مفاوض إسرائيلي سابق يكشف تفاصيل جديدة عن اتفاق أوسلو
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
كشف المفاوض إسرائيلي السابق خلال مفاوضات أوسلو وطابا، دانيال ليفي، جملة من التفاصيل بخصوص ما اعتبره "عدم نجاح عملية أوسلو" مشيرا إلى أنه "كان من الممكن أن تنجح العملية لو أن إسرائيل بذلت جهدا لجعل شروطها مقبولة لدى القيادة الفلسطينية التي أظهرت استعدادها للتوصل إلى تسوية، في وقت كانت تتمتع فيه بالشرعية الكافية للتوصل إلى اتفاق".
وتابع ليفي، في مقال له: "لكن الأمر لم يكن كذلك، بل على العكس تماما، إذ واصلت إسرائيل مشروعها الاستعماري دون أن تواجه الكثير من العقبات؛ ومع ذلك، يمكن لآفاق عالمية جديدة أن تغيّر الوضع، وتمنح فرصة للفلسطينيين من جديد".
وأضاف المفاوض الإسرائيلي السابق، في مقاله الذي أتى في الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، يوم 13 أيلول/ سبتمبر 2023، أنه "سبقت هذه اللحظة التاريخية من أيلول/ سبتمبر 1993 أشهر من دبلوماسية الظل المكثفة تحت رعاية النرويج، نتج عنها عدد من الاتفاقيات المعروفة باسم اتفاقيات أوسلو".
وأردف ليفي، الذي يشغل كذلك منصب رئيس مشروع مركز أبحاث الشرق الأوسط الأمريكي، أنه في أيلول/ سبتمبر 2023، سيتم تجاهل ذكرى اتفاقية أوسلو أكثر من الاحتفال بها" مشيرا إلى أن "مصير هذه العملية أن يتم تدريسها على اعتبارها نموذجا لفشل عملية السلام".
وتابع: "بعد أقل من 26 شهرا من هذه المصافحة المفعمة بالأمل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، تم اغتيال رابين على يد متطرف يهودي خلال تجمع من أجل السلام في الساحة المركزية في تل أبيب؛ وبعد عقد من الزمن، رحل عرفات، حيث يرجح أن موته لم يكن طبيعيا".
واسترسل: "تضاعف عدد المستوطنين الإسرائيليين غير القانونيين المقيمين في الضفة الغربية المحتلة أربع مرات خلال هذه الفترة؛ وفي المرة الوحيدة التي سحبت فيها إسرائيل المستوطنين عام 2005، تم ذلك بقرار أحادي الجانب، دون أي مفاوضات وخارج ما يسمى عملية أوسلو للسلام".
إلى ذلك، أشار المفاوض الإسرائيلي السابق إلى أنه بعد انتهاء الحقبة التي سمحت ببروز "أوسلو" على الساحة، على كل من مستوى خصوصيات السياقات الإسرائيلية الفلسطينية المحلية، أو الجغرافيا السياسية الإقليمية، فإنه "من الضروري لكل من يريد تصور مستقبل فلسطيني إسرائيلي مختلف وتطوير استراتيجيات لتحقيقه فهم السياق آنذاك والآن كذلك".
ما بعد "أوسلو"..
قال المفاوض إسرائيلي السابق خلال مفاوضات أوسلو وطابا، دانيال ليفي، إنه فيما يخص المستوى المحلي: "تميزت السنوات التي تلت اتفاقية أوسلو انتفاضة فلسطينية شعبية في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة والقدس، فيما انخرطت الفصائل السياسية الفلسطينية السرية والحركات النسائية والنقابات العمالية وقطاعات كبيرة من المجتمع المدني في سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات والعصيان المدني والاشتباكات غير المسلحة إلى حد كبير ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي وإدارته العسكرية".
وأكد المتحدث نفسه أن رد دولة الاحتلال الإسرائيلي كان "وحشيا" مردفا "لكنه شكل إشارة إنذار، حيث كان استمرار الاحتلال لمدة عقدين من الزمن ممكنا دون أن تدفع إسرائيل الثمن، فإن الأمر لم يعد كذلك مع الانتفاضة الأولى".
