أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

فكّك عبد الله الحلوي، أستاذ بجامعة القاضي عياض في مراكش، المعنى اللغوي بكلمة "ئغيل"؛ البؤرة التي ضرب بها "زلزال الحوز"، وخلف آلاف القتلى والجرحى، مع دمار منازل ومباني تعد بالمئات.

وفي هذا الصدد؛ أفاد الحلوي، وفق منشور له على صفحته الرسمية، أن "اسم المكان الذي انطلقت منه البؤرة الزلزالية هو ⵉⵖⵉⵍ /ئغيل، مؤنثه ⵜⵉⴴⵉⵍⵜ {تيغيلت}؛ معناه "التلّة" أو "المرتفع"".

لذلك، يشرح الأستاذ نفسه، "فهو يرتبط بأسماء أماكن بعينها، فتقول: ⵉⵖⵉⵍ ⵏ ⵓⵖⵓ {ئيغيل ن وغو} و ⵉⴴⵉⵍ ⵉⵎⵓⵍⴰ (10 كيلومترات شمال تاليوين)، {ئغيل ئمولا} (قرية قبايلية جزائرية)، و ⵉⵖⵉⵍ ⵄⵍⵉ{ئيغيل علي} (جماعة جزائرية في ولاية بجاية)، و ⵉⵖⵉⵍ ⵉⵣⴰⵏ {ئغيل ئزان} (برج في طريق وهران)، وⵉⵖⵉⵍ ⵏ ⵓⵎⴳⵓⵏ {ئغيل ن ومڭون} في الأطلس الكبير المغربي".

 إن هذه المواقع المذكورة، حسب الحلوي، عبارة عن "تلال في أماكن مختلفة في بلاد تامازغا (شمال إفريقيا)، ومعناها الحرفي "الذراع"، ومنها ولّدوا معنى "القوة"".

"هناك أيضا لفظ مجانس لـ/ئغيل/، لكن معناه مختلف؛ هذا لفظ قديم احتفظ به التارڭيون وغيرهم، معناه "صار بُنِّيَّ اللون" أو "أسمر اللون" أو "اسمرّ من فرط أشعة الشمس" ("تّبرونزا" كما نقول بالدارجة)"، يوضح المصدر ذاته.

وزاد الحلوي: "لهذا اللفظ في الأمازيغية الجامعة ثلاث صيغ في النطق وهي: /ئغيل/ و/ئغوال/ و/ئغول/"، لافتا إلى أن "المصدر الاسمي المشتق من هذا اللفظ هو {تاغولا}، لذلك فإن التارڭيين يطلقون على الرجل الأسمر {أماغاڭّل}".

هذا وأنهى الأستاذ الجامعي ذاته منشوره بقوله: "لا شك أن معنى /ئغيل/ هو "التلة" أو "المرتفع" لا صلة لذلك بمعنى "اللون البني" و"السّمرة"...، فيكون /ئغيل/ من نوع الألفاظ المتجانسة ذات المعنيين المختلفين".

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

نهم السؤال وظمأ الذات

 

 

 

عائض الأحمد

 

لا يطرح السؤال ليُجاب عليه… بل ليقترب من نفسه أكثر.

هو لا ينتظر تفسيرًا، بقدر ما يُريد أن يفهم لِمَ يشعر به ويلمسه.

فكل سؤال عنده ليس مفصلًا للحياة، بل مرآة لحالة داخلية يعجز عن تسميتها، تستفزه وتُلقي بظلالها حينًا، وتحرقه الشمس منكَبًّا على إجابةٍ يبحث عنها في داخله.

قد يبدو نهمًا… لكنه لا يلتهم الأجوبة، بل يختبرها، يُمزّقها، يشكّك فيها، ثم يمضي عنها.

كأن الإجابة نفسها لا تكفي، لأنها تُغلق الباب، بينما هو لا يريد نهاية.

يريد نوافذ تُشرَع على المجهول.

"نعم" أو "لا" لم تكن هدفًا، بل مضيعة وتفرقة لتراكم أحداثٍ جعلته يقف على قدميه دهرًا.

هو ذلك الذي يأكل اليابس من الفكر، لا يكتفي بالسائد، لا يرضى بالتلقين.

يقرأ ما لا يُقرأ، ويستخرج من الجمود احتمالات.

لكنه أيضًا يدوس حتى على الأخضر، على الجميل أحيانًا، إن كان مزيّفًا، أو يبعث على النوم بدل اليقظة.

لا يُقدّس العواطف، إن كانت تُخدّر العقل،

ولا يُعلي من العقل، إن كان يُنكر الروح.

غباؤها الشعوري كسر قواعد ذواتنا، وجعل منّا دُمى تتحرك بلا هدى…

يعلو الصمت، ويضجّ به محيطنا، دون أن نهمس.

لا يُشبه أحدًا، ولا يستعير من غيره شيئًا…

تمضي به الأيام، ثم يعود إلى ذاته، فيسرد تلك السرديّة التي طالما دار حولها، وجمع فيها كلّ تناقضاته، كما يزعمون.

وكأنه لا يهفو لشيء سواها، يرددها كلما غابت، أو كلما غاب عنها.

قد يشيب العقل من هول التجارب،

وقد يظل ساذجًا رغم مرور السنوات،

لكن العاشق… يبقى مراهقًا في حبّه مهما كبر.

روحه تهرم وتتعب من الخيبات،

حتى وإن كان الجسد في العشرينات.

منهك؟ نعم.

تائه؟ ربّما.

لكنه تائهٌ بوعي، يُفتّش عن ذاته في كل سؤالٍ لا يجد عليه جوابًا.

في عيون الناس، يبدو أنه يضيّع وقته…

لكنهم لا يعلمون أن في كل سؤالٍ يطرحه، هناك شظية من ماضيه، أو ظلّ من حلمه، أو نداءٌ قديم من أعماقه.

هو لا يسأل ليُقنع، بل ليسأل فقط…

لأن السؤال عنده طقس بقاء، مقاومة، واحتفاظ بجمر الروح حين يبرد كل شيء.

في الصيف قد تجده يُشعل نارًا،

وفي شتائه، لا يحرقه البرد، بل يمرّ على جسده كما تمر الأسئلة… بلا جواب، وبلا أثر.

لها: ليس المهم أن تجد الجواب، بل أن تُحسن طرح السؤال الذي يُبقيك حيًا… فربما يومًا، يكون السؤال ذاته… هو الجواب.

شيء من ذاته: لم يعد للوقت معنى في غيابه، تساوى الليل بالنهار، والابتسامة تأثرت بالدمعة، ترقبًا وأملًا.

نقد: اذهبي أينما شئتِ… فأنا أملك الرّسن بيد، وبالأخرى العِنان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • صناعة المحتوى… كيف أصبحت مهنة العصر؟
  • د.نزار قبيلات يكتب: العربية والموسيقى والشعر
  • نهم السؤال وظمأ الذات
  • شراكة “جزائرية- بحرينية” في المجال المصرفي والمالي
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف عن المهنة التي تمنت العمل بها
  • كوارث وأحداث مأساوية حول العالم
  • الطمأنينة.. المعنى الحقيقي للحياة
  • استشاري لـ”اليوم“: الكشف المبكر ونمط الحياة.. سلاحا مبادرة 10KSA لمواجهة السرطان
  • الحوز.. تأهيل 7 جماعات بمجازر نموذجية لمكافحة الذبيحة السرية
  • مباحثات جزائرية-تونسية حول تحسين شبكة الطرق بين البلدين