فلسطين: الاحتلال الإسرائيلي يستبيح القدس بالاستيطان و«الأقصى» بالاقتحامات
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
قال وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي، اليوم الثلاثاء، إن الاحتلال الإسرائيلي يستبيح مدينة القدس بالاستيطان والمسجد الأقصى بالاقتحامات الهادفة لفرض وقائع جديدة بالمسجد.
وأضاف، لدى استقباله في مكتبه بوزارة شؤون القدس السفير الكندي لدى فلسطين ديفيد دا سيلفا، والممثلة الخاصة الجديدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي السيدة سارة بول، أن الاستيطان في المدينة المحتلة وصل الى مستويات غير مسبوقة، تارة تحت إدعاء التحالفات الحزبية بحكومة الاحتلال، وتارة أخرى كدعاية لانتخابات بلدية الاحتلال المقررة الشهر المقبل.
وذكر في هذا السياق إنه منذ بداية العام الجاري دفعت الحكومة الإسرائيلية بمخططات لبناء أكثر من 18 ألف وحدة استيطانية في جميع أنحاء القدس، بما فيها خطط إقامة 5 مستوطنات جديدة بالمدينة.
وأشار الهدمي الى مُخطط إقامة مستوطنة "كدمات تسيون" لتضم 384 وحدة استيطانية على أراضي أبو ديس ورأس العامود، ومخطط إقامة 3500 وحدة استيطانية ضمن مستوطنة جديدة تسمى "جبل تلبيوت الجديد" جنوبي المدينة، ومستوطنة "القناة السفلية" التي يخطط أن تضم 1465 وحدة استيطانية على أراضي صور باهر، ومستوطنة يخطط أن تضم 450 وحدة استيطانية على أراضي قرية ام ليسون، إضافة الى مستوطنة "جفعات شاكيد" التي يخطط أن تضم 695 وحدة استيطانية على أراضي شرفات وبيت صفافا.
وقال الهدمي "بموازاة ذلك، فإن الاحتلال أقر أو في صدد إقرار عشرات المخططات لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنات "غيلو" و"هار حوماه" و"بسغات زئيف" و"راموت" و"التلة الفرنسية" و"جفعات هاماتوس" و"نوف تسيون" إضافة الى دفع مخطط "E1" الاستيطاني.
وأضاف الهدمي أن هذه المخططات الاستيطانية تهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وترسيخ ما يسمى بالقدس الكبرى في ضربة قاتلة لحل الدولتين.
وذكر وزير شؤون القدس إنه منذ بداية العام الجاري تم هدم أكثر من 271 مبنى بمحافظة القدس من بينها أكثر من 165 من قبل بلدية الاحتلال الإسرائيلي، فيما يتهدد الهدم آلاف المنازل.
وأشار الهدمي إلى أن التوسعات الاستيطانية على الأرض تتزامن مع إقرار حكومة الاحتلال مئات ملايين الدولارات لأسرلة التعليم في القدس من خلال فرض المنهاج التعليمي الإسرائيلي والمنهاج المحرف وترويج اللغة العبرية، بخاصة في صفوف قطاع الشباب بالمدينة.
وقال "تستخدم سلطات الاحتلال الأعياد اليهودية كوسيلة لفرض التقسيم الزماني والمكاني بالمسجد الأقصى من خلال سلسلة من الانتهاكات المترافقة مع الاقتحامات الاستيطانية للمسجد التي وصلت الى مستويات غير مسبوقة".
وأدان الهدمي في هذا السياق بشدة، إقدام جماعات استيطانية على اقتحام مقبرة باب الرحمة والاعتداء على حرمتها من خلال الرقص البربري على القبور في استفزاز عنصري وبغيض لمشاعر المسلمين، لافتا الى تصاعد الاعتقالات وقرارات الابعاد والحبس المنزلي والاعتقال الإداري ومنع جميع الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية".
وأكد الهدمي على أن مجمل هذه التطورات الخطيرة تستدعي من المجتمع الدولي، كدول ومؤسسات، التحرك سياسيا لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية وأيضا تقديم المساعدات العاجلة للمقدسيين لتثبيتهم على أرضهم.
اقرأ أيضاًمحطة تاريخية لتطوير العلاقات.. فلسطين تُرحب بزيارة السفير السعودي
الرئاسة الفلسطينية: جرائم الاحتلال لن تثنينا عن مواصلة نضالنا المشروع
قوات الاحتلال الإسرائيلي تنشر 5 آلاف عسكري وتفرض إغلاقا شاملا في فلسطين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية قوات الاحتلال الاحتلال الاسرائيلي الشعب الفلسطيني الحكومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
كيف حوّلت منظمات استيطانية ومحاكم إسرائيلية حيّاً فلسطينياً في القدس إلى هدف للإخلاء؟
بحسب الغارديان، فإن حيّ بطن الهوى، الواقع على بُعد أقل من ميل جنوب البلدة القديمة، يُستهدف منذ سنوات من قبل منظّمات يمينية إسرائيلية، أبرزها "عَتِرِت كوهانِيم"، التي تصف نفسها بأنها "الرائدة في استرداد الأراضي الحضرية بالقدس".
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقريرلها أن نحو 175 فلسطينياً في حيّ بطن الهوى بالقدس الشرقية يواجهون خطر التهجير الوشيك، في ما قد يشكّل "أكبر عملية طرد منسّقة لحيّ فلسطيني منذ احتلال القدس عام 1967" وفق الصحيفة.
ويعيش عشرات السكان، بينهم أطفال وذوو إعاقات، على حافة التهجير الوشيك، وسط تنسيق بين منظمات استيطانية ومحاكم إسرائيلية.
