#كلفة_الإشاعات و #الأكاذيب – #ماهر_أبوماهر
فرق كبير بين حرية الصحافة، والنقد، والمحاسبة، وبين نشر الإشاعات والأكاذيب، والصحفيون المحترفون لا ينشرون الإشاعات والأكاذيب، مهما بلغت سقوف الحريات من علو او انخفاض.
يكفي أن تأتي رسالة من رقم موبايل خارج الأردن، في أي دولة بواسطة الواتس آب، تحمل تسجيلا معينا، حول زلزال محتمل، او سموم في لقاحات كورونا، او مطاعيم الحصبة، أو حتى قصة انقلاب وقع وفشل، او الاستعداد لحرب محتملة، لتصبح متداولة في كل الأردن.
الكارثة هنا هي في رسائل الواتس آب ورسائل المجموعات، أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي، لأن بعضنا يساهم في إعادة نشر الرسالة وإرسالها، لمن يثق به ظنا منه أنها ستقف عند حدوده، لكن لكل شخص من يثق به ايضا، وهكذا تنتقل الرسالة خلال ساعات، وتدور في كل الأردن بكل يسر، بحيث بات كل شيء الكتروني مصدقا.
يوم امس أعلنت الجهات الرسمية عن نظر القضاء ينظر في أول قضية أخبار كاذبة بتسجيل صوتي عن زلزال مدمر والقضية محالة إليها من وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العام، وتتعلق بنشر أخبار كاذبة أو معلومات تستهدف الأمن والسلم المجتمعي عن طريق الشبكة المعلوماتية، كما أعلنت الجهات الرسمية عن قضية تحقيقية ثانية أمام النيابة العامة متعلقة بنشر أخبار كاذبة أو معلومات تستهدف الأمن والسلم المجتمعي، حيث تلخصت وقائع هذه الشكوى بقيام المشتكى عليه ببث تسجيل على منصات التواصل الاجتماعي وعلى بعض التطبيقات تتعلق بنشر أخبار كاذبة ضد الحملة الوطنية للتطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة أخيرا، وما تزال القضية قيد التحقيق أمام المدعي العام المختص.
ماعلاقة حرية الصحافة بكل هذه الإشاعات والأكاذيب خصوصا أن المؤسسات الصحفية والإعلامية في العالم، وأقصد هنا المؤسسات المحترفة، والصحفيين والإعلاميين المحترفين في كل دول العالم، لا يتورطون اصلا بسبب قواعد المهنة في القيل والقال، ولا في قصص جلسات المساء، التي يهرف من فيها بما لا يعرف، ويقال الكلام هنا حتى لا يتم تجريم هذه الإحالات القانونية تحت عنوان يقول إنها مجرد مدخل لاغتيال الصحافة، فيما هي هنا لا تتعلق بحرية الصحافة أصلا، بل بسوء استعمال التقنيات، ووسائل الاتصال الحديثة، مع المؤشرات التي ستأتينا خلال الفترة المقبلة، حول الذكاء الصناعي، وإخطار مثل هذه التصرفات.
ننتقد الحكومات والمسؤولين من رئيس الوزراء الى أصغر مسؤول، وننتقد كل السلطات الرسمية، وغير الرسمية، ولا نعتق أحدا من أقلامنا والسنتنا، وأرشيف العم جوجل يشهد على ذلك، لكن ضمن أصول المهنة وقواعدها، ولياقاتها الأخلاقية والشخصية، أما الذي نحن أمامه بالمقابل فهو مجرد تصرفات تتسم بالخفة او التعمد من أشخاص عاديين، يدركون ما يفعلون وقد لا يدركون ما يقومون به، من خلخلة للبلد على المستوى الداخلي والشعبي، وبث الذعر في زمن التقنيات التي تجعل الكذبة والكلمة والصورة تدور حول العالم في دقيقة.
لعل الأخطر هنا القياسات مع ظروف ثانية، فماذا لو وقعت حرب، لا سمح الله، فمن سيقود البلد حينها، في ظل هذه الأفعال، التي لا يمكن اعتبارها عادية، او أنها مجرد تعبيرات شخصية، عن اجتهاد لشخص هنا او هناك، لا يعرف كلفة الذي يفعله في البلد، واستقراره الداخلي فوق ما فيه من أزمات ومصاعب وخشونة حياة، وفوق ما حولنا وحوالينا من حرائق.
هذا الكلام ليس تحشيدا ضد أحد، لكن قد يكون مطلوبا من كل واحد فينا التنبه الى ما يكتبه، او يوزعه، او يقوله، ليس من باب الخوف من القوانين ولكن من باب المسؤولية الأخلاقية اولا، وهي مسؤولية ليست بحاجة الى قوانين وملاحقات حتى يتم تفعيلها، خصوصا، أننا في حالات ثانية قد نقول إن بعض الحملات تدار من جهات محددة، سبق لها اختبار الأردن في بعض الظروف، وفي قضايا أكثر حساسية، وثبت لها سهولة إدارة الرأي العام في الأردن، وهذا أخطر ما في القصة، من حيث الاشتقاقات، والتأويلات، وسيناريوهات المستقبل المختلفة.
