كاتب صهيوني ..واجه أصعب شعب عرفه التاريخ و اسرائيل” تلفظ أنفاسها الاخيرة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
#سواليف
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقالاً للكاتب الصهيوني الشهير ( #آري_شبيت ) يقول فيه : يبدو أننا نواجه #أصعب_شعب عرفه التاريخ ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء #الاحتلال..
بدأ “شبيت” مقاله بالقول : يبدو أننا إجتزنا نقطة اللا عودة ، ويمكن أنه لم يعد بإمكان ” #اسرائيل ” إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة .
وأضاف، إذاً كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في “هآرتس” ، ولا طعم لقراءة “هآرتس”. يجب فعل ما اقترحه (روغل ألفر) قبل عامين، وهو مغادرة البلاد. إذا كانت “الإسرائيلية” واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن “إسرائيلي” ، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس .
مقالات ذات صلةمن هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة “دولة إسرائيل” وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد #الدولة_اليهودية الديمقراطية وهي تغرق. يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد.
ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللا عودة بعد. ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد.
وتابع الكاتب، أضع اصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد ، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني، أن ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال.
وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان. القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ “إسرائيل” من نفسها، هم “الإسرائيليون” أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض. وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت.
ويؤكد الكاتب في صحيفة هآرتس : أن “الإسرائيليين” منذ أن جاؤوا إلى فلسطين ، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ.
ومن خلال استغلال ما سمي المحرقة على يد هتلر «الهولوكوست» وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي “أرض الميعاد”، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.
واستنجد الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود، ومن أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، الذي أكدوا “أن الهيكل أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود ، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية ، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك …
وكان آخرهم عام 1968 م، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كابينوس»، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير “الإسرائيلية”، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى …
حيث قررت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون
“مبنى إسطبلات سليمان” ، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً ، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين ، وهذا رغم أن «كاثلين كينيون» جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين ، لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ “الشرق الأدنى”.
وشدد على القول أن لعنة الكذب هي التي تلاحق “الإسرائيليين”، ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي ، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا.
يدرك “الإسرائيليون” أن لا مستقبل لهم في فلسطين ، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا . ها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على “الإسرائيليين”، هو (جدعون ليفي) الصهيوني اليساري، إذ يقول :
يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، وقلنا ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 87 .. أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون .
وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000 ، أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار ، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة..
وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية ، حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي “الإسرائيلي” (عاموس)؟ ويدخلون الرعب إلى كل بيت في “إسرائيل”، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية “الاسرائيلية” . خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الاحتلال اسرائيل الدولة اليهودية یبدو أن
إقرأ أيضاً:
الفزعة البدوية والحق في المشاركة السياسية
الهجري وجبهة الممانعة وإسرائيل كلهم في جبهة واحدة يتهمون الشرع بالتطبيع. هذا ائتلاف مهزومين وينكرون بالخصوص هزيمتهم الأخلاقية. لقد رُفع علم الكيان على أرض سورية، فلم يعد الحديث ممكنا فالخيانة ليست وجهة نظر. للشرع أن يمضي قدما في تهيئة أوضاع سوريا لغد أسلم وأفضل، فالذباب لا يقتل وإن كان يفسد المزاج بطنينه. لنتحدث في موضوع جدي نرى عليه علامات، موضوع طوفان البدو وقد سارت بالعبارة الركبان.
الدرس الخلدوني الدائم
ننصح أحمد الشرع وحكومته بالدرس الخلدوني ولا نعلمهم إياه، فهو يساعد على فهم العلاقة الإشكالية بين البداوة والمدينة عبر التاريخ العربي الطويل، وعسى أن يجدوا في التاريخ عبرة فلا يقعوا في ما وقع فيه حكام تونس في مرات كثيرة من التعامل بانتهازية مع الفزعة البدوية ذات النفس التحريري. فما وقع في تونس في أربع وقائع متشابهة يعتبر دروسا مكررة تقيم حججا إضافية على صواب رأي ابن خلدون حتى بعد أن غيّبه القدر. هذه مقدمة خلدونية ثانية حية.