أما بخصوص المستوى الدولي، أشار المفاوض الإسرائيلي السابق إلى أن "الإسرائيليون وجدوا أنفسهم في مركز اهتمام غير مسبوق وتحت ضغط غير عادي، غير أن هذه الضغوط مورست كذلك على منظمة التحرير الفلسطينية، التي كان مقرها في تونس بعد نفيها من لبنان، والتي بدا أن قيادتها الخارجية بدأت تتراجع ميدانيًّا لصالح الفصائل من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف: "زاد الوضع الحرج لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بسبب حرب الخليج الأولى التي شنتها الولايات المتحدة في عام 1991 بعد غزو العراق للكويت، بعد أن اختارت القيادة دعم صدام حسين ضد تحالف ضم العديد من الدول العربية. كما أن حرب الخليج ودعم العديد من الدول العربية لواشنطن شكل كذلك ضغطا على إسرائيل، وتسبب في إطلاق عملية سلام متعددة الأطراف في مدريد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية أوسلو الفلسطينية الشرق الأوسط عملية السلام الشرق الأوسط فلسطين أوسلو عملية السلام سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التحریر الفلسطینیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
صيغة اتفاق جديد بين ويتكوف وحماس وغموض بشأن الموقف الإسرائيلي
كشفت مصادر للجزيرة أن حركة المقاومة الإسلامية حماس توصلت مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف في الدوحة إلى صيغة اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وسط غموض بخصوص الموقف الإسرائيلي منه.
وتشمل هذه الصيغة -حسب المصادر- وقفا لإطلاق النار مدته 60 يوما والإفراج عن 10 أسرى على دفعتين وجثث مقابل أسرى فلسطينيين، إذ سيُفرج عن 5 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق وعن 5 آخرين في اليوم الـ60.
وأفادت المصادر للجزيرة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضمن، حسب الاتفاق، وقف إطلاق النار خلال 60 يوما، وانسحاب القوات الإسرائيلية حسب اتفاق يناير/ كانون الثاني الماضي؛ مشيرة إلى أن الاتفاق ينص على رؤية لاستمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء 60 يوما، مع ضمان الوسطاء لتطبيق ذلك.
وقالت مصادر للجزيرة، إن الاتفاق يشمل ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط من اليوم الأول، وفق البرتوكول الانساني، بضمان أميركا والوسطاء.
وأضافت أن المبعوث الأميركي نقل الاتفاق إلى الحكومة الاسرائيلية، وينتظر ردها النهائي عليه.
تصريحات وغموضمن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات من داخل أنفاق سلوان في القدس المحتلة، إن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة على رأس أولويات حكومته. وأضاف أنه يأمل أن يعلن ما وصفها بالبشرى بهذا الشأن اليوم أو غدا.
إعلانوقد سارع مكتب نتنياهو إلى توضيح هذه التصريحات قائلا إن رئيس الوزراء لم يقصد الإعلان عن شيء اليوم أو غدا، بل أشار فقط إلى جهود التوصل إلى صفقة.
بدورها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أنها لم تلحظ أي تقدم في المحادثات ولا تعرف ماذا يقصد نتنياهو بكلامه.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر رسمي قوله إن حماس وافقت على صيغة اتفاق تختلف عن تلك التي قبلتها إسرائيل لإنجاز الصفقة.
في الأثناء، قال مسؤول إسرائيلي إنّه لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن تقبل مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار.
وأفادت القناة الـ14 نقلا عن مصدر إسرائيلي أنّ حكومة نتنياهو رفضت عرض حماس الذي يتضمن الإفراج عن 10 محتجزين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة سبعين يوما، وضمانات أميركية لإنهاء الحرب.
وفي وقت سابق، كشف مصدر مقرب من حماس- في تصريحات خاصة للجزيرة- عن تفاصيل للاقتراح الذي يشمل إدخال المساعدات الإنسانية بالكامل، بواقع ألف شاحنة يوميا، وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية لقطاع غزة في اليوم الخامس من بدء سريان التهدئة.
وأضاف المصدر من حماس أن هناك تعهدا أميركيا بقيادة مفاوضات جادة تفضي إلى وقف شامل للحرب، وضمان عدم العودة إلى العمليات العسكرية إن تعثرت المفاوضات خلال فترة التهدئة.
وحسب تقديرات إسرائيل، فإنه يوجد 58 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة منهم 20 أحياء. ويقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، مما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
إعلانلكن نتنياهو يتهرب ويصرّ على إعادة احتلال غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية التي ترفض ذلك ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.
وقد أطلق الجيش الإسرائيلي في 18 مايو/أيار الجاري عملية عسكرية سماها "عربات جدعون" ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتتضمن الخطط الجديدة احتلال القطاع الفلسطيني بالكامل، وفقا لما صرح به نتنياهو.