بعد 27 عاماً.. القبض على العقل المدبر لمقتل مغني الراب توباك شاكور
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بعد مضي قرابة 27 عاماً، وجهت السلطات القضائية الأمريكية الاتهام لرجل، أقر منذ أمد طويل بأنه كان في السيارة التي توقفت إلى جانب السيارة التي استقلها مغني الراب توباك شاكور، في الليلة التي قتل فيها المغني بالرصاص في لاس فيغاس، بارتكاب جريمة القتل التي وقعت في 1996، حسبما أفاد ممثلو الادعاء.
وذكرت السلطات أنها اجتجزت دوين "كيف دي" ديفيز (60 عاماً)، أمس الجمعة، بعد اتهامه بالقتل العمد باستخدام سلاح فتاك بنيّة حماية عصابة إجرامية أو مساعدتها، حسبما أفادت صحيفة "لوس أنجليس تايمز".
وقال ستيف ولفسون المحامي العام في مقاطعة كلارك بولاية نيفادا، خلال مؤتمر صحفي: "أعرف أشخاصاً كثيرين كانوا ينتظرون هذا اليوم".
وذكر ولفسون أنه تم تأليف هيئة محلفين كبرى منذ شهور للمساعدة في تقديم الاتهامات في القضية.
وقتل المغني شاكور بالرصاص قبل نحو ثلاثة عقود أثناء سيره بسيارة من طراز "بي إم دابليو" كان يقودها ماريون "سوج" نايت.. وكان نايت، مالك شركة التسجيلات التي كانت تنتج أعمال شاكور وتعرف باسم "ديث رو ريكوردز"، يتقدم موكباً من المركبات الفارهة ومر من أمام فندق "إم جي إم جراند هوتيل" و "سيزرز بالاس" في طريقه إلى ناد ليلي جديد، وكانت الساعة 11 مساء عندما توقفت سيارة شاكور عند طريق فلامنغو، بحسب السلطات.
ولم يكن شاكور يدري أن سيارة بيضاء من طراز كاديلاك قد توقفت بجوار سيارته.. وسحب مسلح داخل السيارة الكاديلاك مسدساً نصف أوتوماتيكي وصوبه نحو شاكور مباشرة، وفقاً لسجلات الشرطة والمحكمة.
وتلقى شاكور أربع رصاصات وجرحت رصاصة أخرى نايت، وفقاً للسلطات.. وتوفي شاكور بسبب إصاباته بعد ستة أيام في 13 سبتمبر (أيلول)، وكان يبلغ من العمر 25 عاماً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة
إقرأ أيضاً:
نهم السؤال وظمأ الذات
عائض الأحمد
لا يطرح السؤال ليُجاب عليه… بل ليقترب من نفسه أكثر.
هو لا ينتظر تفسيرًا، بقدر ما يُريد أن يفهم لِمَ يشعر به ويلمسه.
فكل سؤال عنده ليس مفصلًا للحياة، بل مرآة لحالة داخلية يعجز عن تسميتها، تستفزه وتُلقي بظلالها حينًا، وتحرقه الشمس منكَبًّا على إجابةٍ يبحث عنها في داخله.
قد يبدو نهمًا… لكنه لا يلتهم الأجوبة، بل يختبرها، يُمزّقها، يشكّك فيها، ثم يمضي عنها.
كأن الإجابة نفسها لا تكفي، لأنها تُغلق الباب، بينما هو لا يريد نهاية.
يريد نوافذ تُشرَع على المجهول.
"نعم" أو "لا" لم تكن هدفًا، بل مضيعة وتفرقة لتراكم أحداثٍ جعلته يقف على قدميه دهرًا.
هو ذلك الذي يأكل اليابس من الفكر، لا يكتفي بالسائد، لا يرضى بالتلقين.
يقرأ ما لا يُقرأ، ويستخرج من الجمود احتمالات.
لكنه أيضًا يدوس حتى على الأخضر، على الجميل أحيانًا، إن كان مزيّفًا، أو يبعث على النوم بدل اليقظة.
لا يُقدّس العواطف، إن كانت تُخدّر العقل،
ولا يُعلي من العقل، إن كان يُنكر الروح.
غباؤها الشعوري كسر قواعد ذواتنا، وجعل منّا دُمى تتحرك بلا هدى…
يعلو الصمت، ويضجّ به محيطنا، دون أن نهمس.
لا يُشبه أحدًا، ولا يستعير من غيره شيئًا…
تمضي به الأيام، ثم يعود إلى ذاته، فيسرد تلك السرديّة التي طالما دار حولها، وجمع فيها كلّ تناقضاته، كما يزعمون.
وكأنه لا يهفو لشيء سواها، يرددها كلما غابت، أو كلما غاب عنها.
قد يشيب العقل من هول التجارب،
وقد يظل ساذجًا رغم مرور السنوات،
لكن العاشق… يبقى مراهقًا في حبّه مهما كبر.
روحه تهرم وتتعب من الخيبات،
حتى وإن كان الجسد في العشرينات.
منهك؟ نعم.
تائه؟ ربّما.
لكنه تائهٌ بوعي، يُفتّش عن ذاته في كل سؤالٍ لا يجد عليه جوابًا.
في عيون الناس، يبدو أنه يضيّع وقته…
لكنهم لا يعلمون أن في كل سؤالٍ يطرحه، هناك شظية من ماضيه، أو ظلّ من حلمه، أو نداءٌ قديم من أعماقه.
هو لا يسأل ليُقنع، بل ليسأل فقط…
لأن السؤال عنده طقس بقاء، مقاومة، واحتفاظ بجمر الروح حين يبرد كل شيء.
في الصيف قد تجده يُشعل نارًا،
وفي شتائه، لا يحرقه البرد، بل يمرّ على جسده كما تمر الأسئلة… بلا جواب، وبلا أثر.
لها: ليس المهم أن تجد الجواب، بل أن تُحسن طرح السؤال الذي يُبقيك حيًا… فربما يومًا، يكون السؤال ذاته… هو الجواب.
شيء من ذاته: لم يعد للوقت معنى في غيابه، تساوى الليل بالنهار، والابتسامة تأثرت بالدمعة، ترقبًا وأملًا.
نقد: اذهبي أينما شئتِ… فأنا أملك الرّسن بيد، وبالأخرى العِنان.
رابط مختصر