حولها، لتضرب أهدافًا مدعومة من مجموعة “فاغنر” الروسية في السودان.
قال مصدر عسكري أوكراني لشبكة CNN إن هذا عمل جيش أجنبي.
وعندما سُئل عما إذا كانوا سيقولون بشكل لا لبس فيه أن كييف كانت وراء الهجمات، اكتفى المصدر بالقول إن “القوات الخاصة الأوكرانية هي المسؤولة على الأرجح”، وهو ما سيشكل توسعًا دراماتيكيًا في ساحة حرب كييف ضد موسكو.
كشفت تحقيقات سابقة لشبكة CNN أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية، تحظى بدعم كبير من فاغنر في قتالها ضد الجيش السوداني في حرب من أجل الهيمنة.
حصلت CNN على سلسلة من مقاطع الفيديو للعملية، تظهر 14 ضربة مختلفة على أسلحة ومعدات قوات الدعم السريع التي يُعتقد أن فاغنر قدمتها.
لقد حددنا 7 مواقع مختلفة لضربات الطائرات بدون طيار في أم درمان، معقل قوات الدعم السريع الذي أصبح نقطة محورية في الصراع. وقمنا بتحديد الموقع الجغرافي للقطات الغارة الليلية على المدينة نفسها من خلال تحديد المباني التي تظهر في الصور.
تم بالفعل تحرير فيديو الطائرة بدون طيار الذي حصلت عليه CNN، لكن لا تزال هناك أدلة حول هوية من يقفون وراء الهجمات. فالنص الموجود على شاشة وحدة التحكم بطائرة الدرون – الذي يظهر في الفيديو – مكتوب باللغة الأوكرانية.
تستخدم القوات الأوكرانية طائرات درون تجارية متوفرة على نطاق واسع، يبلغ الحد الأقصى لنطاق نقل الفيديو حوالي 9 أميال، وهذا يعني أنه يمكننا أن نقول إن مسيّري الطائرات كانوا في السودان بالقرب منها.
إنه تكتيك شائع في أوكرانيا ولكن ليس كثيرًا في السودان. قال خبراء طائرات الدرون الذين استشارتهم شبكة CNN إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر طائرات درون مثل هذه بهذه الطريقة في إفريقيا.
وشاركت شبكة CNN مقاطع الفيديو مع مصدر سوداني رفيع المستوى في الجيش السوداني للتعليق، والذي قال إنه “ليس لديه علم بعملية أوكرانية في السودان” ولا يعتقد أن ذلك صحيح.
لقد أصبح السودان متورطًا في حرب روسيا ضد أوكرانيا العام الماضي، رغم كونه على بعد آلاف الأميال من خط المواجهة، عندما استغلت شركة فاغنر، كما كشفنا سابقا، موارد الذهب في السودان للمساعدة في تمويل جهود موسكو الحربية في أوكرانيا، ملتفة على العقوبات الأمريكية على روسيا.
وبعد سقوط طائرة تقل زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، على الأرض أواخر الشهر الماضي، اعتقد الكثيرون أن نفوذ فاغنر سوف ينحسر، لكن العكس تمامًا هو ما حدث.
قال المبلغون عن المخالفات العسكرية في عدد من البلدان الأفريقية لشبكة CNN إن الكرملين يعزز سلطته على شبكات فاغنر في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وليبيا ومالي.
والآن توسعت هذه الشبكة أكثر، هذه المرة إلى تشاد. لقد تأثرت تشاد بالفعل بالمشاكل في السودان المجاور، ومع ذلك فإنها تظهر كنقطة عبور رئيسية لإمدادات قوات الدعم السريع في السودان، كجزء من توسيع نفوذ روسيا في إفريقيا.
ومن خلال الإحالة المرجعية لشهادات مصادر استخباراتية وعسكرية نشطة في المنطقة مع صور الأقمار الصناعية، كشفت شبكة CNN عن أدلة على أن أسلحة فاغنر عبرت خلال تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، للوصول إلى قاعدة عسكرية لقوات الدعم السريع في السودان.
وعند النظر عن كثب، يمكن رؤية أكثر من 100 مركبة، بما في ذلك عشرات الشاحنات في القاعدة. دليل على استمرار الإمدادات التي تقدمها روسيا وفاغنر.
إن توجيه ضربة للقوات المدعومة من فاغنر في السودان سيشكل ضربة لموسكو، وإذا كانت أوكرانيا خلف ذلك، فإنها تزيد من المخاطر بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في قبول دعم فاغنر في المستقبل. درس يوضح الثمن الذي يمكن أن يضطروا إلى دفعه مقابل التعاون مع روسيا.
شاهد الفيديو على موقع شبكة CNN
شبكة CNN
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان فاغنر فی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يصد هجوما واسعا لقوات الدعم السريع على الفاشر
الفاشر- اندلعت اشتباكات عنيفة -ظهر أمس الأحد- في مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان)، إثر هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مواقع الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على دعوة أممية لهدنة إنسانية مؤقتة لتسهيل إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين.
