المعادل وجون ويك.. توأم سينمائي يصارع الأشرار في إيطاليا وفرنسا
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
فرضت المقارنة بين سلسلتي "المعادل" (The Equalizer) و"جون ويك" (John Wick) نفسها على مشاهدي العملين ونقادهما منذ انطلاقهما قبل 9 سنوات، وذلك لوفرة التشابهات بينهما، واستمرار العملين في مسيرة متوازية، خطوة بخطوة، حتى عام 2023 الذي شهد انتهاء كل منهما.
ففي 2014 عُرض "المعادل" في سبتمبر/أيلول و"جون ويك" في أكتوبر/تشرين الأول، وحقق كل منهما إيرادات تبلغ أضعاف ميزانية الإنتاج، وشهرة واسعة، سمحت لهذه الأفلام الفردية بالتحول إلى سلاسل سينمائية.
وخاضت الصحافة الفنية سباقا لرصد أوجه التشابه بين العملين، ومقارنة إيراداتهما، خاصة أنهما ينتميان لسينما الأكشن، لكن ما الذي يميز كل منهما عن الآخر سينمائيا؟
جون ويك وروبرت ماكوللا يجمع بين الفيلمين فقط كونهما عُرضا في نفس العام، أو ينتميان إلى نوع الأكشن، فالتشابهات أكثر عمقا وتشعبا، وتصل إلى بناء الشخصية الرئيسية نفسها، وسماتها المميزة، وحتى الأعداء الذين يقاتلونهم.
جون ويك مقاتل سابق في إحدى العصابات العالمية، يتزوج ويعتزل عالم الجريمة، ثم تتوفى زوجته، وتتركه أرمل بملابس سوداء، وقلب لم يترك الحزن فيه مكانًا لأي شعور آخر، ولكنه يُجبر على العودة للقتال بعدما قتل ابن رئيس عصابة روسية المنشأ كلب جون الذي تركته له زوجته، فيبدأ في مسعى طويل للانتقام، وتفريغ حزنه العارم.
على الجانب الآخر روبرت ماكول في فيلم "المعادل" أيضا مقاتل سابق، ولكنه هنا يتبع المخابرات الأميركية، وبعد وفاة زوجته يقرر هجر حياته السابقة، ويزيف موته ليعيش منعزلا في إحدى المدن الأميركية، مرتديًا الأسود، ومحاولًا تمضية الباقي من عمره في هدوء، ولكن حياته تنقلب رأسا على عقب عندما يتم الاعتداء بالضرب على إحدى صديقاته، فينهض ماكول من ثباته، ويبدأ في محاربة عصابة إجرامية روسية الأصل.
على الرغم من أن جون ويك كان بالأصل رجل عصابات، بينما يعمل روبرت ماكول في المخابرات الأميركية، لا يمكن وضعهما بشكل صريح في خانات الخير والشر -الأمر السائد في أفلام الأكشن الأميركية- فكلاهما يلعب في هذه المنطقة الرمادية، يقومان بأعمال خيّرة ولكن بصورة شريرة، ويطاردهما ماض مخضب بالدماء، ويسعى كل منهما لهدف واحد فقط إيجاد بعض السلام حتى نهاية حياتهما.
وصنع مخرج كل عمل الاختلاف بين فيلمي "المعادل" و"جون ويك"، فتشاد ستاهلسكي في جون ويك صنع إيقاعا سريعا وحادا، مع تصوير مشاهد الحركة بشكل يعتمد على اللقطات الطويلة، مع الجمع بين حركة الكاميرا وحركة الممثلين المصممة بدقة ورشاقة، بينما أنطوان فوكوا في "المعادل" أبرز في كل مشهد تقريبا التضاد الواضح بين عالم البطل الساكن، وعالم الأشرار شديد الديناميكية، فالبطل رجل يتحكم في كل ما يحيط به حتى أنفاسه، واع بكل عضلة من جسده، ومحافظ على هدوء عالمه، ولكن ما أن يختلط بالأشرار حتى ينقلب هذا السكون إلى عنف شامل، ودموية شديدة جعلت الأجزاء الثلاثة تحصل على تقييم للبالغين فقط، وقد تفنن المخرج في تصوير مشاهد الذبح واقتلاع العيون، وتقطيع الأعضاء.
لماذا عاد "المعادل" بجزء ثالث؟في أغلب الأخبار التي تناولت إيرادات فيلمي "أوبنهايمر" و"باربي" وردت جملة "أعلى إيراد لفيلم ليس جزءا من سلسلة" وذلك لأنها الحقيقة، نحن نعيش الآن عصر السلاسل السينمائية الممتدة، والتي قد يتخطى طولها في بعض الأحيان الـ30 مثل أفلام "مارفل" أو تنقسم إلى سلاسل مشتقة وفرعية مثل سلسلة أفلام "روكي" التي وصلت حتى الآن إلى 9 أفلام.
