شيزوفرينيا الأحزاب العراقية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
لا تستغرب عندما ترى محمد الحلبوسي يوبخ أعضاء كتلته الموقعين على طلب إلغاء إتفاقية خور عبد الله. ويقول لهم : (قابل خور عبدالله يمر بالفلوجة. انتم ما لكم شغل بخور عبدالله. اسحبوا تواقيعكم الآن). .
ولا تنصدم إذا سمعت تصريحات الملا (واثق البطاط) وهو يدعو اتباعه لنصرة إيران إذا رغبت طهران بالهجوم على العراق.. ولا تندهش عندما تسمع قناة الشرقية تتحدث بازدراء عن سكان جنوب العراق وتنعتهم بأبشع النعوت والأوصاف. . ولا تعترض على مشاريع الإطار التنسيقي لبناء مصافي عملاقة في الاردن لإنتاج المشتقات النفطية من البترول المنقول إليها براً من حقول البصرة. . ولا تتعجب أبداً من توسع الوجود الإسرائيلي في إقليم كردستان. ولا تستغرب أيضاً من الدعم السخي الذي قدموه لتفعيل انتفاضة كردية موجهة ضد العراق كجزء من استراتيجيتهم الجيوسياسية في المنطقة. . حري بالمواطن العراقي ان يقف حائرا أمام جيوش القوى الدولية والعربية التي اشتركت كلها في الزحف على بلده واكتساحه بالطول والعرض بذريعة بناء الديمقراطية التعددية المهلبية، حيث لم يسبق في تاريخ كوكب الارض ان اجتمعت جيوش العالم لارساء قواعد الديمقراطية عن طريق القوة الحربية المفرطة في بلد هو الاقدم في تاريخ الحضارات !؟!. .
من هنا يتعين على كل مواطن عراقي ان لا يندهش من المصائب والويلات التي وقعت فوق رأسه ومزقت خارطة بلده، ويتعين عليه أن لا يستغرب، ولا يمتعض، ولا يستاء عندما يرى العراق مفككاً مبعثراً، فالذي يجري أمام اعيننا الآن هو نتيجة طبيعية للتعددية الحزبية المبنية على الاسس الطائفية والعرقية المتشددة، ونتيجة طبيعية لمواقف الاحزاب التي ربطت مصيرها بالقوى الاجنبية والعربية. ونتيجة طبيعية للكيانات التي فضلت مصلحتها على مصلحة العراق، ونتيجة طبيعية للقوى المحلية المؤمنة بالمحاصصة، والتي فتحت لها دكاكين اقتصادية قائمة على الفرهود والاستحواذ على المنافع والثروات. .
اما الآن وفي ظل الطعنات المؤلمة التي شوهت خارطة العراق، فيتعين على كل عراقي تعليق الخارطة على واجهة بيته، أو في مقر عمله. لكي يتأمل ملامحها الجغرافية كل يوم حتى لا تغيب عن ناظريه. فقد نصحو في يوم من الأيام لنجد انفسنا معروضين للبيع في صفقات لا نعرف اصلها من فصلها، أو مقسمين في بازرات الفئات المتآمرة علينا، أو مشتتين في معارض البيع المباشر (لا سمح الله). .
تكاد لا تخلو جلسة عراقية في المقاهي والمضايف والدواوين وعلى صفحات المنصات، من الحديث عن غياب المشروع الوطني العراقي. وعن غياب الثوابت الوطنية. .
هل تذكرون عندما تعرض العراق لهجمات الدواعش كيف استنفروا الفقراء للذود عن الأرض والعرض ؟، لكنهم عندما انهزم الدواعش وجهوا دكاكينهم لتقاسم المشاريع والغنائم. .