ثم نعيد نصيحة مقالتي يوم امس، أي ضرورة استرداد الثقة وبنائها من جديد بين الناس والدولة، لأن مشكلة تصديق كل مايصل الى الناس، تعبر عن أزمة الثقة ايضا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأكاذيب أخبار کاذبة
إقرأ أيضاً:
كلية الإعلام تطلق ملتقى لتطوير مناهج الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي
يبدأ الملتقى العلمى لقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فعالياته يوم الاثنين القادم 23/6 ويستمر ثلاثة أيام، برعاية الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة، والدكتورة ثريا البدوى عميدة الكلية،والإشراف العام للدكتورة ليلى عبد المجيد استاذ الصحافة بالكلية وتتولى الدكتورة أمل السيد دراز الصحافة بالكلية منسق الملتقى بجميع فعالياته.
وقالت الدكتورة ليلى عبد المجيد إن هذا الملتقى يأتى فى توقيت بالغ الأهمية حيث نقف في مفترق مهم للإعلام والتعليم؛ والعالم يتسارع نحو أفق رقمي واسع المدى وطلاب الصحافة على مفترق طرق بين مناهج تقليدية وآفاق جديدة تتطلب شجاعة في إعادة البناء.
وقالت: إن هذا الملتقى بمثابة دعوة علمية لإعادة صياغة تعليم الصحافة بأكمله، انطلاقًا من مسؤوليتنا الأكاديمية والمهنية فى آن واحد تجاه مستقبل المهنة وعلاقتها بالمجتمع.
ويتزامن انعقاد الملتقى مع تسارع أدوات الذكاء الاصطناعي وتباين سلوكيات الجمهور الرقمي وتحولاتها، مما يجعل التشخيص الدقيق للتحديات ضرورة ملحّة، ويحتم البحث عن حلول مبتكرةتواكب التطورات المتلاحقة،الأمر الذى يتطلب مشاركة جميع الأطراف الأكاديمية والمهنية لاستثمار هذا اللقاء في رسم خارطة طريق واضحة لإعادة بناء المناهج وإعداد الخبرات التقنية والأخلاقية جنبًا إلى جنب بما يضمن لطلاب الصحافة القدرة على التكيّف والابتكار في مواجهة المستقبل وتحدياته.
ومن جانبها أعربت الدكتورة أمل السيد دراز منسق الملتقى عن تطلعها
ليكون الملتقى نقطة انطلاق للتحولات الجذرية، فى مجال صياغة منظومة علمية ومهنية متكاملة للمناهج وطرق التدريس لعلوم الصحافة فى العصر الرقمي ويحدث فارقًا حقيقيًا في صلب التعليم الصحفي، ويعيد إلى المدرسة الإعلاميةالمصرية ريادتها وفعلها المؤثر في خدمة قضايا المجتمع
وأوضحت الدكتورة أمل السيد دراز، منسق الملتقى،أنه تم تصميم وتقسيم فعاليات الملتقى متضمنة
برنامجامكثفًا ومتعدد الأبعاد، يتوزع على ثلاثة أيام تشمل حوارات وحلقات نقاشية
عميقة تتناول أهم التحديات وأدوات المواجهة،حيث تبدأ فعاليات الملتقى بجلسة تمهيدية أونلاين مع خبراء عالميين في الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي لتوسيع الآفاق وإثراء الرؤى.فى ظل إيماننا بأن الانفتاح على الثقافات الأخرى،والمدارس العالمية ضرورة عصرية،لنكون جزءا من المنظومة العالمية تواكب أحدث تطورات العصر الرقمى والذكاء الاصطناعى.
وأشارت الدكتورة أمل دراز إلى أن فعاليات اليوم الثانى تسلط الضوء على البنى النفسية والاجتماعية لطلاب الصحافة اليوم، ونناقش مهارات المستقبل التي لا غنى عنها، من التفكير النقدي إلى استخدام التقنيات الحديثة في جمع وتحليل الأخبار.وفلسفة التعليم الصحفي فى العصر الرقمى،واتجاهات الاساتذة والطلاب نحو دوافع وحوافز التعليم والتعلم لبرامج الصحافة،وفرص وتحديات التدريب الصحفى.
وريادة الأعمال الإعلامية بين تحديات التمويل والاستدامةثم محاولة استكشاف كيفية بناء بيئات إعلامية ذكية تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، واستعراض تجارب محلية ودولية فى تحسين آليات التعليم والتدريب ودور الشراكات الأكاديمية والمهنية فى تطوير التعليم الصحفي.
وأضافت الدكتورة أمل دراز ان اليوم الثالث للملتقى، سيشهد نقاشات حول أثر الانفتاح الإعلامي على قيم الطلاب وأخلاقيات الممارسة، وكيفية وضع ضوابط أخلاقية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث والتحرير.
وعرض واقع سوق العمل الصحفي فى ظل تحديات الثورة الرقمية، واستعراض تجارب ناجحة لشراكات أكاديمية ومهنية طورت نماذج تدريب وتعليم رائدة،وتحديات البيئة التعليميةفى أقسام الصحافة،ومتطلبات التأهيل والتدريب العلمى والمهارى، للأساتذة ومعاونيهم.
وأعربت منسقة الملتقى عن ثقتها فى يصل الملتقى إلى مجموعة من التوصيات القابلة للتطبيق سريعًا،بما يعزّز فرص التواصل بين الجامعة والمؤسسات الإعلامية ويدعم البحث العلمى والتطوير في التعليم الإعلامى، والخروج بأفكار قابلة للتنفيذ، واستراتيجيات تأهيلية واضحة للطالب والأكاديمي والممارس.لنرسم خريطة واضحة المعالم محددة المسار واستثمار هذه الفرصة لصياغة مستقبل الصحافة في العصر الرقمي والذكاء الإصطناعي.