الرياضيون يعلنونها من الرياض: نحن أُمَّة واحدة
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
أحمد السلماني
hakeem225@hotmail.com
كانت ليلة الجمعة في العاصمة السعودية استثنائيةً بكل المقاييس، عندما أشرقتْ أنوار ملعب الجنادرية على واحدة من أبهى لحظات التاريخ الرياضي الإسلامي، في افتتاح دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة «الرياض 2025». البطولة برعاية وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ونيابة عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أعلن الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، انطلاق الحدث الذي جمع الرياضيين من سبعٍ وخمسين دولة إسلامية تحت شعار خالد "أمة واحدة".
كان الحفل لوحة فنية خالدة، لم يقتصر على العروض البصرية والموسيقية فحسب؛ بل حمل روح الأمة التي وإن تعثرت يومًا فلن تموت، روحٌ توحدت على أرض المملكة التي احتضنت الجميع بكرمها وتفانيها. ومن بين الوفود التي مرّت أمام أنظار الحاضرين، كانت لحظة دخول البعثات الفلسطينية والسودانية واليمنية والليبية والسورية واللبنانية مؤثرة حدّ الوجع، إذ تعالت الهتافات من المدرجات في مشهد يعيد للأذهان المعنى الحقيقي للتضامن الإسلامي، ويؤكد أن قضايا الأمة ما تزال حيّة في وجدان شبابها.
الرياضة هنا- في الرياض- لم تكن مجرد منافسة على ميداليات أو أرقام، بل رسالة إنسانية سامية، تُجسّد وحدة الشعوب الإسلامية في وجه عالمٍ لا يرى إلا منطق القوة. في هذا العرس الرياضي الكبير، شعر كل رياضي بأنه رسول سلام، وأن كل عَلم يُرفرف هو نبض قلبٍ واحدٍ لأمةٍ تتطلع إلى غدٍ أكثر عدلاً ووحدة.
ولم تكن المملكة إلّا في الموعد؛ فقد سخَّرت إمكاناتها الهائلة، وفتحت ذراعيها للعالم الإسلامي لتقول من جديد، مرحبًا بكم في وطنكم؛ فالتنظيم البديع، والبنية التحتية المتكاملة، وحفاوة الاستقبال، كلّها أكدت أن الرياض قادرة على جمع القلوب قبل الأجساد، وأن الرياضة – بحق – تصلح ما تفسده السياسة.
شخصيًا، وأنا أتابع هذا المشهد المهيب وأرى علم بلادي سلطنة عُمان يرفرف إلى جوار أعلام الدول الإسلامية، شعرت بالفخر يملأ صدري. فالعُماني، بطبيعته، عاشق لأمته، يحمل في قلبه سلام الإسلام الذي دخل إلى أرضه بلا خف ولا حافر، ويؤمن أنَّ التضامن بين الشعوب ليس شعارًا يُرفع؛ بل عهدًا متجذرًا في الوجدان.
لقد أعلن الرياضيون في «الرياض 2025» بصدق وإيمان، أن الأمة الإسلامية، رغم جراحها وتحدياتها، باقية ما بقيت في قلوب شبابها شعلة تضامن، وراية لا تنكسر. هم اليوم يهمسون للعالم أجمع: نحن أمة واحدة.. قد تمرض، لكنها لا تموت.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً: