يكتشف العلماء طريقًا من آثار الأقدام يكشف أسرار تحركات الديناصورات العملاقة
شهد محجر “ديورز فارم” في مقاطعة أوكسفوردشاير البريطانية اكتشافًا أثريًا مذهلًا، حيث عُثر على نحو مئة أثر لأقدام ديناصورات تعود إلى أكثر من 166 مليون سنة. 

ويُعد هذا الاكتشاف، الذي يمتد لمسافة 220 مترًا، من أكبر مواقع آثار أقدام الديناصورات في أوروبا، ويمنح العلماء رؤية جديدة حول كيفية تنقل هذه المخلوقات العملاقة عبر المناظر الطبيعية خلال العصر الجوراسي الأوسط.

يرصد الفريق العلمي تفاصيل التحرك والسلوك


قاد فريق من متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أكسفورد وجامعة برمنغهام أعمال التنقيب، ليكتشفوا آثار أقدام ضخمة تُنسب إلى ديناصورات الصوروبود – وهي كائنات عاشبة ذات رقاب وذيول طويلة عاشت في مناطق ما يُعرف الآن ببريطانيا وفرنسا. ويُعتقد أن النوع المسؤول عن هذه الآثار هو سيتيوصور، أحد أضخم الحيوانات التي عاشت على وجه الأرض، بطول يصل إلى 16 مترًا ووزن يقارب 10 أطنان.

يُحلل العلماء سرعة الخطى وحجم الكائنات


يفسّر الدكتور دنكان مردوك من جامعة أكسفورد هذه البصمات بأنها أكثر من مجرد آثار؛ فهي سجلات حية لطريقة مشي هذه المخلوقات. ويقول إن طول الخطوة وعرض البصمة يتيحان تقدير سرعة السير، موضحًا أن الديناصورات ربما كانت تتحرك بسرعة تقارب 4 إلى 5 أميال في الساعة، أي بسرعة الإنسان العادي أثناء المشي.

يُعيد الاكتشاف رسم صورة بريطانيا القديمة


يُظهر تحليل الموقع أن بريطانيا كانت تقع أقرب إلى خط الاستواء قبل 166 مليون عام، أي في منطقة مناخية مشابهة لشمال أفريقيا اليوم. ويعتقد العلماء أن الديناصورات كانت تعبر مسطحات طينية وجزرًا داخل بحر ضحل يشبه جزر البهاما الحديثة، ما يجعل هذا الاكتشاف شاهدًا فريدًا على طبيعة البيئة القديمة.

يُبرز الموقع أهمية علمية نادرة في المملكة المتحدة


توضح الدكتورة كريستي إدغار من جامعة برمنغهام أن العثور على آثار ديناصورات بهذا الحجم في الداخل البريطاني أمر استثنائي، لأن معظم الاكتشافات السابقة كانت ساحلية. وتضيف أن اتساع المساحة المحفوظة يمنح الباحثين فرصة نادرة لفهم سلوك هذه الكائنات العملاقة أثناء تحركها الجماعي.

يُحافظ العلماء على الموقع استعدادًا لدراسات مستقبلية


حاليًا، تُسجّل الآثار بعناية ثم تُعاد تغطيتها بطبقات واقية للحفاظ عليها. وتُجرى مناقشات بين هيئة إنجلترا الطبيعية، وشركة تشغيل المحجر، والسلطات المحلية حول إمكانية إجراء حفريات مستقبلية تسمح بالكشف عن مزيد من الأسرار. وحتى ذلك الحين، يبقى هذا الموقع بمثابة صفحة محفوظة من تاريخ الأرض، تروي حكاية مخلوقاتٍ عملاقةٍ سارت يومًا فوق أرض بريطانيا القديمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ديناصورات الديناصورات العملاقة اثار ديناصور أوكسفوردشاير الاكتشاف المملكة المتحدة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف كائنات جديدة لافتة في موقع تعدين بالمحيط الهادي

في ظلام دامس على عمق يقارب 4 كيلومترات تحت سطح المحيط الهادي، حيث لا يصل أي ضوء وتتحرك الحياة على فتات قليل من الغذاء يسقط من الأعلى، بدأت قصة تشبه اقتحام "أرشيف حيوي" لم يُفهرَس بعد.

هناك، في المنطقة الواقعة بين هاواي والمكسيك والمعروفة بمنطقة كلاريون كليبرتون، أجرى باحثون مسحا واسعا للحياة القاعية بالتوازي مع اختبار شبه صناعي لماكينة جمع "العُقَد متعددة المعادن"، تلك الحصى المعدنية الغنية بعناصر كيميائية مهمة، مطلوبة للبطاريات وتقنيات التحوّل الأخضر.