ثوره الربيع العربي كانت فزعة بدوية وريفية (رابعة) انتهت إلى نفس المصير، التفت عليها نخب العاصمة من التجار والصنائعية الذين صار اسمهم البرجوازية واستعانوا عليها بفرنسا، فإذا الثورة تفشل وإذا الحاضرة تحكم ولكن في فراغ من الشعب والمبادئ
في النصف الثاني من القرن الخامس عشر (بعيد موت ابن خلدون) فزع "العربان" ضد آخر ملوك الحفصيين (مولاي أبو الحسن الحفصي) احتجاجا عل سوء سياساته الضريبية فيهم. و"العربان" وصم تحقيري خرج من الحاضرة ضد البدو وسكان الأرياف عامة. لم يُصغِ الأمير الحفصى الفاسد لصوت العقل، فاستعان على قومه بملك إسبانيا بطل الاستعادة (الروكنكيستا) ومحاكم التفتيش، شارل الخامس، فجاءه في أسطول نجدة لكنه احتل عاصمته وربط خيوله في جامع الزيتونة نكاية في البلد (الذي صدر إليه الإسلام) ودينه وعربانه. نصف قرن من الاحتلال الإسباني لتونس لم تنهه إلا فزعة تركية فيها من بداوة الترك (عصبية في أول صعودها)، وإن ركبت البحر دون الإبل.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1864) فزع البدو في ثورة ضد باي تونس (والي عثماني يتمتع باستقلال ذاتي) نتيجة لنفس الأسباب السياسات الضريبية الفاسدة في زمن قحط وفقر قاتل. لم يُصغ الباي إلى العربان (شعبه)، فاستعان بالفرنسيين يقرضونه ليتمتع حتى سقط البلد تحت الاحتلال.
ثورة التحرير التونسية المشابهة في شكلها ومنطلقاتها لثورة عبد القادر الجزائري ولثورة عمر المختار ولثورة عبد الكريم الخطابي؛ كانت كلها فزعات/ثورات الأرياف والبادية تخرج ضد السلطة المركزية أو الغازية الفاسدة والفاشلة فيستعان عليها بعدو مشترك، فيفشل الجميع ويتمكن الاحتلال الغربي
ثوره الربيع العربي كانت فزعة بدوية وريفية (رابعة) انتهت إلى نفس المصير، التفت عليها نخب العاصمة من التجار والصنائعية الذين صار اسمهم البرجوازية واستعانوا عليها بفرنسا، فإذا الثورة تفشل وإذا الحاضرة تحكم ولكن في فراغ من الشعب والمبادئ.
فزعة سوريا
جوهرها الظاهر البدو ضد الخونة وضد عدو مشترك؛ هبت فجأة وانتصرت بتحجيم الخيانة وإرباك خطط العدو، ولكنها أعيدت إلى مواطنها في ما يشبه الطرد، رغم أننا سمعنا قبولا بالمناورة مع السلطة المركزية. ونراقب استعدادات بدت لنا مفاجأة في ما تعودنا من وصم البوادي بالركود؛ استعدادات تتجاوز الحدود القُطرية لسايكس بيكو، قوة فعالة يمكن و-هنا نختار اللفظ بدقة- إشراكها لا توظيفها. إذا تم توظيفها (التعامل معها كقوة وظيفية أو جنود احتياط أو لحم مدافع)، فقد وقع الشرع وحكومته في ما وقع فيه حكام تونس من خطأ في حق الفزعات البدوية، وإذا تم إشراكها فسيكون الشرع قد فهم الدرس الخلدوني؛ شراكة السلطة مع أصحاب الحق الحقيقيين في السلطة الذين يثورون من أجلها ومعها في إطار مشروع وطني استقلالي.
أما سبب التخوف من التوظيف دون الإشراك فهو ما قرّ لدينا من قناعة من أن الحواضر العربية ودمشق منها في القلب؛ قد تعاملت بعقل انتهازي دوما مع البادية وسكانها. فهي مصدر الجند للمعارك، وهي مصدر العمالة للمصانع، وتنزل أحيانا بالبدو إلى منزلة التندر والسخرية وتسلية المجالس، وذلك منذ حكاية أبي عبيد وأبي زيد في بغداد العباسية على ما رواه الجاحظ.