في قلب هذه الأزمة، يقف زهير رجبّي (55 عاماً)، الذي نقلت عنه الغارديان قوله من شرفته المطلة على قبة الأقصى: "نعم، لقد خسرتُ. لقد هُزِمتُ. أنا لا أنتظر فقط أن يُؤخذ منزلي، بل أن يُؤخذ كل منزل هنا".
رجبّي، الذي أمضى أكثر من عقدين في مواجهة قانونية لحماية بيته، يعيش مع عائلته — التي تضم إخوته وأمّه وعشرات الأطفال، بينهم اثنان يعانيان من إعاقات شديدة — في منزل من أربع طبقات شيّده جدّه على أرض اشتراها عام 1965.
وبحسب التقرير، فإن طلبه الأخير لتقديم استئناف نهائي أمام المحاكم الإسرائيلية يكاد يكون مصيره الرفض، كما يتوقع جميع سكان الحي، ما يعني أن 52 فرداً من عائلته سيُجبرون على مغادرة منازلهم خلال أسابيع.
آلية التهجير: منظّمات يمينية، محاكم إسرائيلية، وتاريخ مُوظّف
وبحسب الصحيفة، فإن حيّ بطن الهوى، الواقع على بُعد أقل من ميل جنوب البلدة القديمة، يُستهدف منذ سنوات من قبل منظّمات يمينية إسرائيلية، أبرزها "عَتِرِت كوهانِيم"، التي تصف نفسها بأنها "الرائدة في استرداد الأراضي الحضرية بالقدس".
وتستند هذه المنظّمة — وفق ما رصدته الغارديان — إلى حُجّة تقول إن الحيّ بُنِيَ على أرض وقفٍ خيري أنشأه يهود يمنيون في أواخر القرن التاسع عشر، وأُجلي سكانه في ثلاثينيات القرن الماضي. وبعد إعادة تنشيط الوقف قبل نحو عقدين، نجح محاموه في إقناع المحاكم الإسرائيلية بأن ملكيته السابقة تتفوّق على أي ملكيات لاحقة، مستفيدين من قانون إسرائيلي صادر عام 1970.
وأشار التقرير إلى أن الوقف حصل على ملكية بعض المباني عبر صفقات مع مالكيها، في ظروف لا تزال غامضة وموضع جدل.
وقال دانيال لوريا، المتحدث باسم "عترِت كوهانِيم"، في تصريحات نقلتها الغارديان: "نحن لسنا الوقف، لكننا ننسّق معه"، موضحاً أن منظمته أسكنَت نحو 40 عائلة يهودية في الحي.
Related مسيرة إسرائيلية استفزازية تجوب أحياء البلدة القديمة في ذكرى احتلال القدس الشرقيةالقدس على موعد مع تحرك للحريديم.. الحاخامات يلوّحون بإسقاط الحكومة الإسرائيليةالمجلس الوطني الفلسطيني: تغيير اسم مكتب الشؤون الفلسطينية في سفارة واشنطن بالقدس خطوة "خطيرة" الحرب على غزة: غطاء لتسريع الإخلاءاتلفت رجبّي، إلى أن الحرب في قطاع غزة شكّلت "عاملاً كبيراً" في تسريع عمليات الإخلاء: "لو لم تكن هناك حرب، لربما شهدتَ عملية إخلاء واحدة كل عشر سنوات، بدلاً من خمس عمليات خلال 15 شهراً. الحرب خلقت جواً يسمح بتمرير هذه الإجراءات… وجوّاً من الكراهية".
وأشارت الغارديان إلى أن هذه الديناميكيات تجري في ظلّ حكومة إسرائيلية "الأكثر يمينيةً في تاريخ البلاد"، تضمّ وزراء مناهضين لوجود الفلسطينيين في القدس، ومتعهّدين بتوسيع المستوطنات.
ورغم قساوة الوضع، تحاول داهرين، ابنة رجبّي البالغة 15 عاماً، التشبّت بذكرياتها. وقالت للصحيفة: "كلّ حجرٍ هنا ذكرى لي. أنا قلقةٌ جداً من أن نتفرّق كعائلة، وأن أبتعد عن أصدقائي. لكنّي سآخذ قطّتي معي مهما حدث".
وأكّدت الغارديان أن العائلة لا تملك خطة بديلة واضحة، إذ سيكون من الصعب العثور على مسكنٍ يسع والديها وأبناءها الأربعة — ثلاثة منهم مراهقون — في القدس.
تحذير حقوقي: "تهجير منسّق" على الأبوابوتؤكد الصحيفة أن رجبّي وعائلته ينتمون إلى مجموعة تضم 34 عائلة فلسطينية — نحو 175 شخصاً — يواجهون "تشريداً وشيكاً واستيلاءً منسّقاً من قبل مستوطنين على منازلهم"، وفق ما صرّحت به منظمة "إير عميم"، وهي منظمة غير حكومية مقرّها القدس.
ووصفت آيمي كوهين، المتحدّثة باسم المنظمة، الوضع بأنه قد يؤدي إلى "أكبر عملية طرد ومنسّقة بين الدولة والمستوطنين لحيٍّ فلسطيني في القدس الشرقية المحتلّة منذ 1967".
في المقابل، وصف لوريا — في تصريحات أوردتها الغارديان— مقاومة السكان بأنها "مثل معركة كاستر الأخيرة"، معتبراً إياهم "محتلّين غير شرعيين".
لكن رجبّي، في كلمته الأخيرة للصحيفة، أصرّ على أن وجود عائلته في بطن الهوى ليس احتلالاً، بل جذوراً: "نحن هنا منذ عقود. والآن، يريدون محو ذكرياتنا مع كلّ حجر".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة