تتواصل الأعياد اليهودية بالتزامن مع ما يعيشه أمن الاحتلال من الاستنفار واليقظة وسط تحذيرات من اندلاع جولات قتالية في واحدة من الجبهات المحيطة، وربما عدة جبهات في آن واحد معاً؛ ورغم أن مستوى الاحتكاك على الحدود اللبنانية منخفضا، لكن التوترات لا تزال قائمة، فيما يتم تعريف الضفة الغربية بأنها منطقة حساسة، حيث توجد تحذيرات قوية من وقوع هجمات مسلحة، وفي قطاع غزة لا يزال الهدوء تحت الاختبار، لكن التخوف في الجهاز الأمني يذهب باتجاه تطورات ميدانية في القدس قد تشعل النار في مناطق أخرى.



وقال المراسل العسكري لموقع "ويللا" العبري، أمير بوخبوط،  إن "الأيام الأخيرة شهدت رفعاً من المنظومة الأمنية لحالة التأهب في كافة القطاعات على خلفية الأعياد اليهودية، ومن بين الجهود التي تحتل حاليا قمة أولويات قوات الاحتلال، أنشطة جمع المعلومات الاستخبارية، وإحباط النوايا لتنفيذ عمليات مسلحة في الضفة الغربية، خاصة في محيط المسجد الأقصى والقدس المحتلة وتخشى المؤسسة الأمنية أن يؤدي النشاط المحدود فيهما لإشعال النار في قطاعات إضافية".

وأضاف بوخبوط، في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الجبهة الأولى تتمثل بالحدود اللبنانية، ورغم أن هناك انخفاضاً في مستوى الاحتكاك على السياج الحدودي مع عناصر حزب الله ومبعوثيهم، لكن لا يزال هناك توتر في الفضاء، فيما تشهد الجبهة الثانية السورية في الأسابيع الأخيرة، تنفيذا لضربات جوية إسرائيلية ضد بعض الأهداف في ضواحي دمشق، خاصة أنظمة الأسلحة الإيرانية".

وأوضح أن "الضفة الغربية تعتبر الجبهة الثالثة ستشهد في الأيام المقبلة قرارا إسرائيليا بتوسيع نطاق التعزيزات الكبيرة لمنطقة الضفة الغربية خلال فترة الأعياد، لأنها فترة رحلات للمستوطنين الإسرائيليين على خلفية التحذيرات الساخنة من عمليات إطلاق نار في نابلس ومراكز أخرى في الضفة الغربية، بما في ذلك النشاط بجامعة بيرزيت، وفي إطار العملية، تم اعتقال عشرات المشتبه بهم، وقتل أكثر من خمسة مقاومين".

ونقل عن مسؤول عسكري أن "هجمات إطلاق النار أصبحت التهديد رقم 1، وكل نشاطنا يهدف لإحباط هجمات مماثلة، واعتقال من أطلقوا النار على جنود ومستوطنين، لأن الجمع بين كمية كبيرة جدًا من الأسلحة والأموال في الضفة الغربية، يجعلها شديدة الانفجار، وذات احتمالية كبيرة لتنفيذ هجمات مميتة، وبذلك، أشار المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون لزيادة كبيرة في نشاط أجهزة الأمن الفلسطينية ضد مراكز المقاومة مع التركيز على حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في الضفة الغربية".


وأكد أن "الجبهة الرابعة تتمثل في القدس والمسجد الأقصى حيث تحوزان على نقاشات لتقييم الوضع التي أجراها رؤساء الأجهزة الأمنية، وقد تم تحديدهما كمنطقة حساسة، بشكل خاص خلال الأعياد، في ظل رغبة المستوطنين اليهود باقتحام الأقصى، وستقوم المؤسسة الأمنية بتعزيز قواتها في المنطقة، وجمع المعلومات الاستخبارية ضد الاستفزازات، وإحباط نوايا تنفيذ هجمات ضد مستوطنين إسرائيليين".

وختم بوخبوط، بالقول إن "الجبهة المتوترة الخامسة هي قطاع غزة، حيث تزايدت خلال الأسبوع الماضي أحداث العنف على طول حدوده، وتخلّلتها إطلاق نار، وتفجير بالونات حارقة، وإلقاء قنابل رش وزجاجات حارقة، وبعد ضغوط مصرية، تقرر فتح معبر بيت حانون أمام دخول العمال الفلسطينيين في ظل التزام مصري بالتهدئة على طول الحدود، وفي الوقت نفسه، يتم الحفاظ على مستوى يقظة فرقة غزة بقيادة الجنرال آفي روزنفيلد، على خلفية المخاوف من أحداث المسج الأقصى التي قد تؤدي لإشعال النار في جميع القطاعات".

