الأسبوع:
2025-12-13@23:25:31 GMT

حميدتي وأمريكا والبرهان

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

حميدتي وأمريكا والبرهان

في خطوة فسَّرها المراقبون بأنها دليل على تغيُّر في السياسة الأمريكية تجاه البرهان، دخل قائد السيادة السودانية الولايات المتحدة الأمريكية وتم منحه تأشيرة أمريكية لدخول مقر الأمم المتحدة بنيويورك والسماح له بالتحدث إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ومطالبة الأعضاء باعتبار قوات الدعم السريع منظمة إرهابية، وهو المطلب الذي فاجأ به البرهان قيادات الدعم السريع وحلفاءهم من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الذين ارتبكوا وحاولوا صياغة رد فوري ولكنه على عجل على تلك المطالب التي يبدو أنها ستكسب أنصارًا كثر في الأيام القادمة.

وأمريكا التي سمحت للبرهان بالتحدث من منبر الأمم المتحدة قررت مساعدة ضحايا الحرب بـ130 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ تقدمه واشنطن لمساعدة السودانيين في تاريخها. ولا يغفل المراقبون مؤشرًا آخر على ذلك التغيُّر في الموقف الأمريكي الذي كان متصلبًا في مواجهة الجيش وقائده البرهان ومؤيدًا ومناصرًا وداعمًا لحميدتي وأنصاره من قوى الحرية والتغيير، وهذا المؤشر الخطير هو قيام قوات خاصة أوكرانية بضرب 14 هدفًا تتبع للدعم السريع وقوات فاجنر الروسية في العاصمة الخرطوم. وهذا المتغير يشير إلى أن أمريكا لم تغُضَّ الطرف تمامًا عن المتمرد حميدتي وقواته، ولكنها قررتِ التخلص منه على هامش عملياتها ضد قوات فاجنر في السودان وإفريقيا. وكانتِ الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت عقوبات على القائد الثاني في الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وقائد الدعم السريع في غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بعد أن وجهت لهما تُهمًا بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة جماعية ضد أبناء قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور. وكل هذه المؤشرات تقول إن أمريكا التي انحازت في الماضي إلى قائد الدعم السريع حميدتي كانت تحاول توظيفه لصالح مجموعة الحرية والتغيير بقصد اختطاف السلطة وتسليمها لها، وكانت أيضًا تستهدف توظيف الدعم السريع في تدمير الجيش السوداني والأجهزة الأمنية لإعادة فك وتركيب السودان وفقًا للهندسة الأمريكية في القارة السمراء. ويضاف كل ذلك إلى هدف قديم وهو استغلال ميليشيات الدعم السريع كقوات مرتزقة لمواجهة عمليات الهجرة غير الشرعية والجماعات المتطرفة، وتقوم بحماية المصالح الأمريكية في السودان، وأخيرًا المشاركة في ضرب وطرد قوات فاجنر الروسية من السودان وإفريقيا. لكن عندما اكتشف صناع القرار في الإدارة الأمريكية استحالة الصدام بين الدعم السريع وفاجنر، نظرًا للارتباط العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي بينهما، تحركت أمريكا بسرعة مذهلة لنقل الدعم السريع من مربع الأنصار إلى خانة الأعداء، وإن كان كل ذلك لا يعني أن واشنطن سوف تتخذ من الجيش السوداني وقائده البرهان حليفًا، وإنما تتوقف تكتيكيًّا لتنجز هدفها وهو التخلص من الدعم السريع، ثم تعود لأهدافها الاستراتيچية المتمثلة في ضرب الجيش وضرب وحدة السودان حتى يمكن التهام الكعكة دون منغصات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور

سقط 12 شخصا بين قتيل وجريح إثر قصف لقوات الدعم السريع شرقي مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان وسط السودان، في حين عقدت المحكمة الجنائية الدولية اجتماعا في لاهاي مع النائب العام السوداني.

وقال مصدران عسكريان للجزيرة إن مسيّرة تابعة لما سمياها مليشيا الدعم السريع قصفت ظهر اليوم السبت ساحة قرب من مركز للشرطة في حي طيبة جنوب شرقي مدينة الأبيض.

