الودائع وحبال الهواء ورسالة من خبير إلى منصوري: بين أيدكم خريطة طريق الإنقاذ
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
منذ اندلاع الأزمة قبل أربع سنوات في تشرين 2019، يتردّد سؤال لعّله الأهم بالنسبة للغالبية العظمى من اللبنانيين: هل تبخّرت ودائعنا أم ستعود مع حصول انفراج اقتصادي؟
سمع اللبنانيون الكثير من العبارات المتعلّقة بمدّخراتهم، والفاقعة في تناقضها، كقدسيّة الودائع أو شطبها. وقُدّمت مشاريع واقتراحات قوانين إلى المجلس النيابي، كما صدرت أحكامٌ قضائيّة في الداخل والخارج، ألزمت المصارف برد الودائع بالعملة الأجنبية إلى أصحابها، ونشأت جمعيات باسم "الحفاظ على حقوق المودعين" وراحت تتكاثر، لكن فعليّا لا زالت الأموال محتجزة، باستثناء ما أعادته بعض المصارف من دولارات إلى أصحابها، بقوّة السلاح، من خلال عمليات اقتحام فروع مصرفيّة.
منذ بدء الأزمة، تبادلت الأطراف المعنيّة رمي المسؤوليات. ربما آخر ما قاله حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة بشأن الودائع، كان أثناء مثوله في أيار الماضي، أمام المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان، حيث ردّد عبارته الشهيرة "الليرة بخير، والودائع موجودة في المصارف". قد يصحّ التشبيه هنا بعبارة لا تقّل شهرة عائدة لمحمد سعيد الصحّاف وزير الإعلام العراقي، أبّان حكم صدام حسين، حيث راح يكرر مفردات الصمود أمام غزو الأميركيين، حتّى آخر لحظة من ليلة سقوط بغداد "العلوج الأمريكان يروّجون الأكاذيب، بغداد لن تسقط أبدًا".
مع خروج سلامة من الحاكميّة، وتولّي نائبه الأول وسيم منصوري المهمّة، عاد السؤال حول مصير الودائع يُطرح بقوة، معزّزًا بالأمل هذه المرّة، خصوصًا أنّ الأخير أوحى باتباع سياسة مغايرة لسلامة، قائمة على الشفافيّة، وقد نشر بالفعل أرقام الموجودات الخارجية للبنك المركزي ومطلوباته. منصوري تناول مسألة الودائع بتصريحين، الأول في حديث إعلامي على هامش زيارته الرياض قال فيه "أنّ إعادة الأموال للمودعين ليست مستحيلة" والثاني خلال اللقاء الذي عُقد مؤخّرًا في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، حيث ربط بين إعادة المدخرات وهيكلة القطاع المصرفي "الدولة لن تستطيع إعادة أموال المودعين قبل هيكلة المصارف".
رحّل منصوري الحلول بما فيها الموقتة، إلى حين صدور تشريعات، لا أحد يعلم متى يحين زمانها. فهل فعلًا مصرف لبنان عاجز عن أيّ حلول في الفترة الفاصلة عن التوصل إلى تسوية سياسية؟
رغم استفحال الأزمة السياسية والنقدية، يطرح خبير المخاطر المصرفيّة الدكتور محمد فحيلي في حديث لـ "لبنان 24" خريطة طريق، دون انتظار الرئاسة والقوانين الإصلاحية، يمكن البدء بتطبيقها على الفور"من شأنها أن تطلق عجلة إعادة الثقة إلى القطاع المصرفي".
مسؤولية مصرف لبنان
لم يُوفّق منصوري في مقاربة مسألة الودائع، ذهب باتجاه التركيز على إعادتها، بينما المطلوب إعادة الثقة بين المودعين والمصارف، يقول فحيلي، مبديًا تحفّظه على استخدام منصوري لبعض المفردات، منها استرداد الودائع "فالمكان الطبيعي للودائع هو في المصارف، وليس في خزائن المنازل، بما يمكّن المواطن من الإدخّار، ويمنح القطاع المصرفي القدرة على القيام بوظيفة ضخّ حياة في الإقتصاد. أمّا تخزين فائض السيولة في الخزنات الحديديّة في المنازل، كما هو الحال اليوم، فيتسبّب بجزء كبير من الإختناق الإقتصادي".