من جهته، يقول الخبير العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رون بن يشاي،  إن "جيش الاحتلال يخوض الآن عدة مواجهات في عدة ميادين بنفس الوقت، أولها محاولة وقف تقدم إيران نحو الطاقة النووية، وثانيها المعركة بين الحروب، وثالثها القتال في الضفة الغربية، ورابعها الساحة الحزبية الداخلية، والدعوات بعدم الوصول للخدمة العسكرية، وخامسها التحديات المعقدة المتمثلة بالتعامل مع الجرائم القومية اليهودية، وسادسها الانتفاضة المتوقعة المتركزة شمال الضفة الغربية، وهي لا تنحسر فحسب، بل تزداد، ومؤخرا أودت بحياة عدد من القتلى اليهود".

وأضاف بن يشاي، في مقال ترجمته "عربي21" أن "الآونة الأخيرة شهدت تضاعف عدد الهجمات المسلحة التي قُتل فيها يهود أكثر من الضعف، ورغم أن معظمها عبوات ناسفة صغيرة ومرتجلة، فإن جودتها تتحسن كما قوتها، بدليل ما شهده مخيم جنين بالعبوات الناسفة، ومحاولات إطلاق صواريخ بدائية، وشهدت الآونة الأخيرة تغييرا في أنماط هذه العمليات مع تجدد مشاكل الجيش مع إطلاق النار على الطرق السريعة من السيارات المتحركة، أو إطلاق النار بالأسلحة النارية من مواقع ثابتة، بجانب إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة الروتينية".


تجدر الإشارة إلى أن هذه القراءات الإسرائيلية، تكشف أن الأجهزة الأمنية تتعامل حالياً مع التخوف من إقامة مختبرات إنتاج متفجرات بدائية، ومحاولات تهريب متفجرات عادية، وموضوع الصواريخ، ومن أجل إحباط هذه التهديدات، يعمل الجيش بعدّة مسارات، أولها عمليات الاعتقال الكبيرة للحصول على معلومات استخباراتية: كمية ونوعية، وثانيها تكثيف المداهمات المستمرة في الأماكن التي سيحصل فيها الشاباك وأمان على معلومات مستهدفة، وثالثها إرسال أكثر من 25 كتيبة من المشاة لتنفيذ الإجراءات المضادة والاعتقالات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الأعياد اليهودية الحدود اللبنانية الضفة الغربية قطاع غزة القدس المسجد الأقصى القدس قطاع غزة الضفة الغربية المسجد الأقصى الحدود اللبنانية صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعترف بخطورة هجمات قوات صنعاء

الجديد برس|

أقرّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بخطورة هجمات صنعاء على عمق الكيان الصهيوني.

وقال نتنياهو تعليقاً على هجمات “الحوثيين”، إن ” هناك تهديد خطير، وأنا آخر من يستهين به”.

وكانت الأوساط الإسرائيلية، قد عبّرت عن صدمتها من استمرار صنعاء هجماتها على عمق  الكيان الصهيوني، رغم القصف الإسرائيلي على اليمن.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأنه رغم القصف الإسرائيلي والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية، لا يتوقف اليمنيون عن إطلاق الصواريخ.

من جهتها، أكدت “قناة كان” الصهيونية، أن اليمنيون سيواصلون إطلاق الصواريخ رغم هجمات “إسرائيل” والمشكلة معهم أنهم لا يوجد لديهم بنية تحتية عسكرية واضحة.

بدورها، أكدت صحيفة جوزليم بوست الصهيونية، أن مواصلة الهجوم اليومي على “إسرائيل” باستخدام الصواريخ الباليستية لمدة عام تظهر قدرة “الحوثيون”.

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني، بأن المؤسسة اليمنية تستعد لهجوم وشيك من اليمن، وذلك بعد قصف الاحتلال لمطار صنعاء الدولي.

وتكثف قوات صنعاء من ضرباتها في عمق الكيان الصهيوني، مع فرضها حصاراً جوياً على مطارات الاحتلال، إضافة إلى حصارها ميناء حيفا الصهيوني المُطل على البحر الأبيض المتوسط.

مقالات مشابهة

  • توتر فرنسي-إسرائيلي بعد هجمات في باريس وانتقادات لتصريحات مسؤولين
  • ‏الخارجية الأردنية: الوفد الوزاري العربي يندد بتعطيل إسرائيل زيارته إلى الضفة الغربية المحتلة
  • وزير الخارجية السعودي يرجئ زيارة للضفة الغربية بعد منع إسرائيلي
  • وسط تصعيد إسرائيلي ضد اجتماع وزاري عربي.. زيارة مرتقبة لبن فرحان إلى الضفة الغربية
  • ‏مقتل شاب في قصف إسرائيلي استهدف سيارته في جنوب لبنان
  • بعد تصريحات مسؤول إسرائيلي.. مصدر سعودي يؤكد لـCNN سفر وزير الخارجية إلى الضفة الغربية الأحد
  • كتاب جديد يبرز واجب العلماء والدعاة لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى
  • مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN الموافقة على اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار مع حماس
  • حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعترف بخطورة هجمات قوات صنعاء
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يقبل بخطة ويتكوف الجديدة لوقف إطلاق النار في غزة