إجراء غير معقول ومقترح لحلّ أزمة رواتب موظفي كردستان: السلطات تتعمّد إيذاء المواطن
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
بغداد اليوم - السليمانية
اقترح النائب السابق في البرلمان عن حركة التغيير غالب محمد، اليوم الثلاثاء (3 تشرين الاول 2023)، ربط رواتب موظفي إقليم كردستان بالحكومة الاتحادية في بغداد بشكل مباشر، فيما اتهم السلطات بالإقليم بأنها تتعمد إيذاء المواطنين هناك.
ومنذ اربعة اسابيع، يستمر إضراب الكوادر التربوية في محافظة السليمانية عن الدوام، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم، رغم ايداع بغداد مبلغ 500 مليار دينار في حساب الاقليم، اضافة إلى قرض بقيمة 800 مليار دينار شهرياً.
ويرى محمد في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنّ" ربط رواتب الموظفين مباشرة مع بغداد هو الحل الوحيد الذي ينهي أزمة الرواتب المتكررة، كون حكومة الإقليم وأحزاب السلطة الحاكمة تتعمد إيذاء المواطنين بهذه المسألة".
وأضاف، أنه" من غير المعقول أن يتم دفع راتب شهر تموز للموظفين ونحن في شهر تشرين الأول فهذا أقل ما يقال عنه بأنه كارثة إنسانية، تسببت بها أحزاب السلطة الفاسدة".
وأعلنت وزارة المالية بإقليم كردستان، يوم الخميس (28 أيلول 2023)، استلام 200 مليار دينار من الحكومة الاتحادية.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب تلقته "بغداد اليوم"، إنه "تم قبل قليل، تحويل مبلغ 200 مليار دينار إلى الحساب المصرفي لوزارة المالية والاقتصاد في إقليم كردستان في فرع البنك المركزي العراقي بأربيل".
واشارت الى أن "المبالغ لغرض توزيع رواتب الموظفين في الاقليم".
وفي (24 أيلول 2023)، أودع البنك المركزي العراقي، 250 مليار دينار في الحساب المصرفي لإقليم كردستان.
وذكر بيان لوزارة المالية في الإقليم وتلقته "بغداد اليوم"، أن " البنك المركزي قام بإيداع مبلغ 250 مليار دينار في الحساب المصرفي لوزارة المالية والاقتصاد في إقليم كردستان العراق"، مبينا ان "المبلغ المودع جزء من عملية تمويل رواتب الموظفين في الإقليم".
المصدر: بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: ملیار دینار بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
راتب الكردي كراتب الشيعي والسني – فلماذا يهدد الإقليم في قوت مواطنيه!
بقلم : د. محمد نعناع ..
تندمج الدعايتان السياسية الشعبوية؛ والرسمية الحكومية بين فترة وأخرى لتدعم التهديدات الرامية الى المزيد من الضغط على إقليمكردستان في مسألة رواتب موظفي الإقليم، ويتحقق بذلك مداورة سياسية تخرق الاتفاقات
الاستراتيجية التي تتشكل على أساسها معادلة السلطة في العراق، فائتلاف إدارةالدولة الحاكم تأسس على قاعدة فرض الاستقرار في جميع العراق، ولكن الممسكين بمقاليد السلطة لم يستطيعوا تأمين الاحتياجات العامة للشعب؛ لذلك بدأوا باللجوءالى تصدير الازمات الى خارج بيئتهم الانتخابية، لقد استبقوا أي مشكلة تنشأ عن عدم تطبيق الاتفاقات وعدم تنفيذ البرنامج الخدمي بسبب نقص السيولة بتصدير الازمةالمالية الى خارج بغداد، وليس هناك افضل من أربيل ليحملوها مشكلة جديدة ويعلقون عليها الفشل المتراكم ولربما حتى الفشل المقبل الناتج عن عدم التطبيق الحقيقي لبنودالموازنة الثلاثية.
إذن يبدو واضحاً بان كل أنواع تصدير الأزمة الى الاخر تحل في عملية التصعيد الاخيرة في مسألة تعطيل ارسال رواتب موظفي إقليم كردستان،فنفط الإقليم لم يصدر، وليس هناك ممانعة من القيادة السياسية ووزارة النفط الكردستانية من تصديره، بل توصلت الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان الىاتفاقات متقدمة لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان، ولكن التعطيل جاء من الحكومة الاتحادية التي تخضع لضغوطات داخلية وخارجية وترضخ للدعاية السلبية التي تمارسهابعض اطراف الاطار التنسيقي، اما بالنسبة لموارد المنافذ والمعابر وغيرها من الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية فإن أربيل تتحدث عن ارسالها الى الحكومة الاتحادية،وطيلة الفترة الماضية لم تتحدث بيانات الحكومة الرسمية عن خلل في هذا الموضوع.
ان التصعيد في مسألة رواتب موظفي الإقليم ستبدو
دوافعها واضحة إذا رأينا حجم الاستثمار السيء لها من قبل بعض الأطراف الممسوسة طائفياً، وسيتأكد هذا المس والعبث كلما اقتربت الانتخابات البرلمانية، فكل أنواع الابتزاز للإقليم ستنتهي مع حسم نتائج الانتخابات وبدء مفاوضات تشكيل الحكومة،لانهم سيحتاجون الإقليم وبالتحديد الحزب الديمقراطي الكردستاني وزعيمه مسعود البرزاني وسيحجون اليه يخطبوا وده في سعيهم للحصول على السلطة، وما يبدو عليهالامر الان هو مجرد شعور الحكومة أو أطراف فيها –لان السوداني يبدو متفهماً لحجم
المشكلة المالية ولا يسعى للتصعيد مع الإقليم- بأن نقص السيولة سيتسبب بتقليص حصص الأحزاب السياسية والجهات الأخرى المرتبطة بالمنافع الحكومية، ويرافق ذلك ستتصاعد الدعاية المعادية للإقليم من قبل جهات سياسية لمخاطبة جمهورهم على أعتاب الانتخابات بدعايةطائفية وقومية وعدائية لانهم لا يملكون الإنجازات الحقيقية على أرض الواقع، وبهذا
يريدون إدامة عملية استعداء أربيل الى حد تصبح دعاية استراتيجية تتوالد عبر ممارسةسياسية شعبية مدعومة بأذرع إعلامية تتقن التلاعب بالالفاظ وعدم الاهتمام بالسلم المجتمعي والاستقرار السياسي الحقيقي. ومن ذلك دعاية الفصائل الخاملة تجاه خور عبدالله تراها نشطت ضد الإقليم وهذا دليل عدم وجود دواعي وطنية لاسناد الحكومة العراقية وإنما استغلال دوغمائي لمداعبة المشاعر الشعبية.
وبالنتيجة وكحقيقة راسخة لا تخربها كلالمقولات الاستقطابية فإن رواتب موظفي الإقليم هي كرواتب المواطنين الاخرين في
البصرة والانبار وكربلاء وديالي وغيرها من المحافظات واستخدامها في المزايدات السياسية عملية غير أخلاقية، فهذه الرواتب وديعة إنسانية غير مرتبطة بالمراهنات السياسية، ولا حل لهذا الازمة الا بالحوار المستمر، وتطبيق الاتفاقات في سياقاتحكومية رصينة تعتمد على الجدوى في الواقع والتي تتحقق عبر ترصين القرار الرسمي
خارج كل الحسابات الاستقطابية السياسية والشعبية.