"نواجه اليوم أزمة سيولة بالدرجة الأولى، وجزء كبير من الحلول هي بمتناول مصرف لبنان، يمكن له أن يباشر بتنفيذها، وليس هناك من حاجة لتشريعات، خصوصًا أنّ منصوري بصفته النائب الأول للحاكم تولّى مهامه ضمن قانون النقد والتسليف، الذي يمنحه صلاحيات كاملة تمامًا كصلاحيات الحاكم، ومن الضروري أن يتصرّف بها "يلفت فحيلي، معتبرًا أنّ منصوري لا يذهب باتجاه الممكن، وينتظر الحلول دفعة واحدة. أمّا إعادة هيكلة القطاع المصرفي، وفق ما يطرحه منصوري فيتطلب رأسمال من الصعب توافره، ولا يفيد بظل انعدام الثقة، لذا تكمن الخطوة الأولى باطلاق عجلة الثقة بالمصارف قبل الحديث عن أيّ أمر آخر."
تنفيذ التعميم 154 وإخراج المصارف غير الملتزمة من السوق
عما يمكن للمركزي أن يفعله في الوقت الراهن، يرى فحيلي وجوب الإنطلاق من تطبيق التعاميم التي أصدرها سلامة خلال الأزمة، بوجود منصوري وزملائه في المجلس المركزي. أهمها التعميم 154 الصادر في آب 2020 ،لما يتيح تطبيقه من توفر سيولة بمتناول المصارف التجارية. أهم أحكامه الطلب من المصارف الذهاب باتجاه كبار المساهمين، وإعادة ما يقارب الـ 30% من الأموال التي حوّلها هؤلاء للخارج، والطلب من المستوردين ردّ ما يقارب 15الـ % من الأموال المحوّلة للخارج، وهذا يعني أنّ المركزي يملك معطيات مفادها أن هؤلاء نفخوا فاتورة الإستيراد بقصد تهريب الأموال. كما يطلب التعميم من المصارف تكوين سيولة لدى المصارف المراسلة بنسبة 3% من مجمل الودائع بالعملات الأجنبية. من هنا يرى فحيلي وجوب الطلب إلى هيئة الرقابة على المصارف تنفيذ التعاميم، بعد الطلب من المصارف تقييم حجم السيولة لديها، والمصرف الذي لا يمتثل يتم وضع اليد عليه. لكن استغرب كيف أن منصوري لم يتطرق إلى لجنة الرقابة على المصارف، علمًا أن دورها أساسي بتصنيف المصارف بين قادر ومتعثر".
تطبيق التعميم يوفّر سيولة، ويحفّز العمل المصرفي، ويمكّن المصارف من تمويل فاتورة الإستهلاك لدى المودعين، وفق فحيلي "أعتقد أنّه ممر إلزامي ومجدي باتجاه استعادة الثقة، من شأنه أن يطمئن المودع شيئا فشيئًا، ويمكن أن يجعله ينقل أمواله من الخزائن داخل منزله إلى المصارف".
إعادة الإحتياطي إلى المودع
من ضمن صلاحيات مصرف لبنان لجهة تأمين سيولة للودائع هو الإحتياطي الإلزامي، يلفت فحيلي "وإذا إتخذ مصرف لبنان قرارًا بإلغاء التوظيفات الإلزامية البالغة 14% وإعادتها الى المصارف، يجب أن تكون مشروطة بتوافر 14% من كل وديعة بالدولار المحلي لصاحب الوديعة".
جذب المودعين للتعميم 165
بالتوازي يجب أن يشجّع مصرف لبنان على الامتتال لأحكام التعميم 165، ويطمئن الناس ويدفعهم لفتح حسابات، ويدفع المؤسسات التجارية لإعادة توطين رواتب موظفيها "عندما نعطي حياة للمصارف التجارية القادرة على الإستمرار بخدمة الإقتصاد، تستطيع جني أرباح. في هذه الحالة يفرض مصرف لبنان أن يذهب جزء من الأرباح باتجاه الخسارة الناتجة عن توظيفاتهم الإئتمانيّة قبل الـ 2019. وكلما تمكّنت المصارف من إمتصاص الخسارة، كلما زادت حظوظ المودعين بالإطمئنان على مدّخراتهم".
مسؤولية المصارف: تمويل حاجات المودعين وفق الأولويات
مسؤولية الإنهيار المالي تقع على ثلاثية الدولة ومصرف لبنان والمصارف، وفي الفترة الفاصلة عن وضع خطة للتعافي، وتوزيع الخسائر بين الإطراف الثلاثة "تقع على عاتق المصارف مهمة اللجوء إلى التواصل الإيجابي مع مودعيها وزبائنها" وفق فحيلي، بحيث يعمد كل مصرف على حدى لتصنيف زبائنه، وفق الداتا التي يملكها، بمعنى أنّ حاجة المتقاعد الذي لا يملك مصدر دخل آخر تختلف عن حاجة المودع الذي لديه وظيفة. بعد التصنيف، يعمل المصرف على تمويل حاجة هؤلاء من الإستهلاك والطبابة والدراسة وغيرها، وفق قدراته.
يطول شرح فحيلي عن الأخطاء التي ارتُكبت، وكان بالإمكان تفاديها، منها تسديد القروض على الـ 1500 ليرة، وعدم لجم شهية المصارف في استقطاب الودائع قبل تشرين 2019، وغيرها الكثير من مسؤولية السلطة في الهدر والإنفاق من دون موازنات موزونة. ولأنّ الواقعة حدثت يقول لمنصوري "التشريعات التي تنتظرها تفيد النمو، ولكن الأولوية اليوم للإنقاذ، ثم الانعاش وبعده يأتي النمو، فلنبدأ بالإنقاذ عبر ترميم الثقة بالنظام المصرفي، من خلال تطبيق أحكام التعاميم".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القطاع المصرفی مصرف لبنان
إقرأ أيضاً:
قانون إصلاح المصارف مع وقف التنفيذ: تشويه صيغة مشروع حكومة ميقاتي وتحاصص سياسي وطائفي
مشروع قانون إصلاح المصارف الذي أقرّ اليوم في المجلس النيابي في الجلسة المسائيّة، بـ 57 صوتًا مقابل تصويت سبعة نواب ضده وامتناع 14 نائبًا، يعود إلى الحكومة السابقة، حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي وضعته وناقشته على مدى جلسات عدّة، وكان مشروع قانون أشمل غير منقوص على عكس المشروع الحالي، بحيث ضمنته الحكومة السابقة إعادة الهيكلة وتحديد مصير الودائع أو التوازن المالي، وشكّل أول إطار قانوني لمصرف لبنان والحكومة للتعامل مع الأزمات المالية الراهنة والمستقبلية. في شباط الماضي، تشكّلت حكومة الرئيس نواف سلام، وأعادت درس المشروع وإقراره في نيسان الماضي، ولكنّها ألغت أهم ركن فيه، وهي اللجنة التقنية المختصّة بإعادة هيكلة المصارف الواردة في مشروع حكومة ميقاتي، ذات الصلاحيات الكبيرة والحصانة الأكبر، واستبدلتها بهيئة أخرى راعت في تركيبتها وإنتقاء أعضائها التطييف والتسييس. وسنفنّد ذلك في المقال.ماذا حصل في الحكومة السابقة؟ لم يكن مشروع قانون إعادة هيكلة المصارف مستقلًا عن التوازن المالي، بل عملت الحكومة السابقة على إعادة هيكلة المصارف من ضمن رؤية قانونيّة متكاملة لاصلاح القطاع المالي. كانت البداية بوضع "مسودة استراتيجيّة النهوض بالقطاع المالي"، التي أخذ مجلس الوزراء علمًا بها في 20 أيار عام 2022، وذلك بعد الاتفاق الذي حصل بين الحكومة وصندوق النقد على مستوى الموظفين، وفق ما أوضح لـ "لبنان 24" الوزير السابق نقولا نحاس. لاحقًا وضع صندوق النقد ملاحظاته على مسودة مشروع الحكومة المتضمن قوانين التوازن المالي وهيكلة المصارف. ووفق التسلسل الزمني، أرسلت الأمانة العامة