قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن المفاوضين الفلسطينيين لا يزالون متشككين في احتمالية التوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من الإشارات الإيجابية ظاهريًا حول ذلك الاتفاق.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فلسطيني (طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام) قوله: "لا أتوقع أن يحدث هذا (اتفاق التطبيع) في أي وقت قريب".

العوائق لا تزال كثيرة

وأردف: "إن حقيقة أن السعوديين يتحدثون عن الملف الفلسطيني على أنه أسهل في التعامل معه من الملف النووي تظهر حجم العمل الذي يجب القيام به".

ووفقا لمصدرين مطلعين قال مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، في اجتماعات في العاصمة الأردنية عمان الشهر الماضي إن تقدير الوكالة هو أن التطبيع بين إسرائيل والمملكة سيستغرق بضع سنوات على الأقل.

اقرأ أيضاً

القيادة الأمنية في إسرائيل تحذر من اتفاق تطبيع محتمل مع السعودية.. لماذا؟

وتسعى الرياض إلى إبرام اتفاق دفاعي رسمي مع الولايات المتحدة ومساعدة واشنطن في تطوير برنامج نووي مدني مقابل الاعتراف بإسرائيل.

بالنسبة لتل أبيب، فإن التطبيع مع المملكة السعودية ــ مرساة الإسلام السني وموطن أقدس موقعين للدين ــ من شأنه من الناحية النظرية أن يمهد الطريق لقبول الدولة اليهودية في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

تطبيع السعودية و"اتفاقيات أبراهام"

ومنذ عام 2020، وفي اتفاقيات توسطت فيها إدارة دونالد ترامب، وافقت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف المشتركة بشأن إيران.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن "اتفاقات أبراهام"، كما تُعرف، تقوض بشدة احتمالات السلام وحل الدولتين.

اقرأ أيضاً

التفاصيل تشكل تحديا.. بلينكن: تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية غير مضمون

لكن، حتى الآن، تلتزم المملكة العربية السعودية بمبادرة السلام العربية، وهي اقتراح تقدمت به الجامعة العربية منذ عقدين من الزمن ويتعهد بعدم الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل دون تسوية عادلة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

دور فلسطيني نشط بشروط

وعلى عكس الجولات الأولى من محادثات اتفاق إبراهيم، التي لم يكن هناك مشاركة فلسطينية فيها، قالت السلطة الفلسطينية إنها مستعدة هذه المرة للعب دور نشط في المفاوضات.

وأضاف المصدر "لقد قطع السعوديون الكثير من التمويل عن الفلسطينيين في العام 2021 وهم الآن يستخدمون هذه الأموال كأداة للمساومة. إنهم يقولون للفلسطينيين: إذا كنت تريد استعادة التمويل، فسيتعين عليك أن تتماشى معنا، ولا يمكنك قول أي شيء يتعارض معنا وضد عملية التطبيع".

وترى الصحيفة أنه على الرغم من التصريحات المتحمسة للمسؤولين الإسرائيليين التي تقدر إمكانية إقامة العلاقات بحلول الربع الأول من عام 2024، ورغبة جو بايدن في تحقيق إنجاز كبير في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الأمريكية في العام المقبل، لا يبدو أن الرياض في عجلة من أمرها لوضع اللمسات الأخيرة على أي اتفاق. ومن الممكن أن ترغب المملكة في الانتظار حتى العودة المحتملة لترامب – الذي دعم الأمير محمد في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي - إلى منصبه.

اقرأ أيضاً

إسرائيل تتوقع التوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية خلال الربع الأول من 2024

عقبات أخرى

ولا تزال هناك العديد من العقبات الرئيسية الأخرى. إن أي تنازلات للفلسطينيين ستكون غير مستساغة على الإطلاق بالنسبة لشركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين تعهدوا بضم الضفة الغربية بأكملها.

ومن المرجح أيضا، أن تكون التحركات لتعميق العلاقات الأمريكية مع المملكة العربية السعودية وسجلها الشائك في مجال حقوق الإنسان أمرًا صعبًا بالنسبة لبايدن في الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، كما تقول "الجارديان".

المصدر | بيثان ماكيرنان / الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تطبيع السعودية الاتفاق السعودي الإسرائيلي فلسطينيون القضية الفلسطينية اتفاق تطبیع

إقرأ أيضاً:

العهد للقدس.. مؤتمر بإسطنبول يجدد إدانة الإبادة ورفض التطبيع

انطلقت في مدينة إسطنبول، اليوم السبت، أعمال مؤتمر "العهد للقدس"، بهدف تجديد موقف الإجماع الشعبي العربي والإسلامي والعالمي المتمثل في إدانة الإبادة الإسرائيلية في غزة وتجريمها، وتفعيل جهود ملاحقة مرتكبيها، ورفض التطبيع العربي والإسلامي بكل أشكاله، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى استعادة كامل حقوقه، وفي القلب منها استعادة القدس بهويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

ويأتي المؤتمر بدعوة من مؤسسة القدس الدولية وشراكة مع عدد من المؤسسات الشعبية والأهلية العربية والإسلامية، من بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمنتدى العالمي للوسطية، ورابطة "برلمانيون من أجل القدس"، ومنتدى مسلمي أوروبا، وهيئة علماء فلسطين، وجمعية البركة الجزائرية، والائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين.