يُقبل المنتجون اليوم على السلاسل السينمائية لأنها تعطيهم شبكة أمان تغطي استثماراتهم، خاصة لو كان الفيلم تكملة لسلسلة ناجحة بالفعل، أو تركت أثرا طيبا لدى المشاهدين والنقاد في أجزاء سابقة، أيضا يسعى بعض المخرجين لاستكمال سلاسلهم الناجحة في محاولة منهم لتعويض تواضع أعمال أخرى لهم، الأمر الذي يمكن أن ينطبق على فيلم "المعادل".
قدم أنطوان فوكوا في الفترة ما بين الجزأين الثاني والثالث من "المعادل" 3 أفلام سينمائية، هم "المذنب" (The Guilty) و"تحرر" (Emancipation) و"لا نهائي" (Infinite)، ثلاثتهم لم يحققوا نجاحا نقديا، وتم عرضهم على المنصات الإلكترونية بعد عرض سينمائي محدود، الأمر الذي يمثل تراجعا في مسيرة المخرج، ويجعل خياراته محدودة.
فيلم "المعادل 3" كان طوق نجاة بالنسبة لفوكوا، فهو لم يعده فقط للعرض في دور السينما، ولكن أيضا إلى الإيرادات الكبيرة، والعمل مع واحد من ممثليه المفضلين "دينزل واشنطن"، وأيضًا فرصة لوضع خاتمة لشخصية "روبرت ماكول" التي تعلق بها الجمهور 9 سنوات.
أعلن صناع الفيلم أن "المعادل 3" هو الأخير، ولكن مثلما يحدث كثيرا قد يتراجع صناعه بعد عامين أو ثلاثة رغبة في استثمار نجاحه، أو لتوق المشاهدين لرؤية بطلهم الدموي، ولكن الفيلم منح البطل محطة للاستراحة لعدة سنوات، ودفعة لمسيرة مخرجه للأمام.
السلام الداخلييبدو فيلم "المعادل 3" كما لو أنه استكمال لمغامرات روبرت ماكول لتحقيق العدالة، ولكنه في الحقيقة استكمال لرحلة أخرى داخلية، مسعاه لمعرفة هل هو طيب أم شرير، وإجابة السؤال الذي يؤرقه يوميا ودفعه للاعتزال في أوج قوته والاختفاء عن الأنظار "هل ما قام به في ماضيه حتى لو بأوامر بلاده كان شيئا يُغتفر؟".
يبدأ الفيلم بالبطل يطهر مزرعة عنب إيطالية نائية من مجموعة واسعة من الأشرار، ثم يصاب برصاصة واحدة، أطلقها عليه حفيد أحدهم، الذي أصبح يتيما بعد هذه المجزرة، وللحظة يحاول ماكول إنهاء حياته بالانتحار، ولكنه يفشل ويسقط مريضا في إحدى القرى الصغيرة، فيعالجه طبيبها، ويحتضنه أهلها الطيبون.
ولأول مرة يجد نقطة نور يستعيد بفضلها رغبته في الحياة، ولكن يعكر صفوه عصابات المافيا الإيطالية التي ترغب في الاستحواذ على هذه القرية، وتحويلها إلى منتجع سياحي، فالرأسمالية تتحد مع الجريمة المنظمة لإنهاء سلامه.
صُورت أغلب مشاهد فيلم "المعادل 3" في إيطاليا، الأمر المشابه لآخر أجزاء "جون ويك" الذي انتقل ببطله ومشاهديه إلى باريس الفرنسية، في محاولة لكسر الاعتيادية، والاستفادة من الأماكن الجديدة لتصوير مشاهد أكشن قديمة، واصطحاب المشاهد المتشوق للعنف الأميركي على الأراضي الأجنبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کل منهما جون ویک
إقرأ أيضاً:
العلاقات المتنامية مع إيطاليا تعطي دفعة للصادرات التركية
روما (زمان التركية)ــ بلغت الصادرات التركية إلى ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي 5.3 مليار دولار في الفترة من يناير إلى مايو، بارتفاع بنسبة 7.5٪ بعد اجتماع رفيع المستوى في أبريل.
وانعكس النمو في العلاقات بين تركيا وإيطاليا بشكل إيجابي على الصادرات التركية إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي على الرغم من حالة عدم اليقين المستمرة في الاقتصاد العالمي بسبب الحماية التجارية والتوترات في الشرق الأوسط.
وانعقدت القمة الحكومية الرابعة بين إيطاليا وتركيا في روما في 29 أبريل بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، خلال زيارة أردوغان لإيطاليا.
وقال الرئيس التركي خلال القمة إن تعاون البلدين في المجال الدفاعي حقق تقدما كبيرا، حيث أصبحا حليفين قويين.