لمجلس الوزراء كتابًا إلى الأمانة العامة لمجلس النواب في 4 تشرين الثاني 2022 لاطلاع رئيس المجلس على مسودة المشروع. بعد حوالي شهر قدم اقتراح قانون نيابي يتناول التوازن المالي وإعادة هيكلة المصارف إلى مجلس النواب، ثم سحب الاقتراح وقُدم اقتراح آخر. وفي 28 شباط 2024 طلب الرئيس بري من الرئيس ميقاتي خلال جلسة لمجلس النواب دمج الاقتراحات، فسُحب المشروع من التداول، وأُعيد إلى الحكومة لإعادة دمج القانونين. عندها طلب الرئيس ميقاتي في المرحلة الأولى من مصرف لبنان أن يعدّ اقتراح الدمج، وأنجز الأخير المهمة في 6 نيسان 2024، دون أن يتبنّى المشروع الذي رُفض في مجلس الوزراء، وتمّ تشكيل لجنة وزارية لاعادة تنقيح الاقتراح أو إعادة صياغته أو إعداد مشروع جديد. أعدّت اللجنة مشروعًا جديدًا لإعادة الهيكلة والتوزان المالي، عُرض على مجلس الوزراء في آخر جلسة له، وتقرر أن تقوم لجنة وزارية مصغرة بإعادة قراءة ثانية للمشروع قبل إرساله إلى المجلس النيابي. في ذلك الوقت تألفت حكومة الرئيس سلام. في الحكومة السابقة هيئة مختصّة بالهيكلة.. وفي الصيغة الحالية هيئة بتركيبة طائفية وسياسية
رغم أنّ المشروع هو صيغة معدّلة عن نسخة الحكومة السابقة ، إلّا أنّ المفارقة وفق مصادر وزارية مواكبة أنّ الصيغة الحالية شابتها ملاحظات جوهرية، أبرزها تعديل المادة الخامسة المتعلّقة بكيفية تأليف الهيئة المصرفيّة العليا، إذ أنّ مشروع الحكومة الماضية كان يتضمن تأسيس لجنة خاصة مسؤولة عن إعادة الهيكلة، مؤلّفة من حاكم المصرف المركزي ونوابه الأربعة، وثلاثة من الخبراء يختارهم مجلس الوزراء بناء على تقديم اقتراح من "المركزي" بخمسة أسماء. الباحث الاقتصادي والخبير المالي الدكتور نسيب غبريل لفت في اتصال مع "لبنان 24" إلى أنّ الهيئة الموكلة مهمة هيكلة المصارف وفق مشروع حكومة ميقاتي في 8 شباط 2024، كانت هيئة مستقلة أنشئت لغاية الهيكلة، تتمتع بصلاحيات استثنائية، وبحصانة تفوق حصانة النواب، كما أنّ قراراتها غير خاضعة للمراجعة أو الاستئناف. بينما في المشروع الذي أقرته الحكومة الحالية عمدت إلى إلغاء اللجنة الخاصة، وأوكلت المهمة إلى الهيئة المصرفية العليا، وخلقوا غرفتين، واحدة للأمور العقابيّة، وأخرى لإعادة الهيكلة. واللافت وفق مصادر وزارية أنّه جرى تعديل اعضاء الهيئة، ووضعت تركيبة جديدة بنكهة طائفية وسياسية، حيث أن رئيس الهيئة هو حاكم المصرف وتضم نائبه الأول فقط، وتمّ إدخال رئيس لجنة الرقابة على المصارف، بحيث يبدو جليًا من تركيبة الهيئة مراعاة التوازن الطائفي على حساب معايير ومتطلبات إعادة هيكلة القطاع المصرفي، بحيث لم تعد لجنة تقنية مختصّة.
ليس ذلك فحسب، بل نصّت الصيغة الحالية على وجود قاض في الهيئة، وسألت المصادر الوزارية ما علاقة القاضي بإعادة هيكلة المصارف؟ كما اشتملت الهيئة على ممثل عن مؤسّسة ضمان الودائع، علمًا أنّ المصارف تساهم في المؤسسة بنسبة نصف أسهمها، وبذلك ستتمثل المصارف بشكل أو بآخر في الهيئة المعنية بإعادة هيكلة القطاع. منح المصرف حق الاعتراض!
