وجهة نظر: كيف تتعامل DW مع الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
يمكن أن تقدم الروبوتات الأفكار والإلهام، ولكنها ليست قادرة على توفير معلومات دقيقة، وقد ترتكب أخطاء كبيرة.
تحتفل شبكة دويتشه فيله (DW) هذا العام بعيدها السبعين. ومنذ سبعين عاما ونحن نقوم بتنفيذ المهمة المنوطة بنا بوضوح، ونقدم لجمهورنا صحافة موثوقة وعالية الجودة ومستقلة.
في ذات الوقت، تطورنا بشكل مستمر على مر العقود، واستجبنا بسرعة للتطورات التكنولوجية، وركزنا على الوسائط المتعددة.
حاليا، نواجه تغييرات كبيرة جديدة. الذكاء الاصطناعي التوليدي هو قوة تكنولوجية مزعزعة. فالعديد من الصناعات ستشهد تغييرات كبيرة أو قد شهدتها بالفعل، والصحافة ليست استثناء مما يجري. الشفافية مهمة بالنسبة لنا، لذلك أود مشاركة بعض الأفكار حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في صحافتنا.
الصحفيون من ينتجون المحتوى لا الذكاء الاصطناعي
لن يستبدل الذكاء الاصطناعي التوليدي الصحفيات والصحفيين . من خلال القراءة أو الاستماع أو المشاهدة للمحتوى الذي تقدمه DW، يمكن التأكد من أن المسؤول عنه صحفيات وصحفيو DW، وهم ضمان لجودة العمل. والتزامنا بالاستقلالية والدقة والشفافية واحترام وجهات النظر والتنوع ليس محلا للنقاش.
في الوقت نفسه، نرغب في استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي دعم أعمالنا. نستخدم في DW بالفعل بعض التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي، تساعدنا على سبيل المثال في تحليل البيانات أو ترجمة تقاريرنا من لغة إلى أخرى. لكن صحفياتنا وصحفيينا يراقبون جودة عمل هذه التطبيقات. يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل المحتوى أكثر سهولة في العثور عليه من قبل محركات البحث. وفي وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في التعرف السريع على خطاب الكراهية. ترجمة الذكاء الاصطناعي لمقاطع الفيديو تجعلها متاحة أيضا لعدد أكبر من الأشخاص. تطبيقات مفيدة تدعم أعمالنا الصحفية.
يبقى الأمر المهم وهو أن الصحفيين في مؤسستنا يراجعون جودة التقارير دائماً في هذه التطبيقات قبل نشرها، وأن نقدم معلومات شفافة حول كيفية استخدامنا للذكاء الاصطناعي.
رئيسة تحرير DW مانويلا كاسبر- كلاريدج
الروبوتات الذكية مثل " ChatGPT" (شات جي بي تي) ليست مصادر معلومات موثوقة. ويمكن أن تقدم هذه الروبوتات الأفكار والإلهام، ولكنها ليست قادرة على توفير معلومات دقيقة، وقد ترتكب أخطاءً كبيرة. ولا توفر الشفافية حول مصادر معلوماتها. سنفحص بعناية شديدة النتائج التي نعرف أنها من إنتاج روبوت ذكي، ونعزز عمليات التحقق من المعلومات لمكافحة انتشار المعلومات غير الصحيحة. فعندما يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي، قد يزيد ذلك من مشكلة الإشاعات والمعلومات الكاذبة. لذلك، تعتبر مهمتنا كصحفيين هي فحص وكشف هذه المعلومات غير الصحيحة للحفاظ على الشفافية والدقة في التقارير الإخبارية.
صور الذكاء الاصطناعي
نحن لا نرى كذلك قيمة في نشر صور جرى صناعتها بواسطة الذكاء الاصطناعي . عندما نتحدث عن صور تم انتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي من قبل أشخاص آخرين، سنشير صراحة إلى أنها ليست صورا حقيقية. الأمر بالتأكيد سيكون مختلفا عندما يتعلق بالرسوم التوضيحية أو تصوير البيانات، حيث يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي المساعدة.
تحديات وفرص
ندرك أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يحمل في طياته مخاطر . ندرك أنه يمكن أن يساهم بشكل كبير في نشر الأخبار الزائفة بشكل أكبر بكثير مما هو معروف حالياً. ندرك أن البيانات التي يستند إليها تعكس أحكاما مسبقة موجودة في المجتمع. سنواصل تدريب صحفياتنا وصحفيينا بشكل مستمر لكشف هذه الأحكام المسبقة. سنعتني أيضا بشكل جدي بأمن البيانات وحماية الخصوصية عند استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي.
من المهم أن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب يمكن أن يوفر فرصا. يمكنه دعم صحفيينا في أداء مهامهم ومنحهم المزيد من الوقت . الوقت الذي يمكن استخدامه للبحث عن القصص في الميدان والاقتراب من الناس أكثر، الوقت للحصول على وجهات نظر متنوعة.
هذه هي الصحافة التي يقدرها متابعونا والتي لن تستطيع الماكينات أبدا تقديمها. بحث جيد، تقارير حصرية حول قضايا تهم الناس مع جودة تقدمها دويتشه فيله منذ سبعة عقود.
مانويلا كاسبر - كلارديج
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أنظمة الذكاء الاصطناعي العمل الصحفي دويتشه فيله الترجمة الفورية ترجمة الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي أنظمة الذكاء الاصطناعي العمل الصحفي دويتشه فيله الترجمة الفورية ترجمة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی التولیدی استخدام الذکاء الاصطناعی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي قد يُعلّم الجيل القادم من الجراحين
في ظلّ نقصٍ حادٍّ ومتزايدٍ في أعداد الجراحين، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في سدّ هذه الفجوة، من خلال تدريب طلاب الطب على ممارستهم للتقنيات الجراحية.
