«التِرِنْد» ومجمع اللغة العربية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بعد مناقشات طويلة ما بين القبول والرفض واستنادًا إلى أن اللغة العربية تقبلت من قبل مفردات كثيرة من لغات أخرى، فلقد قرر مجمع اللغة العربية بالقاهرة إضافة كلمة «تِرِنْد» لمعجم الألفاظ والمعانى وذلك بناءً على وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة، وأنه لا توجد كلمة واحدة دالة عن مضمون تلك الظاهرة المركبة، وأيضًا هناك أسباب أخرى استند إليها مجمع اللغة العربية ومنها اشتهار هذه الكلمة وسرعة تداولها مما منح كلمة (ترند) قوة وفرصة كبرى للانتشار، وهنا أذكر مثلما يوجد فى تراثنا القديم كلمات كثيرة، فلقد تكررت هذه الظاهرة فى الواقع اللغوى الحديث، وعلى سبيل المثال أنه تم إدخال كلمات أجنبية لتكون ضمن معجم الألفاظ العربية مثل (الكلاسيكية) و(الرومانسية) و(الفلسفة) و(الموسيقى)، وكذلك أسماء بعض العلوم مثل (الفيزياء والجيولوجيا والجغرافيا)، وبعض الآلات أو الأدوات مثل (التليفون والموتور والميكانيكا)، وعرّف المجمع كلمة (ترند) بأنها موضوع ساخن جديد يُثار على منصّات التواصل الاجتماعيّ، فينتشر بسرعة فى فترة زمنية قصيرة، ويهتم به الجمهورُ، ويتداولونه بالحديث فيه والتعليق عليه، ويتبادلون الأخبار عنه بكثرة، وجمعه (ترندات)، ولا يفوتنا بالطبع أنها كلمة معربة عن الأصل الإنجليزى (trend).
والمفهوم الذى يدل على تقبل اللغة العربية لكلمات أعجمية يسمى (ظاهرة الدخيل)، وتعتبر ظاهرة (الدخيل) من الظواهر اللغوية التى حظيت باهتمام اللغويين والباحثين فى كل عصر من العصور بسبب اختلاط العرب بالأعاجم لأسباب دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية، مما أدى إلى تسرب كثير من الكلمات إلى اللغة العربية سواء الفصحى منها أو العامية والدارجة، ويتم استعمال هذه الكلمات فى العديد من مناحى الحياة مما جعل اللغة العربية تتقبل كلمات أعجمية وتكون ضمن معجم الألفاظ العربية، ومن العلماء الذين اهتموا بتلك الظاهرة (الخليل بن أحمد الفراهيدي) الذى يعتبر رائدًا حقيقيًا لتلك الظاهرة، ثم أتى تلميذه (سيبويه) واهتم بتلك الظاهرة بل ووضع لها مجموعة من القواعد، وفى ختام مقالى هذا فإننى أؤيد انضمام كلمات أعجمية لمعجم الألفاظ العربية بشرط أن تكون الكلمة إضافة جديدة للغة العربية ومواكبة للتطورات التكنولوجية والمتغيرات العالمية المتجددة حتى لا تنفصل اللغة عن الواقع المعاصر والمتجدد، وللحديث بقية إن شاء الله.
دكتور جامعى وكاتب مصرى
البريد الإلكترونى: [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللغة العربية مجمع اللغة العربية وسائل التواصل الاجتماعي الفلسفة الموسيقي كلمات أجنبية اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يشهد إطلاق مجموعة كلمات دار «سراب»
الشارقة (وام)
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، إطلاق المجموعة خلال مشاركتها في فعاليات الدورة ال 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، علامتها الجديدة دار «سراب»، المتخصصة في إصدار الكتب الفنية الفاخرة كتاب «طاولة القهوة»، والتي توثّق الفنون والثقافة العربية برؤية بصرية معاصرة، وتجمع بين جمالية التصميم وعمق المحتوى المعرفي، لتقدّم للقارئ تجربة متميزة تُبرز غنى الهوية العربية، وتفتح آفاقاً جديدة للتواصل الثقافي مع العالم.
استهلّت «سراب» انطلاقتها بإصدار أربعة كتب فنية تعكس تنوّع المشهد الثقافي والمعرفي في إمارة الشارقة، ويوثق الإصدار الأول الذي يحمل عنوان «الشارقة من السماء»، ويأتي بالتعاون مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي، جمال الإمارة من خلال لقطات جوية آسرة تكشف تناغم عمرانها وطبيعتها. أما الإصدار الثاني، فهو بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية، وعنوانه «مساجد الشارقة»، ويسلّط الضوء على القيمة الثقافية والمعمارية الفريدة لمساجد الإمارة.
وجاء الإصدار الثالث بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب بعنوان «مكتبات الشارقة - قرن من المعرفة»، ليقدّم توثيقاً شاملاً لجميع المكتبات العامة في الإمارة احتفاءً بمرور مئة عام على افتتاح أقدمها، أما الإصدار الرابع، فصدر بالشراكة مع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» ودار أسولين تحت عنوان «مليحة - كنوز قديمة من الإمارات العربية المتحدة»، ليُبرز عمق الإرث الحضاري والتاريخي الذي تزخر بها المنطقة.
وفي تعليقها على إطلاق الدار الجديد من مجموعة كلمات، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، إن إطلاق علامة «سراب» يمثل امتداداً لرؤيتنا في تطوير أشكال جديدة من التفاعل مع المعرفة، وإعادة تقديم الكتاب كعمل بصري يجمع بين الفكرة والجمال، فالكتب الفنية ليست مجرد مطبوعات فاخرة، بل وسائط تحمل روح الثقافة وتقدّمها بأسلوب يليق بثرائها وتنوّعها، ومن خلال «سراب»، ونسعى إلى إبراز حضور الهوية العربية في هذا المجال، ونفتح أمام القارئ نافذة جديدة يرى من خلالها الجمال والمعرفة في صورة واحدة.
وأضافت: «نستلهم في هذا المشروع روح الشارقة الثقافية التي عودتنا دائماً على الابتكار في خدمة المعرفة، وعلى تحويل المبادرات الثقافية إلى مشاريع مستدامة تواكب العصر، وتخدم الإنسان في المقام الأول، فنحن نؤمن أن لكل كتاب رسالته، ولكل فكرة وسيلة للتعبير عنها».
وتأتي «سراب» استكمالاً للعلامات المتخصصة التي أطلقتها مجموعة كلمات خلال مسيرتها في تطوير صناعة النشر العربي. فبعد أن قدّمت المجموعة علامات رائدة، مثل «كلمات» لكتب الأطفال واليافعين، و«روايات» للأدب العربي والعالمي، و«كوميكس» للقصص المصوّرة، تضيف اليوم من خلال «سراب» بُعداً جديداً إلى تجربتها في عالم النشر، عبر إصدارات فاخرة توثق الثقافة والفنون والتاريخ بأسلوب بصري ومعرفي معاصر.