الملاحظة الثانية في الصيغة الحالية هي منح المصرف الخاضع للهيكلة (فيما لو قررت الغرفة الثانية تصفيته أو دمجه أو أي قرار آخر) إمكانية الإستئناف والاعتراض، وذلك لا يجوز، وفق الوزير نحاس "خصوصًا أنّ عامل الوقت يشكّل اليوم عنصرًا أساسيًّا، وفي حال فتحنا الباب أمام الاعتراض والذهاب من محكمة إلى أخرى، فذلك يعني عمليّا أنّ هيكلة المصارف لن تتم قبل سنوات طويلة. وفي رأي إدخال الاعتراض كان خاطئًا". غبريل: العريس يتجهز ولا عروس
يلفت غبريل إلى التركيز على القطاع المصرفي لجهة تعديل قانون السرية المصرفية للمرة الثانية، وتعيين نواب الحاكم ولجنة الرقابة على المصارف بتوازناتها السياسية، مشبّهًا ما يحصل وكأن أحدهم أنجز طلاء منزله، وجدّد الأثاث وابتاع ثيابًا جديدة استعدادًا للزواج، لكنّه لم يجد العروس بعد "بمعنى أنّ الحكومة بدأت بالأسهل سياسيًّا وشعبويًّا من خلال تعديل قانون السرية وقانون انتظام العمل المصرفي، لكن الأصعب هو تحديد مصير الودائع بتسميتها المضللة "الفجوة المالية"، وهنا بيت القصيد، خصوصًا أنّ مسار هذا القانون في الشق السياسي والشعبوي، سيكون أصعب خصوصًا أنه يسبق الانتخابات النيابية، وقد أوضح حاكم المركزي أنّ قانون التوازن المالي سيكون حاضرًا في كانون الأول في أحسن الأحوال، أي قبل موعد الانتخابات بأربعة أشهر، فلكم أن تتخيلوا ما إذا كان مجلس النواب سيارع إلى إقراره في ذاك الوقت عشية الانتخابات". أضاف غبريل "سنسمع إنجازات بإقرار قانون إصلاح أوضاع المصارف، لكن هذه الخطوة لا يجب أن تحجب النقطة الأساسيّة المتمثلة باقتصاد الظل وقطاعه المالي غير الشرعي، الذي قدرته شركة التدقيق والاستشارات العالمية Ernst & Young)) بـ 20% من الناتج المحلي، ما يوازي 4 مليار و800 مليون دولار. هذا القطاع الذي تسبب بوضع لبنان على اللائحة الرمادية من قبل مجموعة العمل المالي، وعلى لائحة البلدان العالية المخاطر من قبل الاتحاد الاوروبي. فمن دون مكافحة اقتصاد الظل وكبحه، لن تستعاد الثقة ولن تُجلب الاستثمارات والمساعدات. فالاصلاح لا يتجزأ، إذ لا ثقة من دون بسط سلطة الدولة وتطبيق أحادية السلاح بيدها، وفصل السلطات، والالتزام بالمهل الدستورية، وإعادة ترميم العلاقات مع الخليج العربي، ومن دون محاربة التهرب الضريبي والجمركي وتبيض الاموال وتمويل الارهاب". غبريل رفض التذرع بعمر الحكومة قائلًا " كان لدى الحكومة منذ بدء عملها 15 شهرًا لحين موعد الانتخابات، وهي فترة كافية لوضع الاصلاحات على السكة ولا يجوز التذرع بالوقت من قبل بعض الوزراء. بينما حكومة ميقاتي عملت بصلاحيات كاملة لمدة سبعة أشهر فقط، قبل أن تصبح حكومة تصريف أعمال". امكانية الطعن
فضلًا عن الملاحظتين السابقتين، هناك ثغرة دستورية تعتري قانون إصلاح المصارف، وهو ربط تنفيذه بقانون آخر مكمّل له ولم يقر بعد في الحكومة، إذ تنص المادة 37 من مشروع قانون الإصلاح على أن تطبيق أحكامه مرتبط بإصدار قانون معالجة الفجوة المالية، والربط بين القانونين قد يجعل القانون عرضة للطعن أمام المجلس الدستوري، او مؤجل التنفيذ. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة لجنة المال والموازنة تقر مشروع قانون إصلاح المصارف بصيغته المعدّلة Lebanon 24 لجنة المال والموازنة تقر مشروع قانون إصلاح المصارف بصيغته المعدّلة