وأكد المصدران أن القصف أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة 9 آخرين وُصفت حالة بعضهم بالخطرة.

وفي وقت سابق، قال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش قصف مواقع للدعم السريع في بلدة أم عدارة جنوبي كردفان.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع قصفت مدينة أم روابة، مما أدى إلى إصابات بين المدنيين.

وأشار إلى أن طائرة مسيّرة لقوات الدعم السريع استهدفت مواقع للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، مشيرا إلى أن الاستهداف أدى إلى تدمير عربة قتالية للجيش وإصابة ركابها.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.

مصادر أمنية للجزيرة: 3 قتلى و9 جرحى في غارة بمسيرة تابعة للدعم السريع على حي سكني بمدينة الأبيض في كردفان#الأخبار pic.twitter.com/umSvJmHrGk

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 13, 2025

خفض التمويل

وعلى صعيد الوضع الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات التي تواجه المجاعة في السودان اعتبارا من الشهر المقبل بسبب نقص التمويل.

ووصف نائب رئيس البرنامج الوضع في السودان بأنه أسوأ كارثة على مستوى الغذاء في العالم، حيث يعاني 20 مليون سوداني من سوء التغذية، بينهم 6 ملايين يقفون على حافة المجاعة.

إعلان

وقال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في البرنامج روس سميث في إفادة مرئية للصحفيين إن البرنامج "سيضطر بدءا من يناير/كانون الثاني إلى خفض حصص الغذاء بنسبة 70% للمجتمعات التي تواجه المجاعة، وبنسبة 50% للمجتمعات المعرضة لخطر الانزلاق إليها".

وأضاف سميث أن الأزمة التمويلية مرشحة للتفاقم خلال الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أنه "اعتبارا من أبريل/نيسان سنواجه حالة انهيار على صعيد التمويل"، مما يهدد قدرة البرنامج على الاستمرار في تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لملايين المحتاجين بالسودان.

"الجنائية الدولية"

من ناحية أخرى، كشفت المحكمة الجنائية الدولية عن عقد لقاء هذا الأسبوع في مقرها بلاهاي جمع نزهة شميم نائب المدعي العام بالنائبة العامة السودانية انتصار أحمد عبد الله.

وأوضحت المحكمة في منشور على منصة إكس أن اللقاء كان بنّاء وتناول الأوضاع في السودان وآفاق التعاون في ما يتصل بالتحقيقات التي يجريها مكتب المحكمة بشأن إقليم دارفور.

وأشارت إلى أنها كانت قد أكدت سابقا مباشرتها تحقيقات بشأن جرائم حرب محتملة وقعت مؤخرا في دارفور.

وفي السياق ذاته، دعا السودان المجتمع الدولي إلى الوقوف مع ما سماه الجانب الصحيح من التاريخ بتكثيف الضغوط وتصنيف قوات الدعم السريع كيانا إرهابيا.

وقال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مجدي أحمد مفضل في إحاطة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بفيينا بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان إن تجاهل المجتمع الدولي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب شجعها على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم المروعة والفظائع غير المسبوقة.

العقوبات البريطانية

بالمقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن العقوبات التي أعلنتها بريطانيا على 4 من قادة قوات الدعم السريع تفتقر إلى الأسس القانونية والبيانات الموضوعية.

وأوضح طبيق على حسابه في فيسبوك أن المملكة المتحدة لم توفد لجان تحقيق مستقلة للتأكد من الاتهامات الموجهة، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها متحيزة.

واعتبر أن هذه العقوبات تشجع ما سماها الجماعات الإرهابية التي تقاتل إلى جانب الجيش.

ويشهد السودان حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فضلا عن تفاقم أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميا.

مقالات مشابهة

  • بعد مسيرات داعمة للجيش.. البرهان «يشكر» السودانيين ويطلق تعهدات
  • مجلس السيادة يعلن قصف قوات الدعم السريع مقرًا للأمم المتحدة ويوجه دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
  • هجوم على قوة أُممية لحفظ السلام في السودان.. والدعم السريع ينفي تورطه
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