صورة دمشق عن نفسها هي الشام كل الشام وصورة القاهرة عن نفسها هي مصر كل مصر، لذلك يصير الصعيدي موضوعا للتندر وهو في أفضل حالاته بواب عمارة أو مكوجي أو عربجي؛ الدراما المصرية منذ نشأتها لم ترحم الصعيدي ولا السوادني المحسوب عندها في بدو مصر. وصورة تونس (الحاضرة) عن نفسها هي أن كلها تونس والناس مقسمون فيها من في داخل الأسوار (Intra-muros) ومن خارجها (Extra-muros)؛ لا حق لمن يقيم خارج الأسوار إلا في خدمة من بداخلها، ونعدد على بغداد وطرابلس وحواضر المغرب.
ينادى البدو في الملمات ليقوموا بالمهمات العسيرة ثم يعادون إلى مواطنهم وأحيانا دون شكرهم على المجهود، بينما تستقل مدن التجار والصنائعية (الحضر) أو البرجوازيات الناشئة بالسلطة وخيراتها. باختصار، يثور البدو ويقطف الحضر الغنيمة.
هذا الوضع التاريخي كان مؤهلا لنهاية بفعل دولة وطنية ناشئة وتتحدث حديث الوحدة الوطنية، لكن على الأرض لم تفلح دولة عربية واحدة في توحيد مجالها وإشراك كل سكانها في السلطة والخيرات. بل عملت على العكس، قسمت عامدة (كما فعل المحتل) المجال السكاني والثقافي والاقتصادي، مبقية على البدو (الأرياف) كاحتياط يد عاملة رخيصة. (في تونس توجد قرى مفقرة مهمتها إنتاج خادمات المنازل لسكان العاصمة والساحل، وربما نجد قرى مماثلة في مصر والشام). الفشل في توحيد المجال هو ليس سمة غالبة فحسب، بل سياسة متبعة. (فرق تسد القديمة في دول حداثية).
شام التجار والصنائعية أمام اختبار قاس
سيكون هذا سبقا تاريخيا للسوريين يؤسسون عليه حكم العرب لدولهم لقرون طويلة، وإذا كان يطيب للسوريين المنتصرين استذكار بني أمية فالديمقراطية ليست ضد بني أمية، بل لعلها وسيلتهم الجديدة
وضعت فزعة البدو الأخيرة ضد الخونة الدولةَ السورية الجديدة أمام اختبار قاس، فإما أن تأخذ بعين الاعتبار قوة هؤلاء البدو (أصحاب الفزعة) فيكون لهم نصيب من السلطة وخيرات الحكم، أو أن تكتفي على جاري عادة الأنظمة السابقة باستعمالهم (استعمال كلينكس).
في الاحتمال الأول ستكون النتيجة قريبة من اليد، أي توسيع قاعدة الحكم الشعبية وتثبيت أركان السلطة بقوة بشرية نشطة ولو أنها تحتاج إلى تدريب، والاستعمال العسكري ليس الاستعمال الوحيد. فإذا اندمجت هذه القوى في عملية سياسية (وليس من وسيلة إلا الانتخابات)، فإن الدولة تكون قد وحدت جزءا مهما من مجالها الجغرافي والسياسي، فيتبع ذلك المجال الاقتصادي بإعادة توزيع التنمية على قاعدة التوزيع الديموغرافي.
في الاحتمال الانتهازي الذي خبرناه ستعيد حكومة سوريا إنتاج المظالم نفسها، أي الميز السلبي تجاه البدو (الأرياف)، وهو سبب حقيقي لعدم الاستقرار بل الفشل الذي نعرفه في سوريا البعث وفي بقية الأقطار العربية أو الدول الفاشلة رغم خطاب الوطنية.
في الدرس الخلدوني لا بد من وجود هذا التناقض بين بدو حضر لتكون حركة في التاريخ (دورات العصبية)، لكن ماذا لو فكرت سوريا الثورة في كسر القانوني بفكر جديد يتأسس على الحق لا على الموقع؟ لقد كتب ابن خلدون قبل اكتشاف الصندوق الانتخابي وهو آلية تعديل سياسي واجتماعي متاحة، بل يمكن إسنادها بالنص الديني السابق على الجميع. لا بأس من تسميتها شورى، فليس للشورى شكل محدد مسبقا. سيكون هذا سبقا تاريخيا للسوريين يؤسسون عليه حكم العرب لدولهم لقرون طويلة، وإذا كان يطيب للسوريين المنتصرين استذكار بني أمية فالديمقراطية ليست ضد بني أمية، بل لعلها وسيلتهم الجديدة.