تُقدّم أداةٌ جديدة للذكاء الاصطناعي، مُدرّبةٌ على مقاطع فيديو لجراحين خبراء أثناء عملهم، نصائحَ شخصيةً فوريةً للطلاب أثناء ممارستهم للخياطة. تُشير التجارب الأولية إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يكون مُعلّمًا بديلًا فعّالًا للطلاب الأكثر خبرة.
يقول المؤلف الرئيسي ماتياس أونبيراث، الخبير في الطب المُساعد بالذكاء الاصطناعي "علينا إيجاد طرقٍ جديدةٍ لتوفير فرصٍ أكبر وأفضل للممارسة. في الوقت الحالي، يحتاج الجراح المُعالج الذي يعاني أصلًا من ضيق الوقت إلى الحضور ومشاهدة الطلاب أثناء ممارستهم، وتقييمهم، وتقديم ملاحظاتٍ مُفصّلةٍ لهم. فهذا ببساطة لا يُمكن تطبيقه على نطاقٍ واسعٍ".
ويضيف "قد يكون أفضل ما يُمكن فعله بعد ذلك هو الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير الذي يُظهر للطلاب كيف يختلف عملهم عن عمل الجراحين الخبراء".
طُوِّرت هذه التقنية الرائدة في جامعة جونز هوبكنز، وعُرضت ونالت تكريمًا في المؤتمر الدولي لحوسبة الصور الطبية والتدخل بمساعدة الحاسوب.
يشاهد العديد من طلاب الطب حاليًا مقاطع فيديو لخبراء يُجرون عمليات جراحية ويحاولون تقليد ما يشاهدونه. حتى أن هناك نماذج ذكاء اصطناعي قائمة تُقيّم الطلاب، ولكن وفقًا لأونبراث، فإنها لا تُلبّي احتياجاتهم لأنها لا تُخبرهم إن كان ما يفعلونه صوابًا أو خطأً.
وقال "يمكن لهذه النماذج أن تُخبرك ما إذا كانت مهاراتك عالية أو منخفضة، لكنها تُواجه صعوبة في إخبارك بالسبب". ويؤكد "إذا أردنا تمكين التدريب الذاتي الهادف، فعلينا مساعدة المتعلمين على فهم ما يحتاجون إلى التركيز عليه وسببه".
يدمج نموذج الفريق ما يُعرف بـ "الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير"، وهو نهج للذكاء الاصطناعي يُقيّم، في هذا المثال، مدى جودة إغلاق الطالب للجرح، ثم يُخبره بدقة بكيفية التحسين.
درّب الفريق نموذجهم من خلال تتبُّع حركات أيدي الجراحين الخبراء أثناء إغلاقهم للشقوق الجراحية. عندما يُجرّب الطلاب نفس المهمة، يُرسل لهم الذكاء الاصطناعي رسالة نصية فورًا ليُخبرهم بنتائجهم مقارنةً بالخبير وكيفية تحسين أسلوبهم.
أخبار ذات صلةقالت كاتالينا غوميز، الباحثة الرئيسية في الدراسة، وطالبة الدكتوراه في علوم الحاسوب بجامعة جونز هوبكنز الأميركية "يريد المتعلمون أن يُخبرهم أحد بموضوعية عن أدائهم"، وأضافت: "يمكننا حساب أدائهم قبل وبعد التدخل ومعرفة ما إذا كانوا يقتربون من ممارسة الخبراء".
أجرى الفريق دراسة هي الأولى من نوعها لمعرفة ما إذا كان الطلاب يتعلمون بشكل أفضل من خلال الذكاء الاصطناعي أم من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو. عيّنوا عشوائيًا 12 طالبًا في الطب لديهم خبرة في الخياطة للتدرب على إحدى الطريقتين.
تدرب جميع المشاركين على إغلاق شق جراحي بالغرز. حصل بعضهم على تغذية راجعة فورية من الذكاء الاصطناعي، بينما حاول آخرون مقارنة ما فعلوه بجراح في مقطع فيديو. ثم حاول الجميع الخياطة مرة أخرى.
بالمقارنة مع الطلاب الذين شاهدوا مقاطع الفيديو، تعلّم بعض الطلاب الذين دربهم الذكاء الاصطناعي، وهم أكثر خبرة، بشكل أسرع بكثير.
قال أونبيراث "لدى بعض الأفراد، يكون لتغذية راجعة من الذكاء الاصطناعي تأثير كبير".
لا يزال الطلاب المبتدئون يواجهون صعوبة في أداء المهمة، لكن الطلاب ذوي الأساس المتين في الجراحة، والذين وصلوا إلى مرحلة يمكنهم فيها تطبيق النصائح، كان لها تأثير كبير.
يخطط الفريق لاحقًا لتحسين النموذج لتسهيل استخدامه. ويأملون في نهاية المطاف في إنشاء نسخة يمكن للطلاب استخدامها في المنزل.
يؤكد أونبيراث "نرغب في توفير تقنية الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي التي تتيح للشخص التدرب براحة في منزله باستخدام طقم خياطة وهاتف ذكي. سيساعدنا هذا على توسيع نطاق التدريب في المجالات الطبية. يتعلق الأمر في الواقع بكيفية استخدام هذه التقنية لحل المشكلات".
مصطفى أوفى (أبوظبي)