ضعف القلب في منتصف العمر.. السر وراء الإصابة بالخرف
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
تكشف دراسة بريطانية حديثة أن صحة القلب في منتصف العمر قد تكون المفتاح لتحديد احتمالية الإصابة بالخرف في السنوات اللاحقة من الحياة.
ووجد العلماء أن تلف عضلة القلب في الخمسينيات قد يرفع خطر الخرف بنسبة تزيد على الثلث، مؤكدين أن العلاقة بين القلب والدماغ أعمق مما كان يُعتقد سابقًا.
تروبونين الدم يكشف ما لا تراه الأعراض
يركز البحث، الذي قاده فريق من جامعة لندن بتمويل من مؤسسة القلب البريطانية، على بروتين يُعرف باسم تروبونين، يُفرز في الدم عند تلف عضلة القلب.
ورغم أن الأطباء يستخدمونه عادة للكشف عن النوبات القلبية، إلا أن الدراسة وجدت أن ارتفاع مستوياته بشكل طفيف حتى لدى الأشخاص الأصحاء ظاهريًا قد يكون إنذارًا مبكرًا لتدهور إدراكي لاحق.
نتائج تمتد لعقود من المتابعة
قام الباحثون بفحص بيانات أكثر من ستة آلاف شخص من موظفي الخدمة المدنية في بريطانيا تتراوح أعمارهم بين 45 و69 عامًا، ولم يكن أي منهم مصابًا بالخرف أو أمراض القلب عند بداية الدراسة.
وبعد متابعة استمرت 25 عامًا، سُجلت إصابة 695 شخصًا بالخرف. وبيّنت النتائج أن من لديهم مستويات مرتفعة من التروبونين كانت احتمالية إصابتهم بالخرف أعلى بنسبة 38% مقارنة بغيرهم.
تغيرات مبكرة في الدماغ يمكن رصدها
كشف التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أجري لعدد من المشاركين أن أصحاب مستويات التروبونين الأعلى أظهروا انكماشًا في منطقة الحُصين المسؤولة عن الذاكرة، وذلك بعد نحو 15 عامًا من بداية الدراسة، ما يشير إلى أن الخلل القلبي قد يبدأ تأثيره على الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض الخرف.
يؤكد البروفيسور برايان ويليامز من مؤسسة القلب البريطانية أن النتائج تذكّرنا بأن “صحة القلب والدماغ لا يمكن فصلهما”.
ويحث الأفراد على تبني نمط حياة صحي يقوم على ضبط ضغط الدم، وخفض الكوليسترول، وممارسة النشاط البدني، وتجنب التدخين، للحفاظ على القلب والدماغ معًا.
آفاق جديدة في الكشف المبكر عن الخرف
يرى البروفيسور إريك برونر من جامعة لندن أن السيطرة على عوامل الخطر القلبية في منتصف العمر يمكن أن تبطئ تطور الخرف وربما تمنع ظهوره.
ويضيف أن بروتين التروبونين قد يصبح في المستقبل مؤشرًا حيويًا للتنبؤ المبكر باحتمالية الإصابة بالخرف قبل ظهور أي أعراض واضحة.
الخرف... التحدي الصحي المتنامي عالميًا
يُعد مرض ألزهايمر الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، ويؤثر على ما يقرب من مليون شخص في المملكة المتحدة.
وتشير بيانات مؤسسة أبحاث الزهايمر إلى أن الوفيات الناتجة عن الخرف تجاوزت 74 ألف حالة في عام واحد، مما يجعله المسبب الأول للوفاة في البلاد. وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الحالات الجديدة للخرف منذ عام 1990 بنسبة تفوق 140%، وهو ما يضع العالم أمام تحدٍ صحي متصاعد يتطلب الوقاية المبكرة قبل العلاج المتأخر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القلب القلب والدماغ الخرف خطر الخرف تغيرات مبكرة الأصحاء
إقرأ أيضاً:
القهوة وضغط الدم.. متى تصبح خطرًا على صحتك؟
تعد القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، ويعتمد عليها الملايين كمصدر للطاقة والتركيز في بداية اليوم، لكن رغم فوائدها المتعددة، فإن تأثيرها على ضغط الدم يثير الكثير من الجدل العلمي، خصوصًا بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
القهوة وارتفاع ضغط الدم المؤقتتشير الدراسات الحديثة إلى أن شرب القهوة يوميًا قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم لدى بعض الأشخاص، سواء كانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم أو لا.ما الذي يحدث لجسمك عند إضافة الكركم إلى قهوتك الصباحية؟.. فوائد مذهلة
هل يؤثر شرب الحليب بالقهوة على المناعة؟.. دراسة تكشف مفاجأة
ماذا يحدث لكبار السن عند شرب القهوة؟ دراسات تكشف الفوائد والمخاطر
10 تغييرات تحدث للجسم عند تناول القهوة صباحًا
إذ يرتفع الضغط الانقباضي (الرقم العلوي) بمقدار يتراوح بين 3 إلى 14 ملم زئبق، بينما يرتفع الضغط الانبساطي (الرقم السفلي) بمقدار 4 إلى 13 ملم زئبق.
