كارثة إنسانية في درنة.. كيف زاد تغير المناخ من وطأة العاصفة «دانيال»؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
أدى تغير المناخ إلى زيادة شدة العاصفة المدمرة التي ضربت مدينة درنة الليبية، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا.
وبحسب تقرر لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فإن خبراء وباحثين من مجموعة «World Weather Attribution» أكدو أن انبعاثات الغازات الدفيئة التي يسببها الإنسان أدت إلى زيادة هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 50% خلال العاصفة دانيال، كما ساهم الصراع الدائر في المنطقة في تعرض السكان للفيضانات، مما حول الحدث المناخي المتطرف إلى كارثة إنسانية.
وتابع التقرير، بأن العلماء استخدموا عمليات المحاكاة الحاسوبية لتقييم الاحتمال المتزايد لحدوث مثل هذه العاصفة بسبب ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية بسبب تغير المناخ، ووجدوا أن العاصفة في شمال ليبيا، مثل تلك التي ضربت درنة، من المتوقع أن تحدث مرة كل 300 إلى 600 عام.
وفي المقابل، تبين أن العاصفة «دانيال» التي جلبت أمطارا غزيرة على اليونان وبلغاريا وتركيا، ما أدى إلى مقتل 28 شخصا، كانت أكثر احتمالا بما يصل إلى 10 مرات بسبب تغير المناخ، مما أدى إلى زيادة هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 40٪، ومن المتوقع الآن أن تحدث مثل هذه العواصف الشديدة مرة واحدة تقريبًا كل عقد في تلك المنطقة.
كثافة الأمطارواكتسبت العاصفة «دانيال» شدتها من درجات حرارة البحر التي كانت أعلى بدرجتين إلى ثلاث درجات من متوسط سبتمبر الماضي، أثناء تحركها فوق البحر المتوسط، وأدى هذا الدفء الإضافي إلى تغذية رياح أقوى وزيادة الرطوبة في الهواء، وعندما ضربت العاصفة الساحل الشمالي لليبيا، تسببت في هطول أمطار تقترب كثافتها من 400 ملم على درنة خلال 24 ساعة فقط، مقارنة بمتوسط هطول الأمطار في المدينة في شهر سبتمبر والذي بلغ 1.5 ملم فقط.
وأشار العلماء إلى أن النتائج التي توصلوا إليها بها كان بها بعض الشكوك بسبب محدودية البيانات المتاحة للأحداث الصغيرة والتحديات المتمثلة في تمثيل مثل هذه الأمطار في النماذج المناخية، ومع ذلك، فإنهم واثقون من أن تغير المناخ لعب دورًا مهمًا في تكثيف أنماط الطقس التي أدت إلى هذه الأحداث المتطرفة، وقد ارتبط ارتفاع درجات الحرارة بغزارة هطول الأمطار، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن تغير المناخ يمكن أن يزيد من شدة أنظمة الطقس مثل العاصفة «دانيال».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: درنة ليبيا العاصفة دانيال تغير المناخ هطول الأمطار تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: كارثة إنسانية وشيكة في شرق تشاد مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين
منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، عبر أكثر من 844 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد، التي كانت تستضيف بالفعل ما يقرب من 409 آلاف سوداني فروا من موجات سابقة من الصراع في دارفور منذ عام 2003.
بورتسودان: التغيير
دقّت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ناقوس الخطر إزاء تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية في شرق تشاد، حيث تضاعف عدد اللاجئين السودانيين بأكثر من ثلاثة أضعاف في ظل الصراع الدامي في بلدهم.
وأكدت أنه بدون زيادة كبيرة في التمويل، “لا يمكن تقديم المساعدات المنقذة للحياة بالحجم والسرعة المطلوبين”.
ووفقا للمفوضية، فر أربعة ملايين شخص من السودان إلى الدول المجاورة منذ بداية الحرب، مما يمثل “نقطة تحول كارثية في أزمة النزوح الأكبر في العالم”.
وحذرت من أنه إذا استمر الصراع، سيستمر آلاف آخرون في الفرار، مما يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر.
ومنذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، عبر أكثر من 844 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد، التي كانت تستضيف بالفعل ما يقرب من 409 آلاف سوداني فروا من موجات سابقة من الصراع في دارفور منذ عام 2003.
وفي إحاطة للصحفيين في جنيف من الحدود التشادية السودانية، قال منسق المفوضية في تشاد دوسو باتريس أهوانسو، إن هذا الوضع يضغط على قدرة تشاد على الاستجابة.
وقد تصاعد عدد اللاجئين بشكل كبير منذ تكثيف الهجمات على المدنيين في شمال دارفور في أواخر أبريل، بما في ذلك على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين وفي الفاشر.
فقد وصل ما يقرب من 69 ألف شخص إلى تشاد خلال ما يزيد قليلا عن شهر، وبلغ متوسط عدد الذين يعبرون الحدود يوميا 1400 شخص في الأيام الأخيرة.
وقال أهوانسو إن هؤلاء المدنيين “يفرون برعب، والكثير منهم تحت النار، ويتنقلون عبر نقاط التفتيش المسلحة والابتزاز والقيود الصارمة التي تفرضها الجماعات المسلحة”.
وأوضح أن ما يقرب من 72% من اللاجئين الذين قابلتهم المفوضية مؤخرا أبلغوا عن تعرضهم لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجسدي والجنسي، والاحتجاز التعسفي، والتجنيد القسري، وقال 60% منهم إنهم انفصلوا عن أفراد أسرهم.
أزمة إنسانية وطفولةوأضاف مسؤول الوكالة الأممية أن أزمة الأطفال المدمرة تتكشف أيضا، حيث إن ثلثي الأطفال الوافدين حرموا من المدرسة لسنوات، وأصيب الكثير منهم بجروح جسدية ونفسية عميقة.
وروى قصة فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تُدعى حواء، بترت ساقها نتيجة هجوم على مخيم زمزم فقدت فيه والديها وشقيقين. وقال إن هناك “العديد والعديد من الأطفال الذين يواجهون وضعا مشابها لحواء”.
وشدد على ضرورة توسيع نطاق توفير الرعاية الصحية ودعم الصحة النفسية لمعالجة المعاناة الفورية وإرساء أسس التعافي والمصالحة.
وعلى الرغم من جهود الشركاء الإنسانيين والسلطات المحلية، قال أهوانسو إنه لم تتم تلبية سوى 14% من الاحتياجات الحالية بسبب النقص الخطير في التمويل، مما يترك عشرات الآلاف معرضين للظروف الجوية القاسية وانعدام الأمن.
وأشار إلى أن اللاجئين لا يحصلون حاليا إلا على خمسة لترات من الماء للشخص الواحد يوميا، وهو أقل بكثير من المعيار الدولي الذي يتراوح بين 15 و20 لترا لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية.
وأضاف أن حوالي 239 ألف لاجئ ما زالوا عالقين على الحدود، معرضين لتقلبات الطقس وانعدام الأمن وخطر المزيد من العنف.
وقال: “هذه أزمة إنسانية، وأزمة أمن، وأزمة طفولة. إن حياة ومستقبل ملايين المدنيين الأبرياء، بمن فيهم أطفال مثل حواء، على المحك. وبدون زيادة كبيرة في التمويل، لا يمكن تقديم المساعدة المنقذة للحياة بالحجم والسرعة المطلوبين”.
الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة اللاجئين السودانيين في تشاد