العلماء اكتشفوا أن الماكينات تقلل من التنوع الحيوي في تلك المنطقة (جامعة غوتنبرغ)عنكبوت بحري

لكن المفارقة أن التجربة لم تُخرج معادن فقط، ولكن على مدار 5 سنوات من العمل وقرابة 160 يوما في البحر، جمع فريق من العلماء عينات من رواسب القاع ورصد كائنات يزيد حجمها عن 0.3 مليمتر، أي أكبر قليلا من فتات الغبار البحري الذي تلتقطه المصافي العلمية.

والنتيجة كانت لافتة، حسب دراسة نشرها الفريق في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن"، حيث تعرف العلماء على 4350 فردا، من 788 نوعا، كثير منها غير معروف أو مسجّل علميا.

أحد تلك الكائنات اللافتة كان "العنكبوت البحري"، وهو كائن ينتمي إلى مجموعة قريبة من عناكب اليابسة، لكنه ليس واحدا منها بالمعنى التصنيفي الدقيق.

بعض أنواع العناكب البحرية يمكن أن تبلغ حجم كف اليد في أعماق البحر المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، بينما هذا النوع المعروض في الدراسة لا يتجاوز بضعة مليمترات فقط، وهو تذكير بأن عالم الأعماق يمكن أن يجمع بين الكائنات العملاقة والمتناهية الصغر في المشهد نفسه.

العلماء وجدوا كثيرا من الكائنات غير المعروفة سابقا (جامعة غوتنبرغ)مجتمع متنوع

هذه الأرقام وحدها تبدد فكرة أن سهول الأعماق صحراء مائية خاملة، بل إن الباحثين وجدوا أن الكائنات الأكثر حضورا هي الديدان عديدة الأشواك، ثم قشريات دقيقة، ثم رخويات مثل القواقع وبلح البحر، وهو مجتمع متنوع.

إعلان

القلب الصلب للدراسة كان اختبارا ميدانيا عام 2022 لماكينة تجميع كبيرة في السهل السحيق على عمق 4280 مترا، تمكنت من استرجاع أكثر من 3 آلاف طن من العُقَد الصخرية المتعددة المعادن.

بالتزامن مع ذلك، اهتم فريق من العلماء بدراسة تأثير الماكينة على البيئة، ووجد بالفعل أن نسبة كثافة الكائنات في تلك المنطقة بنحو 37%، وتراجع عدد الأنواع بنحو 32%.

اللافت أن الدراسة رصدت أيضا أن المجتمع القاعي لم يكن ثابتا أصلا، هناك تغيرات طبيعية معتبرة عبر فترة الرصد، يرجّح الباحثون أنها مرتبطة بتقلب كمية الغذاء الهابط إلى القاع.

هذا مهم لأن التعدين لا يحدث في مختبر معزول، بل فوق نظام يتنفس ببطء ويتقلب دون أن نراه، وأحد أكبر مخاوف العلماء من تعدين الأعماق هو الغبار الطيني الذي قد تثيره الماكينات، ثم يترسّب بعيدا عن موقع التعدين.

في هذا السياق، فإن الدراسة الجديدة تقول إن تعدين الأعماق يمثل مشكلة يجب الالتفات إليها، فنحن نستخرج معادن من مكان لا نعرف حدوده الحيوية، ولا نمتلك فكرة عما يعيش هناك.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف حطام سفينة عمرها 2000 عام قبالة الإسكندرية .. ماذا وجدوا بداخلها؟
  • اكتشاف إصابة بسلالة متطوّرة من جدري القرود في بريطانيا يثير قلق العلماء
  • الصين تكتشف آثار أقدام ديناصورات يعود تاريخها إلى نحو 200 مليون عام
  • هروب جماعي قبل 83 مليون سنة.. اكتشاف آثار مذهلة في إيطاليا| إيه الحكاية؟
  • ديناصورات تخلّف لغزًا عمره ملايين السنين.. ماذا اكتشف العلماء في جبال بوليفيا؟
  • عمرها 2000 عام.. اكتشاف حطام سفينة ترفيهية قبالة الإسكندرية
  • اكتشاف حطام سفينة عمرها 2000 عام قبالة الإسكندرية
  • اكتشاف آثار ديناصورات عمرها 200 مليون سنة يفتح نافذة على تاريخ الصين
  • اكتشاف أكبر موقع لآثار أقدام الديناصورات في العالم
  • اكتشاف كائنات جديدة لافتة في موقع تعدين بالمحيط الهادي