على سبيل المثال، قد تتحول قراءة ضغط الدم النموذجية من 120/80 إلى 134/93 بعد تناول كوب من القهوة.
ويُوصي الأطباء الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم بعدم الإفراط في تناول القهوة، واستشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة حسب حالتهم الصحية.
آلية تأثير القهوة على الجسمووفقًا لموقع «فيري ويل هيلث»، فإن القهوة تُعتبر من المنبهات القوية التي تزيد من نشاط الدماغ والجهاز العصبي، وعند دخول الكافيين إلى مجرى الدم، يتفاعل مع الهرمونات ومستقبلات الدماغ والناقلات العصبية، ما يؤدي إلى تضييق الشرايين والأوردة ورفع ضغط الدم مؤقتًا.
هذا التأثير يظهر عادة خلال 30 دقيقة إلى ساعتين بعد شرب القهوة، وهو ما يجعل بعض الأشخاص يشعرون بنشاط زائد أو زيادة في معدل ضربات القلب عقب تناولها مباشرة.
العوامل التي تحدد تأثير القهوة على ضغط الدميتباين تأثير القهوة من شخص لآخر حسب مجموعة من العوامل، من أبرزها:
العمر: يؤثر الكافيين على الشباب أكثر من كبار السن، وقد أثبتت الدراسات أن المراهقين يُظهرون ارتفاعًا أكبر في ضغط الدم بعد تناول القهوة.
الجنس: الرجال يستقلبون الكافيين أسرع من النساء، ما يعني أن تأثيره لديهم يكون أقصر نسبيًا.
مصدر الكافيين: تحتوي القهوة على نسبة كافيين أعلى من الشاي الأسود أو الأخضر، كما توجد كميات متفاوتة من الكافيين في المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
نوع القهوة وطريقة التحضير: تختلف قوة الكافيين حسب نوع حبوب البن وطريقة تحضيره (مثل الإسبريسو مقابل القهوة المفلترة).
التحمل: بعد حوالي 15 يومًا من شرب القهوة يوميًا، قد يتكيف الجسم مع الكافيين ويبدأ التأثير في التناقص تدريجيًا.
التدخين: النيكوتين يسرّع من عملية الأيض في الجسم، ما يجعل تأثير الكافيين أقوى وأسرع.
الحمل: يجب على النساء الحوامل الحد من تناول الكافيين إلى 200 مل يوميًا، إذ لا يستطيع الجنين استقلاب الكافيين، ما قد يعرض الحمل لمضاعفات.
أمراض القلب: لدى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، قد يكون ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الكافيين أكثر خطورة وأقل أمانًا.
توصي الهيئات الصحية العالمية بتحديد استهلاك الكافيين اليومي للبالغين الأصحاء بحيث لا يتجاوز 400 ملغ يوميًا، أي ما يعادل 3 إلى 4 أكواب من القهوة كحد أقصى.
أما بالنسبة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، فيُنصح بألا يتجاوز استهلاكهم 100 ملغ يوميًا (ما يعادل كوبًا واحدًا من القهوة)، بينما يُحدد للأطفال دون 12 عامًا بنسبة 2.5 ملغ من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن الجسم فقط.
أعراض الإفراط في تناول القهوةالإكثار من شرب القهوة أو تجاوز الحد الموصى به من الكافيين قد يؤدي إلى ظهور عدة أعراض جانبية، أبرزها:
القلق والتوتر العصبيزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدمالصداع المتكررخفقان القلباضطرابات المعدة وعسر الهضمالأرق وصعوبة النومالارتعاش العصبيالغثيان والشعور بعدم الراحةويحذر الأطباء من تجاهل هذه الأعراض، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو اضطرابات الضغط، إذ قد يؤدي الإفراط في تناول القهوة إلى تفاقم حالتهم الصحية.
نصائح للوقاية وتنظيم الاستهلاكيفضل تناول القهوة بعد وجبة الطعام لتقليل امتصاص الكافيين السريع.تجنب شرب القهوة قبل النوم بـ 6 ساعات على الأقل لتفادي اضطرابات النوم.يمكن استبدال بعض أكواب القهوة اليومية بـ القهوة منزوعة الكافيين أو الشاي الأخضر.راقب ضغط دمك بانتظام إذا كنت من عشاق القهوة.استشر طبيبك في حال شعرت بزيادة مفاجئة في ضغط الدم أو ضربات القلب بعد تناولها.