الجيش الذي لا يقهر تمَّ قهره ودحره كالعادة، الجيش الأسطورة ليس سوى خرافة، هكذا أثبتت الأحداث على أرض الطُّهر والرسالات؛ فلسطين في مواجهة المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى طوال عقود. ولعلَّ الأحداث الأخيرة أو ما أُطلق عَلَيْه بطوفان الأقصى التي شهدتها الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة تثبت ذلك من جديد.
على العموم الأحداث في فلسطين المحتلَّة قديمًا وحديثًا توضِّح بجلاء كيف هي نتائج الظلم والإرهاب والتعدِّي على حقوق الشعوب؟ ولا غرابة في أيِّ حدَثٍ يؤكِّد استمرار الشَّعب الفلسطيني في الدِّفاع عن أرضه وعِرضه، ولا استغراب في ردِّ العدوان بأيِّ شكلٍ من الأشكال، ولا مبالغة في ردة الفعل حين تكُونُ في مواجهة الآلة الصهيونيَّة التي تدعمها قوى الاستعمار العالَمي.
إذًا ما زال الشَّعب الفلسطيني يؤكِّد استمرار سقوط الخرافة بالأدلَّة والبراهين، واستمرار التأكيد على أنَّ الخوف يقتلع أوَّلًا من النَّفْس والفِكر، ثمَّ من الواقع، بل إنَّ اقتلاعه من الواقع أسهل بكثير حين تملك الإرادة والعزيمة، وقَبلها الحُريَّة والكرامة، وهو ما يؤكِّد عَلَيْه هذا الشَّعب الذي يرفض القَبول بخرافات المستعمرة الإسرائيليَّة الكبرى، ومن ضِمْنها الجيش الذي لا يقهر.
حقيقة النصر والهزيمة هنا، لا تكمن في قدرة المحتلِّ على البقاء في الأرض المحتلَّة لأمدٍ طويل، بل يتضح إعجاز النصر بقدر قدرة أصحاب الأرض المحتلَّة على المقاومة والصمود، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرُّون بها، وخصوصًا في ظلِّ الفارق الشاسع بَيْنَ الطرفَيْنِ في العدَّة والعتاد والدَّعم المادِّيِّ واللوجستي المعنوي، منذ نشوء وقيام هذا المسخ على الأرض العربيَّة، كذلك في القدرة على مقاومة الهزيمة نَفْسِها أو الاعتراف بها.
وهنا نقول: هل سمعتم يومًا فلسطينيًّا حُرًّا شريفًا يعترف بهزيمة شَعبه ووطنه في مواجهة هذا السرطان الصهيوني؟ والجواب بكُلِّ سهولة هو: لا، بَيْنَما اعترف المحتلُّ الإرهابي منذ اليوم الأوَّل الذي وطئت أقدامه القذرة أرض الطُّهر والرسالات فلسطين بهزيمته وانهزامه، بل وأنَّه محتلٌّ مُجرِم لأرض ووطن غيره، وهل هناك أكثر من ذلك هزيمة وامتهانًا للمستوطن الصهيوني؟
نعم ما زال الشَّعب العربي الفلسطيني يُسقط كُلَّ يوم خرافة إسرائيليَّة، يكسر تلك التابوهات السِّياسيَّة، وها نحن اليوم وبالأمس وبكُلِّ تأكيد في الغد القريب والبعيد سنشهد حقيقة سقوط تلك الأسطورة أو الخرافة ـ إنْ صحَّ التعبير ـ يقول الله عزَّ وجلَّ وهو العليم بهم (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم.
محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أمريكا توشك على نشر تسجيل يظهر صعوبات بايدن في تذكر الأحداث المهمة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنّ: "الإدارة الأمريكية، تعتزم نشر تسجيل صوتي، لمقابلة سابقة للرئيس السابق، جو بايدن، مع المستشار الخاص روبرت هور، خلال التحقيق في تعامل بايدن مع وثائق سرية".
ونشر موقع "أكسيوس" الأمريكي، مساء الجمعة، مقطعا صوتيا مدته أربع دقائق من مقابلة بايدن، مع المستشار الخاص لعام 2023، يوثّق لظهور بايدن وهو يتحدث بصوت خافت ومتقطع، ويجد صعوبة في تذكر التواريخ الرئيسية.
EXCLUSIVE AUDIO: Biden's reversal on classified document flusters his attorneys
After initially saying he didn't recall why he had it in his home, he acknowledged "I guess I wanted to hang onto it just for posterity's sake" https://t.co/htDNe2frxQ pic.twitter.com/NDtz6GYzTM — Axios (@axios) May 17, 2025
ورفضت الإدارة الأمريكية السابقة الكشف عن السجلاّت، بحجة أن الكشف عن المعلومات من شأنه أن يعيق إجراء تحقيقات مماثلة في المستقبل. فيما نشر موقع أكسيوس "التسجيل الصوتي" في الوقت الذي كانت فيه إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، تخطط لنشر التسجيل الكامل للمقابلة، وفق الصحيفة نفسها.
وبحسب الصحيفتين، فإنّ: "الجمهوريون لطالما سعوا إلى نشر تسجيل المقابلة بحجة أنها قد تقدم دليلا على تراجع في القدرات العقلية للرئيس الأمريكي السابق"، مضيفة أنّ: "التسجيلات الصوتية للاستجواب، التي تبيّن خلالها أن سلف ترامب في رئاسة البلاد يعاني من مشاكل في الذاكرة، قد يتم نشرها علنا في الأسبوع المقبل".
إلى ذلك، يقدم التسجيل نظرة مباشرة على مقابلة بايدن، التي وصفت بـ"المثيرة للجدل" مع روبرت هور، وهو المستشار الخاص، كجزء من تحقيق في تعامل بايدن مع وثائق سرية.
وفي عام 2024، نشر نص المقابلة، حين أصدر هور تقريره ورفض التوصية بتوجيه اتهامات إلى بايدن، كما منعت إدارة بايدن نشر التسجيلات الصوتية التي تظهر صعوبات بايدن اللفظية وضعف ذاكرته.
وكانت المقابلة قد أجريت مع بايدن في البيت الأبيض، لمدة تناهز الخمس ساعات، على مدار يومين في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 من قبل روبرت هور، الذي عين للتحقيق "فيما إذا كانت جرائم قد ارتكبت تتعلق بوثائق سرية عثر عليها في مكتب بايدن السابق ومنزله بعد مغادرته إدارة أوباما".
وفي السياق نفسه، يأتي ظهور التسجيل في الوقت الذي يكافح فيه الديمقراطيون مع كشف جديد عن صحة بايدن خلال توليه منصبه، والجهود التي بذلها مساعدوه وقادة الحزب الآخرون، آنذاك، لتهدئة المخاوف فيما يخص قدرته على الترشح لإعادة انتخابه.