ووفق مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت، فقد بدأ الهجوم بقصف مدفعي مكثف استهدف الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية للمدينة، أعقبه توغل بري باستخدام آليات مدرعة وطائرات مسيّرة.
وأضافت المصادر أن الجيش السوداني والقوات المشتركة تصدت للهجوم مستخدمة المدفعية والأسلحة المتوسطة، وتمكنت من تدمير عدد من الآليات والاستيلاء على عتاد وذخائر.
وأشارت إلى أن المهاجمين تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وانتهى الهجوم بـ"فرار مرتبك من المحاور المستهدفة".
وقال شهود عيان إن القصف شمل مناطق مأهولة، أبرزها حي أبو شوك ومخيم النازحين المجاور، مما أثار حالة من الذعر بين السكان وتسبب في دمار واسع بالمنازل والمرافق الخدمية.
بالتزامن مع المواجهات، تشهد المدينة أوضاعا إنسانية مأساوية، مع انعدام شبه كامل للمواد الغذائية والأدوية وشح المياه والوقود، وسط استمرار القصف العشوائي على المناطق السكنية.
وقال الناشط الإغاثي محمد آدم -للجزيرة نت- إن قذائف مدفعية سقطت على مخيم أبو شوك للنازحين والأحياء الغربية للمدينة، مؤكدا أن الوضع "كارثي"، مع صعوبة الوصول إلى الضحايا وغياب أي ممرات إنسانية آمنة.
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قال المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، العقيد أحمد حسين مصطفى، إن "قواتنا تقاتل جنبا إلى جنب الجيش لصد الهجوم الغادر الذي نفذته قوات الدعم السريع فجرا".
وأوضح مصطفى أن الهجوم كان يستهدف اختراق دفاعات المدينة من المحور الشرقي، بيد أن وحدات الاستطلاع والمدفعية أحبطت المخطط، مضيفا "رصدنا فرارا مذعورا للمهاجمين بعد تكبدهم خسائر ثقيلة. نحن نتمسك بالدفاع عن الفاشر، ولن نسمح بسقوطها".
هدنة معلقةوكان مجلس السيادة الانتقالي قد أعلن -أول امس السبت- أن رئيسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا فيه إلى هدنة إنسانية مؤقتة في الفاشر لتسهيل إيصال المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين.
إعلانورحب البرهان بالمبادرة، وأكد التزامه بتشكيل حكومة من المستقلين، بينما عبّر غوتيريش عن دعمه لتكليف كامل إدريس برئاسة الوزراء، معتبرا أن الخطوة مشجعة لاستئناف المسار الانتقالي.
ولكن الهجوم، الذي شنته قوات الدعم السريع بعد ساعات من المبادرة الأممية، ترافَق مع تصريحات من بعض مستشاريها أعلنوا فيها رفضهم الصريح للهدنة، واعتبروها محاولة لإمداد الجيش المحاصر بالسلاح والذخيرة.
وقال المستشار في قوات الدعم السريع الباشا طبيق -في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي- إن "الحديث عن هدنة إنسانية هو غطاء لتمرير إمدادات عسكرية"، مؤكدا رفض أي مبادرة لا تخدم ما وصفه بـ"العمل الإنساني الحقيقي".
ويرى مراقبون أن هذا الموقف، إلى جانب التصعيد الميداني، يعكس رفضا واضحا للمبادرة الأممية، ويضعف فرص التوصل إلى تهدئة في ظل استمرار القتال وتدهور الأوضاع الإنسانية داخل المدينة المحاصرة.
وفي تعليقه للجزيرة نت، قال عبد الناصر سلم حامد، كبير الباحثين ومدير برنامج شرق أفريقيا والسودان في مركز فوكس- السويد، والمتخصص في إدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب، إن "رفض قوات الدعم السريع لأي هدنة إنسانية في الفاشر يكشف بوضوح كيف تتعامل هذه القوات مع المبادرات الدولية كأدوات للمراوغة وليس كفرص لحماية المدنيين".
وأضاف: "الحقيقة أن قوات الدعم السريع تعتمد على الحرب الشاملة والحصار المميت كسلاح لإخضاع المدن وفرض واقع عسكري جديد قبل أي تسوية. وبالنسبة إليهم، فإن وقف القتال -ولو مؤقتا- يعني خسارة زخم الهجوم وإعطاء الجيش فرصة لإعادة ترتيب دفاعاته أو إدخال مساعدات قد تُنقذ آلاف المحاصرين، وهو أمر يتناقض تماما مع إستراتيجية الضغط القصوى التي يتبعونها".
وأشار حامد إلى أن "تصريحات مستشاري الدعم السريع نفسها تكشف بوضوح رفضهم لأي تحرك إنساني لا يتماشى مع خططهم الميدانية، إذ يرون المدنيين أداة ضغط لإضعاف الجيش، وليسوا أولوية بحد ذاتها، رغم الكارثة الإنسانية التي يعيشها عشرات الآلاف في الفاشر".