وتستمر أعمال المؤتمر على مدى يومين بمشاركة أكثر من 300 شخصية من أكثر من 30 دولة، وذلك تحت شعار "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة".

وتتصدر أعمال المؤتمر جلسات تحمل عناوين "القدس: إرادة في مواجهة التصفية"، و"الضفة: إرادة وصمود في مواجهة التهجير"، و"الأقصى: إرادة في مواجهة التهويد".

إضافة إلى جلسات حول "إرادة في مواجهة الأسر والتذويب"، و"إرادة في مواجهة التطبيع والإخضاع"، وصولا إلى الجلسة الجامعة بعنوان "إرادة الأمة في وجه التصفية"، التي تسعى إلى بلورة رؤية مشتركة لآليات التحرك الشعبي والمؤسسي في المرحلة المقبلة.

مشعل دعا إلى جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي (وكالة الأناضول)رفض التطبيع

في الكلمات الافتتاحية للمؤتمر، شدد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر حميد الأحمر على أن اللقاء يشكل تجسيدا لإرادة الأمة وأحرار العالم في رفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن المؤتمر ينعقد في لحظة حرب إبادة على غزة وحرب تصفية لهوية القدس وتهجير في الضفة الغربية المحتلة، ومحاولة سحق لقضية فلسطين في أراضي 48 واللاجئين والأسرى، وداعيا لأن تتحول جلساته ووثائقه ومبادراته إلى محطة مؤثرة باتجاه كسر حرب الإبادة وتجديد العهد للقدس وفلسطين.

إعلان

ومن جانبه، اعتبر رئيس المؤتمر العربي العام خالد السفياني أن المقاومة وفلسطين كلها باتت عنوانا جامعا للعرب والمسلمين وأحرار العالم في مواجهة ثلاثية الخطر: عدوانية المشروع الصهيوني، وتواطؤ المنظومة الغربية، وتخلي أنظمة عربية وإسلامية اختارت التطبيع، مقابل شعب فلسطيني أدهش العالم بصموده وأطلق أكبر موجة تعاطف شعبي مع فلسطين في التاريخ المعاصر.

وعبر اتصال مرئي، اعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل أن شعار المؤتمر يعبر بدقة عن اللحظة التاريخية الراهنة، محذرا من مشروع شامل لإعادة هندسة غزة جغرافيا وديمغرافيا وأمنيا، وضرب سلاح المقاومة وفرض الوصاية على القرار الفلسطيني واستكمال تهويد القدس وضم الضفة واستهداف الأسرى والمنطقة برمتها تحت عنوان "إسرائيل الكبرى".

ودعا مشعل إلى خطوات إستراتيجية من بينها:

جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي. تسخير الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها. رفض كل أشكال الوصاية والانتداب. حماية سلاح المقاومة. إنقاذ الضفة والداخل الفلسطيني (48) من الاستيطان والتهجير. تحرير الأسرى. بناء وحدة وطنية حقيقية. اعتماد إستراتيجية عربية وإسلامية في مواجهة التطبيع والهيمنة. ملاحقة الكيان أمام المحافل الدولية. بناء تحالف عالمي مناصر لفلسطين على غرار تجربة إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

أما نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد الحسن ولد الددو، فشدد على أن المجتمعين أنفسهم جزء من المقاومة ما داموا يقفون في وجه حرب الإبادة ويمثلون أحرار العالم بمختلف أديانهم وطوائفهم.

ودعا الددو المشاركين في المؤتمر إلى تحمل المسؤولية ونقل روح المؤتمر إلى شعوبهم، مؤكدا أن التاريخ سيخلد من وقف مع القضية ويلفظ من خذلها.

وختم الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية محمد سليم العوا بالتأكيد على أن الهدف الأعلى هو تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر.

الباحث إبراهيم أكد أن أكبر تحد يواجه المؤتمر هو القدرة على تطبيق مخرجاته وتجاوز الطابع الاحتفالي (الجزيرة)ثلاث محطات

عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر والباحث في الشأن المقدسي علي إبراهيم أكد أن التحدي الأكبر أمام منظمي هذه الفعاليات يكمن دائما في القدرة على إنتاج خطط عملية تتجاوز الطابع الاحتفالي أو البيانات الختامية. ومع ذلك، يوضح أن مؤتمر هذا العام يتميز بتركيبته التي تجمع 3 محطات محورية تشكل في مجموعها إطارا مختلفا وأكثر تأثيرا.