ختاماً تذكروا ان العراق شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات ولا تُسقى إلا بالمروءات والمواقف النبيلة. فعندما يكون العراق في خطر فكل أبنائه جنود. ما أجمل أن يموت الإنسان من أجل شعبه ومن أجل بلده، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا البلد العظيم. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
سياسيون عراقيون: الانتخابات المقبلة تدوير نفس الوجوه الكالحة الفاسدة
آخر تحديث: 12 ماي 2025 - 10:27 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق – يرى السياسيون العراقيون ، أن المال السياسي لدى “أحزاب السلطة” أصبح بحجم لا يستطيع أحد من الأحزاب الأخرى منافسته، فهو يمكنها من استمالة جمهورها المستفيد والذي يكبر حجمه في كل دورة انتخابية من خلال شراء الذمم وخاصة فقراء الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في نسبة الفقر، إلى جانب استغلال موظفي الدولة والتصويت الخاص خاصة الحشد الشعبي ، لذلك لن تستطيع الأحزاب الأخرى من اختراق الأحزاب الكبيرة حتى لو كان لديها مال كبير أو مدعومة من دول إقليمية.وفي هذا السياق، يؤكد زهير الجلبي، عضو ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، أن “المال السياسي لدى أحزاب السلطة (الشيعية والسنية والكوردية)، أصبح بحجم لا يستطيع أحد مواكبته، كما أنها تمتلك جمهوراً مستفيد منها، وهو يكبر حجمه في كل دورة”.وأضاف، أن “أحزاب السلطة تستغل موظفي الدولة والتصويت الخاص (المؤسسة العسكرية بما فيها الحشد الشعبي) تحت الترهيب والترغيب، وبالتالي يكون ولاء هؤلاء لهم”.وبناءً على ذلك، يرى الجلبي، أن “الأحزاب الأخرى لن تستطيع منافسة أحزاب السلطة حتى لو كان لديها مال كبير أو مدعومة من دول إقليمية، إذ أنها لا تستطيع اختراق مؤسسات التصويت الخاص وكذلك جمهورها المستفيد”.ووفق هذه المعطيات، يتوقع الجلبي، “عدم حصول تغيير في الانتخابات المقبلة، إلا في حال حصول مشاركة كبيرة من الجمهور العراقي بأن تتجاوز 70%، حينها يمكن ظهور شخصيات جديدة، لكنها أيضاً لن تكون منافسة لأن البرلمان مكوّن من 329 نائباً، والأحزاب الأخرى حتى وإن حصلت على 40 أو 50 مقعداً، فلن تؤثر على قرارات مجلس النواب”. من جهته، ينتقد النائب الأسبق في البرلمان العراقي، رزاق الحيدري، ما وصفه بـ”الاستغلال الواضح والكبير للمال العام ومشاريع الدولة والحكومة للدعاية الانتخابية”، مبيناً أن “هذه السلوكيات هي مزاج سياسي عام يتكرر مع كل انتخابات، رغم أنها ظاهرة مخزية للعملية السياسية بتوظيف المال العام بمنّة على العراقيين”.وأضاف، “كما هناك أموال وعروض وصلت بعضها إلى مليارات الدنانير لمن يملك مساحة وثقلاً عشائرياً وسياسياً، ما ينذر بخطر على العملية السياسية وعزوف الشعب عن المشاركة في الانتخابات”.وتابع الحيدري وهو من محافظة بابل، أن “بعض القنوات والإعلاميين يطبلون للسلطة، وهذا التطبيل غير مناسب للعملية السياسية في العراق، ويتوقع الحيدري، أن “السوداني حتى لو قاد تحالفاً كبيراً فهو لن يحصل على الأصوات التي تؤهله ليكوّن ائتلافاً يظاهي الإطار التنسيقي أو نوري المالكي أو الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري”. أما عن تنافس الكتل السنية في الانتخابات، يوضح مصدر سياسي، أن “الكتل السياسية السنية المعروفة هي 4 إلى 5 كتل، وهذه ستشارك بقوّة كونها تملك أموالاً طائلة، ومن المتوقع صرف أكثر من مليار دولار في المحافظات الغربية، حيث إن هذه الانتخابات ستسفر عن معركة حاسمة ومصيرية فيما بينهم”.واضاف، أن “أغلب قادة الكتل السنية في الحكومة الحالية يملكون وزارات ومدراء عامين في المؤسسات الأمنية والخدمية، كما لديهم محافظين ورؤساء مجالس محافظات وأعضاء، وكل هذه ستستخدم في الصراع”.وتوقع المصدر، أن “الشارع السني سيشارك في الانتخابات بنسبة عالية، لأنه يرغب بالتغيير وإنهاء هذه الوجوه من العملية السياسية لأن الدورة البرلمانية الحالية تعد أسوأ دورة منذ عام 2003، لضعف أدائها، لذلك ستكون هناك حملة للتغيير، وأغلب الوجوه الحالية سيتم إزالتها”.