وارتفعت الصادرات التركية إلى إيطاليا بنسبة 7.5% على أساس سنوي في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار إلى 5.3 مليار دولار، في حين ارتفعت الصادرات في مايو/أيار بنسبة 8% على أساس سنوي إلى 1.1 مليار دولار، وفقًا لجمعية المصدرين الأتراك.
وشكلت الصادرات التركية إلى إيطاليا 4.8% من إجمالي صادرات البلاد في الأشهر الستة الأولى من العام، في حين ارتفعت صادرات تركيا الإجمالية بنسبة 3.5% على أساس سنوي إلى 110.9 مليار دولار، و2.7% في مايو/أيار إلى 834.1 مليون دولار.
وتشكل صناعة السيارات الحصة الأكبر من الصادرات التركية إلى إيطاليا، حيث بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار، تليها المنتجات الكيميائية والسلع الكيميائية بقيمة 777 مليون دولار، والمعادن الحديدية وغير الحديدية بقيمة 472.5 مليون دولار، والصلب بقيمة 456.1 مليون دولار، والمنسوجات والمواد الخام بقيمة 327 مليون دولار.
وانخفضت صادرات السيارات بنسبة 5.6% والمنسوجات والمواد الخام بنسبة 1.8% خلال الفترة نفسها، في حين ارتفعت المنتجات والسلع الكيميائية بنسبة 14.6% والمعادن الحديدية وغير الحديدية بنسبة 37.4% والصلب بنسبة 9.4%.
وجاءت أعلى الصادرات من تركيا إلى إيطاليا من إسطنبول، بقيمة 1.8 مليار دولار، تليها محافظتي كوجالي وبورصة في شمال غرب البلاد بـ 727.4 مليون دولار و514.6 مليون دولار على التوالي، ثم إزمير بـ 327.2 مليون دولار، وأنقرة بـ 208.2 مليون دولار.
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة الإيطالية في تركيا، ستيفانو كاسلوفسكي، لوكالة الأناضول، إن أرقام الصادرات أظهرت قوة وإمكانيات العلاقات التجارية بين تركيا وإيطاليا، معتبرا أنها ليست مجرد نمو عددي بل تحول هيكلي.
وقال كاسلوفسكي إن الغرفة تجمع بين مجتمعات الأعمال التركية والإيطالية منذ عام 1885، وقد راقبت عن كثب العوامل التي تقف وراء نجاح الأسس المتينة التي بنيت على مدى سنوات عديدة بين البلدين.
وأكد أن العلاقات التجارية بين تركيا وإيطاليا تعززت من خلال الاستثمارات المباشرة والمشاريع المشتركة، حيث تستثمر أكثر من 1500 شركة إيطالية في تركيا.
وذكر كاسلوفسكي أن إيطاليا هي ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في الاتحاد الأوروبي.
وقال إن حجم التجارة بين تركيا وإيطاليا ينمو على مر السنين، حيث وصل إلى 28 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 40 مليار دولار في السنوات المقبلة.
وقال إن 11 صفقة جديدة تم توقيعها خلال القمة في أبريل/نيسان الماضي، وهو ما يمثل شهادة على تعميق التعاون، ليس فقط في الجانب الاقتصادي، ولكن أيضا في المجالات الاستراتيجية الرئيسية، مثل الدفاع والطاقة والابتكار.
وأكد كاسلوفسكي أن ارتفاع معايير الجودة لدى الشركات التركية، وقدرتها المتزايدة على توصيل منتجات مصممة خصيصا للسوق الإيطالية، وتحسين البنية التحتية اللوجستية، ساهمت في ارتفاع الصادرات.
وقال إن إيطاليا، باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، لديها قطاعات قوية في الآلات والسيارات والأدوية والأغذية والسلع الفاخرة، كما أن جهود التحول الأخضر والرقمي في البلاد تقدم فرصًا كبيرة للمستثمرين الأتراك، في حين أن السكان الشباب في تركيا، والقدرة الإنتاجية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي يشكلون بيئة جذابة للمستثمرين الإيطاليين.
وقال كاسلوفسكي إن الغرفة نظمت فعالية جمعت خبراء الصناعة والمسؤولين لمناقشة الحلول العملية للمخاطر والفرص في التجارة الخارجية بين البلدين، حيث تمت مناقشة تحسين العمليات الجمركية وخفض التكاليف.
وأشار إلى أن حجم الصادرات الحالي يمكن أن يصل إلى 12-13 مليار دولار بحلول نهاية العام إذا استمر الاتجاه الصعودي الحالي، لكن الغرفة تهدف إلى تسهيل العلاقات التجارية ذات القيمة المضافة العالية والتكنولوجيا المكثفة والمستدامة بين البلدين، وتشجيع التعاون الوثيق بين مجتمعي الأعمال في البلدين، وتطوير مشاريع البحث والتطوير المشتركة، ودعم رواد الأعمال من الجيل القادم.
Tags: الصادرات التركيةحجم التجارة بين تركيا وإيطاليا