فقد الابن .. والحزن اللامتناهي!
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كانت أوائل شهر أكتوبر عِندما فقَدَ ذلك الصديق طفلَه، وهو ينظر لابنه بعُمق متسائلًا: كيف يُمكِنه الاستمرار في التنفُّس رغم الألم؟ كيف لا؟ وولادة طفله، أوصلته إلى أسعد منعطف حياتي مرَّ به على الإطلاق. ولكن ـ بلا شك ـ وفاته، كانت الأكثر تحطيمًا. بطبيعة الحال، يمضي ذلك الأب الأسابيع الأولى من ولادة طفله مهووسًا به على مدار السَّاعة، منشغلًا بأساسيَّات البقاء ومشتاقًا إلى قسطٍ من النَّوم.
ولعلَّنا هنا يجِبُ أنْ ندركَ أنَّ مُعْظم النَّاس لا يعانون من الاكتئاب بعد الفجيعة، خصوصًا وأنَّ دِيننا الحنيف يحثُّنا على الصبر والإيمان بالقضاء والقدر، علاوةً على ذلك، عِندما يُصاب الشخص الحزين بالاكتئاب السريري، فقَدْ يكُونُ عرضة لخطر معاناة طويلة الأمد بدلًا من أن يكُونَ في مرحلة ما من التقدُّم المُطَّرد نَحْوَ القَبول بالواقع!
وهنا إذا ما تعمَّقنا للسيكولوجيَّة الإنسانيَّة بعُمق أكثر، وعلى الرغم من أنَّ مُعْظم النَّاس سيشعرون بالحزن عِندما يفقدون شخصًا قريبًا مِنْهم، إلَّا أنَّهم لَنْ يتأثَّروا به على المدى الطويل. بالنسبة لنصفِ الثكالى ـ على سبيل المثال ـ يكُونُ الحزن خفيفًا أو معتدلًا ثم يهدأ. من بَيْنِ أولئك الذين يعانون من مستويات عالية من الحزن في البداية، عادةً ما يبدأ الضيق في التراجع خلال بضعة أسابيع أو أشهر أيضا. وحقيقة إنَّه ليس خطًّا مستقيمًا، حيث يكُونُ كًلُّ يوم أفضل من الذي سبَقه، لكن المستوى العامَّ للمعاناة ـ إن استطعت القَوْل ـ ينخفض بمرور الوقت.
ومع ذلك، فإنَّ بعض الأشخاص الثكالى، سيعانون من حزن شديد لمدَّة ستَّة أشهر أو أكثر. إنَّ خطر البقاء في حزن عميق لأكثر من عام أعلى بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضغوط اجتماعيَّة واقتصاديَّة أو الذين عانوا من فقدان الزوج، ويظلُّ أعلى بعد فقدان طفل، أو الوفاة المفاجئة عن طريق حادث. ولكَيْ أكُونَ صادقًا معك ـ عزيزي القارئ ـ فإنَّ ألَمَ الخسارة لا يهدأ أبدًا تمامًا، والحصول على رعاية جيِّدة بَيْنَما تتعلم كيف تتعايش مع حزنك هو جزء أساسي من عمليَّة الشّفاء.
بكُلِّ تأكيد، البالغون الذين يواجهون هذا الضيق الشديد طويل الأمد يعانون ممَّا يطلق عليه بالحزن المطوّل أو الحزن المعقَّد. وهذا أيضًا يزيد من فرص إصابتهم بمشاكل صحيَّة نَفْسيَّة وجسديَّة خطيرة، بما في ذلك الوفاة المبكرة والأفكار الانتحاريَّة! وربَّما قَدْ نعي هنا أنَّه أحيانًا، لا نعرف دائمًا بأنفُسِنا، أو ندرك الآخرين من حَوْلِنا عِندما تكُونُ هناك حاجة للمساعدة. ويظهر العِلم أنَّ البقاء في حزن طويل الأمد لا هوادة فيه، يُمكِن أن يؤدِّيَ إلى خسائر فادحة.
ختامًا، أحيانًا يصبح الحزن، عِندما نختبره نحن البالغون معًا، عاملَ ربطٍ يربط القطع المكسورة في فسيفساء مشتركة أكثر تناغمًا ودعمًا، خصوصًا عِندما نتذكّر أنَّ الحزن جزء طبيعي من الحياة، وسيبقى معنا دائمًا. وبلا شك، ذلك الأب أو تلك الأُم، بحاجة إلى الأمل في أنَّ الحياة النابضة بالحياة كانت وستزال في متناول اليد. وهنا أتخيَّل الأب تمسَّك بفكرة عن ابنه وكيف ساعده ـ وهو يتذكر ابتسامته ـ على مواجهة المستقبل بِدُونِه ويقول وتلك الضحكة البريئة على محيَّاه: لقَدْ أحبَّني، هذا الحبُّ ثمينٌ، وهو للاحتفاظ به… لَنْ أضيعَه!
د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: یعانون من ع ندما
إقرأ أيضاً:
الحزن والوجيعة يخيمان على أهالي كفر الزيات.. جنازة شعبية في وداع الشاب ضحية الجزيرة | صور وفيديو
شيع الآلاف من الأسر والعائلات، جثمان الشاب ضحية الغدر ولقمة العيش، منذ قليل، في جنازة شعبية مهيبة، عقب أداء صلاة الجنازة في المسجد الكبير بمنطقة الجزيرة في مشهد جنائزي مهيب.
وانهار أفراد أسرة الشاب الراحل، خلال تشييع الجثمان، إلى أن تم دفنه في مقابر العائلة، فضلا عن اتسام الضحية بحسن الخلق، والذي ودع الحياة بطعنات غادرة في مشاجرة بسبب خلافات الجيرة.
تمكنت مباحث مركز شرطة كفر الزيات بمحافظة الغربية، اليوم، من إلقاء القبض على المتهمين بإنهاء حياة شاب وعمه بطعنات غادرة، في مشاجرة بالأسلحة البيضاء بمنطقة الجزيرة؛ بسبب خلافات سابقة مع آخرين.
وحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.
وتعود أحداث الواقعة حينما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية، إخطارا من مأمور مركز شرطة كفر الزيات، يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة حول واقعة وفاة شاب (السيد أبو الغيط)، في العقد الثاني من عمره، وإصابة عمه بطعنات غادرة في أثناء مشاجرة بمنطقة الجزيرة بنطاق دائرة المركز.
كما انتقلت القيادات الأمنية وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلي مكان الحادث للوقوف على آخر تطوراته.
سقوط الجناة
وبنقنين الإجراءات اللازمة وبأعداد الاكمنه الثابته والمتحركة تمكن الرائد أحمد شيحة وقوات من الشرطة السرية والنظامية من ضبط الجناة وتم اقتيادهم إلي ديوان مركز شرطة كفر الزيات.
وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول ظروف وملابسات الواقعة.
وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، والتي أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.