هل أصحاب العقارات والرواتب الكبيرة عليهم زكاة؟.. الإفتاء: في 3 حالات فقط
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
لاشك أن استفهام هل أصحاب العقارات والرواتب الكبيرة عليهم زكاة مال؟، تنبع أهميته من كون الزكاة من أركان الإسلام الخمس، والتي لا ينبغي الاستهانة بها أو التهاون فيها ، لذا يتساءل ذوي الأملاك هل أصحاب العقارات والرواتب الكبيرة عليهم زكاة مال ؟، فالزكاة أمر إلهي ووصية نبوية يصعب إهمالها أو الغفلة عنها .
. انتبه في حالتين
قال الدكتور أحمد العوضي ، مدير إدارة التوفيق والمصالحات، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أموال إيجار العقارات الشهرية التي يعيش منها الإنسان، ولا يتبقى منها شيئًا ليس عليها زكاة.
وأوضح “ العوضي” في إجابته عن سؤال : هل أصحاب العقارات والرواتب الكبيرة عليهم زكاة أي هل إيجارات العقارات الشهرية عليها زكاة مع العلم أنه يستعين عليها في العيش من مأكل ومشرب ودواء ، ولا يتبقى منها شيئًا؟، أن الزكاة واجبة عن المال الفائض عن الحاجة.
وتابع: وليس التي يعيش منها الإنسان ويستهلكها في مصاريف حياته اليومية من مأكل ومشرب وتعليم وما نحوه من متطلبات الحياة ، فهذه حينئذ ليس عليها زكاة إلا أن تتطوع بصدقة، أما ما تبقى من مال فائض عن حاجات الإنسان الأصلية، ومر عليها عام هجري وقيمتها تبلغ أو تزيد عن قيمة 85 جرام ذهب عيار 21 وفائضة عن الحاجة فهذه عليها زكاة.
وأكد أن الراتب الشهري ليس عليه زكاة ، ومن يخرج زكاة في هذه الحالة فهي صدقة وليست زكاة ، حيث إن الصدقة تطوع أي بين العبد وربه جل وعلا فالصدقة ليست على سبيل الإلزام وإنما على سبيل الاستحباب والثواب .
هل إيجارات العقارات عليها زكاةأجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، على سؤال يقول "هل إيجارات العقارات عليها زكاة أو هل تجب الزكاة على العقارات المعدة للتأجير؟، بأنه يشترط في وجوب زكاة المال شرطان: الأول : أن يبلغ هذا المال النصاب، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا مِنَ الذَّهَبِ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ " ، وهو ما يساوي الآن 85 جرامًا من الذهب عيار 21 .
وأضاف: أما الشرط الثاني : أن يحول عليه عام هجري كامل؛ لحديث السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ : " لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ "، ثانيًا : إذا تخلف أحد هذين الشرطين فلا زكاة في هذا المال، ويدخل في ذلك المستغلات والمقتنيات ما دامت لغير غرض التجارة، وسواء أعدها صاحبها للتأجير أم لا.
وأشار إلى أن ذلك لعموم قول رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " ، ففي هذا الحديث نفي وجوب الزكاة عن كل ما يقتنيه المسلم لغير غرض التجارة ، والخلاصة : أنه لا تجب الزكاة على أصل العقارات المعدة للتأجير، وإنما تجب على المال المحَصَّل مِن الأجور المدفوعة إذا بلغ النصاب، وذلك بعد أن يحول عليه الحول من حين قبضه من المستأجر .
وأوضح أن امتلاك العقار بغرض الاستثمار تكون الزكاة عليه واجبه، وبالتحديد على المبلغ الذي يأخذه المالك عند بيع العقار بـ 2.5 % من هذا المبلغ الذي استلمه المالك عند البيع، كما أن امتلاك العقارات وتأجيرها بعد ذلك، تكون الزكاة فيها على ما يخرج منها من المال بشرط أن يبلغ حد النصاب ويحول عليه الحول، سواء كانت خارجة من العقار أو تنضم لغيرها من الأموال التي يمتلكها.
هل أصحاب الأملاك عليهم زكاةونبه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إلى أن امتلاك عقار غير موجب للزكاة، فإخراج الزكاة يكون على الأقوات والثمار والنقد والتجارة.
وأضاف “جمعة ”خلال إجابته عن سؤال : هل أصحاب الأملاك عليهم زكاة؟، أن العقارات وأراضي البناء والسيارات والألماظ والماس لأنها ليست من الأموال الزكوية.
كيفية حساب زكاة العقاراتوأفادت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلاميةبأإن العقارات والعمارات المؤجرة التي تدر دخلًا.. والزكاة فيما تدره من دخل إن بلغ نصابًا وهو ما يساوي (85 جراما من الذهب عيار 21) وحال عليه الحول ففيه ربع العشر على ما ذهب إليه جمهور العلماء.
واستطردت : أما إذا كانت هذه الأرض من عروض التجارة تقوَّم أعيانها آخر كل سنة وتضم إلى ما عنده من مال وتُزكى زكاة عروض التجارة ومقدارها أيضًا ربع العشر.. أما إن كانت هذه الأرض معدة للسكنى فلا زكاة فيها على أرجح الأقوال.
زكاة العقارات المعدة للاستثماروبين الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، بدار الإفتاء، أن العقار المعد للمنفعة الشخصية كزواج الأبناء أو العيش فيه ليس عليه زكاة مال، أما إذا كان العقار معدا للاستثمار كأن يشتري الشخص شقة أو اثنين بغرض التجارة والمكسب، فيجب إخراج الزكاة بنسبة 2.5% عن إجمالي المبلغ بعد البيع"، منوهًا بأن زكاة المال تطهر من الذنوب وتمحوها وتطرح البركة في المال رغم أنها حق من حقوق الله عليك لإعطائها للفقير".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لیس علیه زکاة فی
إقرأ أيضاً:
عبادة سهلة تدل على حسن إسلام العبد.. تعرف عليها
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك الكثير من الناس يتصدّرون في غير موضعهم، ويتكلمون في غير فنّهم، فيهرف أحدهم بما لا يعرف، ويتحدث فيما لا يُحسن، وكل ذلك محسوب عليه لا له.
واستشهد علي جمعة، بقول سيدنا رسول الله: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»، وهو أدب رفيع، قلّ أن نراه في حياتنا، حيث ترى كثيرًا وقال: «كُلُّ كَلَامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لاَ لَهُ، إِلَّا أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرَ اللَّهِ».
حسن إسلام المرءوتابع: فقد تعجب قومٌ من ذلك عند سفيان الثوري رحمه الله، فقال لهم: لِمَ التعجُّب؟! إن الله تعالى يقول: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114]، وقال سبحانه: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ [النبأ: 38]. فاستدل سفيان بالقرآن على صحة الحديث، وردَّ العجب الذي قد يفضي إلى إنكاره، فإن كل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا في هذه الثلاثة.
وعندما يقول: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، فهي كلمة جامعة تربي الإنسان على الأدب مع الله. وقد ورد عن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي عن صحف إبراهيم، فقال: «عَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ: سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ» [ابن حبان].
وأوضح أن هذا هو العاقل: يشتغل بما يعنيه من أمر دينه لا بما يعنيه من أمر دنياه، ويستحي من الله. ويقول: «الِاسْتِحْيَاءُ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ».
الحياء من اللهوذكر علي جمعة، أن هذه هي حقيقة الحياء من الرب سبحانه وتعالى: أن تحفظ الرأس وما وعى، وتأمّل في بلاغته، إذ لم يقل: احفظ عينك من النظر الحرام، ولسانك من القول الحرام، وأذنك من السمع الحرام، وأنفك من الشم الحرام، بل قال: *الرأس وما وعى*، ليشمل الفكر والتخطيط الحرام.
وأكد أنه ينبغي عليك أيها المسلم أن تنزه باطنك، وتطهّره لله حياءً منه، وأن تأكل الحلال فتحفظ البطن وما حوى؛ فقد قال: «أطِبْ مَطْعَمَك، تكن مُستجابَ الدعوة».
وأضاف أن أن تذكر الموت، فإن من ذكر الموت لا يتفسق، بل يكون على ذكر من ربه. وأن تتفكر في البلى، فما من شيء باقٍ في هذه الدنيا: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ \* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 26–27]، فارجعوا إلى أدب الإسلام، فإن الإسلام كله حلاوة؛ يأمر بالمعروف، ويدعو إلى الجمال، ويحضّ على النظافة، وينهى عن القبح، وقلة الحياء، وسوء الأدب.