الوجبات السائلة.. هل هي بديل صحي فعلًا أم خطر خفي يهدد الجسم؟
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
تزايد في الآونة الآتية انتشار ما يُعرف باسم "الوجبات السائلة" في الأسواق، وهي منتجات تُقدَّم كخيار عملي وسريع للأشخاص الذين لا يملكون الوقت الكافي لتناول الطعام التقليدي.
وتُروّج هذه البدائل على أنها توفر عناصر غذائية متكاملة وسهلة الهضم، مما يجعلها خيارًا جذابًا للكثيرين ممن يعيشون حياة سريعة الإيقاع، لكن يبقى السؤال مطروحًا: إلى أي مدى تُعد هذه الوجبات صحية فعلًا؟
وجبات مُشبعة تمد الجسم بالطاقةأوضحت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية أن الوجبات السائلة تمتاز بقدرتها العالية على الإشباع، إذ إنها تمد الجسم بجميع العناصر الغذائية الأساسية.
واقرأ أيضًا:
وتشير الهيئة إلى أن هذه الوجبات تحتوي على ما يتراوح بين 400 و515 سعرة حرارية، وهو ما يعادل تقريبًا كمية الطاقة التي توفرها الوجبة الرئيسية المعتادة. لذلك فهي ليست مجرد وجبة خفيفة كما يعتقد البعض، بل بديل حقيقي لوجبة كاملة.
وتضيف الهيئة أن الوجبات السائلة يمكن أن تكون خيارًا صحيًا نسبيًا عندما يكون الشخص في عجلة من أمره، إذ تفوق قيمتها الغذائية كثيرًا الوجبات السريعة التقليدية مثل نقانق الكاري مع البطاطس المقلية والمايونيز، فهي تحتوي على نسب مقبولة من الدهون، إضافة إلى كميات متوازنة من البروتينات والفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم يوميًا، وفق دي بي إيه.
ورغم هذه المزايا، تحذر الهيئة من بعض العيوب الصحية التي قد ترافق تناول الوجبات السائلة باستمرار. فحتى إن لم يُضف إليها سكر بشكل مباشر، فإنها غالبًا تحتوي على كربوهيدرات قصيرة السلسلة تُمتص بسرعة في مجرى الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى سكر الدم.
ويُعد هذا الأمر مشكلة خطيرة خصوصًا للمصابين بداء السكري، إذ يُسبب اضطرابًا في توازن السكر لديهم.
ومع انخفاض مستوى السكر مجددًا بعد فترة قصيرة، يشعر الشخص برغبة قوية في تناول الطعام مجددًا، مما يدفعه إلى تناول كميات أكبر مما يحتاجه الجسم. كما أن بعض هذه المنتجات تحتوي على مادة التحلية "السكرالوز"، التي يُعتقد أنها تُحفّز الشهية وتزيد من الرغبة في الأكل، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل.
غياب المضغ يؤثر على الإحساس بالشبعتُعد عملية مضغ الطعام خطوة حيوية في عملية الهضم، إذ تساعد على إفراز الإنزيمات وتحفيز الإحساس بالشبع لفترة أطول. وبما أن الوجبات السائلة تُغني عن هذه العملية، فإنها قد تقلل من شعور الشخص بالاكتفاء الغذائي، ما يجعله يتناول كميات أكبر من الطعام لاحقًا دون أن يشعر. وتؤكد الهيئة أن هذا السلوك الغذائي قد يُحدث خللًا في إشارات الجوع والشبع داخل الجسم على المدى الطويل.
مخاطر على الكلى من البروتين الزائدجانب آخر مثير للقلق هو احتواء بعض الوجبات السائلة على مستويات عالية من البروتين، وهو ما قد يُمثل خطرًا على الأشخاص المصابين بقصور في وظائف الكلى. فالإفراط في تناول البروتين يؤدي إلى إجهاد الكلى وزيادة العبء عليها أثناء عملية التخلص من الفضلات. لذلك توصي الجهات الصحية بضرورة استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل الاعتماد على هذه الوجبات بشكل منتظم أو طويل الأمد.
في ضوء ما سبق، يمكن القول إن الوجبات السائلة خيار مناسب في حالات الطوارئ أو ضيق الوقت، لكنها لا تصلح لأن تكون بديلًا دائمًا للطعام الطبيعي.