ويشرح إبراهيم للجزيرة نت، أن المحطة الأولى تتمثل في حفل الافتتاح، الذي وصفه بـ"القوي" نظرا لمشاركة شخصيات سياسية ورموز دينية وفكرية ذات ثقل، قدمت مواقف واضحة خلال كلماتها، إلى جانب رسائل من قوى المقاومة وشخصيات دولية متضامنة، ما منح الجلسة الافتتاحية وزنا سياسيا ومعنويا لافتا.

أما المحطة الثانية، فهي البرنامج المعرفي التخصصي الذي يقدمه المؤتمر عبر سلسلة جلسات معمقة تناقش قضايا مرتبطة مباشرة بعنوان المؤتمر، مثل مواجهة الإبادة والتصفية، وسياسات السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس، إضافة إلى الاعتداءات المتصاعدة على المسجد الأقصى.

إعلان

ويشير إلى أن هذه الجلسات يحضرها علماء واختصاصيون من طراز رفيع، ما يمنحها بعدا فكريا ومهنيا مهما.

وتأتي المحطة الثالثة في صورة مخرجات نوعية ستصدر عن المؤتمر لتشكل إطار عمل مشتركا تتبناه المؤسسة وشركاؤها بعد ختام المؤتمر.

وفيما يتعلق بآليات تحويل هذه المخرجات إلى أدوات ضغط شعبية ومؤسسية فعالة، خصوصا في ظل تنامي التطبيع الرسمي وضعف الإرادة الدولية في محاسبة الاحتلال، يؤكد إبراهيم أن المرحلة المقبلة ستشهد متابعة منظمة للمبادرات والوثائق التي سيطلقها المؤتمر.

ويضيف أن التنفيذ سيتم عبر أطر عمل فاعلة تشمل التعاون مع نشطاء دوليين وخبراء قانونيين في دول متعددة لدفع مسارات تجريم الاحتلال في الساحات القانونية الدولية.

وفي المقابل، سيتواصل العمل مع جهات عربية وإسلامية لتعزيز حملات مناهضة التطبيع وتجريم أي مساع لإعادة تأهيل العلاقة مع الاحتلال، خصوصا بعد ما كشفته الحرب من حجم الإبادة والتغول الصهيوني، وفقا لإبراهيم.

جانب من مشاركة علماء وشخصيات ورموز من دول عدة في مؤتمر العهد للقدس (الجزيرة)مخرجات متوقعة

ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر -وفق منظميه- بعدد من النتائج والمبادرات، من أهمها "عهد تجريم الإبادة وملاحقة مرتكبيها" الذي يستهدف تفعيل الأدوار الشعبية في مواصلة العمل حتى الوقف النهائي للإبادة في غزة، وتفعيل دور المؤسسات والهيئات الموقعة عليه في ملاحقة الاحتلال الصهيوني وقادته السياسيين والعسكريين وقادة الدول والكيانات المتواطئة معهم في هذه الجرائم.

كما تشمل النتائج المرتقبة وثيقة "عهد مناهضة التطبيع حتى إسقاطه"، وهي وثيقة شعبية تجدد تأكيد الموقف الشامل الرافض للتطبيع بكافة صوره.

ومن المتوقع أن تتوج أعمال المؤتمر بإعلان "وثيقة العهد للقدس" يوم غد الأحد في الذكرى الـ94 لانعقاد أول مؤتمر عربي وإسلامي جامع لنصرة القدس في 7 ديسمبر/كانون الأول 1931، وأسوة بالوثائق التي أصدرتها المؤتمرات السابقة، وآخرها إعلان إسطنبول لنصرة القدس عام 2007.

مقالات مشابهة

  • برعاية أميركية.. اجتماع إسرائيلي قطري في نيويورك لإصلاح العلاقات
  • أكسيوس: اجتماع إسرائيلي قطري في نيويورك لإصلاح العلاقات
  • السعودية تحدد شرطا جديدا لسفر مواطنيها إلى دول الخليج العربية
  • «طلاب عسير» يحققون مراكز متقدمة في اللغة العربية والمهارات الأدبية والفنون على مستوى المملكة
  • العهد للقدس.. مؤتمر بإسطنبول يجدد إدانة الإبادة ورفض التطبيع
  • كروز السعودية تحتفي بالزيارة الأولى لـ”سيليستيال ديسكفري” وتؤكد جاهزية منظومة السياحة البحرية في المملكة
  • عاجل: اللواء محمد القحطاني يؤكد رفض السعودية تواجد أي قوات قادمة من خارج حضرموت ويطالب بتسليم المواقع لقوات درع الوطن.. تفاصيل لقاء سعودي حضرمي بالمكلا
  • اتفاق سعودي ـ إماراتي لتفكيك القوات الحكومية في المهرة وتسليم العاصمة لـ قوات “درع الوطن”
  • الشعور بحبّ الوطن يحتاج إلى الغذاء أيضاً
  • إعلام إسرائيلي: ترامب سيعلن خلال أسبوعين عن البدء بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة