صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد
في زحمة الحياة ومعمعتها وتغيراتها يبرز أشخاص يصنعون لأنفسهم مسارًا خاصًا يتفردون به عن غيرهم، ويختارون طريق الوعي والعمل الدؤوب في بناء ذواتهم، وصديقي سالم الذي أعرفه كمعرفتي بنفسي واحد من أولئك الذين رسموا طريق حياتهم بتوازن واعٍ.
وليس التوازن في الحياة أمر يمنح؛ بل يصنع وليس حظًا ينتظر؛ بل عمل ينجز ولا يأتي بالتمني؛ بل بالسعي والعزيمة والإصرار.
وقد توزَّعت هذه الركائز لتشكل قواعد راسخة ومنظومة متناغمة في حياته من أجل أن يحيا مستقرًا راضيًا سعيدًا؛ فبدأ رحلة حياته بالاستزادة بالعلم والمعرفة عبر الدراسة وتنمية فكره وثقافته والدفع بنفسه نحو تجارب جديدة لكسب الخبرة والاستعداد الذاتي لما هو مقدم عليه.
ثم دخل معترك العمل فبذل فيه الجهد والمثابرة والتعامل الحسن مع الآخرين؛ فاستطاع أن يترقى إلى درجة وظيفية جيدة؛ مما عزز من وضعه المالي والمهني في مؤسسته.
شرع سالم في تأسيس أسرة، فأحسن اختيار الزوجة الفاضلة الكريمة وأعانته على تربية أبنائهما التربية الحسنة الصالحة ليعيش معهم في منزل جميل بناه بحياة أسرية هادئة سعيدة، وهذا ما حصل بسبب رؤيته الصائبة وحسن اختياره والتوفيق من الله أولًا وأخيرًا.
وعلى الصعيد المالي، استثمر في العقار مبكرًا؛ حيث رأى الفرصة مواتية آنذاك لأسباب رخص أسعار الأراضي؛ فاقتنصها مقترضًا مبلغًا من المال من البنك لشراء قطعة أرض وبناها للإيجار إلى أن سدَّد ما عليه، ثم واصل سعيه بإعمار بناية تلو الأخرى، حتى أمتلك عددا من البنايات المتوسطة الحجم وأصبحت تدر عليه دخلا ثابتا يضمن له حياة مُفعمة بالرخاء والرفاهية الاجتماعية.
أما في الجانب الاجتماعي، عمِل على بناء شبكة من الأصدقاء المخلصين وحرص على لقائهم ليجتمعوا بين وقت وآخر في جلسات يسودها الجو الأخوي اللطيف تتجدد فيها روح الرفقة الطيبة بصفاء النفس والمودة والأنس والانبساط. كما أولى اهتمامًا مستمرًا بصحته فيمارس الرياضة بانتظام للمحافظة على لياقته البدنية، كما يحرص على العناية بتغذيته ويحاول أن يبعد نفسه عن كل ما يثير القلق والتوتر والانزعاج قدر الإمكان.
أما في الجانب الروحي فصلاته وعباداته من الركائز الأساسية؛ إذ يؤدي فروض الصلاة امتثالًا لأوامر الله وشكرًا لنعمه، محاولًا الالتزام بأداء العبادات في وقتها.
ومن جانب الترفيه والاستجمام الخارجي، يجد صديقي سالم في السفر فُسحة للتجدد والاستمتاع باكتشاف أماكن جديدة، أحيانًا يسافر مع أسرته، وأحيانًا يسافر مع بعض أصدقائه، وأحيانًا منفردًا، إذا لم يرغب في الرفقة.
أما العزلة فله أوقات مخصصة لها يلوذ بها لقراءة الكتب والتأمل ولتجديد نشاطه العقلي وتوسيع مداركه، ويجد في العزلة مساحة لانجلاء الشوائب الفكرية وصفاء الذهن ومجالاً لمتابعة مستجدات العالم وما تقدمه وسائل التواصل من محتوى هادف أو ترفيهي.
أدار سالم أيامه بوعي وإتقان لا يعرف الفوضى والإسراف، وبناءً عليه عاش كما أراد راضيًا سعيدًا مضفيًا على حياته التنوع والمرح والسعادة. يعيش أيامه بالأسلوب الذي ارتآه لنفسه هو المناسب، واثق من نفسه، ذو شخصية ثابتة غير متزعزعة، ورؤيته للأمور هي التي تحكم حياته وترسم طريقه، ما دام مقتنعاً بأن ذلك هو طريق الصحيح فلا يخشى لومة لائم.
هذا هو صديقي سالم سلطت الضوء على ملامح شخصيته وحياته.
والجميع منَّا- من كان ومهما كان- لديه حياة واحدة فقط ليعيشها، وفترة زمنية قصيرة في البقاء على قيد الحياة وترى الوقت يمر أمامك ليلًا نهارًا بلمح البصر وكأنه سراب.
فكيف أنت تقضي حياتك؟! هل تسعد نفسك؟! أم تراك متبعثرًا ضائعًا في حياتك لا تستطيع لم شتات نفسك ولا تعرف كيف تعيش عالمك، متعذرًا بضيق الحال وعسر المال والظروف والمشاكل والمسؤولية والوقت والإمكانيات، وزمنك يمر ولم تعش حياتك فهلا توقفت عن خذلان نفسك؟!
أسعد نفسك بنفسك بما لديك وما ضاقت بلاد بأهلها، فنِعَم الله في هذا الكون كثيرة. ولا تكن ضحية بشرية عابرة في الحياة غارقًا في كل شيء ولا شيء إلى أن تنتهي حياتك، وكأنك لم تكن!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دموع وحزن في الوسط الفني.. محمد رمضان يودع والده والليثي يصارع من أجل حياته
سيطر الحزن على الوسط الفني خلال الساعات الأخيرة، بعد يومين متتاليين من الصدمات، بدأت بوفاة والد الفنان محمد رمضان صباح اليوم الجمعة ٧ نوفمبر ٢٠٢٥، تزامنًا مع استمرار تدهور الحالة الصحية للفنان الشعبي إسماعيل الليثي عقب الحادث المروع الذي تعرض له أمس.
تفاصيل وفاة والد محمد رمضانأعلن الفنان محمد رمضان صباح اليوم عبر حساباته الرسمية وفاة والده، وكتب قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الحبيب، وتقام صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين، ثم الدفن بمقابر العائلة في 6 أكتوبر».
كما نشر تدوينة أخرى ودع فيها والده بكلمات مؤثرة قائلاً: «بعد فجر النهاردة يوم الجمعة ٧ نوفمبر ٢٠٢٥ رجع أبويا الغالي إلى دار البقاء والمستقر.. ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته هو وموتاكم جميعًا (١٩٤٨-٢٠٢٥)».
ومن المقرر إقامة عزاء والد محمد رمضان يوم الأحد المقبل بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.
تدهور الحالة الصحية لإسماعيل الليثي بعد الحادثكان الفنان الشعبي إسماعيل الليثي قد تعرض أمس لحادث سير مروع أثار قلق جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يخرج أحد أفراد أسرته لينفي شائعة وفاته ويؤكد أنه ما زال يتلقى الرعاية الطبية اللازمة.
وقالت زوجته شيماء سعيد في مقطع فيديو ظهرت فيه منهارة من البكاء إنها تناشد بسرعة توفير سرير رعاية مركزة له، بينما أكدت شقيقتها أن الفنان في غرفة الإنعاش منذ ساعات طويلة دون سرير رعاية مناسب.
وكشفت الصفحة الرسمية للفنان أن حالته حرجة، إذ يعاني من كسر في الجمجمة ونزيف داخلي، وتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي، وسط دعوات من زملائه وجمهوره له بالشفاء العاجل.
وفي مقطع فيديو متداول، طمأن أحد المقربين من الليثي الجمهور قائلاً: «إسماعيل الليثي عايش وفي الرعاية، ودعواتكم هيبقى كويس إن شاء الله».