فهي تمد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية في المدى القصير، لكنها تفتقر إلى بعض الجوانب الفسيولوجية والنفسية التي يمنحها تناول الطعام التقليدي، مثل عملية المضغ والشعور بالشبع الطبيعي.
لذلك، يُنصح بالاكتفاء بها كحل مؤقت، وليس كنظام غذائي مستمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوجبات السائلة بدائل الوجبات التغذية السريعة تحتوی على
إقرأ أيضاً:
3 أنواع من الشوربة تعزز المناعة وتقاوم أمراض الشتاء
أكلات الشتاء .. يدعو خبراء التغذية بالمملكة المتحدة إلى العودة إلى الوجبات التقليدية البسيطة الخاصة بهم لمواجهة أمراض الشتاء بدلًا من الاعتماد على المشروبات الدوائية الجاهزة.
ويؤكد الخبير الغذائي البريطاني روبي بوديك أن تناول الحساء بانتظام يمد الجسم بالعناصر الحيوية التي تدعم جهاز المناعة وتعزز الهضم.
ويرى أن الحساء ليس مجرد وجبة مريحة في يوم بارد، بل هو وسيلة فعالة لإمداد الجسم بالبروتينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تساعد على مقاومة الفيروسات الموسمية.
يبرز الحساء كدرع واقٍ من نزلات البرد
تشير دراسات حديثة إلى أن تناول الحساء يمكن أن يسرع التعافي من أمراض الجهاز التنفسي بمعدل يومين ونصف مقارنة بمن لا يتناوله، كما يخفف أعراض الاحتقان والتهاب الحلق والتعب.
ويرجع ذلك إلى احتوائه على مكونات طبيعية مثل الثوم والبصل والزنجبيل الغنية بخصائص مضادة للبكتيريا، إلى جانب فيتامينات A وC التي ترفع مناعة الجسم.
وتؤكد الأبحاث أن تناول الأطعمة الغنية بهذه الفيتامينات أكثر فاعلية من المكملات الصناعية.
حساء الجولاش… دفء مجري ومناعة قوية
يجمع حساء الجولاش بين لحم البقر الغني بالبروتين والثوم الغني بمركب الأليسين، الذي ثبتت فعاليته في تنشيط الخلايا المناعية.
وتعود أصول هذا الطبق إلى الرعاة المجريين في القرن التاسع، وتطورت مكوناته لتصبح وجبة مثالية لمقاومة أمراض الشتاء.
ويساعد الزبادي اليوناني على تعزيز الميكروبيوم المعوي، وهو ما ينعكس إيجابًا على قوة جهاز المناعة.
حساء الطماطم… وصفة تقليدية بمفعول علمي
يمنح حساء الطماطم المنزلي الجسم جرعة عالية من فيتامين C الذي يعزز الدفاعات المناعية.
ويحذر الخبراء من تناول الأنواع المعلبة بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر، وينصحون بتحضيره في المنزل باستخدام طماطم طازجة وفاصوليا بيضاء لإضافة البروتين.
كما يمكن للنباتيين استبدال الكريمة بحليب جوز الهند لتخفيف الدهون دون فقدان النكهة.
حساء القرنبيط واليانسون… وجبة خفيفة ترفع المناعة
يجمع هذا الحساء بين القرنبيط الغني بفيتامينات C وK، واليانسون الغني بمضادات الأكسدة، إضافة إلى الجوز الذي يوفر أحماض أوميجا 3 المفيدة للقلب والمخ.
ويؤكد بوديك أن الالتهاب ليس دائمًا أمرًا سلبيًا، بل يمثل جزءًا من عملية الشفاء، وأن هذا المزيج الغذائي يساعد الجسم على تنظيم تلك الاستجابة بشكل صحي.
يثبت العلم الحديث أن الحساء ليس مجرد طعام تقليدي بل علاج طبيعي يعزز المناعة ويقوي الجسم ضد فيروسات الشتاء. ومن خلال اعتماد وصفات بسيطة مثل الجولاش والطماطم والقرنبيط المشوي، يمكن لأي شخص أن يحافظ على صحته بوسائل منزلية رخيصة وفعالة دون اللجوء إلى الأدوية الكيميائية.